أحمد رمزي مدير النشاط المسرحي بالساقية: تشجيع المخرجين الشباب مهمة أساسية بالنسبة لنا

أحمد رمزي مدير النشاط المسرحي بالساقية: تشجيع المخرجين الشباب مهمة أساسية بالنسبة لنا

العدد 656 صدر بتاريخ 23مارس2020

منذ عمله مديرا للنشاط المسرحى  بساقية الصاوي 2003 استطاع استحداث العديد من الفعاليات المسرحية بها ، ومنها مهرجان التمثيل الصامت ومهرجان المونودراما الذي كان سباقا في إقامته، وهو دائما في حالة بحث عن كل ما هو جديد ومختلف لإيمانه بالفرق الحرة وما تبذله من جهود ذاتية ، وقد  استطاعت الساقية منذ سنوات طويلة تسليط الضوء على عدد من المخرجين المبدعين الذين انطلقوا بعد ذلك للساحة الفنية.
أجرينا هذا الحوار مع مدير النشاط المسرحى بساقية الصاوي الفنان أحمد رمزي لمعرفة أهم الاستعداد الخاصة بإطلاق النسخة الخامسة عشر من مهرجان المونودراما التي من المزمع إقامتها في إبريل المقبل                                             
- ما أهم المتغيرات  التي سنراها في المهرجان بعد خمسة عشر دورة ؟
نستطيع أن نقول هناك ما هو ثابت بالمهرجان، فكما نعلم أنه ليس هناك تمويل للنشاط المسرحى بالساقية، وجميع الاجتهادات والجهود قائمة على المسئولين عن النشاط وعلى جهود الدعاية،   سواء من الساقية أو الدعاية التي تقوم بها الفرق. نحن لسنا جهة إنتاج، إنما جهة استقبال ، و منذ الأيام الأولى للمهرجان ونحن ندعو الفنانين لمشاهدته والمشاركة فيه و العروض دائما في تفاوت مستمر فهناك عروض جيدة وعروض متميزة وعروض أقل في الجودة الفنية، كما أن العمل الفني يعكس حالة المجتمع بشكل عام.

- بدأت النشاط المسرحى في ساقية الصاوي منذ 2003 ..كيف بدأت فكرة إقامة مهرجان المونودراما ، خاصة أنها لم تكن مطروحة من قبل ؟
قبل عملي مديرا للنشاط المسرحى في ساقية الصاوى كان لدى فرقة وتقدمت أنا و زميلتي عبير سعد الدين بمشروع خاص لإقامة مهرجان الساقية المسرحى وبعد عدة مشاورات مع المهندس محمد الصاوي أقمنا مهرجان الساقية المسرحى وقد رحب بالفكرة بشكل كبير وقدم لنا كل المساعدات وأقيمت دورة من أقوى دورات المهرجان وبعد ذلك فكرت فى إقامة مهرجان المونودراما والممثل الواحد،  وقد كان هناك تخوف شديد فى بداية الأمر ولكننا وجدنا كما كبيرا من العروض فى المهرجان وكانت دورة قوية للغاية.   

- وماذا عن الدورة  القادمة للمهرجان ؟
هناك مجموعة متميزة من العروض تقدم خلال هذه الدورة كما أن شروط المهرجان هى ألا تزيد مدة العرض عن عشرين دقيقة واستخدام قطعن ديكور صغيرة وذلك لأن اليوم الواحد يكتظ بعدد كبير من العروض وهو ما يتطلب ديكورا بسيط كما أن المهرجان يقام خلال يومين وهو ما يتطلب أن نعطى فرصة لأكبر عدد من العروض للمشاركة،  كما أن العروض الفائزة من المهرجان سنمنح لها ليال عرض اخرى بالساقية، وأتمنى أن يتابع المهرجان أكبر عدد من الجماهير لتشجيع المخرجين الشباب.

- هل هناك تيمة خاصة بالعروض هذه الدورة؟
فى الفترة الحالية نحن فى بداية المشاهدات وستنتهي 15 مارس المقبل، ولا استطيع تحديد تيمة أو عنصر مشترك يعبر عن حالة تقترب من فكرة التيمة الجامعة، ولكن النصوص التي تقدم منتشرة على مواقع التواصل الإجتماعى وهى نصوص جيدة وهناك عروض مؤلفة من قبل المخرجين.

- تنتشر فى عروض المونودراما ظاهرة المخرج المؤلف هل يعكس هذا الأمر فقرا في نصوص المونودراما ؟
ليس بالضرورة،  ولكن فى بعض الأحيان تفرض التجربة أن يقوم بكتابة العمل وهذا لا يعكس حالة الندرة  لأن هناك العديد من الكتابات الخاصة بالمونودراما،  
فلا نستطيع  أن نقول أن هناك نقصا فى كتابات المونودراما، ولكننا نريد المزيد من الاهتمام بكتابة المونودراما وإقامة مسابقات خاصة بها، فعلى سبيل المثال الهيئة العربية للمسرح تقيم مسابقة للكتابة الخاصة بالمونودراما، ويصدرون أعمالا متميزة وتجمع الأعمال الفائزة وتصدر فى كتاب.

