استوديو عماد الدين.. انطلاقة جديدة نحو الممثل الشامل

  استوديو عماد الدين.. انطلاقة جديدة نحو الممثل الشامل

العدد 591 صدر بتاريخ 24ديسمبر2018

أعلن استوديو عماد الدين وشركة المشرق للإنتاج عن إقامة برنامج ورش التمثيل المكثفة لمدة 6 أشهر، التي ستبدأ 25 ديسمبر الحالي بواقع يومين أو ثلاثة أيام خلال الأسبوع، ويركز البرنامج على تقنيات وتدريبات لإعداد الممثل وتدريبات صوتيه وإلقاء، وأيضا تدريبات حركة لكل من الفنانين رمزي لينر وناندا محمد وفلورانس موتين – كورنيل، وذلك من خلال ثلاثة محاور وهي:
1 - تدريبات إعداد الممثل وتقنياته
من خلال التركيز على علاقة الممثل بالمساحة التي يشغلها وإثبات حضوره فيها، والقدرة على التواصل الجيد مع نفسه والآخرين من خلال التدريب على فن الارتجال وتأدية المونولوج وكيفية بناء الشخصيات وتجسيدها. كما سيتم التعرف على تقنيات استخدام الماسك وفن المهرج.
2 - تمارين التنفس والصوت والإلقاء والنطق الصحيح
وهي مجموعة من التمارين الجماعية والفردية تهدف إلى بناء آلية التنفس الصحيحة من خلال اكتشاف مركز التنفس الأصيل عند الإنسان وكيفية استخدامه والاستفادة منه للحد الأقصى. واكتشاف وتحفيز مكامن القوة في جهاز الصوت وكيفية إحمائه وتوسيع مداه وإعادة اكتشاف الصوت من جديد. والتركيز على عضلات الفم واللسان من أجل تطوير الإلقاء وإعادة تشغيل نقاط يتم إهمالها في الغالب.
بالإضافة إلى مجموعة من التمارين التي تستند على مجموعة من النصوص المسرحية الفصحى والعامية للعمل على الأحرف ومخارجها.
3 - تدريبات الحركة واليوجا
حيث سيتعرف المؤدي على جسده وحركاته التي ستسمح له بالعثور على مزيد من الوعي والإحساس بحركة الجسد وفهم للنفس وللأشخاص المحيطين. وستوجه الممثلين نحو التركيز على تطوير الحضور واستخدام الجسم كأداة فعالة على خشبة المسرح، من خلال استخدام الأفكار والأدوات التي طورها الفنانون وممارسو حركة الجسد الذين يزرعون ويطورون في العملية الإبداعية للجسد والوعي الحسي والتجسيد لأداء أفضل في تجسيد الشخصيات مع استخدام تدريبات اليوجا للتسخين قبل الأداء.
كما سيتم عمل تقييم للمشتركين بعد مرور 3 أشهر من البرنامج، وسيتم العمل على إعداد عرض مسرحي متكامل بدأ من الشهر الرابع، كما سيتم تكثيف أيام البرنامج في الشهر الأخير وحتى تقديم العرض المسرحي في نهاية الشهر السادس. وسيقوم الاستوديو بعمل لجنة لاختيار المشاركين بالورشة عن طريق اختبار أداء، الذي لن يتجاوز عدد المقبولين فيها عن 20 مشاركا، وذلك بحضور الثلاثة مدربين ومديرة برنامج الورش الفنانة نيفين الإبياري.
منذ أن أنشئ استوديو عماد الدين في 2005، وهدفه بالأساس تقوية فنون الأداء في مصر وتشجيع التعاون وتبادل الثقة بين الفنانين، عن طريق خلق مناخ فني وثقافي محايد يوسع قاعدة الممارسة الفنية، ويساعد فناني الأداء على التطور والإبداع.
فلم يقتصر الأمر على توفير قاعات للتدريب أو إتاحة فضاء العمل المفتوح، فقد قدم الاستوديو على مدار سنواته في مصر الكثير من الورش الفنية المتخصصة في شتى فنون الأداء من سينوغرافيا ورقص معاصر ويوجا، ما أسهم بشكل كبير في خروج كوادر فنية مدربة تدريبا مكثفا، أثرت الحياة الفنية، لا سيما في مجال الرقص المعاصر، وهو البرنامج الذي قدم لعدد كبير من الفنانين المستقلين الذين أناروا الحياة الفنية والمسرحية واستمر لمدة تزيد على الأربع سنوات.
