الغولة.. فى قومية الأقصر

الغولة.. فى قومية الأقصر

العدد 732 صدر بتاريخ 6سبتمبر2021

يعد الكاتب المسرحى «بهيج إسماعيل» واحدا من كتاب المسرح الذين اهتموا بالتراث فى مختلف مناحيه منذ سبعينات القرن الماضى, واستلهم منه العديد فى مسرحياته, ومنها مسرحية «الغولة» التى يستلهم فيها تلك الحكايات عن الغولة الموجودة بالتراث, وكلمة الغولة مشتقة من كلمة «غالو» وهى مخلوقات شيطانية فى الأساطير السومرية والأكادية القديمة, وترسخت فى العقل الجمعى العربى بذلك المخلوق الذى يقابل المرء فى الظلام بأشكال متعددة ويمارس معه أشكالا من الشرور, ربما أشهرها هى الظهور فى شكل أنثى جميلة فاتنة, تقوم بإغراء الشباب وخطفهم تحت الأرض والتهامهم, ومن هنا أصبحت مخلوقا يخاف منه الكبار والصغار.
ويذهب «بهيج إسماعيل» بغولته إلى إحدى الواحات المنعزلة لتكون أرضا خصبة لوجود الأساطير ونموها بين أهلها الذين يترعرع بينهم الجهل والفقر, منقطعين عن أى تطور يربطهم بالحياة الحديثة, ويحكمهم كبير الواحة الحريص على إبعادهم عن أى تطور حتى يسهل عليه حكمهم, وبينما يمتلك هو معظم أراضى الواحة, فيضفى عليه الثراء القوة ويعززمكانته الإجتماعية, وهو من يسن القوانبن (العرف) وينفذها حسبما يريد هو, أو تقتضى مصلحته الشخصية ويساعده فى إصدار الأحكام تلك مشايخ القبائل المنقسمين فيما بينهم مما يسهل إستمالة بعضهم الى جانبه بالحق أو بالباطل.
على غير عادة أهل الواحة تذهب إحدى بناتها «وداد» الى المدرسة فى المدينة تنفيذا لرغبة والدها المستنير الراغب لإبنته فى مستقبل مختلف عما تعيشه فتيات الواحة, وينعكس تعليم الفتاة وسكناها المدينة على سلوكها ومظهرها الخارجى, ولحظها التعس يشاهدها وهى عائدة من المدينة فى إحدى أجازاتها الشاب «مسعود» شقيق كبير الواحة وحاكمها الشيخ «عدوان»  وينبهر الشاب بجمالها ومظهرها المختلف وملابس المدرسة التى تزيدها بهاء, ويحكى لشقيقه الأكبر عن الفتاة قبل أن يفاتحه برغبته فى خطبتها, إلا أن العجوز يعجب بها من خلال كلام شقيقه عنها فيتقدم إليها ولا أحد بالواحة يستطيع الوقوف فى وجه رغباته حتى شقيقه الأصغر الذى كان يرغب فى خطبة الفتاة لنفسه, ويغلق على رغبته قلبه المستعر, ولا يسع أم الفتاة ـ بعد وفاة الوالد بحادث أليم ـ إلا المواقة رغم معارضة الفتاة التى أكسبها تعليمها قدرا من الوعى يجعلها رافضة لواقع الواحة المتخلف الطافح بالظلم, والنظرة الذكورية الدونية للمرأة التى لا تزيد فى نظرهم عن كونها مجرد حق متاع للرجل, عليها كل الواجبات وليس لها أى من الحقوق, ولا تملك سوى الخضوع مسلمة لكل ما يسنه لها الرجال.
