عادل حسان: الاحتفالية تستمر لمدة عام و تشمل عدة فعاليات مسرحية

عادل حسان: الاحتفالية تستمر لمدة عام و تشمل عدة فعاليات مسرحية

العدد 765 صدر بتاريخ 25أبريل2022

احتفلت فرقة مسرح الطليعة بمرور 60عاماً على إنشائها، وانطلقت أولى فاعليات الاحتفالية بحضور د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والمخرج خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافى والمخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح، والمخرج عادل حسان مدير مسرح الطليعة الذى أكد أن الاحتفالات ستستمر لمدة عام كامل يتم خلالها إطلاق الدفعات الجديدة من مجموعة الورش التى يقدمها المسرح، وإنتاج عدد من العروض المسرحية الهامة. 
يعود تاريخ إنشاء مسرح الطليعة إلى الفنانين الكبيرين محمود السباع ومحمد توفيق، حيث كانا من أوائل الفنانين الذين بادروا بفكرة إنشاء الفرقة أثناء رحلتهم التدريبية في لندن، ولم يكن للفرقة آنذاك مسرحًا ثابتًا، وإنما كانت تقدم أعمالها إما بمسرح حديقة الأزبكية أو سينما إيزيس بالسيدة زينب أو قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية، تحت مسمى فرقة مسرح «الجيب»، واستمر نشاط الفرقة لمدة ثلاث سنوات قدمت خلالها عروضاً من المسرح العالمي ثم توَقف نشاط الفرقة عام 1964 
في يناير 1962 عرض المخرج الراحل سعد أردش فكرة مسرح الجيب على جمعية النقاد ولاقت الفكرة ترحيباً كبيراً وتم تعيينه مديراً له، وكان البحث عن مكان للمسرح مشكلة وجدت حلاً بالاتفاق مع نادي السيارات على تحويل الدور الثاني منه إلى مسرح الجيب، وفى مساء 20 ديسمبر 196 رُفع الستار عن مسرحية «لعبة النهاية» التي ترجمها علاء الديب وأخرجها سعد أردش، وبعدها بفترة احترق المسرح ولم ينته نصف موسمه الأول، ولكن المسرح استمر في عمل مقتطفات من مسرح المؤلف الروسي تشيكوف، وفي ديسمبر 1963 انتقل مسرح الجيب إلى مسرح الحديقة الفرعونية بالجزيرة بمحافظة القاهرة، وانتقل مرة أخرى في عام 1973 إلى حديقة الأزبكية بالعتبة, وسُميت الفرقة بالاسم المعروف حالياً مسرح الطليعة. مسرحنا رصدت اراء بعض المسرحيين في الاحتفالية ودور مسرح الطليعة فى إثراء الحركة المسرحية بالعديد من المخرجين والممثلين والتجارب المميزة . 
قال المخرج ناصر عبد المنعم: انا من جمهور هذا المسرح وشاهدت عروضا مهمة وكثيرة به وكنت لا أزال طالبا، فهذا المسرح كان نافذة لي خلال فترة الجامعة فى منتصف السبعينيات، وكانت فرقة مسرح الطليعة من أميز الفرقة التى تقدم إبداعات مسرحية وحين ذاك كان المخرج القدير سمير العصفورى مديرا للمسرح، وقام بإنشاء نادى مسرح الطليعة، واشتركنا فيه قبل احترافنا المسرح وقدمنا مجموعة من الأنشطة وشاهدنا افتتاح قاعة 79 التى أطلق عليها فيما بعد قاعة «صلاح عبد الصبور « ومن المفارقات القدرية أنه عقب تخرجى من الجامعة وعملى بوزارة الثقافة أصبحت عضوا فى مسرح الطليعة وكان هذا شىء مميز وهام بالنسبة لى وقد شهدنا عدد ا كبيرا من النجوم والمبدعين، منهم الفنان أحمد راتب، إبراهيم يسرى، سناء يونس، تيسير فهمى، أحمد ماهر، فاروق الفيشاوى، محمود الجندى وتم توظيف طاقتنا ونحن صغارا، فقد بدأ المهرجان التجريبى عام 1988 وشاركنا فيه وأخرجت للمسرح عشر مسرحيات، ويعد الطليعة من أكثر المسارح التى قدمت عروضا بها، وفى مرحلة لاحقة ابتعدت قليلا بسبب انشغالي فى بعض الوظائف الإدارية فى مسرح الغد والبيت الفنى ولكن مسرح الطليعة يظل هو «حياتى» وبدايتى ولذلك سعدت كثيرا أن نحتفل بمرور 60 عاما على تأسيسه فقد تأسس عام 1962 
وأضاف: الطليعة هو مسرح «الأفنجارد» وهى كلمة فرنسية تطلق على مقدمة أي شىء ؛ ومسرح الطليعة هو المسرح الذى طرق أرضا لم يطرقها أحد وهو المفهوم العلمى للتجريب.

