العرض الأسباني في أكاديمية الفنون ومخرجه يقدم ورشة إعداد ممثل

 العرض الأسباني في أكاديمية الفنون ومخرجه يقدم ورشة إعداد ممثل

العدد 762 صدر بتاريخ 4أبريل2022

اعتادت أكاديمية الفنون على استضافة ورشً فنية من مختلف دول العالم، تتيح للطلاب التعرف على ثقافات مختلفة، وقد شاركت أسبانيا من خلال فرقة كلاونس، بعرضها “مهرجون” ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب، وبعد فوز العرض بالمركز الأول، استضافته أكاديمية الفنون برئاسة د. غادة جبارة، في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، والعرض إخراج توني كاسلا، الذي قدم أيضًا صباح استضافة العرض ورشة إعداد ممثل مدتها ثلاث ساعات، تحت إشراف د نبيلة حسن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، وهذا التعاون تم من خلال د. غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون والملحق الثقافي بسفارة أسبانيا كانديدو كريس. “مسرحنا” حضرت الحدث وحاورت مخرج العرض ومنظمي الحدث.
في البداية قالت د نبيلة حسن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية: السفارة الأسبانية أخبرتنا أن هناك فرقة أسبانية سوف تشارك في المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب، في دورة العام الحالي الذي أقيم في الأقصر، وأنها الفرقة التي تواجدت من قبل في المهرجان التجريبي، و عرضت في الإسكندرية وحصلت على جوائز، واقترح  المستشار الثقافي بسفارة أسبانيا كانديدو كريس أن نستضيف عرض “مهرجون” إخراج توني كاسلا، وتمنت أن يقدم أيضًا ورشة لطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، وبالفعل وبكرم شديد وافق المخرج الإسباني توني كاسلا أن يقدم العرض الفائز بالمركز الأول في مهرجان شباب الجنوب “مهرجون” وأن يقدم ورشة إعداد ممثل لطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، ونظرًا لأنني حصلت على الدكتوراه من إسبانيا، كنت حريصة طوال الوقت أن أحافظ على اللغة وعلى العلاقات بين مصر والسفارة الإسبانية. أضافت: الميديا الآن أصبحت حاضرة  بشكل كبير جدًا، الممثل أصبح يُصنِّع عمله، وليس في انتظار أن يؤخذ في إحدى الأعمال الدرامية أو المسرحية أو السينمائية، الممثل يجب أن يتعلم أن يُسوق لنفسه، ويتعلم أن يوجد عمله، ويسعى في تسويق هذا العمل، وقد أصبحت هذه  آلية عصرية لا يحب أن نغفل عنها، ولابد أن يتربى الطالب عليها، يجب أن يحتك الطلبة بخبرات من مختلف دول العالم.
وأضافت :”: التكنيك المقدم في الورشة نستخدمه في مادة حرفية الممثل، الفكرة أن الطالب قد اعتاد أن يأخذ هذا النوع من العمل، والجديد في هذه الورشة، أن يستطيع الطالب أن يخلق من ذلك عرضا منفصلا، العروض المصرية مليئة بالديكور والملابس والإضاءة، ولكن الأساسي في تكوين الممثل، أن يعرف ما هو الفراغ والإيقاع والانفعال والفعل، هذه بعض الأساسيات، وكيفية أخذ هذه الأساسيات وإعادة استخدامها بشكل مخالف، وبالفعل استطاع المخرج الإسباني أخذ الأساسيات هذه وإعادة استخدامها في بناء عرض بدون اللجوء إلى باقي المفردات البصرية التي قد تعوق تنقل العرض.
