المسرح الغنائي .. بين حلم البعث والبكاء على الأطلال

المسرح الغنائي ..  بين حلم البعث والبكاء على الأطلال

العدد 711 صدر بتاريخ 12أبريل2021

يعد المسرح الغنائي شكلا من أشكال الفنون المسرحية، التف حوله الجمهور منذ ظهوره الأول في مصر أوائل القرن العشرين، على يد أبو خليل القبانى، الذي قدم روايات مستوحاة من التاريخ العربي وقصص ألف ليلة وليلة، وكان سر نجاح هذا النوع من المسرح أنه يستطيع بكل سهولة أن يرسم ملامحنا ويعبر عنا ومن خلاله نستطيع أن نجد التعبير الناضج عن أنفسنا، و يعتبر المنشئ الحقيقي للمسرح الغنائي فى مصر هو الشيخ سلامة حجازى الذى كان يتربع على عرش الأغنية وكان أسلوبه متأثرا بالمدرسة الدينية من ناحية والغناء التركى من ناحية أخرى، كما أثرى الفنان سيد درويش هذا النوع من المسرح واعتبر رائدا في تطويره، فهو أول من أهتم بالتعبير الموسيقى الدرامي وتوظيف الآلات بحيث أصبح لها دور فعال فى الحالة الانفعالية للمشهد المسرحى، كما كانت منيرة المهدية أول امرأة مصرية تؤسس فرقة مسرحية غنائية، في هذه المساحة، نرصد أراء بعض المسرحيين والموسيقيين حول إشكاليات المسرح الغنائي وما يتطلبه وهل لدينا مسرح غنائي بمفهومه الصحيح.
في البداية قال د. مصطفى سليم : « مصطلح المسرح الغنائي غير دقيق، لأن كلمة الغنائية تعنى في الشعر الذاتية، والدراما لم و لن تكن في يوم من الأيام صوتا ذاتيا، بل هى صوت موضوعي ، وبالتالى أفضل مصطلح المسرح الموسيقى والاوبريت والأوبرا وغيرها من المصطلحات التي تشير إلى وجود دراما حوراها ملحن، ثانيا مصر لم تشهد ازدهارا لهذا الشكل من المسرح الموسيقى مثلما شهدته فى عصر سيد درويش رغم كل المحاولات الكثيرة التي بذلت فى أربعينات وخمسينيات القرن الماضي، و لم تشكل ظاهرة قوية مثل ظاهرة أوبريتات عماد الدين في العشرينات والثلاثينات، حيث كانت مصر فى هذه الفترة ستسحق لقب برودواى الشرق.
وتابع قائلا « مقومات المسرح الموسيقى تعتمد بشكل كبير على الحركة ومستوى الديكور والإضاءة والتمثيل والرقص والإبهار البصري وأصوات المجاميع وتعدد المناظر المسرحية والملابس المميزة في الخامات والطراز، وكلها مقومات تحتاج إلى إنتاج سخي ولجهور ولطاقة شعبية، و هناك من يحاولون التحرك في هذا الطريق وانا واحد من الناس وهبت حياتي تقريبا لاستعادة هذا المسرح على المستويين النظري والتطبيقي، فكانت رسالة الماجستير فى خصائص النص المعد خصيصا للأوبريت فى عصر سيد درويش وكانت ممارساتي الإبداعية على هذا الطريق انتهاء» بألمظ وسى عبده» و ابتداء بعرض البخيل للمخرج خالد جلال.
أضاف « لكي يكون هناك تيار لا يكفى شاعر أو ملحن أو مخرج، فنحن نحتاج الى عدد من المخرجين والشعراء والملحتين الموهوبين الذين يمتلكون القدرة على الخروج من حيز الغنائية إلى حيز الموسيقى الدرامية المعبرة التي تصنع الحدث وتطوره، فليس هناك خبرات فى هذا المجال، ويعتبر الملحن هو العنصر الموجه والحاسم في صناعة هذا النوع من المسرح
أنماط متعدد
و أشار د. عبد الله سعد أستاذ الإخراج بأكاديمية الفنون إلى أننا نفتقد إلى المسرح الغنائي منذ فترة طويلة، واتفق حول ازدهار المسرح الغنائي فى حقبة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، منذ فترة الموسيقار سيد درويش وزكريا أحمد، ثم تراجعه بعد ذلك ، وهى إحدى الدوافع التي جعلته يبحث فى تقديم مسرح غنائي.
