رضا حسنين: جذبتني قصة «أحلام الدمى» فقررت تحويلها لشكل مسرحي

رضا حسنين: جذبتني قصة «أحلام الدمى» فقررت تحويلها لشكل مسرحي

العدد 722 صدر بتاريخ 28يونيو2021

عرض «الصندوق» هو أحدث إنتاج مسرح الطليعة عن قصة « أحلام الدمى « لطه السادات، تأليف وأشعار محمد زناتي. وإخراج رضا حسنين. تدور أحداث العرض في إطار عبثي،حول مجموعة من الشخصيات تقع في أزمة في مكان غير محدد الملامح وجميعهم لا يربط بينهم أي رابط لكن يجمعهم حلم واحد وهو الخروج من هذا المكان لتحقيق أحلامهم البسيطة، وبتطور الأحداث نكتشف طبيعة كل شخصية وأزمتها الوجودية « العرض تمثيل ياسر الطوبجي، ناصر شاهين ، طه خليفة ، أميرة عبد الرحمن، أحمد عبد الحي ، محمد عبد الخالق ، محمود فتحي، ديكور وملابس فادي فوكيه ، موسيقي وألحان حسن زكي .
مخرج العرض رضا حسنين حصل على ليسانس الآداب قسم علوم المسرح شعبة التمثيل والإخراج عام 2000 ، كما حصل على الماجستير بعنوان « توظيف الدمى فى المسرح المصري عام 2014 ، قام بالتدريس في جامعة حلوان قسم المسرح .. قدم العديد من العروض المسرحية على مسرح الدولة كما أنتج وأخرج العديد من العروض المسرحية للفرق المستقلة والحرة.                                                         
من أعماله لمسرح الدولة « حار جاف صيفا « على مسرح الشباب 2007 ،»الغرقى» على خشبة مسرح الطليعة 2008 ،»هبط الملاك في بابل» 2010 على مسرح الشباب، نور القمر فرحان على خشبة مسرح العرائس 2012 ، عيطليانو على خشبة مسرح الهناجر 2013، 2015 عرض «دالي وحيدا» على مسرح الشباب كما قدم عرض المشهد الأخير إنتاج الماسة وحصل به على جائزة أفضل عرض ومخرج فى مهرجان أفنيون بفرنسا، كما حصل على العديد من شهادات التقدير                                               
منها  شهادة تقدير من مهرجان هارمونى بتايلاند عن عرض أرزاق 2013 ، وجائزة أفضل مخرج من مهرجان الشباب المبدع المركز الفرنسي 2006 عن عرض « الأحمر القاني «، والجائزة الفضية بمهرجان هانوي عن عرض «نور القمر فرحان « 2012 لمسرح العرائس ، وجائزة أفضل عرض جماعي من مهرجان نشونج 2014 عن عرض عطيليانو ، كما مثل مصر فى مهرجان كرنفال العرائس بتايلاند 2014 ، وفى 2015 مثل مصر فى مهرجان داتو بالهند بفرقة مصر المحروسة،                        
كما مثل مصر بمهرجان العرائس الدولي ببولندا ومهرجان سيشوان للعرائس 2017 .. قدم أعمالا للتلفزيون منها مسلسل «جمر النار» إنتاج ماسة المجد بالرياض،  كما شارك بفيلم «مولانا» إخراج عز الدين سعيد. أجرينا معه هذا الحوار للتعرف على أهم ملامح  تجربته الجديدة  ورؤيته الأخراجيه فيها

فى البداية ما سبب اختيارك لقصة «أحلام الدمى « لتقديمها مسرحيا؟
بدأت فكرة العرض العام قبل الماضي عندما قرأت قصة « أحلام الدمى « لطه السادات وقد جذبتني كثيرا وأعجبت بها، ولكنها كانت تحتاج إلى أن تنتقل لشكل مسرحي فقمت بعقد عدة جلسات عمل مع المؤلف طه السادات والشاعر محمد الزناتى لإخراج القصة فى شكل مسرحي وبالفعل قدم ذلك بشكل متميز لا يقل ثراء عن القصة .

- لماذا لم تقدم عرض «الصندوق « على مسرح العرائس وقررت تقديمها بعناصر بشرية على مسرح الطليعة ؟
العرض يصلح أن يقدم على مسرح الطليعة الذي يعد حداثيا وطليعيا أكثر من تقديمه بشكل عرائسي على مسرح العرائس الذي يتوجه لفئات عمرية قد لا تستطيع استقبال فكرة  النص لأنها عميقة وتبرز هموم مجموعة من الشخصيات البعيدة عن الفئات العمرية الصغيرة .

