العدد 696 صدر بتاريخ 28ديسمبر2020
استقبل المسرح الكبير بدار الأوبرا حفل افتتاح الدورة الثالثة عشر من المهرجان القومي للمسرح المصري (دورة الآباء) والتي تقام فعالياتها خلال الفترة من 20 ديسمبر 2020 إلى 4 يناير 2021، بحضور وزير الثقافة د. إيناس عبد الدايم، والمخرج الكبير خالد جلال رئيس شئون الإنتاج الثقافي ومخرج حفل الافتتاح، الدكتور مجدى صابر رئيس دار الاوبرا المصرية، الدكتور فتحى عبد الوهاب، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، المخرج إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح ومدير المهرجان، الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والعديد من رواد الفن المسرحي المصري.
بدأت وقائع إطلاق الدورة الجديدة بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه العرض الأدائي القصير “الميراث” وهو من إخراج المخرج الكبير خالد جلال ، والعرض عبارة عن جمل حوارية كتبها عماد عبد المحسن وصمم ديكورات العرض محمد الفرماوي والإعداد الموسيقى لأحمد طارق يحيى ومخرج منفذ علا فهمي، وتصميم رقصات كريمة بدير وأداء صوتي محمد عبده وحسن عبد الله وصوليست واستعراضات ياسمين سمير وأشرف حمادة وهاني حسن ونادر جمال، ومادة مصورة مهاب زنون، تصميم إضاءة ياسر شعلان وصوت محمود عبد اللطيف وتجهيزات فنية رحاب عز الدين. ملابس هالة محمود وهبة إسماعيل.
تناول جلال من خلال العرض الاجابة عن سؤال “هل تعرف من انت ؟” الذي يطرحه أحد الحكماء القدامي من الفراعنة علي الشاب بطل العمل، والذي يمثل الجيل الحالي من شباب المسرحيين، وذلك في محاولة منه لتسليط الضوء علي تاريخ ممتد للمسرح المصري يصل لآلاف السنين ، بدأ منذ فجر التاريخ داخل جدران المعابد الفرعونية، مرورا بالعديد من الاشكال الفنية المختلفة لهذا الفن، من خيال ظل وأراجوز والمسرح الشعبي، وصولاً إلى بداية الميلاد الحديث علي يد يعقوب صنوع منذ 150 عام.
ورغم قصر مدة العرض إلا أنه استطاع تلخيص رحلة كبيرة لهذا الفن، ربما بدأت قبل الاهتداء للتسمية نفسها ـ المسرح ـ من خلال الطقوس الدينية لكهنة المعابد.
قدم الحفل الفنان محمد رياض عضو اللجنة العليا للمهرجان والذي أكد علي أن دور مصر الريادي للفن لا يزال يضئ الوطن العربي بأكمله. ومعربا عن تشرفه بالإنتماء لاسرة المسرح. رغم أن غالبية أعماله ذهبت للسينما والدراما. إلا أن المسرح يبقي دائما هو العشق والشغف. داعيا الحضور إلي الوقوف دقيقة حداد علي روح الناقد الكبير د. رضا غالب، الذي فقدته الحركة الفنية صبيحة إفتتاح المهرجان.
وزيرة الثقافة: تحية لأصحاب دورة الامل..
“مساء الأمل .. مساء التفاءل رغم كل شئ، مساء المسرح “ هكذا بدأت معالي وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم كلمتها لتدشين الدورة ال13 للمهرجان القومي للمسرح. مشيرة إلى أن المهرجان أضحى هو الحراك الحقيقي للمسرح المصري، لعرض حصاد عام كامل مضى، متوجهة بخالص الشكر لكل القائمين علي هذه الدورة بقيادة الفنان يوسف إسماعيل رئيس المهرجان، والذين عملوا في ظل ظروف غاية في الصعوبة، في إصرار تام علي خروج الدورة بعروض مسرحية حية، في ظل توقف العديد من المهرجانات أو إقامتها بشكل الكتروني.
و دعت الجميع لحضور الملتقي الفكري 150 سنة مسرح مصري، كونه محور مهم وثري للتأكيد علي ريادة مصر في المسرح، متمنية للجميع الإستمتاع بمشاهدة عروض مسرحية جيدة خلال المهرجان، وطالبت بالإلتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، كما أكدت على امتنانها وتقديرها لأسماء الرواد المسرحيين الذين تم تكريمهم بالمهرجان وغيرهم من العمالقة، لما قدموه من إبداعات فنية ساهمت في التعبير عن عمق وهوية الشخصية المصرية ومساهمتهم في تشكيل وجدان أجيالها من القدامى والمعاصرين، وستظل نبراساً ملهماً للأجيال القادمة واختتمت كلمتها بتحيا مصر ويحيا المسرح ويحيا الفن.
