لجنة تحكيم العروض المسرحية ما بين التوصيات ومعايير اختيارهم للعروض ونصائح لشباب المسرحيين

لجنة تحكيم العروض المسرحية ما بين التوصيات ومعايير اختيارهم للعروض ونصائح لشباب المسرحيين

العدد 738 صدر بتاريخ 18أكتوبر2021

يُعد المهرجان القومى للمسرح المصرى من أبرز المهرجانات الفنية وبخاصةٍ المسرحية، وهو مهرجان تُقيمه وزارة الثقافة المصرية للمسرح المصرى، ويُعد أكبر ملتقى مسرحى على مدار العام يضم أفضل العروض التي قدمت خلال العام من المؤسسات الثقافية المختلفة، وهو «أحد أهم الأنشطة المسرحية التى تحتضن مصر وترعاها وزارة الثقافة وتمثل احتفال لحصاد عام كامل للمسرح المصرى «بحسب وصف معالى وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم»، وقد انتهت منذ أيام فاعليات دورته الرابعة عشرة برئاسة الفنان القدير يوسف إسماعيل، والتى بدأت فى السابع والعشرين من سبتمبر الماضى وحتى التاسع من أكتوبر الحالى، وكانت تلك الدورة تحمل اسم «الكاتب المسرحى المصرى»، ومع ختام تلك الدورة والإعلان عن أسماء الفائزين والعروض المسرحية، بدأت التساؤلات عن ما هى معايير تقييم لجنة التحكيم للعروض المسرحية؟، عن المعايير وتوصيات اللجنة وملاحظاتها ونصائحها، كان لـ»مسرحنا» مع أعضاء لجنة التحكيم للعروض المسرحية هذه اللقاءات .

كانت البداية مع رئيس لجنة التحكيم الأستاذ الدكتور الفنان أحمد حلاوة حيث قال: يقاس العرض بمعايير علمية وليست انطباعية، هناك ما يسمى بفلسفة المعايير فى الاختيار، ومعايير أى عرض يجب أن تتفق مع المخرج فى منهج إخراجى، المنهج له شقين، شق فلسفى وشق كيفية، لماذا؟ وكيف؟، وما تم ذكره يتم تدريسه فى سنة أولى فى المعهد، وهذا المنهج يجب أن يدرسه المسرحيين، مما لا شك فيه أن هناك طاقات إبداعية موجودة، ولكن هذه الطاقات الإبداعية إن لم تُرشّد، وإذا لم يسلط عليها الضوء علمًا وتعليمًا، فنحن بذلك سوف نقدم «هوجة»، تقييم العرض المسرحى يُبنى على كل ما يُرى وما يُسمع يدخل تحت العرض المسرحى ومنهجه الإخراجى، النص، الإماءة، الإشارة، الممثل، الحركة، اللون، الموسيقى، الشعر، الأمر منظم وليس «سمك لبن تمر هندى»، أنا لست مسؤول عن جيل لم يُشاهد ويرى ويقرأ، هو بالفعل لديه موهبة، وليس شرطًا أن يدرس فى المعهد أو الأقسام المعنية بذلك فى الجامعات، ولكن من الممكن أن تُعلم نفسك وتبحث وتدرس وتحضر دورات وورش تعليمية، للأسف الشديد هناك ثورة فى الشباب جميلة ولكن لم تُرشد، وللأسف الشديد وزارة الثقافة عندما تقدم ورشًا أو دورات تدريبية سواء فى التمثيل أو الإخراج، يأتون بمحاضرين فكرهم قديم، ليسوا سيئين، ولكنهم من جيل وفكر آخر، ليسوا على المستوى الحديث، فيعلمون الشباب قواعد مضى عليها الزمن، فيثور الشباب على تلك القواعد، لذلك من ضمن توصياتى كانت أن الدولة عندما تقدم ورشًا مسرحية، يجب أن تعطى ضمن المنهج المقدم تيارات متعددة، فالتنوع يقدم إبداعًا مختلفًا.
