عمرو دوارة: الاحتفالية ضرورة ثقافية وفنية تؤكد للعالم تقديرنا لقوتنا الناعمة

 عمرو دوارة: الاحتفالية ضرورة ثقافية وفنية تؤكد للعالم تقديرنا لقوتنا الناعمة

العدد 640 صدر بتاريخ 2ديسمبر2019

بعد أسابيع قليلة بقدوم عام 2020 تنقضي مائة وخمسون عاما على بداية المسرح المصري بل والعربي أيضا باعتبار أن البداية الحقيقية له تعد من عام 1870 على يد الرائد المسرحي يعقوب صنوع. وبهذه المناسبة أطلق المسرحي د.عمرو دوارة صيحة انتباه للفت الأنظار لضرورة الاحتفال بشكل كبير ولائق بهذه المناسبة الفنية والتاريخية الكبيرة. وقد لاقت هذه الدعوة المحملة بأفكاره واقتراحاته لشكل ونوعية ومضمون الاحتفال لذا كان لابد أن نلتقي به لنتناقش معه عن قرب حول تصوراته لهذا الحدث وكيفية التنسيق والتخطيط له وتنفيذه بشكل كبير ومتناسب مع ثقل المناسبة ووزن ومكانة المسرح المصري وأهميته. ويعد د. عمرو دوارة من كبار المسرحيين له إسهامات كثيرة ومتعددة كمخرج وناقد ومؤرخ. حيث ساهم في إصدار خمسة وثلاثين كتاب في مجال الفنون المسرحية وقام بإخراج ستين عرضا مسرحيا. كما ساهم في تأسيس عدة فرق مسرحية ومن أهمها: مجانين المسرح (1978)، المسرح الارتجالي (1981)، وهي تلك الفرق التي توجها بتأسيسه للجمعية المصرية لهواة المسرح عام 1982، ثم تأسيسه ورئاسته لجميع مهرجاناتها المتخصصة لعروض المونودراما (1984،1985،1987)، للفصل الواحد (1984، 1990)، للمسرح التجريبي (1986)، وللمسرح الضاحك (1994، 1996)، المسرح الاستعراضي (1995)، المسرح العالمي (1998)، ومسرح الطفل (1999)، وأخيرا المسرح العربي بدوراته الخمسة عشر والتي بدأت مع بدايات الألفية الجديدة.
- بداية ما هو الهدف من إطلاقك لمبادرة تخصيص عام 2020 ليكون «عام المسرح» احتفالا بذكرى مرور 150 عاما على تأسيس المسرح المصري؟
- الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية ضرورة ثقافية وفنية يجب أن تتحمل مبادرتها وتنظيمها  وزارة الثقافة بكل مؤسساتها وهيئاتها، كما يجب عليها حشد وتجميع باقي الجهود وذلك بالتنسيق مع باقي الوزارات الأخرى المعنية، وبالطبع يا حبذا لو نجحت الفنانة القديرة/ إيناس عبد الدايم وزير الثقافة في أن تحظى هذه الاحتفاليات بدعم ورعاية السيد/ رئيس الجمهورية أو السيد/ رئيس الوزراء. فهذه المناسبة بخلاف حفاظها على حقنا التاريخي في الريادة المسرحية تؤكد للعالم كله أهمية إسهاماتنا في ركب الحضارة العالمية المعاصرة، كما تؤكد مدى اهتمامنا وتقديرنا لقوتنا الناعمة من الثقافة والفنون وفي مقدمتها المسرح.
واعتقد أننا برغم ضيق الوقت يمكننا تنظيم تلك الاحتفاليات بصورة مناسبة إذا خلصت النوايا وتكاملت الجهود، بحيث يصبح عام المسرح 2020 فرصة حقيقية لإعادة توثيق وكتابة تاريخنا المسرحي، وإعادة إصلاح البنية الأساسية ببناء مسارح جديدة وإصلاح وتطوير المسارح المتهالكة وتزويدها بأحدث التقنيات الفنية، وأيضا تغيير بعض اللوائح العقيمة لتطوير أنماط الإنتاج المسرحي والانطلاق بصورة حقيقية نحو آفاق إبداعية جديدة وتتناسب مع الواقع الحالي، وقبل كل هذا وذاك الوصول بالإنتاج المسرحي إلى الجمهور الحقيقي في كل أرجاء البلاد وليس عواصم المحافظات فقط، والحرص على تقديم عروض تجمع بين الخطاب الدرامي الجاد وكذلك تقديم كل من المتعة السمعية والبصرية.
وأقترح في هذا الصدد تنظيم مؤتمر مسرحي كبير مع بداية كل شهر طوال العام، يتم من خلال محاوره المختلفة تقديم عدة دراسات حول كيفية تفعيل الأنشطة المسرحية بكل من: المدارس، الجامعات، الشركات، مراكز الشباب، فرق الهواة والفرق الحرة والمستقلة والمشهرة، على أن يتم طباعة تلك الدراسات وتوزيعها على الجهات المختلفة. هذا ويمكن أيضا تنظيم مسابقات في التأليف والنقد المسرحي بأسماء كبار الكتاب والنقاد، وذلك مع طباعة مجموعة الأعمال الفائزة، وذلك مع ضرورة إعادة طباعة بعض الإصدرات المسرحية القيمة التي سبق له إصدارها.
وأخيرا أؤكد أنها فرصتنا الحقيقية والأخيرة لإقناع القيادات السياسية بأهمية دورنا كمسرحيين ومثقفين في تغيير وتطوير المجتمع والارتقاء بمستوى الوعي العام، وإيضاح مدى قوة تأثيرنا كقوة ناعمة بالمشاركة في معارك التنمية ومقاومة كافة الأمراض الاجتماعية وفي مقدمتها الجهل والتطرف والفتنة الطائفية والتعصب والإرهاب.   