وتابعت “نبيلة”: لدينا مأساة أن كل فرد مدرك للدراماتورجيا بمفهومه الخاص، لدينا خلاف كبير في الاستخدام، بمعنى أن يأخذ النص ويعيد كتابته من جديد تحت مظلة الدراماتورج، ولكن حقيقة الأمر أن الكاتب في هذه الحالة يقدم نصا مخالفا، وفي مناقشة مفتوحة عقب الورشة بين المخرج توني كاسلا والطلاب المشاركين في الورشة، وعددهم تقريبًا 22 طالبا وطالبة، تحدث عن أنهم في أسبانيا يربطون بين قسم الإخراج والدراماتورجيا، وهو صاحب خبرة ودراسة أكاديمية ورؤية أوربية معاصرة، وقد حدد العناصر بشكل هام جدًا: يجب أن الدراماتورجيا تكون بنسبة 15% من النص لا تزيد في حدود الاختصار أو إلغاء شخصية من النص، أو أن استعيض عن مفهوم يرغب المؤلف أن يقوله بأي شكل تعبيري آخر، من خلال وضع لوحة تعبيرية أو رقصة بدلًا من مشهد ما.. قالت: ما تم ذكره هو المعنى الحقيقي للدراماتورجيا على النص، ولكن فكرة النصوص التي تتعدى هذه النسبة، يكون النص مستوحى من، ويُكتَب اسم المؤلف على العمل، للأسف هناك العديد من الكُتّاب والمؤلفين يُغيرون في النص بشكل كبير جدًا ويُكتَب على النص أنه دراماتورج، وهذا غير صحيح.
وقال المخرج الإسباني توني كاسلا: وددت في الورشة أن يفهم الطلبة أن ليس من الضروري من أجل أن أقدم عرض “مايم” أن لا استخدم الكلمة، ولكن عن طريق الجسد وإحساسه بالفراغ أستطيع أن أحكي ما أريد، وأن يصل ذلك للجمهور بسلاسة ويسر، وددت أن يكون تركيزي في الورشة على كيفية استخدام الممثل للجسد بشكل واضح، يستطيع أن ينقل به مجموعة من المعلومات لكي يحكي من خلالها قصة للجمهور. أضاف: مع أول تمرينين في الورشة الطلبة كانوا مازالوا مشوشين، ولكنهم استطاعوا سريعًا أن يتعرفوا على الخط العميق للتدريبات، وكانت مفاجأة بالنسبة لي أنهم استطاعوا أن يتفاعلوا بسهولة مع التمارين المقدمة في الورشة، ومستواهم كان عاليا جدًا.
وتابع “كاسلا”: مدة الورشة يوم واحد بواقع ثلاث ساعات كافية جدًا، ولكن في حالة العمل على ما قُدّم فيها بشكل دقيق، لتقديم عروض احترافية من هذه النوعية، الأمر قد يحتاج إلى وقت أكبر.
واستكمل “كاسلا”: العرض المسرحي “مهرجون” يدور حول العنف ضد المرأة، وعلى الرغم أن أوروبا أو إسبانيا من العالم الأول، إلا أن نسبة قتل الرجال للسيدات مرعبة، وهذا يجب أن يتوقف، وأن يكون هناك أعمال كثيرة تناقش هذه القضية، حتى مسرحية “كارمن” تناقش العنف ضد المرأة. اسم العرض “مهرجون” يقصد به المعنى الباطني للكلمة، للأسف الشديد في ثقافات عديدة كلمة “مهرج” تستخدم كنوع من السُباب، وقد قصدت أن أطلق على العرض اسم “مهرجون”، لألعب بالمعنى الباطني للكلمة.
وأضاف “كاسلا”: مصر لها تاريخ كبير ومتميز في المسرح عن كل المنطقة المجاورة لها، وهذا واضح في مستوى العروض والفنانين المصريين، وخاصةٍ العروض المسرحية والموسيقية التي شاهدتها في الإسكندرية والأقصر، تقدم مستوي العروض واضح جدًا بينها وبين أى عروض أخرى ، المستويات في مصر مرتفعة جدًا من حيث التمثيل والإخراج، وقريبة جدًا من المستوى الإسباني، ولكن طعم العروض المسرحية الإسبانية مختلف عن المسرح المصري، ربما هو قريب من العروض المسرحية بجنوب إسبانيا “الأندلس”، ولكن بشكل عام المسرح الأوربي يستخدم ديكورا أقل، من أجل أن نستطيع أن نسافر بالعروض، ولكن في حالة تواجد العرض في إسبانيا نستخدم ديكورات أكبر، ولكن في الأغلب العروض تتجه لفكرة السفر، لذلك نحاول أن نستخدم الحد الادني من ديكور وملابس وغيرها من العناصر المسرحية.