أضاف «حلاوة»: عندما نقيس تقييم جائزة أفضل عرض مسرحى، فإن ذلك يكون بمعيار، وهذا المعيار هو حصول العرض على العديد من الجوائز، بالإضافة إلى أن كل جائزة ليس قياسها مثل الآخرى، علميًا من الممكن إقامة عرض فنى جيد بالتمثيل والتأليف والإخراج فقط، لذلك تلك الأقسام الثلاثة هم من يحصلون على درجات أعلى فى التقييم، وباقى الأقسام تأخذ درجات أقل، وليس تقليلًا منهم، ولكن تلك الأقسام الثلاثة هم أساس العرض المسرحى، وكل ما تم ذكره معايير علمية وهذا ما اختار على أساسه ليس إلا دون أى مجاملة.
وتابع «حلاوة»: هناك فرق كبير بين الإضاءة والإنارة، هناك ما يسمى بوظيفة الإضاءة الدرامية، هناك مناهج فى الإخراج تقول أن الإضاءة فى جزئية محددة من العرض تتبع المذهب الجمالى والتجريبى وهكذا، وكذلك الموسيقى، يجب أن نسأل أنفسنا هل الموسيقى فى العروض المسرحية غنائية أم درامية؟ وهكذا يجب أن يكون لكل عنصر توظيف مناسب يتبع الدراما الخاصة بالعرض، والديكور ليس بشكله، يجب أن يكون متناسب مع النص، ومن خلال منهج الإخراج، يجب أن يتم توظيف الديكور مع طبيعة العرض والمنهج الإخراجى المتبع فيه.
بينما قال عضو لجنة التحكيم الفنان أيمن أنور مصمم المناظر المسرحية: التوصيات التى أوصيت بها خاصة بما لاحظته من طاقات شابة واعدة لديها القدرة على إبداعات تشكيلية متنوعة وفي اتجاهات مختلفة، لكن المهرجان يمنح جائزة واحدة للديكور، فنحن بذلك نفرض نموذج، والذين سيلتحقوا بالمسابقة العام القادم سيحاولون الاستفادة من هذا النموذج ويتصوروا أن هذا ما سوف يُقيّم وينجح، فى حين أن فى كل المرات قد نهمل المسرح التقليدى (كالمناظر الواقعية) مثل الاعمال التي قدمها حمدي عطية مثلًا، لذلك كنت حريص أن أكون عملى، وبدلًا من أن أناقش فكرة مكانة الديكور تنحصر ويحجم دورها- ناقشت الفائدة من أن يكون هناك مركز ثانى للديكور، أو جائزة أفضل ديكور صاعد، لمنح فرصًا أكثر للتميز والإبداع، ويُتاح فى المهرجان أن يعرض نموذجين مغايرين فيقدم إثراء فى التفكير وإلابداع، لأن فكرة النموذج الواحد مسألة خطرة خصوصًا في دور المنظر المسرحي الأكثر أهمية أكاديميًّا بعد النص والرؤية الإخراجة مباشرة مع احترامي وتقديري لدور كل عناصر العرض ولا سيما التمثيل– علمًا بأن العملية المسرحية تبدأ بأن مخرج يختار نصًا ويتناوله بالدراسة ويجلس مع السينوغرافى ليضعوا حدود الحالة وأبعادها وصولًا إلى ما يمكن كإطار وهيكل، بعد هذه المرحلة من وضوح صورته، يبدأ المخرج فى اختيار الممثلين والأشعار ومناطق الاستعراض أو الغناء إن تطلب العمل إلى باقى العناصر المسرحية، وكنت أود أن أذكر بأن معهد الفنون المسرحية منقسم لثلاثة أقسام، قسم النقد والدراما ، وقسم التمثيل والإخراج وقسم المناظر المسرحية، وهو المسؤول عن المنظر المسرحي بكل ما يشمله من الديكور والأكسسوار والخدع والميكانيزمات والأقنعة وحتي المكياج المسرحي وكذلك الإضاءة والملابس التي أفردت لكل منها جائزة وكل ما هو بصريًّا. وأضاف «أنور»: باعتبار المنظر المسرحي  أحد أعمدة المسرح الثلاثة والتى تحتوي العملية كاملة وتشكل لها البيئة المرئية فالمنظر المسرحي مدارس، ومنح جائزة واحدة للديكور، تفرض نموذج يراه المشاركون القادمون قدوة تستوفي معايير التقييم خصوصًا إذا تكرر فوز نفس الاتجاه في سنوات متتالية .