هل «الصندوق « يقصد به صندوق الدنيا ؟
«صندوق الدنيا « «صندوق العالم « ، «صندوق العجائب « هذه  مسرحيات مختلفة قدمت في أماكن أخرى بأبعاد وأشكال أخرى ولكن القصة الرئيسية للعرض هى « أحلام الدمى « التي وقع اختيارنا أن يكون أسمها التجاري الفني « الصندوق « وأحداث العرض تدور حول مجموعة من الشخصيات اجتمعوا فى صندوق واحد بدون نوافذ أو أبواب وبدون عنوان أو زمن أو مكان ولا يستطيعون الخروج من هذا المكان ومع تطور الأحداث يخرجون من المكان بالحلم والصبر والأمل .

- هل يتفاعل الجمهور مع نوعية العروض التي تعتمد على المدرسة العبثية ؟
مسرح الطليعة يستطيع تقديم هذا القالب وقد خرجنا عن إطار العبث الموجه لفئة بعينها، وهو ملاحظ في الإدارة السابقة والحالية ، فالموضوعات العبثية توجه لخدمة الواقع الآني وليس عبثا من أجل العبث وإبراز فكرة صعبة يتلقاها القليل من المشاهدين والمثقفين، كان هذا متوفرا في فترات سابقة مع بعض المخرجين، ولكننا نحاول تقديم هذا القالب الذي يحوى جزءا من العبث، فمعظم الشخصيات في العرض عندما نشاهدها بشكل محايد ومستقل ممكن أن نراها عبثية، ولكن فى إطار الموضوع المقدم والفكرة المطروحة نكتشف أنها عرائس يحركها شخص ما، بذلك  نكتشف أنها ليست فكرة عبثية ولكنها تكاد تقترب من الواقع .

- ما رأيك فى مسرحة الروايات والقصص وهل يتطلب ذلك مهارة معينة من المعد أو الدراماتورج؟
أنا اهتم بالعرض الجيد سواء كان عن نص محلي أو عالمي، وما أعظم الكتاب المصريين ، ولكن فى حالة انجذاب المخرج لقصة معنية أو طرح محدد وأراد تقديمه فى شكل مسرحي فلا مانع بالنسبة لي .

ما أبرز الصعوبات التي واجهتها في تقديم العرض ؟
من المتعارف عليه إن أى عمل فني يواجه صعوبات، والشق الرئيسي فيها يتمثل فى اختيار وتجميع الفنانين وكيفية السير بالعرض ودفعه للأمام  بدءا من الكتابة والميزانية والطرح وحتى البدء بالبروفات ورسم الحركة ومنذ 1/1/2021 هناك ظروف صعبة يمر بها  المسرح المصري أتمنى أن تمر بسلام وان يكون العام القادم  خير وأمل للدورة المسرحية،  فكلما ارتفع النطاق الاحترافي أصبح الفنان أكثر انشغالا وتصبح البروفات أكثر صعوبة ولكن في عرض الصندوق كان هذا الأمر أقل صعوبة .

كيف استطاعت السينوغرافيا أن تعبر عن رؤيتك فى العرض ؟
كل مبدع عندما يقرأ النص الأصلي يفكر كيف يفك شفراته وعندما عقدت جلسات عمل مع مهندس الديكور فادى فوكيه وقرأنا النص وتبادلنا الأفكار قدم فوكيه قراءة أخرى خاصة بالإطار الخارجي للفراغ ثم عرض فكرة مميزة وهي أن يكون الديكور عبارة عن صندوق أو الخشب الداخلي للصندوق ووافقت على الفور، وكان هذا الطرح نتيجة لقراءته الخاصة لشفرات النص .

- ما الرؤية التي أردت إبرازها من خلال عرض الصندوق ؟
دفة الفكر اختلفت عندي منذ 7 سنوات لأني أؤمن بفعل التلقي وخصوصا في المسرح الذي ينحو نحو العبث والطليعية، كما ان الجمهور لا  يتلقى بنفس المستوي قد يتلقي المشاهد من العرض  فكرة أنه وحيد في هذا العالم ويحتاج لمساعده، وقد يتلقي جمهور آخر أن الأمل والعمل وسيلتان رائعتان للنجاة من أزمات القرن الواحد والعشرين، ومتفرج آخر يرى أن الخنوع والثبات والسكون هو أن تكون ميتا ولكنك تمشي على قدمين، وهناك مئات الأطروحات ومن الصعب التساؤل حول رؤية محددة للمبدع، فمن الممكن أن نفاجأ بأن المخرج يقدم طرحا جديدا لفعل التلقي .

- أنت فنان عرائسي وقمت بعمل ماجستير في مسرح الدمي.. من وجه نظرك لماذا لم ينظم مهرجان يختص بجميع فنون الطفل حتى الآن؟
 أتمنى ان يكون هناك مهرجان للعرائس في مصر وأن تعقد ملتقيات لفن العرائس على المستوى العربي، وهذا السؤال يمكن توجيهه للمسئولين والقائمين على هذه الفعاليات، الذين يستطيعون توجيه الأمر في الأماكن الصحيحة، وأتمنى أن ينظموا مهرجانا للعرائس في وقت قريب.