وفى ليلة زفافها يموت الزوج العجوز قبل أن يدخل بها بينما كان يحاول معاندة حقيقة عمره المتقدم كثيرا, ويوصيها وهو يغالب حشرجة الموت أن تزغرد إذا مات ولا تبكى أو تولول وتؤكد للجميع أنه مات رجلا كما عاش رجلا...وكعادة أهل الواحة يتولى “مسعود” مكان شقبقه كحاكم للواحة, وأول ما يفعله هو إتهام “وداد” بقتل شقيقه والمطالبة بالقصاص, وحين يأتى الطبيب “فؤاد” لمعاينة الجثمان وكتابة تقرير عن الوفاة يؤكد أن الوفاة طبيعية نتيجة هبوط حاد فى القلب, ولا يؤخذ بتقريره الطبى بحجة أنه غريب عن الواحة ولا يؤخذ بشهادة الأغراب, وأهل لديهم الحكيم ابن الواحة الذى يداويهم بالأعشاب «أمين» الحلاق, وقد شهد أن الوفاة جنائية, مما يدهش الطبيب الذى لاحظ منذ مجيئه الواحة أن لا أحد يستدعيه أو يذهب إليه كطبيب, بل يتجنبونه, وحتى كلاب الواحة تلاحقه فى كل مكانيذهب إليه, وقيل له مباشرة أن يعود من حيث جاء فهم ليسوا بحاجة إليه, وطبيبهم/ الحلاق يداويهم بالأعشاب من كل الأمراض, وطلب منه الشيخ “مسعود” بلا مواربة أن يغير تقريره عن موت شقيقه حتى يضمن العودة لبلده سالما.
وكما تقتضى عادات وتقاليد الواحة, على من يموت زوجها أن تظل محبوسة فى غرفة مظلمة لا ترى أحدا, ولا تغتسل أو تستحم,ويتم إمدادها بالطعام والماء بطريقة ما, وتظل كذلك لمائة يوم, ثم تذهب دون أن يراها أحد إلى البئر لتستحم  وتغير ثيابها لأول مرة, وتعود إلى منزلها دون أن تقع عينها على أحد, وإن خالفت ذلك فإن اللعنة تصيب الواحة ـ كما يشيعون ـ فيتوقف النخيل عن إهداء ثماره, وتجف عيون الماء بالواحة وتطرد الحيوانات أجنتها من بطونها, وتضمر الأطفال ويتوقف نموها, ويصاب بالعمى كل من يقع عليها بصره, والمرأة التى تظل فى محبسها دون اغتسال يصبح شكلها مخيفا, ومن هنا يطلق عليها الغولة, ولأن “وداد” شخصية متمردة, ولا تجد معنى لهذه التقاليد البالية, ولإستشعارها الظلم لإتهامها بمقتل زوجا فهى تخرج من محبسها قبل يوم من إتمام المدة, ولا تجدى معها توسلات أمها, وتذهب لعين الماء لتستحم وتغير ثيابها, وفى عين الماء تستدعى ذكرى مشاهدتها وهى طفلة لغولة كانت تستحم بنفس العين, وقد اقتربت منها الطفلة دون خوف, وطلبت منها المرأة/الغولة أن تدعك لها ظهرها ففعلت دون خوف (فى إشارة من المؤلف لعبثية ما يشاع إذ لم تصب الطفلة بأية لعنة).
وفى مشهد فاضح لكل ما يزعمون التمسك به من تفاليد وعادات يذهب الشيخ «مسعود» إلى البئر حيث تغتسل «وداد» معترفا لها بحبه منذ رآها عائدة من المدرسة وفد أبهره جمالها, ولم يستطع مخالفة رغبة شقيقه حين قرر طلبها لنفسه وكتم بين ضلوعه نارا ولوعة متأججة حتى الآن, وها قد حانت الفرصة لإطفاء نار جحيمه بالزواج منها فهى أرملة شقيقه الذى ورث عنه حكم الواحة, وسيرث منه أيضا أرملته, وهذا السبيل الوحيد لإنقاذها من القتل, إذ سيقدم التقرير الذى كتبه الطبيب, ويجعل مشايخ القبائل يصدرون الحكم الذى سيمليه عليهم!! وإزاء تلك المساومة والفضح لهذا الزيف لما يسمونه تقاليد, وهذا الكشف للمجتمع الذكورى البغيض, الذى يضع جميع السلطات والصلاحيات فى قبضة رجل واحد لا يسعى إلا لتأكيد ذاتيته, وإرضاء نرجسيته, وشهواته, فهو على استعداد أن يتغاضى عن ثأر أخيه إذا وافقت «وداد» على الزواج منه :»ما تخافيش يا وداد.. أنا مش هخليهم يحكموا عليكى بالموت, أنا هاشيل دم أحويا على راسى.............. حتى لو كنتى جتلتيه.. الشيطان اللى وزك والشيطان شاطر».
