جولة فى شارع المسرح الأوروبى

جولة فى شارع المسرح الأوروبى

العدد 737 صدر بتاريخ 11أكتوبر2021

 أخيرا تم عرض أحدث أفلام جيمس بوند “لا وقت للموت” في دور السينما بعد 19 شهرا من الموعد الأصلي المقرر لعرضه خوفا من الخسائر بسبب قيود كورونا. وتدور أحداث الفيلم حول عالم تعرض للاختطاف من جانب إحدى العصابات، ويقود جيمس بوند محاولات تحريره، وقد شارك أربعة كتاب في كتابة سيناريو الفيلم.
وكان الفيلم أخر عهد بطله الممثل البريطانى صاحب الأصول الفرنسية والويلزية “دانيل كريج” بسلسلة أفلام جيمس بوند حيث أعلن رسميا أنه سوف يتوقف عن تجسيد الشخصية بعد 15 عاما من تجسيدها قدم خلالها خمسة أفلام كان أولها فيلم “كازينو رويال”. وحققت الأفلام الأربعة الأولى إيرادات زادت عن 3 مليارات دولار.
وكانت مبررات هذا القرار واضحة .فقد تقدم كريج في العمر (53 سنة) مما يجعله غير مناسب لتجسيد الشخصية مستقبلا حيث أنها تحتاج إلي لياقة بدنية عالية حتى مع استخدام البديل في بعض المشاهد. وهو يفكر في ذلك من فترة خاصة بعد أن أصبح يتشاءم من الشخصية بسبب إصابته بكسر في قدمه في بداية تصوير الفيلم. وهو نفسه يعلم انه سيرحل عن هذه الشخصية قريبا خاصة أن أدائه في الفيلم لم ينل إشادة كبيرة من النقاد عكس ما حدث مع أفلامه الأربعة السابقة عن شخصية جيمس بوند التى كان كريج سادس من يجسدها منذ خرجت إلي الحياة على أيدى السير إيان فليمنج (1905-1964). ويرى النقاد أنه نجح في إضفاء طابع انسانى على الشخصية على نحو لم يتحقق مع الخمسة السابقين.
والطريف أنه لم يكن متحمسا لتجسيد الشخصية في البداية حيث قال للمنتج ...لقد جئتم إلي الشخص الخطأ ثم قبل تجسيدها بعد جهود مضنية. وقد تم اختياره بعد أن برز في عدد من الأفلام البوليسية مثل الفيلم الأمريكي “بداية التنبؤات “ في 2002 .وهناك سبب أخر محتمل لإعلانه إنهاء المشاركة في أفلام جيمس بوند وهو أن الإقبال على أفلام جيمس بوند تراجع مع انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتى السابق.
تنويع
وبدأ كريج بالفعل في تنويع نشاطه حيث يستعد الأن لمسرحية ماكبث المقرر عرضها على مسرح ليسيوم في لندن في أبريل القادم. ويجسد كريج في المسرحية شخصية ماكبث بينما تجسد دور البطولة أمامه الممثلة الأيرلندية الاثيوبية “روث نيجا “(39 سنة).?
ويقول كريج- وهو يحمل أيضا الجنسية الأمريكية – انه ينوع نشاطاته أصلا. وعبر 15 سنة جسد خلالها شخصية جيمس بوند في خمسة أفلام لم يكن قصر نشاطه على هذه الأفلام فله أفلام أخري وحلقات تلفزيونية حققت نجاحا طيبا خلال هذه الفترة.
ابن المسرح
لكن كان من الطبيعى أن يولى المسرح في مرحلة ما بعد جيمس بوند اهتماما خاصا لانه اصلا ابن المسرح. فقد تدرب عليه في فرقة المسرح القومى حتى قبل أن يتخرج في مدرسة جيلدهول للموسيقى والدراما عام 1991. بل انه كان يعشق المسرح منذ طفولته حتى أنه شارك في عدة مسرحيات في مدرسته الابتدائية كان أولها «أوليفر تويست». ومنذ طفولته كان حريصا على التدريب على النطق السليم للغة الانجليزية في اطار تنمية قدراته للعمل في المسرح . وكان حريصا على حضور المسرحيات في مسرح «ايفرى مان» الشهير في ليفربول مع أمه. وفى سن 14 قام بأدوار رئيسية في مدرسته في عدد من المسرحيات أهمها روميو وجوليت وسندريللا . وفى سن 16 انضم إلي فرقة المسرح القومى وانتقل للإقامة في لندن. وسافر مع الفرقة إلي عدة دول لتقدم أعمالها مثل روسيا وأسبانيا.
وشارك في مسرحية «توريليوس وكريسيدا» لشكسبير حث قام بدور اجاممنون . وكان يفكر في الانضمام إلي فرقة شكسبير المسرحية لكنه فشل بسبب عدم تفرغه للمسرح .
