العدد 754 صدر بتاريخ 7فبراير2022
شغف بكتابة الشعر منذ صغره وكان له عدة دواوين وكان الشعر هو بوابة عبوره لعالم الكتابة المسرحية الذي حقق فيه عدة نجاحات وحصل على عدة جوائز. تتميز كتاباته بالاختلاف والتنوع وطرح قضايا شائكة.
هاني قدري من مواليد دمنهور 1983 يعمل رئيسًا لقسم الموهوبين والتعلم الذكي ، حاصل على عدة جوائز في مجال التأليف المسرحي سواء للطفل أو للكبار منها : مركز أول جائزة لينين الرملي بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح عن مسرحية “سقط سهوًا”، مركز أول مسابقة مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون عن مونودراما “وقال الشاعر” مركز أول جائزة اتحاد الأدباء الدولي عن مسرحية “الملك الرضيع”، مركز أول جائزة المجلس المصري لكتب الطفل عن مسرحية الشجرة اليتيمة، جائزة إقليم وسط وغرب الدلتا الثقافي ثلاث مرات عن مسرحيات “ويحب المتطهرين” “هجرة الماء” و “للحمار رأي آخر” ، ضمن قائمة أفضل عشرين نصا مسرحيا بمسابقة الهيئة العربية للمسرح ثلاث مرات عن مسرحيات “محاكمة جدتي2018” “الفئران لا تضل الجحور2020” “سكنوا الديار 2021”، ضمن القائمة القصيرة في المسرح بجائزة ساويرس 2020 عن مسرحية “فتاة المترو” ، تم التنويه عن اسمه بجائزة الشارقة للإبداع فرع أدب الطفل 2018 عن مسرحية “محاكمة جدتي” ، أجرينا معه هذا الحوار بمناسبة فوز مسرحيته “الفئران لا تضل الجحور “ بالمركز الأول في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة دورة عبد الرحمن الشرقاوي
- فى البداية هل كنت تتوقع جائزة المجلس الأعلى للثقافة ؟
بصراحة لم أتوقع الفوز بها، رغم أن النص الذي فاز سبق وأن كان ضمن القائمة القصيرة بجائزة الهيئة العربية للمسرح وقد سعدت بالجائزة كثيرا .
- حدثني عن نص “الفئران لا تضل الجحور “وما ابرز الصعوبات التي واجهتها في كتابته؟
نص الفئران لا تضل الجحور يتحدث عن فكرة الخوف كشعور إنساني متفاوت من شخص لآخر، وأبرز الصعوبات التي واجهتني أن النص استغرقت كتابته ثلاثة أعوام ولم يكتمل إلا أثناء فترة حظر الكورونا؛ لذا فأنا مدين للكرونا بإتمام هذا النص.
- ما رأيك فى مسابقات التأليف بشكل عام وما الذى ينقصها ؟
مسابقات التأليف هامة جدًا وخاصة للكتاب الشباب، فلولا هذه المسابقات ما علم أحد عنا ولا عن كتاباتنا شيئًا .. ما ينقص مسابقات التأليف هو تنفيذها على مسارح الدولة وعرضها على المخرجين من قبل القائمين على المسابقة فيجب أن يكونوا حلقة الوصل بين المؤلف والمخرج .. كما يجب طباعة الأعمال الفائزة سواء في كتب منفردة أو في دليل للنصوص كما كان من قبل.
- من وجه نظرك هل لدينا أزمة فى التأليف؟
لا يوجد أزمة في التأليف، الأزمة الحقيقية في التعامل مع المؤلف، فإدارة المسرح بالثقافة صارت لا تتعامل مع المؤلف واكتفت بالنصوص التي يأتي بها المخرجون وبهذا أصبح دور المؤلف غير قاصر على تأليف نصه فحسب بل يجب أن يطوف بنصه على كل المخرجين لتنفيذه.
- حدثنى عن بدايتك كمؤلف؟
البداية كانت مع الشعر منذ كنت طالبًا في المرحلة الإعدادية بنادي أدب دمنهور، وصدر لي ثلاثة دواوين شعرية هي: محاورة بامتداد العمر، ليس للموت اسم آخر، الأحلام توزع مجانًا مع شهادات الميلاد، ثم اتجهت بعد ذلك للتأليف المسرحي.
- سبق لك الحصول على جائزة في الدورة السادسة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي. حدثني عن النص الفائز فيها وما تقييمك لهذه المسابقة ولمهرجان شرم الشيخ؟
النص الفائز “سقط سهوًا” يتحدث عن فكرة الذاكرة الإنسانية بشكل عام من خلال بطل النص المصاب بالزهايمر، وبالنسبة لمسابقة شرم الشيخ سعدت كثيرًا لحصولي على جائزة تحمل اسم الكاتب الكبير “لينين الرملي” مثلي الأعلى.