وترفض «وداد» تلك المساومة... ترفض أن تكون إرثا ينتقل الى «مسعود” ضمن الأمتعة التى ورثها عن شقيقه فيستشاط غضبا إذ كيف لامرأة أن ترفضه وهو الحاكم بأمره فى الواحة؟, ويجمع مشايخ القبائل لمحاكمتها, ويصدر القاضى حكمه بعدم قدرته على الحكم بعد ما سمعه منها, وكذلك لتساوى الأصوات التى تدينها والتى تبرئها, ومن ثم يتم إقتراح إجراء «البشعة» (وهى طقس معروف فى الثقافة الشعبة إذ يحضر رجل من البدو يقوم بتسخين طاسة حتى تصبح كالجمرة ويطلب من المتهم أن يخرج لسانه ويلحس به الطاسة, وإن كان مذنبا إحترق لسانه, وإن كان بريئا لا يحترق اللسان, ويعتمد البدوى بفراسته على المراقبة الدقيقة للمتهم, فإن بدى خائفا تثبت عليه التهمة, وإن بدى غير خائف تعلن براءته دون أن يمس لسانه الجمرة بالطبع فى كل الحالات) ويحكم البدوى  ببراءتها بعد أن تضع لسانها على جمر طاسته, وإزاء ما يراه من تشدد «مسعود»  يفضحه ويؤكد على أن المرأة إذا تم فتلها سيكون دمها فى رقاب كل المشايخ.
الدكتور «فؤاد» الملاحق من الشيخ «مسعود» ومن جهل أهلها الرافضين لعلمه , يلتقى مصادفة مع «وداد» ويتعاطف معها ويقرر عدم التخلى عنها, بعد أن تعترف له أنه الشخص الذى تمثل لها فى أحلامها القديمة, وأنه الملاذ الوحيد, فيعرض عليها الهرب معه الى القاهرة بصحبة والدتها والزواج هناك, وإذ تخبر أمها تعرف أن الحلاق سيضع للطبيب السم فى الماء, وحين تذهب إلى منزله لتحذيره يقتحم عليهما المكان “مسعود” وخفرائه وبعض أهل الواحة ويتهمهما جورا بفعل الزنا ويحكم عليهما بالإعدام رجما بساحة الواحة فى فجر اليوم التالى, ويتم اقتيادهما الى الساحة مكبلين, ويشدد عليهما الحراسة طوال الليل, بعد أن يطلب من الجميع ـ خصوصا ـ «الولدان والبنات الصغيرين»  رغم معارضة البعض لذلك, وقبل التنفيذ يكون الطبيب والفتاة قد اختفيا من المكان دون أن يعرف أحد كيف اختفيا ولا أين اختفيا, وتأكيدا على أسطورية الحكاية التى سعى إليها الدراماتورج فبعض أهل الواحة أشاعوا أن النخيل تعاطف معهما وساعدهما على الهرب, والبعض الآخر أكد أنهما كانا من الجن.
