ما الذي ينتظره ويتمناه المسرحيون من دورة التجريبي 28؟

 ما الذي ينتظره ويتمناه المسرحيون من دورة التجريبي 28؟

العدد 746 صدر بتاريخ 13ديسمبر2021

يُعد مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي واحدًا من أهم المهرجانات المسرحية، بما له من صدى محلي ودولي، كما يعد  نافذة مهمة يطل منها  المسرحيون المصريون ليتعرفوا أكثر على التطور المسرحي على مستوى العالم. وخلال أيام تبدأ فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من المهرجان، برئاسة المخرج د. جمال ياقوت، وقبل بدء فعالياته رصدت «مسرحنا»  أمنيات المسرحيين  لهذه الدورة .

البداية كانت مع د. عايدة علام أستاذة السينوغرافيا والتقنيات المسرحية بكلية الآداب جامعة حلوان، حيث قالت: يعتبر مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي منذ نشأته عام 1988 برئاسة د.فوزي فهمي هو النافذة التي نطل منها ونتعرف من خلالها على أحدث الاتجاهات المسرحية من شتى أنحاء العالم، يكفي أننا ولأول مرة نتعرف على مصطلح «سينوجرافيا»  كان من خلال الفرق الأجنبية المشاركة بدورات المهرجان المتتابعة، أيضًا تعرفنا على اتجاهات جديدة سواء في الإخراج أو تصميم الصورة المرئية .
وتابعت «علام»: إلا أنه في السنوات الأخيرة أصبح الاهتمام بالكم يغلب على الكيف،  لذا أتمنى أن يراعى في اختيار الفرق المشاركة انتقاء أسماء لكبار المخرجين على مستوى العالم، وأن يقدم العرض المسرحي أكثر من يومين لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن لمشاهدته، أتمنى أيضا إعادة النظر في توقيت إقامة المهرجان في شهر ديسمبر ففي هذه الفترة توجد امتحانات الجامعات والمعاهد، والمعروف أن شباب الجامعات يشكل قاعدة عريضة من الجمهور، لذا أتمنى أن يقام  المهرجان في موعده السابق ألا وهو شهر سبتمبر.
و قال الفنان أمير صلاح الدين: أتوقع مهرجانا ناجحا بإذن الله ، وأتمنى إقبالا جماهيريا مع عمل دعاية متطورة للعروض. المهرجان أهميته تكمن في عرض أنماط مختلفة للمسرح وفتح أُفقا جديدا للمتلقي والفنان على حد سواء على ثقافات مختلفة وجديدة.. تثري تجربتهما الإنسانية.
وقال المخرج المسرحي أكرم فريد: لقد  تأثرت بمشاهدة عروض المهرجان التجريبي في دوراته المبكرة، وكان لتلك المشاهدة  أثر عميق على ذائقتي الفنية، مثل كثير من المسرحيين أبناء جيلي، والمهرجان التجريبي خلق مستويات في وعينا بالحرفة التي اسمها صناعة المسرح، أظن  أننا عرفناها في هذا الوقت بسبب المستوى الفني المميز للعروض، ووقتها لم يكن عندنا فرصة لمتابعة تطور المسرح إلا عن طريق المهرجان، والأهم أننا أصبحنا أكثر جرأه في أن نستخدم تكنيكات وأساليب شاهدناها في عروض من كل بلدان العالم، لذلك هناك أهمية قصوى من وجهة نظري لاختيار العروض المشاركة.
فيما قال الكاتب المسرحي بكري عبد الحميد: مهرجان المسرح التجريبي يعد واحدًا من أهم المهرجانات المسرحية في مصر، وينتظره الجميع للاطلاع على أحدث العروض والأفكار الجديدة، ولقد تمنيت منذ زمن ألا تقتصر عروض التجريبي على العاصمة بل تطوف محافظات مصر خلال فترة إقامة المهرجان، حتى يتسنى للعديد من المسرحيين مشاهدتها والتفاعل معها،  وكذلك عقد عدد من الندوات والورش في محافظات أخرى ليتحول التجريبي من مجرد مهرجان إلى احتفاليه فنية كبرى في كل مدن مصر.