وكريج له عدة مسرحيات كان أولها «ملائكة في أمريكا» في 1993. وكان أخرها عطيل عام 2016 وهى واحدة من ثلاث مسرحيات قدمها خلال فترة جيمس بوند مع «المطر المستمر» و«الخيانة». وهناك مسرحية «العجلة الدوارة «للشاعرة الإنجليزية «افرا بن (1640 - 1689) التى قام ببطولتها على المسرح في 1994 وقام ببطولتها عندما تحولت بعدها إلي فيلم سنيمائى. ويبتسم قائلا أنه شعر بالأسف لصعوبة او استحالة تحويل قصص جيمس بوند إلى مسرحيات .
أكذوبة يهودية جديدة على المسرح ..في الطريق
 «معجزة أخرى» لمواجهة منكرى المذابح
نظرا لما يتمتع به المسرح من قدرة واسعة على التواصل على الجماهير من خلال التفاعل المباشر بين الممثل والمشاهد والمؤثرات الصوتية والضوئية التى تدعم هذا التواصل، لا تتوانى إسرائيل في استغلال هذه المزايا من اجل الترويج لأكاذيبها . والأكذوبة التى نقصدها هنا هى محارق النازى وغرف الغاز التى تزعم إسرائيل أن نحو 7 ملايين يهودى لقوا حتفهم فيها وتستغلها في ابتزاز التعاطف والابتزاز.
 . وتهتم إسرائيل بهذه النقطة بشكل خاص بعد أن ارتفعت اصوات – او تحدثت عن استحياء –في دول الغرب وفى الولايات المتحدة تشكك في وقوع هذه المحارق. ويكفى أن نعلم أن 11 دولة أوروبية أصدرت قوانين تمنع إنكار مذابح النازى وتعاقب من ينكرها .
 وفى اعداد سابقة تناولنا عدة أمثلة لمسرحيات تروج لهذه الأكذوبة. واليوم نشير إلي مسرحية اخرى يجرى الإعداد لها حاليا وتروج لها صحف الغرب الخاضعة للنفوذ اليهودى مثل الجارديان.
معجزة أخرى!!!!!!
المسرحية من نوع المسرحية الواقعة شمال الغنائية باسم “معجزة أخرى” يجرى الإعداد لها حاليا لتقدم أولا على احد مسارح مدينة بورتميربيك الواقعة في القطاع الناطق بالفلمنكية من بلجيكا قبل أن تتجول في العديد من الدول والعواصم . والهدف هنا هو الترويج للأكذوبة واستدرار التعاطف مع اليهود بسبب ما تعرضوا له لمجرد أنهم يهود وحتى ينسحب هذا التعاطف على إسرائيل فيقتنع المشاهد بان من حق اليهود أن تكون لهم دولة حتى لو كانت على على حساب شعب برئ يتم تشريده وفوق أشلاء أبناءه.
تم اختيار هذه المدينة بالذات – وكانت وقتها قرية صغيرة - لانها كانت المكان الذى تزعم الدعاية اليهودية أن احداث القصة التى دارت حولها احداث المسرحية أو بدات فيها دارت فيها وهذه الاحداث هى نجاح الطفل اليهودى “سيمون جرونوفسكى “(11 سنة وقتها في 1942 )1942 الفرار من قطار كان يقل اكثر من 1600 يهودى تم حشرهم فيه بطريقة غير ادمية كالماشية في طريقه إلي معسكر اشويتز الرهيب في بولندا بعد أن اقتادوهم من معسكر اعتقالهم في مدينة ميشلان البلجيكية.
 وكما تزعم الدعاية اليهودية اضطر سائق القطار إلي التوقف عند القرة بعد تهديدات من 3 من رجال المقاومة البلجيكية .واستغل نحو 300 من المرحلين ذلك وهربوا. وقد اطلق الحراس الألمان النار بشكل عشوائى فقتلوا 35 ممن حاولوا الهرب وتمت اعادة اعتقال 65. أخرين في اليوم التالى ونقلوا إلي اشويتز ليلقوا مصرعهم في غرف الغاز
توابل
وتسعى الدعاية اليهودية لوضع المزيد من التوابل فتقول أن جرانوفسكى لا يزال حيا حتى اليوم وسوف يحضر العرض الأول للمسرحية الذى سيوافق عيد ميلاده التسعين كنوع من التكريم لبطولاته . وفى محضر إضافة مزيد من التوابل سوف يحضر معه الفنان التشكيلى كونراد تينيل تكريما لشقيقه الفلمنكى الذى كان يتولى حراسة اليهود في القطار وساعد جرانوفسكى وأمه ويهودا أخرين على القفز من القطار. ولم يحاول هو نفسه الهروب ودفع ثمن شهامته ليموت في غرف الغاز. وأعاد النازى اعتقال امه وأخته وقتلتا في العام التالى في غرف الغاز ليموت أبوه بعدها بعامين حزنا عليهما رغم هروبه من الاعتقال في 1942.
وكالعادة أفسحت الصحف البريطانية صفحاتها لمقابلات معه كرر خلالها بشكل ممل تفاصيل قصة – او اكذوبة – معاناته مع اسرته لمجرد انهم يهود وكيف ساعدت اسر كاثوليكية في حمايته حتى انتهت الحرب وعاش حياة طبيعية !!!.


ترجمة هشام عبد الرءوف