أطروحات ثلاث حرص مؤلف النص «بهيج اسماعيل» على طرحها فى مسرحيته المغلفة بالأسطورية والقتامة, وأما تلك الأطروحات فهى:
1 ـ أن تلك الغولة ذلك المخلوق المرعب ـ كما هو مترسخ فى الوجدان الشعبى عبر تلك الحكايات الأسطورية المتواترة عبر الأجيال ليست هى الغولة التى تظهر بشكلها المخيف ـ كما فى النص ـ بعد مائة يوم من العزلة التامة فى مكان مظلم مغلق دون اغتسال أو ممارسة أى من مظاهر الحياة بعد وفاة زوجها, وإنما الغول المرعب الحقيقى هو ما يتوارثه أهل الواحة من جهل, عادات وتقاليد مرعبة تحول دون تواصلهم مع ركب الحضارة.
2 ـ الفردية المطلقة للحاكم الذى يفعل بمحكوميه ما يشاء والجور الشديد الذى يمارسه عليهم فى سبيل تحقيق رغباته الفردية.
3 ـ الإنتهاك الجائر لحقوق الأنثى فى مجتمع ذكورى فج يجعلها فى مرتبة أدنى من مرتبة الحيوانات.
وقد عالج المؤلف أطروحاته تلك عبر نسيج بنائه الدرامى لمسرحيته دون أن يطرحها بشكل مباشر ممجوج مما ساهم فى إثراء النص من الناحية الفنية, وأضاف غنى إلى غناها المستمد من الأجواء الشعبية الأسطورية وبكارة المكان والمقابلة بين صحراويته القاسية ونخيله الحانى على البشر بظلاله وثماره, والبناء المحكم لشخصيات الفعل الدرامى الناسج للأحداث ومضفر إياها لتتنامى من البداية حتى النهاية مرورا بذروة الحدث وإن وصل بتعقيد أحداثه الى عدم القدرة على حل عقدتها فلجأ إلى الحل الأضعف من الناحية الدرامية, فرار «وداد, فؤاد» يأتى من خارج البناء الدرامى للأحداث بل عبر أسطورية الفعل « قالوا من الممكن أن يكون النخل قد أحس بهم وحن عليهم وساعدهم على الهرب......... وقالوا أن فؤاد ووداد كانوا من الجن» وهذا الحل للعقدة يستدعى الى الذاكرة  «الآلة الإلهيةDeus Ex Machina “ التى كان يلجأ إليها الكاتب الإغريقى «يوربيديس» فى بعض مسرحياته حين يعجز عن حل عقدتها دراميا, كما حدث فى مسرحية «ميديا» على سبيل المثال حين أرسلت السماء تلك الآلة الإلهية لتصعد بها بعيدا عن أن تطالها يدى زوجها «جاسون» بعد أن قتلت طفليها وأحرقت له عروسه, وعلى الرغم من قدرة “بهيج اسماعيل” على البناء المحكم لشخصياته طوال الوقت, وعلى الرغم من تحقيق فعل الهرب لما يسمى بـ «العدالة الشاعرية» إلا أن الهرب بتلك الكيفية قد أفقد هاتين الشخصيتين حرية إرادة الفعل الدرامى وكيفيته, فهما الوحيدين الممثلتين لبؤرة النور الوحيدة وسط تلك الأجواء الظلامية المنعزلة عن العالم أسيرة التقاليد البالية, الطبيب بما حققه من دراسة لعلوم الطبوجاء بفكر المدينة المستنير, والفتاة بماحققته من قدر تعليمى قبل وفاة والدها الذى ورثت عنه الإستنارة والطموح فهو كان الوحيد الذى أدخل الأتوموبيل إلى الواحة, والغريب أن تكون تلك الإستنارة هى سبب مأساته إذ مات مع ولديه بحادث داخل هذا «الأوتومبيل», وهو ما ورثته أيضا عنه إذ كان تعليمها واستنارتها اللذان شكلا وعيها وقدرتها على التمرد وثوريتها على الأوضاع المذرية بالواحة, وذلك ما أدى أيضا إلى مأساتها, وذلك االإرث الإستنارى بين الفتاة ووالدها والمصير المأساوى المتشابه يكشف عن قدرة المؤلف على بناء شخصياته وكيفية مايمكن أن تفعله جملة قد تقال عرضا فى النص بينما تُخدٍّم على ما قد تُنبئ به الأحداث مع سياق تقدمها.