رئيس المهرجان.. الفنان يوسف اسماعيل
تحية تقدير لكل رؤساء الدورات السابقة
رحب رئيس المهرجان بالحضور. متوجها بالشكر لمعالي وزيرة الثقافة التي لولا دعمها المستمر لما خرجت هذه الدورة للنور، وتمثل هذا الدعم في إنشاء موقع الكتروني خاص بالمهرجان ليكون بمثابة أرشيف حي يحفظ كل ما يقدمه المهرجان من إبداعات، بالإضافة إلى إنشاء كيان إداري وتنظيمي ثابت يكون وفق عمل فني متقن، وأضاف أن هذه الدورة تواكب مرو 150 علي نشأة المسرح المصري المعاصر يسبقها 7000 سنة حضارة وإرث فني عريق في عشق أبو الفنون المسرح وعلي هدي الاباء السابقين الذين أخذوا علي عاتقهم تذليل الطريق الصعب أمام الاجيال التالية.
مدير المهرجان.. الفنان اسماعيل مختار
النوافذ الفنية لوزارة الثقافة تزداد وتؤثر..
وفي نفس السياق توجه إسماعيل بخالص الشكر والتقدير لكل رؤساء الدورات السابقة والعاملين فيها علي ما قدموه للمهرجان، مؤكدا علي أن التطوير والبناء سيكون علي ما بنوه.
وأشار مختار في كلمته للوضع الراهن الذي يعاني منه العالم حيث أصبح الانسان محاصرا في شتي مفرداته الحياتية ومن ثم لم يكن أمام الانسانية سوى البحث عن مخرج وطوق نجاة.
ثم أشاد مختار بمبادرة وزارة الثقافة تلك التي أطلقتها أثناء فترات الحظر تحت عنوان : (الثقافة بين ايديك) وصولا الي إقامة دورة هذا العام من المهرجان. والذي يعد كعودة الروح للنشاط المسرحي، ومن خلال هذا المهرجان يجمع كافة أطياف العمل المسرحي الإبداعي يتألقون في 29 عرضا مسرحيا، بالإضافة إلى نافذة إلكترونية للمهرجان لجمع وحفظ تراثنا المسرحي.
وأضاف رئيس البيت الفني للمسرح بأن شعار دورة هذا العام (الآباء) يأتي تمجيدً لارواح الآباء المؤسسين الذين ساهموا بما قدموه في تغيير الحياة الاجتماعية والفنية والسياسية ليس في مصر فقط بل في المنطقة العربية بكاملها.
أعقب عرض الافتتاح تقديم أعضاء تكريم لجنة المشاهدة برئاسة الناقد محمد الروبي وعضوية كل من: الفنان القدير مفيد عاشور والمخرجة عبير على، والناقد باسم صادق، والمخرج محمد الصغير.
ثم تقديم لجنة التحكيم والتي تكونت من الدكتور أسامة أبو طالب رئيسًا وعضوية كل من الموسيقار منير الوسمي، والفنان جمال عبد الناصر، ومهندس الديكور الدكتور صبحي السيد، والفنان محمد أبو داوود، ومصمم الاستعراضات عاطف عوض والكاتب وليد يوسف.
تكريمات
ثم قامت وزيرة الثقافة بإهداء الدروع التذكارية لرواد المسرح المصري، وهم المخرج المسرحي عباس أحمد راهب مسرح الثقافة الجماهيرية، وتسلمه بنفسه، و تلاه تكريم إسم الشاعر الكبير نجيب سرور، والذي استحوذ علي أعلي نسبة من تصفيق الحضور، وتسلمه الفنان ياسر صادق مدير المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية لإيداعه في متحف المركز بالتنسيق مع اسرة الراحل.
أعقب ذلك تكريم الفنان المنتصر بالله وتسلم تكريمه أسرته، وتكريم الفنان صلاح السعدني وتسلم درع التكريم نجله الفنان أحمد السعدني، بينما تسلمت الفنانة الكبيرة سهير المرشدي درع التكريم ووجهت الشكر لوزيرة الثقافة على هذا التكريم والتقدير بالغ الأهمية والقيمة بالنسبة لها، لاسيما أنه يأتي وسط أسماء عملاقة من بين أبناء جيلها وأصدقائها أمثال القدير صلاح السعدني، والراحل محمود ياسين، وأضافت أنها تفتخر بكل مابذله الآباء المؤسسون للمسرح منذ 150 سنة في تمهيد الطريق أمامها بإخلاصهم للمسرح.
أما الفنان محمود ياسين والذي كان من المقرر تكريمة ولكن وافته المنية مؤخرا، فقد تسلمت تكريمه نجلته الفنانة رانيا محمود ياسين مؤكدة علي أن حلم ابيها كان المسرح منذ قدومه الي القاهرة..