و قال مصمم الديكور د. محمد سعد الأستاذ بكلية الآداب قسم علوم المسرح جامعة حلوان: أهم ما يميز المهرجان التجريبي، هو تواجد دول أجنبية فيه، تأتى بثقافات وأفكار  وفلسفة مختلفة، و أهم ما في فكرة الاختلاف هو التعرف على الآخر، المشكلة أحيانًا أن هذا الاختلاف قد لا نفهمه ، ولكن فى كل الأحوال، نحن نشاهد أفكارا جديدة ومختلفة.
وتابع «سعد»: نتمنى أن لا تأتي فرق ضعيفة، وهذا هو دور لجنة اختيار العروض، ونتمنى أن تختار لنا عروضا جديدة مميزة، أما أن يكون هناك تسابق أو غير ذلك، فهذا لا يضيف للمشاهد، الأهم هو التعرف على فرق جديدة حول العالم، ومن الأفكار المختلفة أن لا تُقدّم العروض داخل المسارح، وإنما تعرض الفرق المشاركة عروضها المسرحية في الهواء الطلق أو في الشارع أو أماكن مختلفة، بمعنى معالجة الفراغ المسرحي نفسه، بطريقة ديكورية أو بسينوغرافيا المكان، بطرق جديدة ومختلفة، وهذا ما ننتظره دائمًا من العروض القادمة إلينا من مختلف دول العالم، لتقدم لنا فكر جديد.
كذلك قال المخرج المسرحى مايكل مجدي: أهمية المهرجان التجريبي تكمن في أنه نافذة على العروض المسرحية العالمية، التي ليس لدينا فرصة لمشاهدتها في أي مهرجان آخر إلا مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، والتجريبي هو من له السبق في جعلنا نشاهد عروضًا عالمية مختلفة ومتنوعة، بالإضافة إلى أننا نشاهد نوعية مختلفة من المسرح تندرج تحت مسمى التجريبي، بها أفكار جديدة ومحاولات جادة جدًا للتطوير، وبالتالي هذا يساعد المخرجين والمهتمين بالمسرح، على مشاهدة عروض مسرحية كسرت القواعد التقليدية للمسرح، بالإضافة إلى أننا من خلال هذه العروض نستطيع أن نطلع على ما تم تطويره في المسرح العالمي، حتى لا نكون منغلقين على أنفسنا.
وأضاف «مايكل»: أتمنى أن يكون هناك أكبر عدد من العروض غير المصرية، بالإضافة إلى أن يكون المهرجان منظم بشكل جيد، حتى نتفادى فكرة التزاحم، خاصة مع استمرار الكورونا، واتمنى أيضًا أن تكون الورش المقامة على هامش المهرجان، موفقة وقوية.
فيما قالت الفنانة د. عبير منصور الأستاذ المساعد بكلية الآداب قسم علوم المسرح جامعة حلوان: أرى أن هناك سوء اختيار للعروض المُقدمة، في الدورات الأولى للمهرجان، كانت الدول تُشارك بأبرز عروضها في بلدها، الآن العروض المشاركة أراها أقل من المستوى المأمول، ولا أعرف على أي أسس يتم اختيار تلك العروض، ونأمل أن تكون اختيارات العروض سواء الداخلية أو الخارجية، منتقاة بشكل جيد وواعي، من قِبَل لجان الاختيار.
وتابعت «منصور»: يفضل أن يصاحب المحاور الفكرية أو الندوات المُقدمة كتاب مطبوع بأبحاث للمتخصصين المسرحيين، فسيكون ذلك شيئا مهما جدًا للأكاديميين ومتخصصي المسرح.
فيما قال الفنان جهاد أبو العينين المدرس المساعد بقسم التمثيل والإخراج  بالمعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون: أهمية المهرجان في الانفتاح على الآخر، من أجل الاطلاع على ما وصل إليه العالم في التقنيات والعناصر المسرحية، و بشكل عام أتمنى أن يكتسب المهرجان شعبية أكبر، وأن يخرج من دائرة الخاصة، ويجذب كل طوائف وفئات الشعب.
وتابع «أبو العينين»: أتمنى أن يتم زيادة مدة تقديم العروض، خاصةً العروض الأجنبية على الأقل 15 ليلة ، لتكتسب شعبية وجماهيرية أكبر، حتى تصبح القوة التأثيرية للمهرجان مسرحيًّا أكبر، فزيادة عدد أيام العروض المسرحية، تعطي مساحة أكبر للمشاهدة، وأتمنى أن يكون المهرجان التجريبي، هو مهرجان «المصريين» وليس «المسرحيين»  فقط، كما هو حادث ، وبشكل أدق الخاصة من المسرحيين، و يجب تكثيف الدعاية بشكل أكبر، لكي يعرف الجميع أن هُناك موسما مسرحيا يستمر لمدة تُتيح للجميع مشاهدة تلك العروض المسرحية.
