«تاريخ معهد فن التمثيل في مصر» كتاب لد. سيد علي إسماعيل

«تاريخ معهد فن التمثيل في مصر» كتاب لد. سيد علي إسماعيل

العدد 726 صدر بتاريخ 26يوليو2021

هذا الكتاب 
أصدرت أكاديمية الفنون بالاشتراك مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب «تاريخ معهد فن التمثيل في مصر» وقدم له الدكتور مدحت الكاشف عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، وكتب المؤلف الدكتور سيد علي إسماعيل، أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان، كلمة في مقدمته، قال فيها:
أثناء سفرنا ضمن وفد مصر المشارك في تدشين المسرح الوطني السعودي يوم 28 يناير 2020، دار بيني وبين الأستاذ الدكتور مدحت الكاشف - عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون – حوار، علمت منه أن المعهد سيقيم هذا العام أول مؤتمر علمي له، بمناسبة مرور 75 سنة على افتتاح المعهد في العام الدراسي 1944. فوعدته بأنني سأكتب مجموعة مقالات تاريخية حول هذه المناسبة، وسأنشرها في جريدة «مسرحنا».
وأضاف الدكتور سيد علي، عندما شرعت في كتابة المقالات .. تعجبت؛ لأن أول إعلان عن المعهد تم نشره في مارس 1944، وجدت به أموراً غريبة، منها أن المعهد سيكون فيه دراستان واحدة نظامية، والأخرى حرة! ورغم ذلك لم أجد ردود أفعال حول هاتين الدراستين في الصحافة حينها!! والأغرب أن الإعلان اشترط على طالب الالتحاق بالمعهد أن يكون حاصلاً على شهادة الدراسة الثانوية أو ما يعادلها، وإعفاء الطالبات من هذا الشرط، على أن تُحسن الطالبة الكتابة والقراءة.
وتابع: رغم غرابة هذه الشروط وتناقضها، إلا أنني لم أجد أي رد فعل حولها!! بل ونصَّ الإعلان على أن الوزارة ستمنح كل طالبة مكافأة شهرية قدرها أربعة جنيهات!! ورغم غرابة المكافأة إلا أنني أيضاً لم أجد ردود أفعال حولها!! وأخيراً وجدت الإعلان ينص على أن الدراسة ستكون يومية من الساعة الخامسة إلى الثامنة مساء؛ أي إن الدراسة ليلية!! ورغم ذلك أيضاً لم أجد ردود أفعال حول هذا الموعد الغريب.
وأوضح أنه بالرغم من كل هذا – مع عدم وجود ردود أفعال - بلغ عدد المتقدمين 1280 طالباً وطالبة!! وبعد تصفيتهم، تم قبول أربعين طالباً وطالبة؛ منهم على سبيل المثال: نعيمة وصفي، وأمينة الصاوي، وزينب عبد الهادي، وسونيا توفيق، ونادية السبع، وفايزة شكري، وصلاح منصور، وصلاح سرحان، وخليل الرحيمي .. إلخ، وأقيمت بدار الأوبرا الملكية حفلة كبرى بمناسبة افتتاح المعهد، ثم حفلة أخرى بمقر المعهد بمناسبة انتهاء العام الدراسي الأول في يوليو 1945. مما يعني أن المعهد كانت بدايته هادئة ومتوقعة ومقبولة من الجميع!! فلم أجد اعتراضاً على وجود دراستين، ولم أجد أي استهجان لاختلاط الجنسين في الدراسة، ولم يعترض مخلوق على دراسة التمثيل، ولم أجد مقالة استهجان حول طبيعة الدراسة وتعليم التمثيل .. إلخ هذه الأمور المتوقعة، والتي تحدث ضد أي جديد يظهر.
وأردف: فكرت كثيراً في تفسير هذه الظاهرة الغريبة، وقررت أن أعود بالزمن إلى عام 1930، عندما تم افتتاح هذا المعهد لأول مرة؛ وتم إغلاقه في أول أعوامه، ثم تحوله إلى قاعة محاضرات في العام الثاني، ثم أغلق نهائياً بعد ذلك، وظلت مصر بلا معهد حتى تم افتتاح المعهد العالي عام 1944. هذه هي خلاصة الموضوع، وهي الخلاصة التي سنجدها منشورة في الكتب والمذكرات، والجميع يعرفها، ولا أظن جديداً يُمكن أن يُضاف عليها.
وأختتم أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان، حديثه قائلًا: «هكذا كنت أظن .. وعندما عدت إلى عام 1930، وما قبله، وبدأت أنبش حول المعهد القديم، وجدت جديداً لا نعلمه، مع تفاصيل التفاصيل، التي لا تخطر على بالنا! ومن أهم الاكتشافات أن المعهد القديم عام 1930، لم يُغلق، بل كان موجوداً تحت إشراف جهات أخرى، وظل موجوداً ومستمراً لسنوات طويلة، تكاد تكون متصلة حتى افتتاح «المعهد العالي لفن التمثيل العربي» عام 1944، وهذا ما يُفسر عدم وجود أي رد فعل عند افتتاح المعهد العالي عام 1944؛ لأن افتتاحه كان أمراً طبيعياً متوقعاً، حيث إن أساسه موجود بالفعل في صورة «معهد فن التمثيل»، الذي لا نعلم تاريخه .. مما جعلني أقوم بهذه المهمة في هذا الكتاب، ليكون مرجعاً جامعاً لأدق تفاصيل هذا المعهد وتاريخه».
فيما جاءت كلمة الدكتور مدحت الكاشف، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية: «يأتي هذا الكتاب الذي كتبه الصديق «الأستاذ الدكتور سيد على إسماعيل» الأستاذ بكلية الآداب جامعة حلوان، والباحث عن المتاعب في كل رحلاته البحثية والاستكشافية ليعيد لنا تأريخ كل أحداث «معهد فن التمثيل» في رحلة شاقة لجمع مادته وتفسيرها وتحليلها بشكل علمي معتمداً على ما نشرته الدوريات المعاصرة لتاريخ المعهد، بالإضافة إلى وثائق ربما تنشر لأول مرة، لا ليؤرخ فقط لتاريخ معهد فن التمثيل، ولا لتأريخ فترة مهمة في تاريخ المسرح المصري، بل من أجل إماطة اللثام عن علامة فارقة في تاريخ مصر، استطاع فيها الأستاذ زكي طليمات المؤسس أن يكتب بها مرحلة مهمة من هذا التاريخ».
 


ياسمين عباس