المدير التنفيذي للمهرجان التجريبي والمعاصر.. أسماء يحيى الطاهر

المدير التنفيذي للمهرجان التجريبي والمعاصر.. أسماء يحيى الطاهر

العدد 526 صدر بتاريخ 25سبتمبر2017

د. أسماء يحيي الطاهر،  حاصلة علي درجة الدكتوراه بقسم المسرح جامعة حلوان. لها العديد من الأعمال التلفزيونية، وهي المدير التنفيذي لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر في دورته الحالية، كما أنها المسئولة عن الندوات والمحاور الفكرية بالمهرجان ...

- كيف ترين تأثير عودة المهرجان علي المسرحين بعد توقف دام لسنوات ؟
المسرحيون منقسمون بشكل كبير من قبل أن يتوقف المهرجان حول أهمية المهرجان من عدمه، وكانوا يتناقشون حول فكرة لماذا يوجد مهرجان تجريبي في مصر؟ وما الفائدة التي يجنوها من مشاهدة هذه العروض التي لا علاقة لهم بها؟ واعتبروا ميزانية المهرجان مهدرة وبلا داع، وأعتقد بعد عودة المهرجان مازال يوجد هذا الانقسام بين المسرحيين، وسنجد أن من يحتفي بعودة المهرجان، هم من يدركون أهميته التي تتمثل في إطلاعنا علي مسارح العالم، ورؤيتنا لأهم الأشكال المسرحية الموجودة فيه، و هذه فرصة جيدة لكل من يهتم بفن المسرح لرؤية عروض مختلفة تحتوي علي تقنيات مختلفة، وفنون أدائية مختلفة، فكل هذا يساعد علي إثراء الحركة المسرحية، كما يساعد علي اتساع الأفق لدي المتلقي حيث أن هناك عروض تأتي من الخارج تحتاج إلي متلقي واعي ليكون جزءا من العرض، بمعني أن يقوم بتفسير كل ما يري، ولا يأخذه بمأخذ السطحية .

- ما هي معايير اختيار المحاور الفكرية للندوات، وكذلك معاير اختيار الباحث ؟
 كان هناك ثلاثة محاور أساسية تم طرحها، وكان لكل محور عدة نقاط بحثية بحيث نعطي مساحة واسعة للباحثين بأن يجدوا شيئا منها في دائرة اهتمامهم وفي دائرة بحثهم، ولم يكن هناك معيار لاختيار موضوع البحث، فكل المشاركين هم إما أكاديمين أوباحثين، وأي باحث تم إختياره له أهمية وله تأثير، أما عن معيار إختيار الباحث نفسه فكما قلنا لابد وأن يكون أكاديمي أو باحث مهتم بالموضوعات المطروحة في المحاور، كما تم مراعاة تنوع الباحثين، بأن يكونوا من بلاد مختلفة ليمثلوا ثقافات مختلفة.. كذلك فقد كان المثير بالنسبة لي أن كل باحث من بلد مختلفة أختار نموذجه من المحاور التي لها علاقة بثقافة بلده، وهذا يجعلنا نؤكد علي فكرة تنوع ثقافة الباحثين.

-ما هو الجديد في محاور هذا العام عن الدورة السابقة ؟
أبرز ما تطرحه المحاور الجديدة هي المصطلحات والمفاهيم الجديدة، فالمحور الأول التي تنسقه د. مروة مهدي يطرح مصطلح مهم جدا وهو « تناسج ثقافات الفرجة « فمامعني الفرجة، وما معني تناسج الثقافات، فهذا يعتبر مصطلحا جديدا ظهر في الأعوام الأخيرة، وقد عملت عليه المنظرة الألمانية إريكا فيشر، وهي منظرة في المسرح، وتضع دائما أسسا جديدة، ونحن دائما نحاول أن يكون لدينا نظرياتنا الخاصة بنا، فكل قرن أنتج نظريات مسرحية جديدة، وفي أواخر القرن الماضي كان أهم النظريات المطروحة هي فن الأداء، الذي يترجم عند المغرب العربي « الفرجة” لذلك كان من المهم أن نطرح أخر المصطلحات المطروحة، وهناك محاور أخري تركز بشكل أساسي علي فكرة ما هو المسرح المعاصر، وعلاقة المسرح المعاصر بالتراث.

