وداعا صانعي البهجة والمرح

وداعا صانعي البهجة والمرح

العدد 762 صدر بتاريخ 4أبريل2022

تمضي الأيام سريعة لاهثة بقسوتها التي تتعاظم كلما أقترب قطار العمر من محطة النهاية، تمضي الأيام ونضطر مع صباح كل يوم جديد إلى وداع بعض الأصدقاء بأجسادهم ولكن تظل ذكراهم تتجدد بداخلنا حتى آخر نفس في حياتنا، يرحلون وترحل معهم سنوات طويلة من الأحلام والطموحات التي لم يتحقق بعضها وكم كبير من الذكريات التي لا تمحى، ولكننا أمام قضاء الله لا نملك كمؤمنين سوى الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة وجنة الخلد جزاء ما أخلصوا في حياتهم. 
لقد ودعنا بكل الحزن والأسى خلال الأيام القليلة الماضية نجمين من نجوم الكوميديا الراقية، نجمين ارتبطا سويا بكثير من الصفات والسمات المشتركة ومن أهمها القدرة الرائعة لكل منهما على إشاعة جو من البهجة والمرح وإثارة الابتسامات والضحكات دون افتعال أو تكلف. ودعنا الفنان القدير/ أحمد حلاوة يوم الجمعة الموافق 25 مارس، وبعده بثلاث أيام فقط ودعنا الفنان المتميز الحبيب/ عهدي صادق يوم الإثنين الموافق 28 مارس.  
رحل كل منهما عن عمر يناهز السبعين عاما تقريبا، بعدما نجحا في إثراء حياتنا الفنية بجميع القنوات الفنية (المسرح، السينما، الدراما التليفزيونية والإذاعية)، وتجدر الإشارة إلى بعض السمات الأخرى التي جمعت بينهما ولعل من أهمها: حرص كل منهما على صقل موهبته المؤكدة بالدراسة الأكاديمية (تخرج كل منهما في أكاديمية الفنون خلال النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي)، وكذلك نجاح كل منهما في وضع بصمة فنية مميزة بجميع أدواره، وذلك بالرغم من عدم حصول أي منهما على فرصة البطولة المطلقة، وذلك بالإضافة إلى عشقهما لخشبة المسرح والارتباط بها، وتميزهما أيضا بدماثة الخلق وحرصهما الكبير على المهنية ومحافظتهما على جميع التقاليد الفنية.
وأخيرا تقتضي الحقيقة أن أقرر بأن الكتابة عن الأصدقاء بعد رحيلهم مهمة شاقة جدا ألزمت بها نفسي منذ سنوات طويلة، وها أنا أحاول استكمال هذا الواجب وأتحمل المسئولية برغم المشقة والقلب الذي أنهكته الأحزان.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