بدايات المسرح في بور سعيد (1) زيارات الفرق الأجنبية والعربية

بدايات المسرح في بور سعيد (1) زيارات الفرق الأجنبية والعربية

العدد 711 صدر بتاريخ 12أبريل2021

بدأ الميلاد الفعلي لمدينة بور سعيد في منتصف نوفمبر 1869، عندما احتفل العالم بافتتاح قناة السويس، ذلك الاحتفال الذي نقلته صحف العالم وقتذاك. ومنذ هذا التاريخ توافد الأجانب على المدينة، وتكاثرت الجاليات الأجنبية المقيمة فيها، مما جعل من بور سعيد مدينه جذب مسرحي وترفيهي! وأول عروض مسرحية تمت فيها، كانت في عام 1881، عندما مثّلت فرقة إيطالية مجموعة من المسرحيات طوال أسبوعين بقيادة موسيو «لابرونا» كما أخبرتنا جريدة الأهرام في شهر فبراير. وأخبرتنا أيضاً في مايو أن «الكومندور كازنوف» قدّم عروضه المسرحية في بور سعيد.
وفي نوفمبر - من العام نفسه - شبت النار في «قرية العرب» فأقيمت حفلة خصص إيرادها لمساعدة المصابين، وقد نشرت جريدة الأهرام كلمة عن هذا الموضوع، قالت فيها: «أقيمت في بور سعيد يوم السبت الفائت ليلة تشخيص ورقص حضرها كثيرون من أجانب ووطنيون إسعافاً للمصابين بحريقة العرب. وكان الاحتفال شائقاً فضربت الموسيقى العسكرية ألحانها المطربة، وصدحت الآلات بالأنغام المهيجة، وخرج الكل مسرورين مشكوراً من التفاتهم وشاكرين لمساعي حضرة عزتلو «علي بك ثابت» وكيل المحافظة الذي أجرى في سبيل إعانة هؤلاء المساكين ما في جهده لسد رمقهم واكتساب الأجور جزى الله المحسنين خيراً».
وفي عام 1882 اتفق أهل المدينة من الوطنيين والأجانب المقيمين في بور سعيد على استحضار فرقة مسرحية فرنسية، تعرض موسماً كاملاً في المدينة، ومن أجل ذلك قاموا باكتتاب اشترك فيه أكثر من مائة شخص، وكل شخص دفع عشرة جنيهات إنجليزية، وذلك لبناء تياترو على قطعة أرض من أراضي شركة بوغاز السويس، هكذا أخبرتنا جريدة الأهرام في شهري يناير وفبراير.
وعلى الرغم من ظهور المسرح العربي في المدينة إلا أن الفرق الأجنبية كانت تظهر في المدينة من حين إلى آخر! وعلى سبيل المثال في عام 1897 مثلت فرقة «مسيو بورجيه» مجموعة مسرحيات في المدينة قبل أن تعرض العروض نفسها في دار الأوبرا الخديوية بالقاهرة، كما أخبرتنا بذلك جريدة «المؤيد». وفي عام 1923 حدث ما عكر الصفو بين أهالي بور سعيد والأجانب بسبب تمثيل مسرحية، وقد كتبت جريدة «المقطم» كلمة عن هذا الأمر تحت عنوان «انتقاد تمثيل»، قالت فيها: «قال مكاتبنا من بورسعيد إن سكانها الوطنيين عاتبون على جمعية مرغريتا الإيطالية عندهم، لتمثيلها رواية اسمها «في الإسكندرية» لما حوته من الألفاظ والإشارات التي لا تطابق ما هو معروف عن الوئام والمودة القديمة بين الشعب المصري والجالية الإيطالية في هذا القطر، وأمل المكاتب أن لا يعاد تمثيل هذه الرواية، ولفت إلى الأمر نظر جناب قنصل إيطاليا في بورسعيد، ونظر جناب حكمدار بوليس القنال».
