فرقة الشارع.. مجانين المسرح الفلسطيني

فرقة الشارع..  مجانين المسرح الفلسطيني

العدد 738 صدر بتاريخ 18أكتوبر2021

من الفرق المسرحية الفلسطينية «فرقة مسرح الشارع» والتي تأسست عام 2003 من مجموعة من الهواة وهم إلياس الجعية، والذي شارك في عدة ورش لإعداد الممثل، وشارك في مجموعة من الأعمال التليفزيونية والمسرحية منها مسرحية «البحث عن حنظلة» إخراج مكرم خوري، والمسلسل التلفزيوني «يانون» من إخراج حيان يعقوب، وفيلم سينمائي تخت عنوان «سفر التكوين» من إخراج رياض دعيس.
ومن مكوني الفرقة  كذلك داود طوطح والذي احترف الفن منذ عام 2001، وشارك في عدة ورش مسرحية من أبرزها «ورشة سيرك» مع الفرقة النرويجية «ستيلا بولاريس» وقدم للأطفال عدة أعمال من أبرزها «حلقات ثلجية».
ومن أعضاء الفرقة أيضا الفنان رمزي أبو عصب الذي شارك في عدد من ورش إعداد الممثل، ومن أبرز الأعمال التي شارك فيها «ينال الأعمى» من إخراج كامل الباشا، وفيلم  «سفر التكوين» من إخراج رياض دعيس، والمسلسل الإذاعي « الدار دار أبونا»، كما قدم استعراض «عش الملائكة» مع الفرقة النرويجية «ستيلا بولاريس»، ومن إنتاج «المسرح الوطني الفلسطيني».
ومن أعضاء الفرقة أيضا الفنان عزت النتشة، ومن أبرز الأعمال التي شارك فيها عرض «يلا نلعب».

المقاومة بالسخرية
ويعد عرض «يلا نضحك» من أشهر عروض الفرقة، وعلى حد ما جاء في تقديم فريق العمل للعرض: «فإن الفرقة بدأت عرضها من قاعدة الضحك للضحك، وتطور العرض رغما عنها ليشمل مفاهيم تربوية مثل التعاون والنظافة والصداقة لكن الهدف الأسمى في العرض هو الترفيه من أجل الترفيه.. من خلال المهرجين الذين يستخدمون أساليبهم ومهاراتهم الاستعراضية من أجل إسعاد الطفل».
وتدور أحداث العرض حول «زعتر ومشمش» أثناء تنظيفهما للشارع، فيحاول «مشمش» ذو الطبيعة المشاكسة تعطيل العمل من خلال عدة مقالب يقوم بها، في حين أن «زعتر» يمثل الشخصية الملتزمة المحبة للعمل، ومع ذلك هو يحب زميله «مشمش» ولا يريد أن يخسر صداقته.
العرض قائم على لغة المفارقة والسخرية والبحث عن صيغ جمالية لفن الإضحاك.

جنون الفن
ويصف الأديب الفلسطيني «زياد خداش» في مقال له تحت عنوان «مجانين المسرح الفلسطيني يغلقون شوارع رام الله» عروض الفرقة قائلا» «من هم هؤلاء المجانين الذين يرقصون في الشارع؟، من أين أتوا فجأة؟، وكسروا قانون وجه المدينة التي تعودت على مسيرات غاضبة لا يضحك أحد فيها ولا يرقص، عبثوا بروتينها وقيلولتها الرتيبة.
سأتقدم نحوهم جيدا، أوه، إنهم مجانين المسرح الفلسطيني يتقافز أمامهم أعضاء فرقة مسرح الشارع البهلوانية، نحن إذن طبيعيون جدا، نحب الحياة والرقص والفنون،، ولا نكترث لجنود قد يقتحمون مدينتنا وشوارعنا، أتخيل مجانين المسرح هؤلاء يواجهون الجنود بالرقص والضحك والمشي المتواصل تجاه مركز خليل السكاكيني، أتخيل الجنود وهم يقفون بلهاء ومستغربين».
ويضيف «خداش» قائلا: «إنهم لا يريدون شيئا فقط هم يفرحون ويصيحون ويمشون، مسيرة فرح ورقص ومشي لا مطالب لهم سوى أن يفهم الناس أن ثمة كون وفن اسمه مسرح يستحق أن نحتفي به، أن هناك كائنات حية تعيش بيننا تحب المسرح، تحب الحياة، وترى فيه طريقة أخرى للنضال والفهم والبناء».
وتتميز عروض الفرقة بالمواجهة والمباشرة –أحيانا – للتأكيد على فكرة الهوية، وتحفيز المشاهدين على المقاومة والصمود في مواجهة الاحتلال، ورفض فكرة بناء مستوطنات يهودية على أنقاض بيوت الفلسطينيين.


عيد عبد الحليم