- الدعوة للاحتفال بذكرى مرور 150 عاما على تأسيس المسرح المصري يعني أن هناك اتفاقا جماعيا على بدايات المسرح المصري، ولكن في الحقيقة أن البعض يشكك في تاريخ البدايات.
- بدايات المسرح العربي والمصري معروفة وموثقة من كبار أساتذتنا ولا يختلف عليها أحد، ومن المعروف أن بدايات المسرح العربي - بصورته الغربية الحديثة - قد تحققت بفضل مغامرة الرائد اللبناني/ مارون النقاش عام 1947، ومن بعده تجربة الفنان السوري/ أبو خليل القباني عام 1856، ولكن للأسف نجحت قوى الرجعية والتعصب والتخلف في وأد كل منهما مبكرا، لتنجح بعد ذلك البداية الثالثة بمصر بفضل جهود الرائد/ يعقوب صنوع عام 1870، وبذلك أصبحت هي البداية الحقيقية للمسرح العربي باستمرارها منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
ويجب الإشارة إلى أن صحوة المناخ الثقافي والفكري في نهايات القرن التاسع عشر - والتي كان من مظاهرها تشجيع التعليم وتنشيط حركة التأليف والترجمة وظهور عدة صحف مع إيفاد البعثات العلمية للخارج - كان لها أكبر الأثر في نجاح تجربة «يعقوب صنوع» المسرحية، ويضاف إلى ما سبق التعضيد والمساندة والتشجيع الذي أبدته الطبقات المتوسطة بالمجتمع نحو مسرحياته التي كانت تعد ترجمة صادقة لحاجة البلاد إلى مسرح مصري وطني يتناول القضايا اليومية للطبقات المهمشة والطبقات المتوسطة، ويكون بديلا عن تلك المسارح الفخمة التي شيدت واقتصر نشاطها على تقديم العروض الأجنبية المستضافة بهدف الترفيه عن الجاليات الأجنبية بالبلاد والطبقات الأرستقراطية.
والحقيقة أن تجربة الرائد/ يعقوب صنوع والتي وئدت مبكرا  بنفيه إلى باريس عام 1872 كنتيجة منطقية لتوجيهه بعض الانتقادات اللاذعة للخديوي من خلال مسرحياته (وخاصة مسرحية «الضرتين») لم تذهب هباء، بل كان لها الفضل الأول في غرس أصول الفن المسرحي العربي بالتربة المصرية الخصبة، وتنبيه الخديوي إلى ذلك الفراغ الذي تركه «يعقوب صنوع» شاغرا، مما دفع الخديوي إلى محاولة استكمال مظاهر النهضة التي ينشدها وتعويض غياب الفن المسرحي بالموافقة على دعم واستقبال فرقة «سليم النقاش» القادمة من الشام لتقديم عروضها بمصر عام 1876، والتي بفضل بداياتها القوية نجح المسرح المصري في تحقيق الاستمرارية دون انقطاع.
ويتضح مما سبق أن بدايات المسرح المصري عام  1870 بفضل الرائد المصري/ يعقوب صنوع لا تحتاج لأدلة ولا تأكيد بل أجمعت عليها جميع الكتابات والوثائق والمراجع العربية والأجنبية، ومن أهمها المرجع القيم المهم: «المسرحية في الأدب العربي الحديث» لشيخ المؤرخين المسرحيين الرائد اللبناني/ د. محمد يوسف نجم والمنشور في عام 1956، وكذلك الكتاب المهم «دراسات في المسرح  والسينما عند العرب» للمستشرق الألماني/ يعقوب لنداو (والصادر باللغة الإنجليزية عام 1958، وترجمه/ أحمد المغازي عام 1972)، وأيضا كتاب «المسرح المصري في القرن التاسع عشر» بقلم/ فيليب سادجروف (الذي صدر عام 1996)، والذي اعتمد فيه بالدرجة الأولى على كتاب «يعقوب لنداو» كمرجع.