الفرق  المسرحية
إذا تركنا الفرق الأجنبية التي ظهرت في مدينة بور سعيد ونظرنا إلى الفرق المسرحية العربية، سنلاحظ أن فرقة «سليمان القرداحي» هي أول فرقة عربية زارت المدينة عام 1901، وكتبت جريدة «المقطم» كلمة عن هذه الزيارة، قالت فيها: «حضرة الممثل البارع سليمان القرداحي السوري الذي اعتنى حديثاً بتنظيم جوقه الشهير باسمه وانتقى له كثيرين من الشبان الأذكياء والفتيات الأديبات وأتى به في هذه الأيام إلى ثغرنا وابتدأ بتمثيل رواياته فيه من مساء السبت الماضي. فمثّل رواية «أوتلو» الشهيرة بالقائد المغربي، وكان أهم أدوارها لحضرته ولحضرة الممثلة البارعة السيدة «ألمظ» التي أعجب الجمهور بمهارتها في التمثيل وعذوبة ألفاظها في الإلقاء. وكان الحضور كثير وقد سرهم كثيراً حسن مناظر الرواية واتقان تمثيلها ولا سيما براعة حضرة الفاضل أحمد زكي الذي كان يمثل دور الإبليس يعقوب فأحسن وأجاد حتى قال مشاهدوه إنه إبليس حقيقي في صورة إنسان فنتمنى لهذا الجوق توفيقاً ونجاحاً».
وفدت بعد ذلك الفرق العربية والمصرية المسرحية على بور سعيد وعرضت أعمالها – وأخبرتنا بذلك الصحف المعاصرة - مثل فرقة «سليمان الحداد» التي عرضت مجموعة من مسرحياتها في المدينة عام 1903، وفرقة «إبراهيم حجازي» عام 1905. أما فرقة «أولاد عكاشة» فزارت المدينة عد مرات أولها عام 1911 ومثلت بها مسرحية «الكابورال سيمون»، وفي عام 1925 مثلت على مسرح الألدورادو ببور سعيد مسرحيتي «محمد علي باشا، وهدى»، وفي عام 1926 مثلت مسرحيتي «شمشون ودليلة، وكليوباترا». أما فرقة الجزايرلي فزارت المدينة عام 1919 ومثلت بها مجموعة من المسرحيات الكوميدية، مثل: «زق عجلك، وعلى فكرة، وده شرفي، وشغل الحلبسة».
وفي عام 1924 زار الشيخ «أحمد الشامي» بفرقته المسرحية بور سعيد، ونجح في تعليم شباب بور سعيد صناعة السجاد بواسطة المسرح! والمشهور عن الشامي إقامة المشاريع والصناعات النافعة في أقاليم مصر من خلال الفن المسرحي! وقد أوضحت جريدة «المؤدب» - التي تصدر في بور سعيد - تفاصيل المشروع في كلمة نشرتها للشيخ أحمد الشامي في أغسطس تحت عنوان «التمثيل الأخلاقي يلد مورداً للصناعة في بور سعيد»، جاء فيها الآتي:
«.. جئت بفرقتي إلى ثغر بورسعيد لإحياء بعض ليال تمثيلية .... ولقد استفزني منظر بعض أبناء الفقراء الشاردين في الشوارع، وحالتهم التي تبعث على الشفقة والرحمة. ولما كنت من رجال صناعة السجاجيد وفي استطاعتي بمشيئة الله تعليم هؤلاء العاطلين هذه الصناعة، دعاني هذا الواجب لأن أتطوع لهذا العمل الخيري الجليل فعرضت الأمر على بعض الوجهاء والأدباء فألفيت منهم ترحيباً وتنشيطاً للمشروع. وللحال وجهت نفسي شطر ذلك الرجل العظيم بطل المشروعات الخيرية سعادة محافظ القنال، وقدمت لسعادته تقريراً الغرض منه انشاء مصنع للسجاجيد دون تكليف الشعب أعباء الاكتتابات. بل تقوم دعائمه على دخل الليالي التمثيلية التي أحييها بفرقتي لهذه الغاية، فلقيت من سعادته تشجيعاً لهذا العمل النافع، شأنه في كل مديرية تقلد فيها الرئاسة من قبل. ولقد وطدت العزم وبدأت بالعمل وحددت يوم السبت 9 أغسطس سنة 1924 الساعة 9 ونصف لإقامة أول حفلة تمثيلية بتياترو «الألدورادو»، تمثل فيها الفرقة أجمل الروايات المصرية الأخلاقية «مصر والسودان» وهي ذات 5 فصول تأليف شقيقي الأستاذ مؤلف روايات الفرقة «مصطفى سامي»».