ومسابقة مهرجان شرم الشيخ من أهم المسابقات التي تقام في مصر لما لها من تقدير معنوي وأدبي جيد للمؤلف، فالمهرجان مُسلط الضوء عليه إعلاميًا بشكل كبير، وكان فرصة جيدة بالنسبة لي للتواصل مع المسرحين من عدة دول والتعرف على تجارب مسرحية مغايرة وأشكال ورؤى جديدة للمسرح فى البلدان العربية والأجنبية فالمهرجانات هدفها الرئيسي تبادل الثقافات والتعرف على كل ما هو جديد.
- هل لدينا أزمة فى كتابة النصوص الكوميدية وما أهم شروطها من وجهة نظرك؟
لا يوجد أزمة في كتابة النصوص الكوميدية لكن الأزمة تكمن في اعتبار البعض أن ما يقدم من اسكتشات هو نص مسرحي كوميدي فالنص المسرحي الكوميدي يجب أن يكون له قوام وهدف، وتُعرض الكوميديا به من خلال الموقف لا من خلال مجموعة من الأفيهات والنكات المأخوذة من صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
- يتجه أغلب المخرجين فى الثقافة الجماهيرية لتقديم النصوص العالمية فما السبب من وجهة نظرك ؟
من وجهة نظري هو نوع من الاستسهال عند بعض من المخرجين ممن يأتون بنص قدم عشرات المرات من قبل، والبعض يأتي بنص عالمي من باب توفير أجر المؤلف، والبعض الآخر يقوم بعمل إعداد لنص عالمي تحايلًا على الرقابة، ومن وجهة نظري أن النصوص العالمية من أسباب عزوف الجمهور عن المسرح لابتعادها عن قضايا الوطن.
- ما رأيك في حجب جوائز التأليف فى بعض الأحيان في المهرجانات؟
من وجهة نظري وظيفة لجنة التحكيم مقتصرة على تحكيم الأعمال التي ترد إليها فقط وليس من حقها حجب الجوائز، وخاصة أن معظم جوائز التأليف ضعيفة ماديًا والأمر يكون تقدير معنوي وأدبي للمؤلف فحسب.
- ما مشاريعك المقبلة؟
انتهيت من كتابة مسرحيتين للكبار بعنوان “أحداشر في التمنتاشر” و”حارة سد” ومسرحية للطفل بعنوان “في بيتنا مسرح”.
- حدثنا عن مسرحيتك “بكم أكتمل” الصادرة عن المركز القومي لثقافة الطفل؟.
أنا مهتم جدًا بقضايا ذوي الهمم وكتبت أكثر من نص للأطفال منهم بكم أكتمل ونشاطركم الأوطان وسوبر إنسان، وقد صدرت مسرحية “بكم أكتمل” عن المركز القومي لثقافة الطفل وقدمت على خشبة المسرح ضمن شرائح الطفل والنص يعالج قضيه من أهم قضايا فرسان التحدي من ذوى الإعاقة ورغبتهم فى الحصول على معامله طبيعيه مثلهم مثل باقى الناس حيث تدور المسرحية حول علاقة صداقة تربط بين طفلين الأول كفيف يدعى نادر لديه موهبة كبيره فى لعبة الشطرنج وقد استطاع بفضل إصراره ومساعدة صديقه أكرم المصاب بمتلازمة داون والذي يصف له حركة المنافس على رقعة الشطرنج في الحصول على بطوله مصر فى الشطرنج وأصبح مؤهلا للمشاركة فى بطوله العالم ولكن الروتين يحول دون تحقيق حلمه حتى يلجأ أصدقاؤه من ذوي الهمم إلى مخاطبه رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج ورئيس الجمهورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيصدرا قرارا بإنصافه .. ليسافر ويفوز بالبطولة .
ما الذي يدفعك للكتابة للطفل وما أبرز صعوبات الكتابة له ؟
لا يوجد سبب معين يدفعني للكتابة للطفل، فالفكرة هي التي تفرض علي الفئة التي أكتب لها ، هناك معتقد خاطئ أن الكتابة للطفل أمر سهل وأن أي كاتب يمكنه الكتابة للطفل، وهذا خطأ كبير لأن الكتابة للطفل صعبة وصعوبتها أن الأطفال لا تجامل، فالطفل ليس قارئ ساذج كما يظن البعض كل هدفه المتعة والتسلية فحسب، وهنا تأتي الصعوبة على كاتب أدب الطفل والذي يجب عليه أن يحقق معادلة صعبة وهي أن تكون الكتابة مسلية وفوق كل ذلك تحمل رسالة للطفل بعيدًا عن المباشرة،
ومن أبرز الصعوبات هي أن يواكب العمل العصر الذي يعيش فيه الطفل لا العصر الذي عاش فيه الكاتب؛ لذا فأنا ضد المقولة التي تقول أن الكاتب حين يكتب للطفل يستدعي الطفل الذي بداخله؛ لأن طفل اليوم يختلف كثيرًا عن الطفل في سنوات سابقة، من أكبر الأخطاء التي يقع فيها كتاب أدب الطفل أنه يكتب لولي الأمر لا للطفل، فهو يكتب ما يعين ولي الأمر على تربية ابنه متغافلا احتياجات الطفل.