وتابع “كاسلا”: هناك فرق بين المايم وما قدمته في الورشة، في المايم أحاول أن أجعل الناس يرون أشياء مادية غير موجودة، إسقاط خارجي، بهدف توصيل معاني أو محتويات مادية داخل المشهد غير موجودة، إعادة رسم لما هو مادي ولكن بالأفعال المقدمة، أما ما قدمته في الورشة فهو الممثل والإحساس، الممثل كيف يشعر، هذا الشعور يكمل له الأشياء المادية غير الموجودة، هذه التدريبات تساعد الممثل في تكوينه، وأن يكون قادرا من خلال جسمه على أن يستغنى عن صفحة حوار، ويعبر بحركات جسده عن كل ما يريد قوله، أن يكون الممثل قادر على نقل أكبر كمية من المعلومات عن طريق الجسد.
عقب العرض سلم المستشار الثقافي بسفارة إسبانيا في مصر السيد كانديدو كريس و عميدة المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية د نبيلة حسن والمخرج الإسباني توني كاسلا الطلبة المشاركين في الورشة شهادة من السفارة الإسبانية بالقاهرة تقر بأن الطالب الحاصل على هذه الشهادة قد حضر ورشة إعداد ممثل مع الفنان الإسباني توني كاسلا لمدة ثلاث ساعات بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة- أكاديمية الفنون، وأن المتدرب قدم كافة التمارين بتفاعل وإجادة، تحت إشراف د. نبيلة حسن. 
و عقب ذلك قال المستشار الثقافي كانديدو كريس: المسرح هام جدًا بالنسبة للعديد من الدول، و بالنسبة لمصر وإسبانيا، نحن محظوظون بدكتورة نبيلة حسن، لأنها قادرة على إقامة تواصل جيد جدًا بين مصر والسفارة الأسبانية في مصر، والتعاون الدائم معنا في  هذا المشروع الذي تم تقديمه بداخل المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة. أضاف: وعلى الرغم من أن الورشة كانت قصيرة جدًا لمدة يوم واحد (3 ساعات)، إلا أنه كان مهما للطلبة أن يروا مثل هذه النوعية من الورش من ثقافات مختلفة، بالإضافة إلى العرض المسرحي “مهرجون”، الذي على الرغم أنه عرض صامت إلا انه يقدم فكرة وقضية هامة.
وأضاف: سعدت عندما تحدثت مع المخرج توني كاسلا عن الورشة، وأخبرني أن مستوى الطلبة مرتفع جدًا، وأتمنى دائمًا ان يكون هناك تعاون دائم بين مصر وإسبانيا، سعيد جدًا باستضافة أكاديمية الفنون، كل الشكر لـ أ.د غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، على استضافتها للعرض المسرحي في الأكاديمية ، داخل المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، وشكرًا جزيلًا لـ أ. د نبيلة حسن على تعاونها الدائم، وحرصها على هذا التواصل المسرحي بين مصر وإسبانيا.
و قال عمر لطفي الطالب بالفرقة الرابعة في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة قسم دراما ونقد: ليست هذه هي المرة الأولى التي أقوم فيها بحضور ورشة لمدرب أجنبي، ولكنها المرة الأولى من حيث تواجدي في ورشة تتحدث عن المايم والفراغ بشكل أكبر، الورشة كانت ممتعة، ولكننا كُنا نتمنى أن تكون مدتها أكبر من ذلك لكى نحصل على استفادة أكبر، على الأقل خمسة أيام، لنتعرف على ما بعد الفراغ، في هذه الورشة تعرفنا على الإحساس والشعور والفراغ، الورشة جعلتنا نعرف أدواتنا كممثلين ، وهذا في حد ذاته يجعل الممثل يعمل على تطوير ذاته بشكل أكبر.
فيما قالت انجي كمال: الورشة كانت متاحة لطلبة المعهد وحديثي التخرج، وكانت مفيدة جدًا للممثل لأنها تعمل على الشعور والإحساس، وإدراك الممثل لذلك فيما يتعلق بحركته وانفعاله لكى يخرج على خشبة المسرح بشكل صادق وحقيقي، “كاسلا” كان متواصلا معنا بشكل كبير من خلال ترجمة د. نبيلة حسن، وكان يحاول طوال الوقت أن ينقل لنا خبراته بشكل سلس وبسيط.
 


إيناس العيسوي