ومن المواقف المسرحية الغريبة التي حدثت في بور سعيد، ما حدث مع فرقة «جورج أبيض» عندما مثلت مسرحية «الشيخ العاشق» على مسرح الكوزمجراف المصري ببور سعيد في فبراير 1925، حيث أخرجت إدارة المدينة الجمهور رغماً عنه أثناء تمثيل المسرحية، ولم يجد جورج أبيض أي تفسير لهذا التصرف، لذلك تقدم بشكوى رسمية بالتضامن مع عبد الله عبد الغفار صاحب التياترو، كما أخبرتنا بذلك جريدة «الأهرام»! أما جريدة «المقطم» فأوضحت الأمر بأن أحد الممثلين أثناء التمثيل ذكر بعض العبارات عدّها مأمور قسم الإفرنج – الذي كان حاضراً ضمن الجمهور - خاصة بشخصه فغضب لذلك وأمر بإنزال الستار، وإخراج جميع المتفرجين وأغلبهم من كبار الموظفين فأذعنوا للأمر وخرجوا جميعاً من دون أن يحصل ما يكدر صفو الأمن العام، والكل متألم مما حدث. وقد قدم صاحب الكوزوموجراف شكوى على حضرة المأمور رفعها إلى أولي الأمر بوزارة الداخلية فنرجو منهم أن يهتموا بالمسألة لتظهر الحقيقة.
وتُعدّ فرقة رمسيس ليوسف وهبي من أهم الفرق المسرحية التي عرضت أعمالها في بور سعيد من حيث الكم! ففي عام 1925 مثلت مسرحيتي «المجنون وفيدورا» على مسرح الألدورادو، وفي عام 1926 مثلت مسرحية «على ذوقك»، وفي عام 1927 عرضت مجموعة من المسرحيات، منها: «الصحراء، توسكا، أحدب نوتردام دي باري، البؤساء». وفي فبراير 1928 قالت جريدة «الأهرام»: «بشرى لأهالي بورسعيد، حفلتان تمثيليتان يشترك في تمثيلهما أبطال الفن في الشرق نوابغ المسرح المصري «يوسف وهبي» و«جورج أبيض» بتياترو الألدورادو ببورسعيد. الحفلة الأولى يوم الاثنين 5 مارس الساعة 9 ونصف مساء رواية «الشرك» درامه عصرية تأليف هنري كيستماكر، تعريب فتوح نشاطي. الحفلة الثانية يوم الثلاثاء 6 مارس الساعة 9 ونصف مساء رواية «الولدان الشريدان» كوميدي ميلودرام تأليف دي كورسيل، ستة فصول وعشرة مناظر. هذه الحفلات خاصة لنقابة موظفي الحكومة المصرية ببورسعيد، وتطلب التذاكر من شباك التياترو ومن مركز نقابة موظفي الحكومة ببورسعيد».
وفي مارس 1931 نشر «يوسف أحمد طيره» في مجلة «الصباح» كلمة تحت عنوان «فرقة رمسيس في بور سعيد»، قال فيها: «مثلت فرقة الأستاذ يوسف بك وهبي يومي 24 و25 فبراير «الجحيم» و«الاستعباد» بمسرح الألدورادو ببور سعيد. ولست أنسى ذلك الهتاف العالي والتصفيق الحاد ولا تلك الدموع الغزيرة التي ظل النظارة يذرفونها بسخاء في الليلة الأولى في رواية «الجحيم». ولن أنسى أصدقائي العديدين الذين أقسموا بعدم مشاهدة الحفلة الثانية لتأثرهم من الحفلة الأولى! ولكم كانت دهشتي قوية في الليلة التالية إذ رأيت من أقسموا كانوا في مقدمة الحاضرين لشهود رواية «الاستعباد». ولست أغمض أعضاء الفرقة الذين اشتركوا في التمثيل حقهم، فهذا «حسن البارودي» في دور الأب كان عظيماً، وكان محل إعجاب الحاضرين بعد أن استنزلوا عليه اللعنات في الليلة الأولى إذ كان يقوم بدور حسن بك تاجر الأعراض، تلك الشخصية المرذولة من الجميع. ولن يفوتني أن أذكر لـ«فردوس حسن» موقفها البديع في الفصل الثالث من «الاستعباد» في حفلة القصر إذ كانت تدافع عن العرب شاكية تعسف الأسبان في لهجة طبيعية وحماس بديع، جعل النظارة يندمجون بكليتهم مع الممثلين. تلك كلمة قصيرة دفعني إلى كتابتها ذلك الإعجاب بتلك المجموعة الطبيعية التي لم أر في تمثيلها أي وهن فقد وفقت الفرقة بكامل أفرادها أجمل توفيق. ورغم الأجور الباهظة وفضلاً عن الأزمة الحالية فقد كانت صالة الألدورادو مكتظة بالمشاهدين ولم يبق مكان خال بها».
أما «فرقة منيرة المهدية» فقد عرضت مسرحيتين على مسرح الألدورادو ببور سعيد عام 1927، هما «الغندورة» و«كليوباترا ومارك أنطوان»! وفي العام التالي 1928 مثلت «فرقة فاطمة رشدي» على المسرح نفسه مسرحيتي «السلطان عبد الحميد» و«النسر الصغير».