ذاكرة الفن المصرى 
الكاتب الصحفى والناقد محمد بهجت قال: إقامة الاحتفالية شىء فى غاية الأهمية، حيث يسجل في ذاكرة الفن المصرى أن يكون لدينا هذا التاريخ العظيم لمسرح من المفترض انه يقدم التجارب الطليعية الجديدة وعمره ستون عاما بالإضافة إلى مسارح عمرها تخطى المئة عام مثل المسرح القومى، هذا تاريخ ربما يكون اقدم زمنا من وزارة الثقافة، هذه «صروح ثقافية» مهمة مثلما تكتسب جريدة الأهرام قدرا كبيرا من أهميتها بأن عمرها 147 عاما، فمسرح الطليعة يشهد على عدة أجيال عباقرة ومبدعين وكنت أتمنى أن أرى الأستاذ سمير العصفورى لأنه احد أعمدة مسرح الطليعة .كنت اذهب للمسرح منذ بداية الثمانينات كنت طالبا استمتع بمجموعة متميزة من العروض لكبار المبدعين. 
 
 تربة خصبة للتجريب 
المخرج والفنان عمرو قابيل قال إن إقامة احتفالية لمسرح الطليعة يبرز أهميته كمسرح متجدد رغم مرور 60 عاما ولازال تربة خصبة للتجريب والأفكار الطليعية وأضاف: أكثر ما أسعدني إقامة عرض للأزياء لأعمال وتصميمات الفنانة نعيمة عجمى واستعراض مجموعة الأزياء المسرحية الرائعة التي تدل على الابتكار والأفكار الطليعية طوال الوقت رغم مرور كل هذه السنوات 
 من أهم المسارح 
رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية د. عادل عبده قال عن: سعدت كثيرا بهذا الاحتفالية فمسرح الطليعة مسرح عريق قدم نخبة من اهم المخرجين والعروض المسرحية فى تاريخ المسرح المصرى وقد سعدت كثيرا واستمتعت بمشاهدة عرض الأزياء «الديفيله» للفنانة نعيمة عجمى رحمه الله عليها، وهي فعالية مميزة وخاصة قدمت على قاعة صلاح عبد الصبور، ومن الهام أن تحتفل كل المسارح بتاريخها ونجومها السابقين ورموزها حتى تتعرف الأجيال على إبداعات السابقين وما قدموه من تراث مسرحى حتى يحدث تواصل بين الأجيال المختلفة .
المخرج سعيد سليمان أثنى على فكرة إقامة الاحتفالية، خاصة أنه يعد من جيل الوسط فى هذا المسرح وقد قدم أول عروضه عليه «أيوب» فى التسعينيات على، وهو بمثابة بيته وهو شىء وجدانى خاص بالفنان، مشيرا إلى انه كان من الممكن طبع كتاب يوثق تاريخ المسرح واهم الأعمال التى قدمها وكان الممكن إقامة بعض التكريمات لبعض رواد هذا المسرح. 
وأشار سليمان إلى أن التجريب موهبة خاصة والأمر يتطلب ثقافة خاصة واتجاه خاص وفلسفة خاصة 

 قيمة خاصة 
د. هانى كمال أشاد بالاحتفالية ووجه الشكر لمعالى وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم موضحا أن الحدث يعد عظيما ومميزا، أضاف: البداية مميزة وهى إقامة «عرض الأزياء» للمصممة نعيمة عجمى «رحمة الله عليها» تضم باقه من أبرز ما صممته في حضور قيادات الوزارة وهو حدث له قيمة، وخاصة أن الفنانة نعيمة عجمى من أبرز مصممى الأزياء المسرحية ولها عروض متميزة. 
وأضاف «شهدنا عقب عرض الأزياء العرض المسرحي «خلطة شبرا « الذى أبدع فى كتابته الكاتب يسرى حسان ومجموعة عمل متميزة، وخاصة أني ابن شبرا وأعلم تمام ما كتبه يسرى حسان وقدر الإبداع الذى رأيناه، وأعتقد أن ردود فعل معالى وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم والسادة الضيوف كانت جيدة، وقد كان عرضا ممتعا وشيقا، فكانت شبرا خلطة حقيقية من المشاعر الإنسانية.
وتابع: الاحتفال بمرور 60عاما على تأسيس مسرح الطليعة شىء هام، فمن الجيد أن نحتفل بمرور أعوام على إنشاء مسارحنا حتى ومن الهام أن نجد الفرصة للاحتفاء بالصروح الثقافية، ومسرح الطليعة واحدا من مسارح البيت الفنى للمسرح صرح عظيم، منذ كنا صغارا تربينا عليه وشكل وجداننا ووعينا، فلا نستطيع أن ننسى الجيل الرائد لهذا المسرح المخرج سمير العصفورى ومحسن حلمى وناصر عبد المنعم وغيرهم من المبدعين الذين قدموا على مدار تاريخه العديد والعديد من الإبداعات .