أضاف « فى هذا العام أطلقت أول مسابقة للمسرح الغنائي فى مسابقة إبداع، وكما نعلم المسرح الغنائي له أشكال متعددة منها الأوبرا ، الأوبريت وغيرهما، ولكن للأسف الشديد افتقدنا هذه الأنواع، وأصبح كل من يقدم مسرحا يتخلله أغنيات ورقصات يطلقون عليه «مسرح غنائي» بالإضافة إلى افتقادنا لمؤلفين المسرح الموسيقى ، وقد عانيت من هذا الأمر كثيرا، خاصة أن بعض المؤلفين الموسيقيين يرون أن عمل أوبرا يستغرق وقتا طويلا وجهودا مضاعفة، على الرغم من أن تقديم أوبرا يضيف إلى تاريخ المؤلف الموسيقى، وبالنسبة لى المسرح الغنائي فهو يقوم بشكل كبير على المؤلف الموسيقى فهو أساس العمل الذى تقوم عليه الأحداث.
وتابع « أحد الظواهر فى فترة الثمانينيات من القرن الماضي الاستعانة بمطرب مشهور وراقصة، وهو نمط ظهر بكثافة كبيرة، وهناك أنماط متعددة غيرت شكل ومفهوم المسرح الغنائي ، وعلينا أن نعد العناصر التي تدعم هذا المسرح ليتسنى لنا تقديمه بشكل متميز وهذه العناصر هى مؤلف موسيقى جيد ، شاعر ، ومخرج متفهم للمسرح الغنائي، وهى الأسباب التي جعلتني أسعى لعمل قسم إخراج المسرح الموسيقى بأكاديمية الفنون لتخريج أجيال متخصصة .
و عن تجربته فى الأوبرا قال: «قدمت أول أوبرا في الشرق الأوسط وهى أوبرا «طرح البحر « إلحان الموسيقار منير الوسيمى الذي تفهم رغبتي وكان متحمسا بشدة لهذا العمل الذي قدم فى سلطنة عمان وحقق نجاحا كبيرا، وبالفعل كانت تجربة مميزة على غرار تجارب سابقة مثل تجربة الرحبانية فى لبنان الذين قدموا أوبرا غنائية متميزة،
وأعكف الآن على تقديم أوبرا بالنوبية « وهى تجربة تقدم لأول مرة ، خاصة أن النوبة تضم طقوسا وموروثا مميزا، ورقصات، وهو ما دفعني لتقديم هذه التجربة، وهو عمل غنائي متكامل يضم طقوس النوبة مثل الميلاد والزواج والعادات الاجتماعية.
بالمقاييس العالمية
فيما أوضح الموسيقار منير الوسيمى بعض الفروق فى أشكال العرض المسرحى فقال: «هناك مسرحيات لا تحوى غناء ولكن بها موسيقى تصويرية، وهناك مسرحيات بها غناء وتمثيل، وهناك عمل مسرحي غنائي كامل وهو ما يطلق عليه «الأوبرا « وهو أكبر عمل قائم على كل عناصر المسرح، وإذا تخلله مشاهد تمثيلية يطلق عليه « أوبريت « .
وعن أهم الإشكاليات التي يواجها المسرح الغنائي قال « عدم فهم القائمين على المسارح التي تقدم المسرح الغنائي ونقص الإمكانيات المالية ،فحتى نستطيع تقديم « أوبرا « يتطلب ذلك ميزانيات كبيرة، فهي عمل ضخم، ولم نقدم أوبرا بشكلها الصحيح حتى الآن فى مصر، وقد قدمت تجربة هامة وهى أوبرا «طرح البحر « و تعد أول أوبرا بالمقاييس العالمية إخراج د عبد الله سعد، وقدمت فى سلطنة عمان بمسقط، وكتبت عنها جرائد ومجلات عالمية ومنها « أوبزرفر « ولقبوني بالموسيقار العالمي، ومن خلال تجربتى قمت بحل جميع الإشكاليات الخاصة بالأوبرا، فقدمنا أوبرا بالعربية تضم كل علوم الموسيقى العالمية، وفى نفس الوقت بسيطة وسلسة تستوعبها كل الفئات والشرائح المجتمعية ، وحققت بسلطنة عمان نجاحا منقطع النظير، وقد قدمت غناء عربيا فى قالب عالمي، واستعنت بعدد كبير من الشباب في الجامعات بالإضافة إلى 16 شابا وفتاة من الأوبرا ودارسي الموسيقى.