وقالت الفنانة نيفين الإبياري مدير برنامج الورش باستوديو عماد الدين ومدير مهرجان «البقية تأتي»، إن ورش الممثل المحترف هي استكمال للورشة التي تم عقدها في أغسطس الماضي التي لاقت نجاحا كبيرا، والتي استمرت لمدة شهر انتهت بعمل عرض فني بمشاركة مجموعة من المتدربين، وهو الشيء الذي جعلني أفكر بشكل جدي لإعادة الورشة لمدة أطول حتى يستطيع كل فنان الحصول على وقت كبير في التعلم.
وتابعت الإبياري أن هدفها الأول هو خروج فنان ثلاثي الأبعاد؛ أي أنه يستطيع أن يفعل كل شيء في المسرح ويكون باستطاعته إتقان كل مهارات الممثل الشامل الذي يستطيع استخدام الصوت والجسد والتحكم فيهما في الوقت ذاته، مشيرة إلى أن التدريب جاء وفقا للبرنامج الذي تم إعداده من قبل الاستوديو، وكان الهدف الأساسي أن تكون جميع مراحل الورشة بشكل تكاملي؛ أي أن عمل كل مدرب مع الفنانين يكون مكملا للمدرب الآخر في سياق متصل وليس بشكل منفصل، ومن هنا جاء اختيار الفنان رمزي لينر، والفنانة السورية ناندا محمد، والفنانة الفرنسية فلورنس موتين - كورنيل، الذين قاموا بوضع برنامج تدريبي مميز يستهدف الخروج بممثل شامل متمكن من كل أدواته الجسدية والصوتية والأدائية.
أضافت: كما يهدف البرنامج إلى حث المتدربين على القراءة فالغاية الكبرى أن نخرج ممثلا مثقفا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، حيث إن الكثير ممن يتصدرون المشهد الفني يفتقرون بشكل كبير إلى الجزء الثقافي، ونحن نحتاج لعدد من الممثلين المحترفين والمثقفين في نفس الوقت، حيث يتضمن التدريب المزيد من الاطلاع على النصوص المسرحية والأعمال الروائية التي تصقل موهبة الممثل، كما أن البرنامج يحتوي على تدريبات اليوجا التي تصبح جزءا من حياة الممثل، بحيث يستطيع التواصل مع تدريبات اليوجا بشكل يومي، لما تعطيه من صفاء للذهن بشكل لافت ومذهل وتجعله قادرا على التحكم في كل أجزاء جسمه.
وعن معايير اختيار المتدربين الجدد قالت الإبياري: إن هناك معايير عدة لاختيار المتدربين الجدد في الورشة، من أهمها أن يكون المتدرب لديه شغف حقيقي ورغبة قوية في التعلم وزيادة معرفته، فلا يشترط أن يكون قد سبق له العمل كممثل بشكل احترافي أو تدرب من قبل، ولكن التجانس مع زملائه الجدد، خاصة وأن الممثلين الذين التحقوا بالورشة التي أقيمت في أغسطس الماضي لديهم رغبة كبيرة في استكمال التدريب، وذلك لحرصهم على استكمال الورشة التدريبية، ولتطوير موهبتهم، مؤكدة على أنه منذ بداية الإعلان وحتى هذه اللحظات ما زال الاستوديو يستقبل الكثير من استمارات الاشتراك التي يتم دراستها بعناية فائقة، وحتى لا يكون المتدرب عبئا على بقية زملائه خلال التدريب إذا افتقد لعامل التجانس والانخراط، بالإضافة إلى شرط الالتزام والحضور.
واختتمت نيفين قائلة: أتمنى أن ينجح مشروع البرنامج التدريبي، ويحظى بنفس النجاح الذي لاقاه برنامج تدريب الراقصين الذين أصبحوا الآن يتصدرون الصفوف الأولى في كل الأعمال الدرامية والمسرحية، وأن يستطيع البرنامج إخراج دماء جديدة للساحة الفنية تكون قادرة على المنافسة، والتميز لأن البرنامج يستهدف خروج الممثل الشامل والمثقف والمتحكم في جميع أدواته.

