توقيع «التجريب في مسرح الثقافة الجماهيرية» في بالحديقة الثقافية

توقيع «التجريب في مسرح الثقافة الجماهيرية» في بالحديقة الثقافية

العدد 766 صدر بتاريخ 2مايو2022

ضمن فعاليات البرنامج الثقافي الذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة خلال شهر رمضان، أقيم في الحديقة الثقافية بالسيدة زينب حفل توقيع ومناقشة كتاب «التجريب في مسرح الثقافة الجماهيرية»  للناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2021
قدم الحفل  الحسيني عمران الكاتب و مدير النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وناقش الكتاب الكاتب المسرحي  الكبير  محمد أبو العلا السلاموني
أحمد عبد الرازق أبو العلا مؤلف الكتاب قال: 
هذا الكتاب يؤكد على ضرورة الحفاظ على الذاكرة المسرحية في مصر، ففي الخارج عندما تدخل المسرح تحصل علي كتالوج كامل به تاريخ المسرح والعروض التي قُدمت فيه، وهذه الكتيبات تُعتبر ذاكرة للمسرح، أما في مصر فنحن نهمل هذا المنحى، أو هذا الاتجاه ولا نهتم به، و التجريب في مسرح الثقافة الجماهيرية  قائم  قبل ان يكون هناك مهرجانا دوليا، عام 1988  
   أضاف : الثقافة الجماهيرية منذ نشأتها  تهتم بالتجريب المسرحي،  من خلال التجارب التي قدمت فيها، والتي لم يتم تسجيلها  وتوثيقها لتكون مرجعا للأجيال القادمة.  
وأشار أبو العلا  إلى أنه رصد تجارب منذ السبعينات قائلا:  كنت حريصا - من خلال المنهج الذي اتبعته في هذا الكتاب - علي أن أقدم التجارب التي عاصرتها، وشاهدتها وتابعتها نقديا، وكنت عضوا في لجان تحكيم بعضها مع أصدقاء آخرين، وبعض تلك  التجارب قدمتها بنفسي  كمشروع فني  حين كنت مديرا عاما للمسرح في الثقافة الجماهيرية، مثل مشروع (مسرح الشارع ) الذي قدمته عام 2012 في ميدان التحرير 
تابع : من هنا يُصبح الكتاب بجانبيه : التطبيقي، والتنظيري  مفيدا لكل من يريد التعرف علي تلك التجارب المسرحية، و كاشفا  لمنظور أصحابها  مثل تجارب التأليف الجماعي لأحمد اسماعيل وبهائي الميرغني، وتجربة مسرحة المكان لحسن الوزير وهشام السلاموني، وتجربة مسرح الأماكن المفتوحة، ومسرح الشارع، ومسرح الفلاحين، والسرادق، والصوتي والحركي .  بالإضافة إلى الجانب التطبيقي للعروض التي قدمت تحت هذه المسميات المختلفة، لذلك  أعتبر هذا الكتاب بداية لنهتم بتوثيق تجاربنا ولا ينبغي أن نكتفي فقط بتقديم العروض فتذهب جهود المسرحيين هباء.  
تابع : هذا الكتاب هو الوحيد في المكتبة المسرحية الذي تعرض لهذا الموضوع، ومن هنا تأتي أهميته وفرادته، وأكد ابو العلا علي سعادته به  واعتبره علامة، ومن أهم كتاباته لأنه يقدم في إطار احترام التاريخ المسرحي  خاصة المتعلق بمسرح الثقافة الجماهيرية؛ مسرح الجماهير، ولأنه المسرح الحي، وليس المسرح الميت، أو المميت، الذي سيظل  حيا بفضل هذه الجهود التي قدمها المسرحيون وما زالوا يقدمونها .