كذلك قال المخرج المسرحى محمد الطايع: هو من أهم وأقدم المهرجانات العربية على مستوى الوطن العربي، و له أهمية كبيرة عند جميع المسرحيين، لأنه يفتح الأُفق عند كل مسرحي لفكرة تبادل الخبرات محليًّا ودوليًّا، ونتمنى أن تحظى هذه الدورة بالتميز الذي اعتدنا عليه منذ دورته الأولى برئاسة د. فوزي فهمي (يرحمه الله)، وهو مهرجان يترك بصمة حقيقية داخل المسرحيين المصريين وعلى مستوى الوطن العربي والعالم، ونتمنى أن تعيد هذه الدورة برئاسة الفنان د. جمال ياقوت، لمهرجان المسرح التجريبي ريادته.
وتابع «الطايع»: هناك مجموعة من الورش الهامة جدًا فى هذه الدورة، وأتمنى أن تكون هناك تغطية إعلامية مختلفة باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية عالميًّا من خلال وسائل الإعلام المختلفة .
وقالت الكاتبة الصحفية هند سلامة: أتمنى أن تكون هذه الدورة ناجحة ومختلفة عن العام الماضي، التي كانت «أونلاين»، وعلى الرغم من أن الكورونا مازالت مستمرة، فإننا إلى حد كبير نلتزم بالإجراءات الاحترازية، ولكن الاحتكاك الفني سيكون أكبر، وأتمنى أن يعود المهرجان لقوته السابقة، فالأزمات المالية وفيروس كورونا وغيرها من العوامل المؤثرة ، كل ذلك كان له تأثير على أغلب المهرجانات في العالم وليس التجريبي فقط.
وتابعت «هند»: د. جمال ياقوت كان قد صرّح أن دورة هذا العام ستشهد تقديم عدة عروض من المهرجان في محافظات مختلفة، كنوع من المشاركة، حتى يرى جمهور هذه المحافظات عروضًا تجريبية، فلا تكون «محرومة» من المهرجان، وهذه الخطوة تُحسب للمهرجان بقوة، ونرجو أن يستمر ذلك في الدورات القادمة إن شاء الله بشكل أكبر، مع إتاحة أكبر لسفر العروض الأجنبية المشاركة في المهرجان، داخل محافظات مصر المختلفة.
فيما قال مصمم الاستعراضات محمد ميزو: أتمنى أن تعود الساعة للوراء، وعلى الرغم أن ذلك مستحيل، ولكنني أتمنى عودة «التجريبي» لقوته كما كان قبل 2011، فالتنافس والعروض الجماهيرية القادمة من الخارج، كل ذلك افتقدناه في السنوات الماضية بسبب غياب التسابق، لأنه من أهم الأشياء التي صنعت المسرح المصري، أتمنى أن مسابقة التجريبي تعود بكامل قوتها، وبالتأكيد خلال السنوات السابقة كانت هناك اجتهادات لتقديم التجريبي بشكل مختلف، ولكن شكل التجريبي قبل 2011، كان الشكل الأمثل والأفضل للمهرجان.
وأضاف «ميزو»: اعتقد أن هذه الدورة ستكون أولى خطوات العودة للخلف ولكن بشكل إيجابي، مع الأخذ بالتطور والتقنيات الحديثة، وستكون خطوة صحيحة لعودة المهرجان التجريبي لسابق عهده.
وختامًا اتفق المخرج والناقد المسرحي وليد الزرقاني مع أغلب المصادر السابقة فى أهمية التجريبي وقيمته وتأثيره على المسرحيين وقال: أتمنى أن تزيد عدد الندوات التي تُقام بعد العروض، مع تواجد أكثر من ناقد في الندوة الواحدة، سواء مصريًّا أو عالميًّا، وتكون هناك مناقشة حية تجمع ما بين فريق عمل العرض المسرحي والنُقّاد المصريين والأجانب، مع تكثيف عدد الورش المُقدمة على قدر المستطاع، لأنها وسيلة لمعرفة أساليب جديدة لطرح الأفكار في كل العناصر المسرحية.


إيناس العيسوي