وتابع «أنور»:  أما المسألة الأكثر خطورة، وهى تواجه المهرجان طوال سنواته السابقة، وهى أن هناك عمل أضاف للمسرحية، وليس له بند يُدرج فيه من الأساس، مثل الخدع البصرية والمكياج والاكسسوار والميكانيزم والكثير غيرها، فكانت من أبرز توصياتى أن يفتح باب لجائزة مهمة جدًا وهى جائزة «المهمات المسرحية»، علما بأن تعبير المهمات مشتق من تعريف التخصص العلمي وهو تصميم و تنفيذ المناظر والمهمات المسرحية، وفى كل سنة ستفرض نفسها المهمة البارزة في إحدى المهمات السابق ذكرها، فتمنح الجائزة لتلك المهمة، وإن برزت أثر من مهمة ولتكن في مجال مستحدث مع مستجدات التطور التكنولوجي يمكن تغطيتها بشهادات التميز- التى أعلم بوجودها لكن افضل أن تكون قائمة جوائز بها بند ينتظر مهمة بارزة فيتم التسابق عليها عمدًا - كما اقترح أيضا زيادة شهادات التميز حيث أنها لا تلقي بأعباء على الميزانية فهو تقدير أدبي، وبالفعل قمت بذلك بشكل معنوى، وقدمت شكرًا لعملًا متميزًا وقد برز في عرض «سالب صفر»، لمدى أهمية دوره وهو المكياج الذي بدى لي جزء من المنظر المسرحى، وهناك بعض الناس شاهدوه على أنه أزياء لأنه يُغطى الجسد، ولكنه فى النهاية المكياج كما عرف صانعه نفسه، وبالفعل قمت بشكر فنانة المكياج نادين أشرف على هذا الإبداع و كنت اتمني ان أشكر العديد غيرها ولكني طرحت هذا النموذج مثلًا إلي أن تأخذ المسألة شرعيتها في المهرجانات القدمة والتي أرجو أن تكون أكثر دفعًا وتشجيعًا لكل الطاقات الموهوبة والواعدة بإذن الله.
فيما قال مصمم الرقصات والمخرج وليد عونى: أن توصياته لمصطلح كلمة «استعراض» فى المهرجان هى، الرقص التعبيري الحركي يولد من درامية العرض الروائي في خدمة النص  والمؤلف  والحالة الدرامية الإخراجية، ولهذا كلمة «استعراض” مصطلح يطلق فقط على العروض الاستعراضية الغنائية، بمعنى «ميوزك هول»، أما مصطلح معني الرقص فهو بحد ذاته بعيدًا عن متناول المسرح اللغوي لأنه هو يقوم بأداء دراما حركية راقصة، ومضمون خاص به.
وتابع «عونى»: أهم شئ بالنسبة للمصممين فى العروض المسرحية أن يتفهموا موضوع العرض وأبعاده، وأن يكون واعى ومتفاهم من الحالة التى يفرضها مخرج العرض، وأن يتابع تسلسل الأحداث الدرامية للعرض، وأن المؤلف أو الكاتب إن كان عمل جديد أو عمل من الأعمال المقتبسة الكلاسيكية، فهو لا يقدر أن يصمم بمفرده الحركات الدرامية، دون أن يلجأ إلى كيف هى  نوعية متناول المخرج فى إنتاجه الفكرى، وخاصةٍ استعمال الحركات فى خدمة الموسيقى المؤلفة أو المقتبسة فهذا عمل بين المصمم والمخرج والمؤلف، فهم حلقات متصلة ببعض لا مفر منها، فى هذا المجال الدرامى الحركى، تولد كل مرة قانون القراءة المسرحية، تبدأ من الفكر أو فكر المؤلف والمخرج، وتنتهى عند ذكاء المصمم، والتى تكون هى الحلقة المفقودة، إما أن تجعل العمل ناجح، أو تجعله يرسب.