يبدو أن المخرج المتمرس «عماد عبدالعاطى» قد اجتذبه نص “الغولة” لما به من عناصر بصرية تفتح شهية أى مخرج ضامنة له تحقيق صورة جمالية  وهى بلا شك من العناصر المسرحية الهامة فى أى عرض... إن تلك العناصر البصرية فى النص وتلك الفولكلورية قد سيطرتا على إهتمام المخرج وأبعدته عن الإلتفات إلى عمق النص وأطروحاته, وقد انعكس ذلك على مجمل العرض لا سيما وأن مصمم الديكور “محمد فراج” لم يستطع خلق معادل بصرى يتعامل عبره مع فضائه المسرحى يتسق مع الحدث الدرامى والرؤية فى الفراغ الخالقة لصورة جمالية خاطفة ومريحة لعين المتلقى.
هذا إلا أن المخرج بخبرته الطويلة قد استطاع تقديم عرض مترابط ومتزن إنعكس فيه جهده مع ممثليه الذين برز منهم “رشا جميل” فى شخصية “وداد” التى استطاعت بأدائها الواعى أن تغوص إلى أعماق تلك الشخصية المتمردة الرافضة لكل تقاليد الواحة البالية ولديكتاتورية حاكمها الذى عرض عليها النجاة من القتل مقابل زواجها منه ورفضت أن تورث له ضمن تركة شقيقه المتوفى, وتلك الشراسة فى تلك الشخصية كانت تتحول إلى حالة شديدة من الرقة والعذوبة فى المشاهد التى جمعتها مع الطبيب العاشقة له, ذلك التنوع فى الآداء الذى يعكس موهبة «رشا جميل” ووعيها لأبعاد شخصية «وداد» المتباينة, وكذلك أدى “محمد يوسف” بإقتدار شخصية الشيخ “مسعود” المتشدد فى طلب ثأر شقيقه منها, ودافعه الحقيقى هو رفضها للزواج منه رغم ولهه بها, وجرحه كعاشق وحاكم بأمره للواحة, وجاء آداء “جمال يونس” لدور “حابس” الكفيف مفجرا للضحك وسط الأجواء القاتمة, وكانت «نيرمين ميشيل” فى دور “أم السعد” الكفيفة, القوية العالمة بكل خبايا الواحة أما الجدة الأسطورية فقد جاء الأداء الرصين لـ «صباح فاروق” فى محله, وفى دور «أمين» حلاق الواحة” وطبيبها الشعبى جاء أداء «حسن مصطفى» المداهن للحاكم والسائر فى ركابه الى حد التوطؤ بقتل الطبيب من أجل مصالحه, فكان أداء مناسب ومحسوب بدقة, وكذلك “إسراء محمد” فى دور الأم, وجاء الجيل الصاعد من الشباب «هشام فراج, علاء صلاح, محمد سمير,عبدالحليم, محمد أحمد, محمود سعد, على جبريل, سعيد أحمد, محمود صابر, وليد يوسف, محمود أحمد” ما يؤكد على وجود جيل من المتفانين المحبين للمسرح, ولم يكن الدور المحدود للشيخ “عدوان” يشكل إختبارا حقيقيا لقدرات «بكرى عبدالحميد» التمثيلية, كما لم تشكل الإستعراضات إضافة ذات أهمية للعرض, أما إضاءة “حجاج محمد” فقد اجتهد فيها فى حدود ماهو متاح له من أجهزة بدت فقيرة للغاية, وإجمالا فإن المخرج “عماد عبدالعاطى صاحب التاريخ الطويل لديه من المهارات أكثر بكثير مما جاء بعرض الغولة. 


أحمد هاشم