- لاحظت من خلال متابعاتي الصحفية ردود أفعال طيبة على المبادرة التي أطلقتها ولكن يهمني أن أعرف تقييمك ومدى رضائك على ردود الأفعال حتى الآن؟.  
- منذ أطلقت مبادرة الاحتفال بعام «المسرح المصري» 2020 وردود الفعل الإيجابية تتوالي بسرعة كبيرة جدا. بصراحة شديدة كنت أتوقع دعم وتأييد عدد كبير من المسرحيين وإيجابية المشاركات ولكن في الحقيقة أن كم المشاركات الإيجابية فاقت جميع توقعاتي، حيث فوجئت بتعاظم ردود الأفعال التي أسعدتني جدا. ويمكنني تحديد أسباب سعادتي الكبيرة بثلاث عوامل تكاملت فيما بينها، وأولها ذلك الحماس الكبير من كبار المسرحيين من مختلف الأقطار العربية الشقيقة، وثانيها هو تلك الاقتراحات الرائعة التي تقدم بها بعض المسرحيين وعشاق المسرح، أما ثالثها فهي تلك الاستجابة الفورية لبعض المسئولين عن الحركة المسرحية ببلادنا. ويكفي أن أذكر مشاركة عدد كبير من المسرحيين بمختلف التخصصات ومختلف الأجيال في تأييد المبادرة والترحيب بها، وأيضا الاهتمام الكبير من قبل بعض الصحف والمواقع الإلكترونية المحلية والعربية.
وأعتقد أن مشاركة عدد كبير من رواد وأعلام ورموز المسرح العربي من مختلف الأقطار العربية الشقيقة، ومطالبتهم القيمة في تحويل الاحتفال إلى احتفال عربي سيضيف كثيرا للاحتفال، خاصة إذا ما أحسن توظيف مشاركاتهم، ويكفي أن يقوم بعض الباحثين من كل دولة برصد وتوثيق إسهامات الفرق الرائدة (سلامة حجازي، أولاد عكاشة، جورج أبيض، نجيب الريحاني، علي الكسار، سليم وأمين عطا الله، رمسيس، فاطمة رشدي) وأيضا بعض الرموز المصرية في نشر الفن المسرحي وقواعده وأيضا في تأسيس الفرق المسرحية وافتتاح المعاهد المسرحية.

