جولة فى شارع المسرح الأمريكي

جولة فى شارع المسرح الأمريكي

العدد 727 صدر بتاريخ 2أغسطس2021

 سوف تحصل الممثلة الكوميدية الأمريكية “جولى هالستون “ على الجائزة الخاصة   لجوائز تونى المسرحية الأمريكية المرموقة التي تعد ارفع جائزة مسرحية في الولايات المتحدة. وتحمل الجائزة اسم الممثلة المسرحية الأمريكية الشهيرة الراحلة “إيزابيل ستيفنسون”.
ولن تكون هذه الجائزة  عن أعمالها المسرحية الناجحة التي يغلب عليها الطابع الكوميدى. فهى تمنح سنويا لأفضل شخصية في عالم المسرح الأمريكي تقدم خدمات للمجتمع خارج نطاق المسرح. وسوف تكون الجائزة نوعا من التقدير لجهودها في التوعية بمرض تليف الرئة وجمع التبرعات للمساهمة في الأبحاث الهادفة لمكافحته وعلاج المرضى من الفقراء الذين لا يغطيهم نظام الرعاية الصحية.  وسبق أن حصل على هذه الجائزة عدد من كبار ممثلى المسرح الأمريكي مثل “لارى كرامر” و”ايف انسلر”.
البداية
بدورها عبرت هالستون (60 سنة ) في بيان لها عن سعادتها الكبيرة وتأثرها البالغ بهذه الجائزة التي تعتبر اعترافا بجهودها في خدمة هذه الفئة الضعيفة من البشر. وترجو أن تكون بمثابة دعوة إلي مزيد من التبرعات لمواجهة هذا المرض.
وجاء في البيان أنها بدأت في الاهتمام بهذا المرض عندما أصاب زوجها المذيع الشهير رالف هوارد قبل عشر سنوات وتمت زراعة رئة له عاش بها بضع سنوات قبل أن تتوقف عن العمل ويفشل الأطباء في إنقاذ حياته ويرحل إلي العالم الأخر عام 2018 . وقبلها رحل صديق الأسرة الناقد الفنى لوكالة الأسوشيتيد برس بعد أن أصابه المرض ولم يمهله طويلا. وكانت بداية عملها تنظيم بعض الحفلات الموسيقية التي كان إيرادها يخصص لهذا الغرض الإنساني وشارك فيها عدد من كبار الفنانين مثل ليزا مانيللى. هذا  فضلا عن بعض حفلات العروض المسرحية التي كانت الفرق المسرحية تخصصها لصالح مرضى تليف الرئة.
علامة مميزة
وهالستون لها إسهامات كبيرة في عالم المسرح الأمريكي أحدثها – وليست الأخيرة – مسرحية “توت ساى “التي انتهى عرضها قبل اسابيع قليلة. ولها عدة عروض أخري تعتبر من العلامات المميزة في تاريخ المسرح الكوميدى  الأمريكي مثل “لا تستطيع أن تأخذني معك “ و”فى البلدة “ و “كل شئ يمضى” و”الغجر” و”القرن العشرون “.
وهالستون من نيويورك اختارت لنفسها هذا الاسم المسرحى بدلا من اسمها الأصلي “جولى اباتيللى “ .وكانت تعشق المسرح منذ نعومة أظفارها.  وظهرت موهبتها المسرحية مبكرا وفضلت صقل موهبتها بالدراسة فتخرجت في مدرسة الفنون المسرحية بجامعة هوفسترا. وبعد تخرجها شاركت الكاتب والممثل المسرحى تشارلز بوش وعدد أخر من الممثلين وكتاب المسرح والممثلين في تاسيس فرقة مسرحية متخصصة في الاعمال الكوميدية باسم “المسرح في أزمة “ Theatre-in-Limbo. وكانت تجسد أدوارا تكتب لها خصيصا مثل مسرحية “تساؤلات حول امرأة “ ولابد أن تكون محظوظا”
وكتبت بنفسها مسرحيات كوميدية من مسرحيات الممثل الواحد كانت تجسد شخصياتها بنفسها وحققت نجاحا لا بأس به.
ورغم هذا الإنتاج الوفير وما حققه من نجاح، لم تفز هالستون بمعظم الجوائز التي كانت ترشح لها ولم تفز بجائزة تونى وكانت تفوز ببعض الجوائز المتواضعة . ولم يكن ذلك يثير الضيق لديها حيث اعتبرت الإقبال الجماهيرى افضل جائزة وأنها ضحية خلافات النقاد. وبالطبع لم يقتصر نشاطها على المسرح بل شاركت في 34 فيلما ومسلسلا تليفزيونيا فازت عن بعضها بجوائز.
عدة عصافير بحجر واحد
منصات العرض تجلب إيرادات
 وتكشف ملاحظات النقاد