- ما أهم المعوقات التي واجهتك أثناء تنظيم للندوات ؟
كان أهم المعوقات في البداية هو إختيار المواضيع والمحاور، لأن هدفنا الأساسي هو طرح الجديد الذي لم يطرح في الدورات السابقة، وقد أخذ هذا منا مجهودا كبيرا ومناقشات كثيرة إلي أن تبلورت الفكرة والمحاور، و من المعوقات أيضا اعتذار بعض الباحثين، المهمين الذين لهم محاولات في التنظير لمبادئ ومصطلحات جديدة عن المسرح المعاصر.

-  لماذا تمثل مصر في الندوات بعدد قليل، حيث يشارك ثلاثة باحثين فقط ؟
أردت عمل توازن بين الباحثين، فنحن لدينا من كل بلد باحث أو اثنين علي الأكثر، فليس الهدف هو أن نحدث أنفسنا ولكن إحداث التنوع الثقافي، مع الوضع في الاعتبار إن معظم المناقشين في الندوات سيكون من الحضور المصري، فالمحاور هدفها أن نعرف إلي أين وصل العالم بنظرياته، لذلك سعيت لعمل توازن، وليس معني أن المهرجان يقام في مصر أن يكون نصف الباحثين مصريين .

- لماذا لا يوجد ندوات تطبيقية لمناقشة العروض ؟
بسبب ضيق الوقت، حيث سيعرض في اليوم الواحد حوالي ثلاثة عروض، في أماكن مختلفة، ونحن ندرك تماما صعوبة التنقل من مكان لأخر داخل القاهرة.

-هل انت مع إلغاء التسابق من المهرجان ؟
بالطبع، أنا مع إلغاء التسابق من هذا المهرجان، ومع إلغاء أي تسابق في أي مهرجان، فأنا أري أن من الصعوبة الشديدة تقييم الفن، وتقيم الممثل أو المخرج، وفي هذا المهرجان نحن نتحدث عن المسرح التجريبي، أي أن كل شخص لديه تجربة جديدة من نوعها يعمل عليها، كما يعمل علي تقنية مختلفة، فكيف يتم التقييم، بالإضافة إلي أنه مهرجان دولي، وفي ظل هذه الظروف التي نمر بها لا نريد صراعات، ولكن نريد إحتفالا، وحوارا مسرحيا يتم علي أرض مصر، وتبادل ثقافي وفني، أكثر من فكرة النزاع علي جائزة ويذهب المعني الأساسي حول التجمع المسرحي .

-هل ترين أن المهرجانات المسرحية تلبي طموح المسرحين في مصر ؟
المسرحيون ليسوا كتلة واحدة نستطيع أن نتحدث عنها، بل منقسمين إلي عدة أقسام، وأعتقد أن المهرجانات ستلبي طموح المسرحيين الذين يريدون مشاهدة المسرح، فمثلا المهرجان القومي يتيح لنا فرصة مشاهدة العروض التي فاتتنا خلال الموسم المسرحي، وفكرة وجود وقت معين نستطيع رؤية عدة عروض لنحصل علي جرعة مكثفة من مشاهدة المسرح هي بالفعل شيء عظيم، وفي نفس الوقت هي متاحة بالمجان للجميع، وفي التجريبي نري عروضا مختلفة من كل أنحاء العالم فكيف لا يلبي هذا طموح المسرحين، ولكن المشكلة الحقيقية كما قلت أن المسرحين ليسوا كتلة واحدة وإنما منقسمين عدة أقسام.

-هل أنت مع تمثيل العرضين الفائزين بالمهرجان القومي للمسرح، بالمهرجان التجريبي ؟
أنا ضد هذه الفكرة، فبشكل كبير يغلب علي هذه العروض الطابع التقليدي، حيث تختلف معايير المهرجان القومي عن معايير التجريبي، الذي له معيار أخر، فهو متخصص -منذ العنوان- في المسرح المعاصر والتجريبي، وبالتالي يحتاج المهرجان التجريبي إلي التجارب المختلفة، لأنني بحاجة أن أجعل الفرق القادمة من الخارج تري أين المسرح المعاصر في مصر، والهدف هو تبادل الأشكال المعاصرة، فكيف أقدم عرضا كلاسيكيا وسط مهرجان تجريبي، لذلك أتمني أن يتغير هذا البند من لائحة المهرجان .


شيماء منصور