- ما هي أهم الخطوات التنفيذية التي تراها ضرورية للاحتفال بعام المسرح بالصورة التي تليق بهذه المناسبة المهمة؟
- أرى أولا ضرورة إعادة تشكيل اللجنة العليا للمسرح بالمجلس «الأعلى للثقافة» بصورة موضوعية بحيث تضم نخبة من المسرحيين الحقيقيين بعيدا عن أي مجاملات، ومنحها كافة الصلاحيات لمتابعة تنفيذ قراراتها، ثم تشكيل لجنة خاصة بالاحتفال تمثل مختلف الأجيال ولا يزيد عدد أعضائها عن عشرة مسرحيين مشهود لهم بالنشاط والقدرة على العطاء ويملكون مهارات التخطيط والقيادة والمتابعة، بحيث يمكن اعتبارهم «الدينامو المحرك» لتنظيم الاحتفاليات والتنسيق بين جميع هيئات ومؤسسات وزارة الثقافة وفي مقدمتها «صندوق التنمية الثقافية»، للتنسيق لكيفية توفير الاعتمادات المالية اللازمة، وذلك مع ضرورة استمرار جهود جميع قيادات وزارة الثقافة لتحويل الاحتفال المنشود إلى احتفال قومي تشارك في الإعداد له ودعمه جميع الوزارات المعنية (التربية والتعليم، التعليم العالي، الشباب والرياضة، المجلس الأعلى للإعلام.. إلخ).
ومما لاشك فيه أن هناك كثير من الأفكار الخاصة بالاحتفاليات المقترحة، وكذلك كثير من المشروعات التي أرى أهمية تحويلها من مجرد آمال وأحلام إلى إنجازات حقيقية على أرض الواقع، ولكن بالطبع يستلزم ذلك أولا تحديد المهام المطلوبة مع تحديد الجهات المنوط بها تنفيذها، هذا مع ضرورة التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الهيئات والمؤسسات التالية: المجلس الأعلى للثقافة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، قطاع الإنتاج الثقافي (بقطاعاته المختلفة)، البيت الفني للمسرح (بفرقه المختلفة)، البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية (بفرقه المختلفة)، المركز القومي للمسرح والفنون الشعبية والاستعراضية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، أكاديمية الفنون (بمعاهدها المختلفة)، وذلك بالإضافة إلى تلك المساهمات الإيجابية المنشودة من قبل جميع فرق الهواة والفرق الحرة والمستقلة.

- واضح من إجابتك السابقة أن لديك تصور كامل لكيفية مشاركة كل جهة من الجهات في احتفالية «عام المسرح 2020» فهل يمكن على سبيل المثال توضيح دور كل من فرق هواة المسرح وأيضا المركز «القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية».
- سبق وأن تقدمت من خلال «الجمعية المصرية لهواة المسرح» بمبادرة تقديم ألف ليلة عرض، والتي تعتمد على اختيار أفضل خمسين فرقة من الفرق الحرة والمستقلة والهواة بالجمعية (التي بلغ عددها مائة وستون فرقة بجميع المحافظات) والتنسيق فيما بينها لتقوم كل عشر فرق بتقديم نصوص تتناول بعض أمراضنا الاجتماعية من خلال خمسة محاور (مثل: الإرهاب والتطرف/ الأمية والجهل/ الإدمان/ زيادة النسل/ السلبية)، على أن تقوم كل فرقة بتقديم عشرين ليلة عرض في خمس محافظات كحد أدنى، ليصبح بذلك العدد الإجمالي لليالي العرض: 50×20= 1000 ليلة عرض. وأعتقد أن عام المسرح بهذه المبادرة سوف يؤكد أهمية دور المسرح وسيوضح جليا كيفية مشاركته الإيجابية بمعارك التنمية، وكذلك قدرته على التماس مع الجماهير بكل المحافظات، وكل ذلك بميزانيات رمزية بلغت طبقا للتقدير الأولى خمسة ألاف جنيه لكل عرض، وبالتالي تكون التكلفة الإجمالية 250 ألف جنيه (ربع مليون جنيه) أي أقل من ميزانية عرض صغير بمسارح الدولة!!  
أما عن دور المركز «القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» فأعتقد أن تنفيذه لاقتراحي بإعداد «الأجندة المسرحية» سيكون مفيدا جدا، والمقصود بمصطلح «الأجندة المسرحية» هو تخصيص يوم من أيام السنة المتتالية لحدث مسرحي مهم ومؤثر في حياتنا المسرحية كتأسيس معهد التمثيل أو النقابة أو فرقة من الفرق، بالإضافة إلى تخصيصه أيضا لأحد الفنانين المسرحيين بشرط أن يتوافق ذلك اليوم مع ذكرى تاريخ ميلاده (فالاحتفاء بالفنانين المبدعين يجب أن يكون بذكرى الميلاد وليس بتاريخ الرحيل). ويعني ذلك اختيار 365 فنانا مسرحيا فقط من جميع المبدعين - في مختلف مفردات العرض المسرحي - خلال مسيرة المسرح منذ نشأته وحتى الآن، وبالتالي يتم طباعة أجندة مسرحية تتضمن في كل صفحة منها صورة أحد الفنانين ونبذة مختصرة عنه لا تتعدى عشرة أسطر (تتضمن تاريخ الميلاد والرحيل والمؤهلات وأهم الإسهامات)، كما يتم طباعة نتيجة مكتب ونتيجة حائط تتضمن كل صفحة بها (التي تمثل شهرا من شهور السنة الاثني عشر) صورة كبيرة لأهم مبدع مسرحي ولد خلال هذا الشهر ثم صور صغيرة لباقي المبدعين الذين شاركوه الميلاد في نفس الشهر.