 تجريبى منذ نشأته 
المخرج إميل شوقى قال: مبادرة جيدة من مدير مسرح الطليعة المخرج عادل حسان بإقامة احتفالية بمناسبة مرور 60 عاما على إنشاء هذا المسرح الذي يعد ذو أهمية كبرى فى مصر، فقد كان لدينا المسرح القومى، والاحتفالية فى حد ذاتها تعد إحياء لعدة أشياء، فكما يعلم المسرحيون أننا بدأنا التجريب منذ ستين عاما ومسرح الطليعة يعد مسرح تجريبيا منذ نشأته عام 1962 عندما قدم المخرج د. سعد اردش «لعبه النهاية» بمسرح الحديقة الفرعونية والذى اصبح فيما بعد يتبع شركة صوت القاهرة وكان هذا المسرح يتم تأجيره بثلاث جنيهات، وعندما لم يتم سداد إيجاره اصبح ملكا لشركة صوت القاهرة، ومسرح الطليعة منذ نشأته له عضوية وكان يتبع مكتب وزير الثقافة ويشرف عليه أربعه هم الفنان سعد أردرش ودكتور لويس عوض، د. على الراعى والفنان التشكيلى صلاح عبد الكريم ..وإحياء هذه الذكرى شىء جميل، وكان من المفترض عمل كتيبا عن تاريخ هذا الصرح العريق. 
وتابع: برنامج الاحتفالية يعد مميزا ومتنوعا للغاية، ديفيله للفنانة الراحلة نعيمة عجمى ثم عرض «خلطة شبرا» تأليف الكاتب يسرى حسان، ثم عرض نتاج ورشة الحكى، وكان ينقص هذا البرنامح تكريم الراود مثل الأستاذ سمير العصفورى والمخرج ناصر عبد المنعم ومجموعة أخرى من الفنانين المهتمين بمسرح الطليعة، 
قال أيضا: لا يعد هذا المسرح مسرحا تقليديا ولكنه بمثابة المعهد والأكاديمية، فمنذ نشأته عام 62 قدم العديد من الكتاب والمخرجين: سعد أردش وكرم مطاوع ونجيب سرور ومحسن حلمى وفهمى الخولى وإميل شوقى وعصام السيد وإيمان الصيرفى وصالح سعد ومخرجين كثيرين من جيل الوسط، فقد أحيا مسرح الطليعة الطليعية فى مصر على يد سمير العصفورى، وقبل ذلك لا نستطيع أن ننسى مدير مسرح الطليعة الدكتور أحمد ذكى الذى قدم «ماراصاد» و«الغول» وتعد تجارب طليعية فى المسرح التسجيلى، وبعد ذلك أنشأ المخرج سمير العصفورى قاعة 79 وقد شاهد مثلها فى إحدى الدول التى سافر إليها، وقد قام بتقسم المسرح إلى جزئين «قاعة 79» وخشبة تقليدية. وشهدت «قاعة 79» عدة عروض وتجارب مسرحية ومخرجين متميزين ومنهم «ضحايا الواجب»، «دقة زار»، «حمام شعبى»، «سكة سفر»، والعديد من العروض المتميزة، وهناك أجيال من الفنانين والممثلين والمخرجين خرجوا إلى الساحة الفنية من خلال هذه القاعة، ثم سميت فيما بعد بقاعة صلاح عبد الصبور وقدمنا أعمال صلاح عبد الصبور عليها.

 خطة مسرح الطليعة 
مدير مسرح الطليعة المخرج عادل حسان قال: أطلقت معالى وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم إشارة بدء احتفالية مسرح الطليعة ومرور60 عاما على مسرح الطليعة وسوف تمتد هذه الاحتفالية لمدة عام وتشمل عدة فعاليات هامة ومنها إنتاج 14 عرضا مسرحيا جديدا يتم تقديمها لأول مرة على خشبة مسرح الطليعة وتعد مفاجأة لجمهور مسرح الطليعة «ريبورتوار» فسوف نقدم عروضا مصورة «فيديو» ما يقرب من 44 عرضا على مدار العام، كما سنقيم الثلاثاء من كل أسبوع فعالية بعنوان «حكايات الطليعة»فنقدم نجما من نجوم الطليعة وأحد رواده ليروى تجربته وقد نسقنا مع مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى برئاسة د. جمال ياقوت أن يتم عرض محاور فكرية لعرض تأثير تجربة مسرح الطليعة على المسرح المصرى، وسنقيم معرضا للصور الفوتوغرافية وورشة للإدارة المسرحية ومساعدى الإخراج والنشاط ممتد على مدار عام لم ينقطع «أجندة كاملة « لعديد من الفعاليات التى نتمنى أن تكون هامة وملهمة لجمهور المسرح المصرى لتتعرف الأجيال الجديدة على مسرح الطليعة وسنحاول على مدار عام إلقاء الضوء على كل ما قدمه مسرح الطليعة .


رنا رأفت