عن المدربين
الفنان رمزي لينر حاصل على شهادة البكالوريوس في الفنون البصرية والحركية من الجامعة الأميركية في القاهرة، وقدم عروضا في جولات فنية دولية كممثل مع فرقة المعبد المسرحية المستقلة، من خلال خبرته في المسرح والتلفزيون والسينما، تتضمن أعمال رمزي السينمائية أداء دور «فضل الله» في فيلم المخرج الفرنسي الشهير جان جاك آنو في فيلم «الذهب الأسود» عام 2011 ومع المخرجة المصرية نادين خان في فيلمها «هرج ومرج» الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم كأفضل فيلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2012. كما شارك لينر في الكثير من المسلسلات التلفزيونية ومنها «السبع وصايا» و«بالحجم العائلي» كما أنه أصدر ألبومين موسيقيين خلال الخمسة عشر عاما الماضية. ويشارك رمزي حاليا في عرض «ماما» وهو العمل السادس له مع المخرج أحمد العطار منذ عام 2000م.
اما الفنانة والممثلة السورية ناندا محمد فهي من مواليد دمشق وخريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل، وقامت بأداء الكثير من الأدوار في المسرح داخل سوريا وخارجها مع مخرجين سوريين وعرب وأجانب مثل: أمل عمران، نائلة الأطرش، عمر أبو سعدة، تيم سابل، نوللو فاتشيني، كاترين شوب، وغيرهم. وتجولت أعمالها في أهم مهرجانات المسرح العالمية: مهرجان أفينيون، ومهرجان الخريف في فرنسا، ومهرجان أدنبرة في إسكوتلندا، ومركز لينكولن في نيويورك، والكثير من المهرجانات العالمية. وعملت ناندا محمد في مصر مع ليلى سليمان في عرض «هوى الحرية» ومع أحمد العطار في «العشاء الأخير» و«قبل الثورة» و«ماما» الذي تم افتتاحه في فرنسا في القائمة الرسمية لمهرجان أفينيون يوليو 2018، كما شاركت في الكثير من الأعمال التلفزيونية مع الكثير من المخرجين السوريين، وخصوصا المخرج حاتم علي الذي عملت معه بشكل دوري وأهم أدوارها معه كان في مسلسل: «عصي الدمع» الذي ترشحت فيه لجائزة أفضل ممثلة - دور ثانٍ في مهرجان أدونيا للدراما السورية 2005، كما شاركت في مسلسل «حق ميت» إخراج فاضل الجارحي 2015، وتعمل ناندا مدربة تمثيل وصوت وإلقاء، وقامت بالكثير من الورشات بشكل دوري في سوريا والأردن ومصر وسويسرا منذ 2004 وحتى الآن.
أما الفنانة الفرنسية فلورنس موتين - كورنيل فولدت في جنوب شرقي فرنسا، وتعيش حاليا في القاهرة حيث تقدم أعمالا مبتكرة تعبر عن الخيال اللغوي والجسدي. تأثرت فلورانس بالمناهج الجسدية والرقص المعاصر واليوجا، ويتركز عملها حول حساسية الجسد والإدراك الحسي. وتعاونت فلورنس مع مركز القاهرة للرقص المعاصر، ومركز ريزودانس بالإسكندرية، وستوديو ذات، ومدرسة النهضة للفنون، ومركز أوسانا ويلنز، ونادي باردو، ومدارس الليسيه الفرنسية بالقاهرة، حيث تقوم بالتدريب والإشراف على إبداعاتهم. هذا بالإضافة إلى دراستها للأدب واللغويات، تدربت فلورنس على أساليب متنوعة لتوسيع نطاق الجسد، بما في ذلك الرقص المعاصر، ويوجا الهاثا، ومركزة العقل والجسد.
وتقوم فلورنس، كمصممة رقصات، باستكشاف الروابط بين العقل والجسد، وهي تهتم بالحيز العمراني والطبيعي كانعكاس لديناميكيات البشر، تدرب فلونس حاليا لتصبح معلمة في منهج الحركة الجسدية في مدرسة مركزة العقل والجسد بفرنسا.


سمية أحمد