وقال الموسيقار على سعد: كنت اتمنى أن تكون هناك جائزة مختصة بالأصوات الغنائية فى العروض، وخاصةٍ أن هناك مطربين ومطربات كانوا مصاحبين للعروض، بخلاف الممثلين الذين كانوا يُغنون، والمعايير التى كنت أحكم بها على الأعمال التى ترقى إلى مستوى الترشيح، أهمها أننا نُقيم الموسيقى الدرامية، العمل الدرامى يجب أن يكون له حتمية درامية لوجوده، إن لم يكن له تأثير فهو بذلك لم يضف للعمل، بالإضافة إلى أن المسرح يعتمد على الحوار «ديالوج»، الموسيقى أيضًا يجب أن يكون نسيجها مبنى على الديالوج، الغنوة فى العمل الدرامى هى منولوج داخلى، فهى على أكثر من مستوى، فإن كان هناك حدث هو من يُغنى (لسان الحال)، هذا له شكل درامى، الموقف يفجر موسيقاه، ثم التعليق (الراوى)، الموسيقى عندما تقدم كراوى تكون وجهة نظر المؤلف والمخرج المتفقين عليها، هذا الطرح للموقف الدرامى وهكذا فهى عملية تبادلية.
وأضاف «سعد»: يجب أن يكون المؤلف والملحن الموسيقى على وعى بكل ما تم ذكره، قربه من مفهومه الحقيقى لماهية مفهومه الحقيقى من العمل الدرامى، أنصح الشباب أن يستمعوا للتراث وللقوالب الموسيقية القديمة، يجب أن لا يكونوا مقلدين، فكرة أن المشهد يجب أن يصاحبه طوال عرضه موسيقى تصويرية له، يجب أن يتم إدراك ذلك ضمن دراما العرض، كان هناك عرض أبهرنى موسيقيًّا خلال المهرجان اسمه «أنا مش مسؤول»، قدم موسيقى مختلفة، بالإضافة إلى موسيقى «التغريبة بنت الزناتى» الموسيقى بين راوى القصة وبين الممثل، الديالوج الغنائى، وهو نوع من الطرح الموسيقى الدرامى، قد تم تقديمة بشكل مميز جدًا ومختلف، هناك عروض كثيرة قدمت موسيقى جيدة، ولكنهم اعتمدوا على شئ واحد وهو الأغنية، لم يصلوا إلى مستوى الموسيقى الدرامية، المسرح ديالوج وجهتين نظر.
قال الكاتب المسرحى «السيد محمد على»: هذه الدورة عنوانها «الكاتب المسرحى المصرى»، وفوجئت أن المهرجان كان به 33 عرض مسرحى، منهم 18 عرض تأليف مصرى خالص، أكثر من 50% كانوا لمؤلفين مصريين، وهذا يتناسب مع شعار الدورة، وكنت اتمنى أن يُعلن عن شعار الدورة من العام الماضى، ويقال أن الدورة القادمة هى دورة الكاتب المسرحى المصرى، حتى تكون كل العروض تأليف مصرى، ولاحظت غياب تام لكبار المؤلفين المصريين والعرب فى المهرجان، فلم نرى عمل من تأليف يوسف إدريس أو لنعمان عاشور وصلاح عبد الصبور وغيرهم من القامات الأدبية الكبيرة، أكثر من 90% من المؤلفين كانوا مؤلفين جُدد، وهذا مؤشر جيد يبشر بمستقبل المسرح المصرى، ولكن النصوص التى تم تقديمها تنوعت ما بين نصوص تستخدم الموروث الشعبى والمصرى والعربى، ونصوص تعالج قضايا نفسية واجتماعية، وهناك نصوص أخرى تناقش أفكار تعبيرية تخوض فى ماهية الإنسان ومصيره، وهناك نصوص متأثرة بأفلام الخيال العلمى المستقبلية، وهناك أيضًا نصوص تقدم لعبة المسرح داخل المسرح، هذه هى نوعية الأعمال التى تم تقديمها فى المهرجان.