تجهيل غير متعمد .
بينما كشف دكتور زين نصار أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون عن وجود تراث هام بالإذاعة المصرية، يضم العديد من التسجيلات للمسرحيات الغنائية قدمت فى خمسينيات القرن الماضي منذ فترة تولى محمد حسن الشجاع الذى استطاع تسجيل التراث القديم للمسرح الغنائي عن طريق مجموعة من الفنانين و الموسيقين الذين يحفظون التراث، وسجلها دون الألحان وقدمها بشكل إذاعي، ومن يريد تقديم مسرحية غنائية فمن الممكن أن يعيد تقديمها ونقلها بشكل رسمي وقانوني، ويقدمها بشكل معاصر.
وأضاف « هناك تجهيل غير متعمد لتراث المسرح الغنائي، وهى قضية شائكة ، ولتقديم المسرح الغنائي لا يوجد إشكاليات، الأمر يتطلب إرادة، وقد كتبت عن ذلك عام 2001 فى مجلة «القاهرة» ، فلدينا موسيقين ومطربين ومؤلفين، ولدينا جميع الكوادر، ولكن على المخرجين ان يعيدوا تقديم تراث المسرح الغنائي بما يتناسب مع العصر الحالي، فالمسرح الغنائي يعد انسب أنواع المسرح لنا، وقد سبق وطالبت بضرورة وجود مهرجان تقدم من خلاله عروض المسرح الغنائي مع ضرورة أن تقدم دار الأوبرا المصرية مسرحيتين فى العام، ليكون لدينا حصيلة من عروض المسرح الغنائي، كما أن إعادة إحياء ثراثه أمر مهم للأجيال الحالية التي لا تعلم شيئا عن هذه الثروة الفنية، وحتى نستطيع الحفاظ على هوايتنا المصرية . معالجات جديدة .
بينما شدد المخرج د. إنتصار عبد الفتاح على ضرورة إحياء المسرح الغنائي والاهتمام بأعمال رواده السابقين ، ومنهم على سبيل المثال الموسيقار سيد درويش، حيث كان له أعمال تمس الوجدان المصري، وكان سابقا لعصره، مع ضرورة تقديم معالجة جيدة لهذه الأعمال، موضحا أن المسرح الغنائي يتطلب أصواتا عالية المستوى تستطيع أن تنتقل من مقام إلى مقام، لذا فلابد ان تعد هذه الأصوات إعدادا خاصا يتوافق ومفهوم التمثيل
وأضاف: « عندما يتناول بعض المخرجين المسرح الغنائي فأنهم يقومون بتثبيت «الكادر» على المغنى ولكن الأمر مختلف فى المسرح الغنائي، فهو مسرح متحرك وليس ثابتا لذا يجب أن نشعر أن الممثل والمطرب شكلا واحدا ، وهناك إشكالية أخرى هى أن ليس لدينا نصوص مكتوبة للمسرح الغنائي
واستطرد قائلا « هناك نشاط واسع بقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية بقيادة د. عادل عبده خاص بالمسرح الاستعراضي ، والأمل معقود عليهم في أن يعيدوا تقديم تراث سيد درويش حتى تتعرف الأجيال الجديدة على هذا الأسلوب من المسرح، وقد كان لي أكثر من تجربة للمسرح الغنائي منها « أوبريت العشرة الطيبة « التى قدمتها بالآلات الشعبية، وقد كان سيد درويش يستلهم البيئة الشعبية فى الاوبريت، كما قدمت تجربة مهمة للمسرح الغنائي وهى «الدربوكه « وقد قدمت عنها دراسة كبيرة في مجلة المسرح من الناقدة نادية البنهاوي، واعتبرته أوبريت معاصر. وقد اعتمدت فيه على أصوات وغناء من البيئة الشعبية ، كما قدمت تجربة «العربة الشعبية « مستوحاة من عربات الباعة الجائلين وقدمت من خلالها فنون الفرجة الشعبية، ومن الضروري أن يقوم البيت الفني بإنتاج أعمال للمسرح الغنائي.