اتجاه يتنامى حاليا في عالم المسرح الأمريكي في ضوء الإغلاقات والقيود الوقائية المفروضة على العمل المسرحى بسبب أزمة كورونا .وهذا الاتجاه يتمثل في لجوء الفرق المسرحية إلي تقديم عروضها المسرحية عبر منصات العرض مثل نيتفليكس.
والأمر هنا يكون له أهداف عديدة. في مقدمتها تحقيق بعض الموارد عن طريق فرض رسوم على مشاهدة المسرحية والتى تجتهد الفرق في تقديمها بطريقة يشعر معها المشاهد أنه يجلس في المسرح. وهناك سبب أخر وهو التعرف على أراء النقاد والمشاهدين العاديين في المسرحية للاستفادة منها عندما يبدأ العرض الجماهيرى كما هو متوقع في مطلع الشهر القادم.
وأحدث مثال على ذلك مسرحية “الكائنات الجذابة “الذى بدأ عرضه على نيتفليكس. تعتمد المسرحية على فكرة مبتكرة وهى مجموعة من الشبان والشابات يختلطون معا ليتعارفوا جيدا على بعضهم البعض ليختار كل منهم شريك حياته. والعقدة هنا في أن هذا الاختلاط لن يكون بأشكالهم الطبيعية ،بل سوف يرتدى كل منهم ملابس لحيوان أو طائر أو كائن أسطوري أو حتى حشرة ثم يبدأ كل منهم بالتفاعل مع الآخرين حتى ينتهى الأمر باختيار شريك حياته. وبعد الاختيار يتم نزع الملابس ليظهر الشكل الحقيقى لشريك الحياة. وكانت الشخصية الرئيسية الرجالية ترتدى ملابس سمكة بينما ترتدى الشخصية الرئيسية النسائية ترتدى ملابس فأر.
مفارقات
وحفلت المسرحية ببعض المفارقات التي فجرت الضحكات حيث رشح أحد المشاركين ثلاث شخصيات ليكن زوجات له قائلا أنه فعل ذلك حتى يجد مخرجا إذا كانت شريكة الحياة غير جميلة. وعندما رأى الثلاث اعجب بهن وصار عليه أن يختار واحدة منهن وكررت إحدى المشاركات نفس الأمر. كما اختارت واحدة شخصية اكتشفت انه زوجها بالفعل. وكانت إحدى الشخصيات صامتة واختارتها إحدى المشاركات اعتقادا منها أنها رجل لطولها الفارع ثم تبين أنها امرأة تعمل عارضة أزياء.
ويقول ناقد فلادلفيا انكوايرر أن هذه الفكرة كانت بمثابة عنصر تشويق للمشاهد في انتظار معرفة كل شخص بشريك حياته خاصة أن الممثلين مجهولون بالنسبة للمشاهد ولا يكاد أحد يعرفهم خارج ولاية إيداهو (المتاخمة لكندا).كما أن أحداث المسرحية شهدت بعض المناقشات حول عدد من القضايا الاجتماعية مثل الزواج والطلاق والفقر والغنى وغيرها، فضلا عن استعراض أنماط مختلفة من البشر .
ويقول الناقد  أن هذه المناقشات شابها عنصر المباشرة الذى لا يتفق مع العمل الدرامى ويتعين مراجعة الحوار لتصويب هذا الخطأ في العرض الجماهيرى. وأشار إلي أن العمل مأخوذ عن مسلسل قدمه التليفزيون البريطانى قبل سبع سنوات وكانت المعالجة جيدة  بوجه عام . وعلى الجانب الأخر كانت هناك عدة إيجابيات منها انه كان بمثابة دعوة للتفكير في القضايا الاجتماعية والإنسانية التي ناقشها العرض.
وأشار إلى انه لم ينشر الصور الحقيقية للشخصيات في نقده كى لا يضيع الإثارة على المشاهدين.
عيد الفصح
ومن العروض التي تم تقديمها عبر نتفليكس مسرحية عيد الفصح التي تحدد بالفعل موعد تقديمها  الشهر القادم على مسرح أوجاست ويلسون في برودواى. ويشكل السود معظم أبطال هذا العرض بينما تخرجه الكاتبة والمخرجة المسرحية البيضاء دانيا تيمور الحاصلة على العديد من الجوائز. وتقول تيمور أنها طاقم المسرحية لم يقدم اى منهم عملا مسرحيا منذ اكثر من عام مما يعنى انهم سوف يبذلون أقصى الجهد على المسرح لتعويض ما فاتهم رغم أنها مسرحية معادة ولكن برؤية جديدة.
والمسرحية من تأليف الكاتبة المسرحية أنطوانيت نواندو وتدور حول اثنين من الأصدقاء السود (موسيز وكيتش) يلتقيان في الشارع ويسترجعان ذكريات الطفولة والشباب. ويتعرضان للبطش من رجل شرطة ابيض ورجل أبيض أخر لا تعرف دوافعه ثم يبدأ العرض في مناقشة العنصرية في  الولايات المتحدة.


ترجمة هشام عبد الرءوف