وأضاف «السيد»: يجب أن ترسل النصوص للجنة التحكيم قبل موعد بدأ المهرجان حتى يتم الاطلاع عليها وقراءتها، لأن هناك نصوص يتم التغيير فيها وذلك يؤثر على جودة النص، بالإضافة إلى فكرة الإعداد الذى تم تقديمه فى بعض النصوص، يجب التفريق بين الدراماتورج والإعداد، الإعداد هو تعديل فى النص، ولكن الدراماتورج هوإعادة عرض المسرحية بتفسير جديد ورؤية ومفهوم جديد، بمعنى وضع مبررات جديدة لفعل البطل مثلًا، الأحداث واحدة ولكن الرؤية مختلفة، فالدراماتورج هو تقديم العمل بوجهة نظر مختلفة.
وتابع «السيد»: هناك ظاهرة غريبة فى المهرجان، تجد عبارة كتبها شخصٌ ما، ما معنى كتبها؟، يجب توضيح هل هذا إعداد أم دراماتورج، وهناك نصوص كثيرة مكتوبه أنها تأليف، ولكنها مأخوذه من نص عالمى أو غير ذلك؟!، لذلك أنصح الكُتّاب المؤلفين الجُدد، يجب أن يكونوا مثقفين، بمعنى المؤلف الذى سوف يتحدث عن القضية الشعبية، يجب أن يكون مدرك ما هى وما هو المسرح الشعبى، وكذلك المؤلف الذى يكتب على سبيل المثال عن شئ تاريخى يجب أن يكون على دراية بها ودرسها جيدًا، ويجب أن يقرأ المؤلف فى علم النفس، حتى يستطيع أن يُحلل الشخصيات، ويجب أن يتعلم المؤلف أن يقرأ فى الدراما، ويفهم معنى الصراع والحوار الدرامى، ويجب أن يفهم المبرر الدرامى لما يكتبه، وأخيرًا يجب أن يقرأ ثم يقرأ ويطلع ويُشاهد كثيرًا.

وقال المخرج «محمد عمر»: زمن العرض المسرحى كان من ضمن توصياتى بأن لا يزيد العرض المسرحى عن ساعة ونصف على الأكثر، لأن هناك عروض كان زمنها ما يقرب من ساعتين ونصف، فى دراما لا تحتمل أكثر من ساعة، فهذا ضد فكرة تقديم نموذج للعرض المسرحى على مستوى الزمن وما يحتويه، هناك شرط غير مطروح من إدارة المهرجان وقد ألحيت على طلبه، لأنه يُعرقل دور اللجنة فى تقييم العمل المسرحى إخراجيًا، إدارة المهرجان ترى من وجهة نظرها أنه ليس من الضرورى أن يكون النص المسرحى جزء من مفردات اللجنة كمفردات عمل نُشاهدها، أنا كمخرج أُشاهد العمل المسرحى دون أن يكون معى النص الذى قدمه المخرج وتناوله، وبالتالى حكمى على المخرج لا يكون بشكله الأكمل، لأننى استطيع أن أُقيّم المخرج بشكل علمى عندما أراه قد أضاف على النص أو ترجم النص أو انتقص النص، لأنه إخراجيًا لم يعرف يبلور قيمة النص المطروح، وبالتالى وجود النص المسرحى للحكم على رؤية المخرج أو كيفية تعامله مع النص المكتوب، فالأعمال العالمية، الحمد الله قراءتى لها من قبل جعلتنى على اطلاع بما يقدم، ولكن الأعمال المكتوبة حديثًا، لقد كنت فى أشد الاحتياج للنص لتقييم المخرج، وكيف استطاع أن يحول من نص مكتوب لحياة على المسرح من خلال المسرح، لذلك أوصيت بأن النصوص المسرحية لابد أن ترفق بكل العروض المقدمة فى المهرجان، هناك جوائز كثيرة فى المهرجان مرتبطة بالتأليف والدراماتورج، فكيف أمنح جائزة للتأليف والدراماتورج دون أن يكون لدى النص الأصلى، لن أقيم المؤلف من خلال العرض المسرحى فقط لا غير، لأن من الممكن أن يكون المخرج قد تعامل مع النص المكتوب بشكل غير سليم وقلل قيمته، لذلك يجب أن يتم قراءة النص، فكى يكون الحكم على المؤلف أو الدراماتورج من خلال ما أراه؟!