- لماذا يحيا عرض «الليلة الكبيرة « بأذهاننا عند الحديث عن مسرح العرائس على الرغم من وجود العديد من العروض الخاصة والمتميزة ؟
عرض «الليلة الكبيرة « هو إعادة التمثيل للتراث على خشبة المسرح وعندما أعيد تمثيله يمس الجمهور لأنه بحاجة لهذا التراث، ولكن فى قالب جديد عرائسي وكانت الليلة الكبيرة فى حقبة الستينيات تمثل طرحا جديدا ومختلفا ومثيرا،  فقد تم استدعاء خبراء من الخارج، ليساعدوا في إخراج هذا الشكل الجديد في أزهى وأبهى صوره وخرجت «الليلة الكبيرة « و ظلت تعاد سنويا منذ 1960 وحتى 2020 إذن فهي «ريبورتوار « ومن الصعب مقارنتها بعرض مسرحي قدم منذ خمس أو ست سنوات،
وعندما يمر على العرض 70 عاما نستطيع ان نقارنه بعرض «الليلة الكبيرة « ، ومما لاشك فيه ان «الليلة الكبيرة « عمل فني خالد ومميز و به صدق كبير من كل صناعه ومبدعيه، لذلك  بقيت الليلة الكبيرة التي تحمل توقيع الفنان صلاح السقا ،د. ناجى شاكر ، والفنان صلاح شاهين ، والموسيقار سيد مكاوي الذين قدموا سويا مجموعة من الأعمال المتميزة، هذا العمل يمس طوائف وشرائح كثيرة وعلينا البحث عن إجابة  لهذا التساؤل «لماذا بقيت الليلة الكبيرة «؟ لدى العديد من المتخصصين والشرائح المجتمعية المختلفة لنجد الإجابة الكاملة.

- هل تختلف كتابات مسرح العرائس عن مسرح الطفل؟
بالطبع مسرح الطفل يختلف عن مسرح العرائس وهناك طرح غريب عن مسرح العرائس وهو انه موجه للطفل فقط، ولكنه ليس للطفل فقط إنما يوجه للفئة العمرية من سن عامين حتى كبار السن، وفى الخارج نجد تقسيمات عمرية مختلفة لفئات الأطفال والبالغين والكبار، ولكن مسرح الطفل يوجه لفئات وشرائح معينة، فهناك الفئة العمرية من 5 إلى 7 سنوات، ومن 7 وحتى 12 وهكذا .

 - لديك تجربة واحدة فى التأليف وهى مسرحية «حار جاف صيفا « لماذا لم تكرر تجربة التأليف مرة آخري ؟
عندما تشغلني فكرة أو قضية معنية أقدمها وهو حال الكثير من المبدعين فقد سبق وأن قدمت عرض مسرحي بعنوان « نور القمر « عام 2012 واستمر عرضه في مسرح العرائس لمدة خمس سنوات وحقق صدى كبير ولاق استحسانا وقبولا لدى  الجماهير والمتخصصين .

- لماذا أنت مقل في تقديم أعمال مسرحية ؟
عندما تشغلني فكرة أظل اعمل عليها لفترات طويلة وهو ما حدث فى عرض «الصندوق « فقد عملت على فكرة العرض لمدة عام تقريبا والعام قبل الماضي قدمت عرض «محطة مصر « وانا لا أفصل تجارب مسرح العرائس عن اى تجربة لي في أي مسرح آخر، ولكن الجمهور والنقاد يفصلون تجربة المخرج بمسرح العرائس عن المسارح الأخرى، ومن وجه نظري ان تجارب الإخراج ووجهات النظر لا تتجزأ، فكل تجربة قائمة بذاتها ولكن يختلف فعل التلقي .

ما رأيك فى الحركة المسرحية بعد جائحة كورونا ؟
أود ان أوجه الشكر لمعالي وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم على المجهود المضني المبذول منذ فبراير الماضي وحتى السنة المالية الجديدة التي ستبدأ بعد عدة أيام ، فالمسرح نبضه لم يتوقف وهناك العديد من الإنتاجات المسرحية جديدة ، وأوجه الشكر أيضا للفنان القدير خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي فهو رئة من رئات المسرح المصري وكذلك الفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح لدعمه للحركة المسرحية وأيضا الفنان عادل حسان لجهده بمسرح الطليعة فعروض مسرح الطليعة تقدم فى ثلاثة أماكن مختلفة.

- ما رأيك فى التجارب المسرحية «الاون لاين «؟
فى ظل جائحة كورونا العام الماضي منذ شهر إبريل وحتى شهر يونيه أوصت معالي وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم  بإطلاق قناة لوزارة الثقافة يعرض عليها جميع الفعاليات المسرحية والموسيقية، وذلك لأن الجمهور كان يمكث فى المنازل وكان من المهم أن تصل إليهم جميع الفعاليات الفنية والثقافية، ولكن فى ظل الظروف الطبيعية وقد أكون مخطئا أو مصيبا فأنا لا أنصح بتجارب الاون لاين فى المسرح لأن ذلك يقلل من إقبال الجمهور على المسرح. 


رنا رأفت