- يرى البعض أن ارتفاع سقف الطموحات والمطالب قد يفسد الاحتفال ويمنح عدد كبير من المسئولين فرصة الاعتذار عن المشاركة وتقديم الدعم بسبب عجز الميزانيات المالية.
- أعتقد أن جميع الاقتراحات التي قدمت حتى الآن منطقية جدا، ولا تكلف الدولة أي أعباء مادية، فقط نحن نطاب بإعادة توزيع الدعم وترشيد الإنفاق. هذا ولنا في الاحتفال بمئوية السينما العربية عام 1996 أسوة حسنة. وإذا تم عقد مقارنة سريعة يمكنني تسجيل الحقائق التالية: أن إنتاج السينما المصرية حتى تاريخ الاحتفال بالمئوية ثلاثة ألاف فيلما فقط في حين أن إنتاج مسرح المصري قد وصل حتى الآن سبعة ألاف وخمسمائة مسرحية احترافية وذلك بخلاف عشرة أضعافها على الأقل من خلال جميع تجمعات الهواة بالعاصمة والأقاليم. وما تم من بعض المراسم المهمة كإصدار طابع بريد أو عملة تذكارية - كما حدث مع مئوية السينما - لن يحمل الدولة أعباء مالية، كذلك أن إجراء دراسات واستقصائيات واستفتاءات - بأساليب علمية - حول أفضل المسرحيات والمؤلفين والمخرجين والنجوم بمختلف مفردات العمل المسرحي لا تحتاج لميزانيات ضخمة بقدر تطلبها فقط للتخطيط الجيد والمتابعة المستمرة. وهناك نقطة هامة أرى ضرورة الإشارة إليها وهي أن وزارة الثقافة يجب عليها القيام بدورها في التسويق والتنسيق لهذا الحدث المهم من خلال مجلس الوزراء وإشراك أكبر عدد ممكن من الوزارات المعنية في تقديم الدعم والرعاية.

- أخيرا ماهي أهم التوصيات أو المحاذير التي ترى ضرورة وضعها في الاعتبار عند التخطيط والتنفيذ لهذا الاحتفال الكبير؟
- أرى ضرورة الحذر الشديد من تحول الاحتفال بعام المسرح 2020 إلى مجرد تنظيم عدة ليال احتفالية أو تنظيم مهرجان خلال العام، وبالتالي يتم تفريغ المبادرة من مضمونها وتحويل الهدف الحقيقي من إطلاقها إلى مجرد احتفالات كرنفاليه تتضمن مجموعة من الكلمات والإشادة وتقديم بعض الفقرات الغنائية والاستعراضية بهدف التغطية الإعلامية وإرضاء المسئولين!! وذلك دون تقديم أفعال حقيقية على أرض الواقع للارتقاء بمستوى المهنة بجميع التخصصات ولتطوير البنية المسرحية، وأيضا لتغيير نمط الإنتاج العقيم حتى يمكننا تحقيق الهدف الأسمى للاحتفالية وهو وصول «المسرح» إلى جميع الناس في تجمعاتهم الطبيعية في كل مكان بلا استثناء.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