، يجب أن يكون الحكم عليه من خلال النص المسرحى المرفق، ومن ضمن التوصيات التى أوصيت بها، أن يرفق مع العمل الأشعار المكتوبة، لأننى أرى أن الشاعر لا يأخذ حقه فى التقدير أو الدراسة فى الحكم عليه، ولكن فى حالة وجود الشعر المقدم فى العمل الدرامى مكتوب ومرفق للعمل، سيتم تقييمها بشكل سليم، ووتقييم أيضًا كيف تناولها الموسيقى، وهنا استطيع أن أحكم على شعره بشكل سليم.
وأضاف «عمر»: المعايير الخاصة باختيار أفضل مخرج، مبنية على أسس علمية، المسرح هو عبارة عن مجموعة من المفردات المسرحية، تمثل عمل مسرحى متكامل، العمل الذى ينطبق عليه المعايير الجيدة لمفردات المسرح، بذلك يكون هذا العرض هو الأفضل من الآخر، وبالتالى المعايير المتواجدة هى المعايير الأكاديمية التى يمتلكها أو يجب أن يمتلكها أى عمل، بمعنى عناصر العمل من تأليف وإخراج وتعبير حركى وسينوغرافيا وهكذا، كل ما تم ذكره معايير، عندما تكتمل فى عرض تُعلن أن هذا العرض قد تميز، وهذه النعايير عندا أقوم بالتحكيم بالطبع هى من تأخذ النسبة الأعلى من التقدير، أما تقييمى للعروض المقدمة خلال المهرجان، وبخاصةٍ الإخراج، المخرج الذى أبحث عن دعمه ليس المخرج المجتهد والجيد فقط أو المخرج الذى قام بترجمة النص المسرحى على المسرح، بمعنى أن هناك مخرجين يترجم النص على المسرح ترجمة حرفية، وهذا ليس إبداعًا، هناك فارق كبير بين العمل الجيد والعمل المبدع، وصيغة الإبداع لدى فى الأخراج تتمثل فى أن قيمة المخرج تكون مرتبطة بالرؤية المطروحة فى العمل المسرحى، التقدير والتقييم عندى للعمل يكون مرتبط بالرؤية، وبالتالى يكون من خلال الجودة والإبداع، وأن يضيف للنص ويضيف رؤيى جديدة للنص.
وتابع أيضًا «عمر»: لدى توصية شخصية لإدارة المهرجان، رفقًا بلجنة التحكيم من حيث الطاقة التى تبذل، العرض الواحد قد تصل مدته إلى أكثر من ساعتين، بالإضافة إلى التنقل بين المسارح مجهد جدًا، أرى من وجهة نظرى أن اليوم عندما يحتوى على عرضين فى اليوم الواحد فقط، لن يكون ذلك إجهادًا على لجنة التحكيم.
وعقب ما ذكره رئيس لجنة التحكيم الفنان أحمد حلاوة، و باقى أعضاء لجنة التحكيم، إعتذرالفنان مفيد عاشور عضو لجنة التحكيم بالمهرجان عن أى تعليق على المهرجان بعد إنتهاءه متمنيا التوفيق لجميع المسرحيين خلال الفترة القادمة و الدورات القادمة للمهرجان .


إيناس العيسوي