علينا أن نتكاتف
فيما قال الشاعر طارق على « ما يقدم الآن في مصر هو مجرد إرهاصات للمسرح الغنائي وليس المسرح الغنائي كما ينبغي أو كما يعرفه العالم،فما نقدمه مسرحيات عادية تتخللها بعض الأغاني التي قد تكون معلّقة على الحدث الدرامي أو معبرة عن نفس الحدث الذي تم استعراضه دراميا ، وهذا الشكل لا يعد مسرحا غنائيا،
والمسرح الغنائي في مصر له تاريخه الحافل بالأعمال وله رموزه الفنية الخالدة مثل سيد درويش مع بديع خيري و بيرم التونسي ومحمد بك تيمور، وهو ما يعد مسرحا غنائيا أصيلا، فقد قدموا للتراث المسرحي المصري أعمالا خالدة مثل «العشرة الطيبة» و «شهرزاد»، «كليوباترا» ،»مارك انطوان» وغيرها.. وكانت تلك الأعمال قائمة في كتابتها من الأصل على الدراما المغناه وليس الغناء المضاف، فكان الحوار المكتوب في الأصل معدا للغناء وهذا يعد من أصوليات لعبة المسرح الغنائي.
وتابع قائلا: « غياب هذا المسرح الآن يرجع إلى عدة عوامل يأتي عامل الإنتاج في المقام الأول، حيث أن هذا المسرح يحتاج إلى عناصر إنتاجية مكلفة جدا، وقد يتردد المنتج في إنتاج هذا النوع من المسرح، خصوصا أنه يعد مغامرة إنتاجية قد لا تلقى إقبالا جماهيريا يغطى على الأقل تكاليف الإنتاج .. خاصة وأن الجمهور اعتاد في الفترة الأخيرة على التعاطي مع نموذج تجاري واحد يندرج تحت مسمى «الاسكتش المسرحي» وهو ليس المسرح بمعناه الحقيقي، و هو الأقل إنتاجيا والأكثر ربحا، و أظن أيضا أن العناصر البشرية القادرة على تقديم هذا النوع من المسرح قد تكون نادرة
، بداية من كتّابه الملمين بتقنية كتابته، مرورا بالممثل الذي يقع على عاتقه اللعبة بأكملها، غناء وتمثيلا وتعبيرا راقصا أحيانا، حيث أن الممثل في هذا النوع من المسرح لا يجوز استبداله بممثل آخر في يوم وليلة كما يحدث في المسرح العادي، خصوصا أن الدراما في هذا النوع من المسرح تغنى غناء حيا وليست مسجلة، وتقدم عبر تقنية «البلاي باك»
وأضاف « شاهدنا تجارب قليلة في الآونة الأخيرة تندرج تحت لافتة المسرح الغنائي مثل المسرحية الغنائية «ليلة من ألف ليلة» والتي قدمها المخرج الراجل محسن حلمي على خشبة المسرح القومي وقام ببطولتها يحيى الفخراني والمطرب محمد محسن والممثلة والمطربة هبة مجدي،
وهي إحدى مؤلفات بيرم التونسي، ومن هذا المثال أرى أن دور الدولة وتدخلها في إنتاج هذا المسرح مهما، وقد يكون هو السبيل الأمثل لعودته مرة أخرى، أيضا سيكون محفزا للمنتجين على خوضه ومن ثم عودته وعودة جمهوره فقد كان للمسرح المصري في هذا الصدد تاريخا مهما ولدينا من رموزه أسماء عظيمة مثل سلامة حجازي وسيد درويش وبديع خيري وبيرم التونسي وملك محمد وصولا لبليغ حمدي ومحمد الموجي، وأتمنى أن تظهر أسماء جديدة تصنع تاريخا يضاف إلى ما سبق.. فالمسرح الغنائي هو أصل اللعبة المسرحية منذ بدايتها،
وعلينا أن نتكاتف جميعا، وعلى رأسنا الدولة ممثلة في وزارة الثقافة، لعودة هذا المسرح مرة أخرى.