 أساس الفن الحقيقي
الكاتب المسرحي الكبير محمد أبو العلا السلاموني بدأ مناقشته الكتاب  بالحديث عن احتفاليات شهر رمضان  في السبعينيات، مشيرا إلى  عروض  فرقة الآلات الشعبية التي أسسها المخرج عبد الرحمن الشافعي و المستمرة حتى اليوم، مؤكدا على  أنه يمكننا الحفاظ على التراث من خلال تلك الاحتفاليات التي تؤثر على الأجيال المتعاقبة التي قد يخرج منها الكاتب والمؤلف والمخرج، وكل من يهتم  بتلك التجارب الشعبية، وطالب السلاموني  بالعودة لجذورنا الشعبية التي عدها أساس الفن الحقيقي، مؤكدا أن الثقافة الجماهيرية هي من قامت بهذا الدور.
   وقدم  السلاموني  التحية لمؤلف الكتاب، ذاكرا أنه  استطاع من خلال تجربته في هذا المسرح وأعماله النقدية ومشاهداته أن يسجل تجربة مسرح الثقافة الجماهيرية وأشار إلى قول المؤلف في بداية كتابه (  
 من الخطأ أن نؤمن بالتجريب ونتبناه لمجرد أن  لدينا مهرجانا للمسرح التجريبي، بل ينبغي أن يكون منطلقنا نابعا من الرغبة الأكيدة في تطوير تجربتنا المسرحية ) تابع السلاموني: فنحن لا نهتم بالتجربة استنادا إلى المسرح التجريبي، لأننا – يعني هنا مسرح الثقافة الجماهيرية-  أساس التجريب في المسرح منذ الخمسينات، حيث المسرح الشعبي، ومسرح الفلاحين، وهي البدايات. وذكر أنه « في فتره الخمسينات والستينات  عملنا مسرحا يسمى (المسرح التجريبي ) بمحاولة من الكاتب المسرحي الراحل  (يسري الجندي)  حين كتب مسرحية  «الشمس وصحراء الجليد»  وقدمها تحت عنوان المسرح التجريبي، وكنا نستند في تجاربنا إلى تراث المسرح الشعبي، وقد قامت تجربة يسري الجندي على السيرة الشعبية، كما أن التجارب التي كتبتها كلها تعتمد على تراث المسرح الشعبي، أما أحمد عبد الرازق أبو العلا فهو من حفظ لنا هذا التراث في كتابه  (التجريب في مسرح الثقافة الجماهيرية) حيث وثق كل التجارب، وضمنها كتابه الهام الذي يُعد  توثيقا وتأريخا وتنظيرا،  ويضم حوالي 12 شكلا من أشكال التجريب:   الابداع الجماعي، ومسرح المكان المفتوح، ومسرح الفلاحين، ومسرح الأحياء الشعبية، ومسرح الشارع، ومسرح السرادق، ومسرح الكوكتيل، ونوادي المسرح، والمسرح الحركي والصوت، ومسرح السامر، ومسرح منف. 
أضاف السلاموني: كلها تجارب سجلها هذا الكتاب الذي أرجو أن يكون وثيقة تحفظها الأجيال القادمة حتى تسير على منوالها وتقدم تجاربها الجديدة من خلالها. تابع: فهناك مسرح الابداع الجماعي الذي بدأه أحمد اسماعيل في شبرا باخوم بتجربة (سهرة ريفية) في مكان مفتوح، تبعه صديقه بهاء الميرغني وقدم إضافة لهذا المسرح فأسس فرقة الطيف والخيال، ومسارح الأماكن المفتوحة، وهو ما كنت انا شخصيا مسؤولا عنها في فترة التسعينات 97، 98 وعملنا فيها مهرجانين للمسرح في الأماكن المفتوحة، منها تجربة الدكتور( رضا غالب) «شمهورش الكذاب»  التي قدمها في ملعب كرة، وهناك تجارب قدمت أمام الهويس في إحدي القري، وأخري في الجرن.  
وأضاف السلاموني: في الثمانينات عملنا تجربة في وكاله الغوري وكنا في الأساس معنيين بتقديم المسرح الشعبي، وهو ما رصده الكاتب، ورصد أيضا تجربة مسرح الفلاحين التي بدأت في القرى عام 58 وهي تجربة مازالت مستمرة، وهي تجارب بها الحس الوطني، ويعد مسرح الشارع اختراعا شعبيا كمسرح الأراجوز والحاوي والسامر ونحن من قمنا بتقديمه بصورة حديثة من خلال تجربه مسرح الشارع في ميدان التحرير، التي اشرف عليها الكاتب أحمد عبد الرازق ابو العلا، وكانت قد بدأت من قبل علي أيدي شباب في السويس، واستثمرها ابو العلا  وقدمها اثناء أحداث الثورة في  2012  وفي ذلك الحين توقعنا أن تحدث فوضى  في الميدان، ولكن العكس كان هو الصحيح فالجماهير هم من أمنوا المكان وحافظوا عليه  ويرجع الفضل في ذلك لأحمد عبد الرازق الشجاع، الذي أقدم على تقديم التجربه في الوقت الذي كان  العديد من مسؤولي الثقافة الجماهيرية متخوفين منها، وسبق تلك التجربة  ورشه تدريب  وعمل مشروع يسمى مشروع (مسرح الميدان) الذي  نتمني أن يتبناه المسؤولون في المستقبل 
واختتم السلاموني بقوله التجريب في مسرح الثقافة الجماهيرية  من اساسيات المسرح المصري.
 


سامية سيد