- لماذا لا تقييم الساقية مسابقة خاصة بتأليف المونودراما ؟
لدينا أزمة فى التمويل ، و حتى نقيم مسابقة للكتابة الخاصة بالمونودراما فلن نكتفي بالنص الفائز فقط ، ويجب تجميع النصوص الفائزة في كتاب ، يتم نشره وهو ما يتطلب تكلفة باهظة تحتاج إلى ممول، كما أننا جهة خاصة وهو ما يختلف عن الجهات العامة التي ترصد ميزانيات خاصة بالنشر ويكون لها اتجاه وخطة فى هذا الأمر.
- من واقع عملك منذ سنوات طويلة مع الهواة و حركة المسرح الحر ما تقييمك لهذه الحركة وإلى أين تتجه ؟
الفن متنفس لهؤلاء الشباب ، هذا المتنفس يجب  أن يتم تعزيزه ودعمه و تشجيعه ، ويجب تشجيعهم بشكل كبير وتبنى الأعمال المتميزة وزيادة عدد المهرجانات ،كما أنه من الضروري أن تمد وزارة الثقافة يد العون وتستوعب المزيد والمزيد من الشباب وهى تقوم بهذا بالفعل ولكننا نطمح فى المزيد.

هناك جدل حول التفرقة بين مصطلح “الحر” و”المستقل “ ما رأيك ؟
بشكل عام الفرق المستقلة في مصر هي فرق ترقى لدرجة الاحتراف ولكنهم غير تابعين للمؤسسة الرسمية  والغالبية العظمى منهم  أكاديميين،  أما الفرق الحرة فكل من لا ينتمي لمسرح الدولة يعد فرق حرة.

- انتشرت مؤخرا ظاهرة السطو  على نصوص المؤلفين من قبل بعض المخرجين .. كيف نستطيع معالجة الأمر ؟
- أولا هذه الأزمة ليست مرتبطة بالنصوص المسرحية فقط ، فكل حقوق التأليف بشكل عام مهددة في هذه الفترة ، وذلك لأن جميع النصوص مطروحة على الانترنت، ولكن هناك مخرجين يحصلون على موافقة المؤلف ويحترمون حقه الإبداعي والفكري، وهناك من لا يلتزمون بهذا الأمر،  ونحن قبل إقامة مهرجاناتنا بالساقية نحرص على حصول المخرجين على موافقة المؤلف لأنها حقوقه الفكرية ويجب حمايتها.

-لماذا لا تخصصون جوائز للسينوغرافيا بمهرجان المونودراما ؟
لأن أحد شروط الساقية بالمهرجان  وجود عدد بسيط من قطع الديكور ،  لسهولة فكه وتركيبه بسبب  صغر المساحة المحددة للوقت وكم العروض المقدمة خلال اليوم الواحد، وبالتالى لا يكون الديكور متحققا بشكل كامل، لذلك لا نستطيع وضع عنصر الديكور فى المنافسة.
-    ما رأيك في اتجاه بعض المهرجانات الخاصة بالمونودراما لأن تكون دولية،   و هل من الممكن أن تقيم برتوكولات مع هذه المهرجانات ؟
إقامة أى مهرجان على المستوى الدولي أو المحلى ينشط الحركة المسرحية وإقامة برتوكول تعاون بين مهرجان مقام فى مؤسسة رسمية مع مؤسسة خاصة يحتاج العمل على العديد من التفاصيل المختلفة منها التفاصيل المادية والقانونية، و الأمر يتطلب العديد من الأمور وهو ليس بالأمر اليسير ولكن من الممكن إقامة برتوكولات، ففي النهاية الخير ينصب على الحركة المسرحية.

- هل هناك اعتبارات خاصة في اختيار لجان تحكيم المهرجانات التي تقام بالساقية ؟
لا توجد اعتبارات محددة يمكن الإعلان عنها ولكننا دائما نحرص على التغير بشكل مستمر، فعلى سبيل المثال كان دائما د. هاني مطاوع يثرى لجان التحكيم بالساقية، وهو كبار رجال المسرح فى مصر، ودائما ما كنا نحرص على وجوده بلجان التحكيم الخاصة كما أننا أيضا نحرص على وجود عنصر الشباب بلجان التحكيم .

- وماذا عن برتوكول التعاون الذي كان من المفترض إقامته مع البيت الفني للمسرح عام 2011 ؟
- قبل الثورة كان د. أشرف ذكى يحلم بأن يحدث تكاتف بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لخدمة المسرح،  وعلى الرغم من مسئولياته وانشغالاته كان يتحدث بنفسه في هذا الأمر ويتابعه وتحدث معي بشكل شخصي وهو فنان يحمل وطنية كبيرة، وبالفعل أقيم اجتماع بحضور كل مديري المسارح وتم النقاش في جميع الحيثيات الخاصة بهذا الأمر ولكن عند قيام الثورة توقف المشروع.

- لماذا لا تقيمون ورشا مسرحية فى جميع مفردات العمل المسرحى ؟
فى عام 2005 تم الاتفاق مع بعض الأساتذة من الأكاديمية على إعطاء ورش فى جميع مفردات العمل المسرحى، وقمنا بعمل إعلان ولكن لم يحدث الإقبال الذي كنا ننتظره،  لأن التوقيت لم يكن مناسبا،  ولكننا نقيم فى الساقية ورشة لإعداد الممثل. وكما سبق وأشرت نحن لسنا جهة إنتاج أو صناع قرار ثقافي ولكننا نعنى فقط بتنشيط الحركة الثقافية عن طريق استقبال الأعمال المسرحية ولنا أحقية الرفض أو القبول .

-يرى البعض أن الدعاية الخاصة بالعروض المسرحية غير كافية فما ردك على هذا الأمر؟
نقدم كل السبل لعمل الدعاية للعروض، وذلك عن طريق عمل بوسترات العروض والفلايرز ووسائل الدعاية الأخرى، ومن يرى أن الدعاية غير كافية عليه أن يجتهد بشكل أكبر في توفير دعاية خاصة بعمله بجانب الدعاية التي تقدمها الساقية.


رنا رأفت