لم نره منذ سنوات
الشاعر أيمن حافظ أشار إلى أننا نفتقد وبشدة في الآونة الأخيرة وجود المسرح الغنائي بشكله ومضمونه بل ومفهومه الصحيح، ولم نر منذ سنوات عروضا تحمل هذا الشكل من المسرح وما يقدمه من متعة سمعية وبصرية في المقام الأول، حيث يعتمد المسرح الغنائى فى أسس تقديمه على الموسيقى والغناء، وهنا نجد أن الكتابة للمسرح الغنائي تتطلب شكلا معينا من تناول الحدث حيث يعتمد فى المقام الأول على الحوار الشعري أو المسجوع حتى يتسنى للملحن التعامل مع هذه الدراما بالشكل اللحني والتقني المعهود ، كذلك يعتمد مصمم الدراما فى المقام الأول على الجملة المسجوعة والملحنة لتوصيل المفهوم الدرامي . المسرح الغنائي مفهوم مختلف فى كافه عناصره الفنية وفى الآونة الأخيرة يجتهد بعض المخرجين فى تقديم هذا الشكل، ولكن كجزء قصير فى العمل المسرحى من خلال الاغانى «الاستعراضات « ولا نستطيع أن نصنف التجربة ككل على أنها تقدم المسرح الغنائي.
الإنتاج ليس عائقا
اختلف المخرج سعيد سليمان حول كون الإنتاج يمثل مشكلة ، يراها المسرحيون عائقا فى تقديم عروض مسرح غنائي، موضحا أن الابتكار والخيال هو جزء هام فى تقديم عروض المسرح الغنائى وضرب مثالا بتجربة «ياسين وبهية» التى قدمها عام 1997 بمسرح الغد وحققت نجاحا كبيرا بتكاليف إنتاجية متواضعه وكتب عنها العديد من النقاد أبرزهم د. نبيل بدران.
وتابع «كانت الأوبريتات القديمة التى تقدم من كبار الموسيقيين أمثال سيد درويش تمتاز بتحول الحكاية الدرامية إلى غناء و لا نستطيع فصل الغناء فيها عن العمل وهو ما يختلف عن مسرحية بها غناء، فالمسرح الغنائى يعتمد فى بنيته الدرامية وأحداثه على الغناء الذي يساعد فى تدفق الحدث وتطوره .
أهم عناصر المسرح الغنائى
فيما قال الموسيقار وليد الشهاوى أن المسرح الغنائي من المفترض أن من يتصدى له يكون كاتبا متخصصا، يكتب الأجزاء الغنائية والأجزاء الدرامية ويكون على درجة عالية من الوعي بالقالب الذي يقدمه، فالأوبريت يختلف عن الأوبرا و عن المسرحية الاستعراضية الغنائية و يختلف عن الأوبرا وهو ما يختلف عن تقديم مسرحية درامية بها مجموعة من الاغانى، إذن فهناك إشكالية تخص القالب ، ولدينا كتاب كثر للمسرح الغنائى ولكنهم يعزفون عن الكتابة له نظرا لقلة المردود المادي.
أما المشكلة الثانية – أضاف- فتكمن فى المؤديين، فليس لدينا مؤديين يستطعون تقديم أعمالا كاملة. ليس هناك فرقة متخصصة للمسرح الغنائى سوى فرقة الأوبرا وهى تقدم أعمالا اوبراليه.
وأضاف الفنان وليد الشهاوى «هناك العديد من التحديات التى تقف عائقا أمام المسرح الغنائى المصرى تبدأ تلك التحديات بالمادة، ففى النصف الأول من القرن الماضي كانت هناك نهضة كبيرة ،  قامت على أكتاف الفرق الخاصة مثل فرقة منيرة المهدية وسلامة حجازى وسيد درويش وعلى الكسار ونجيب الريحاني، كما كان هناك صناعة خلقت صنعة ورواجا اقتصاديا ، وهو مالا يتحقق الآن .
وتابع الشهاوى: كذلك فإننا لا نملك فى مصر سوى مسارح قليلة جدا بها حفرة للأوركسترا التي هى عنصر مهم وأساسي للعمل المسرحى الغنائي وأى عمل فنى يقدم بلاى باك لا ينتمى للدراما الموسيقية ، وفقدان عنصري العازف والمؤدى يعنى بطلان المسرح الغنائي.
تابع : ومن التحديات أيضا عدم توفر ممثل المسرح الغنائي، بالرغم من وجود بعض المحاولات فى مركز الإبداع لعمل ممثل شامل، ولكنه فى النهارية لا يصلح للعرض الغنائي، لذلك فنحن بحاجة لصناعة جيل جديد من هذا النوع من المؤديين، نحن لدينا أزمة صناعة إذا وجدت الصناعة وجد المسرح الموسيقى وإذا وجدت الحركة النقدية وجد النجاح والتطور


رنا رأفت