هذا النشاط المسرحي الكبير في المدينة دفع المسئولين إلى إنشاء أول مسرح في الهواء الطلق في بور سعيد، وكتبت جريدة «المقطم» خبراً عنه في أغسطس 1930، تحت عنوان «حفلة افتتاح الكورسال»، قالت فيه: سعى مراد بك محسن محافظ بور سعيد السابق لإنشاء تياترو الكورسال في المدينة، وتم افتتاحه في حضور صاحب الكورسال الشيخ عبد العظيم حجاب، الذي ألقى كلمة عن فائدة هذا المشروع لأن الكورسال «مشروع تياترو في الهواء الطلق تفتفر إليه المدينة أشد افتقار لا سيما بعدما أصبحت معدودة في مقدمة مصايف القطر المصري ويؤمها كل عام ألوف من المصيفين».
ومن الفرق التي عملت على هذا المسرح، فرقة «أحمد فريد» كما أخبرتنا بذلك مجلة «المسارح» في يوليو 1931، قائلة: «نزلت بمدينة بور سعيد فرقة «الأوبريت المصري» برئاسة العبقري أحمد فريد في طريقها إلى سوريا، وأقامت الفرقة خمس حفلات بتياترو كازينو الكورسال على شاطئ البحر في الهواء الطلق الجميل. ولقد كان إقبال الشعب البور سعيدي على حضور الحفلات شديداً بفضل ما أبدته الفرقة من همة ونشاط في إتقان المناظر والأدوار».
أما مجلة «الصباح» فقد نشرت في يوليو 1931، تفاصيل موقف غريب حدث في هذا المسرح، نقله «شاهد عيان» قائلاً: «صاحب الصباح الغراء: حدث عندما كانت فرقة الكسار تقوم بتمثيل رواية «الغجرية» في كازينو الكورسال الصيفي، أن أحد الضباط الذين يشغلون مركزاً رئيسياً في بور سعيد دخل الصالة يتمايل من السكر، وذهب إلى أحد المتفرجين وطلب منه أن يخلي له المقعد الجالس عليه فلم يقبل. وألح الضابط في طلبه بدعوى أنه جلس على هذا المقعد في الليلتين الماضيتين. ولما أصرّ المتفرج على البقاء في مكانه أحضر الضابط متعهد الحفلة؛ ولكن المتعهد أعتذر لأن المتفرج يحمل تذكرة بنمرة المقعد. وأبى الضابط إلا أن يحتله فاستدعى الضابط المكلف بحفظ النظام. فلم يجد هذا الأخير داعياً لتدخله وطلب من زميله أن يصحبه إلى اللوج المخصص لرجال البوليس ولكنه رفض! ورأى المتفرج تأدباً منه - وقد التفتت الأنظار إلى الضابط - أن يتخلى عن مقعده خشية حدوث شوشرة. وبذلك أنقذ الموقف؟ فهل يليق هذا من حفظة الأمن والنظام. [توقيع] «شاهد عيان»».
وبما أن الكلام كان عن فرقة علي الكسار، فيجب علينا أن نشير إلى أن «فرقة الريحاني» عرضت في أكتوبر 1931 مسرحية «حاجة حلوة» بتياترو الألدورادو بالمدينة، و«فرقة الآنسة نجمة» مثلت على مسرح سينما بور سعيد مسرحية «مأساة الحلمية» في نوفمبر 1931. أما فرقة «حياة صبري» فقد نشر عبد السلام حسن الشافعي من بور سعيد كلمة عنها في جريدة «أبو الهول» عام 1934، تحت عنوان «السيدة حياة صبري في بور سعيد»، قال فيها: «تلاقي فرقة التمثيل بسينما الكورسال تشجعاً من جمهور بور سعيد الراقي مما يجعل الجميع يقدرون لهم مجهودهم العظيم، ولا غرو فإن فرقة تكون على رأسها مطربة نابغة، وممثلة قديرة كالسيدة «حياة صبري» فهي في مصاف الفرق الناجحة ولا سيما بما تخرجه من روايات الأوبرا كوميك، والأوبريت والفودفيل. ونحن لا يسعنا إزاء هذا النجاح المتواصل إلا أن نهنئ السيدة حياة راجين لها ولفرقتها دوام النجاح حتى تصل إلى المكان اللائق بها في عالم الفن، ولا يفوتني أن أنوه بمجهود أبطال الفرقة محمد أفندي يوسف الممثل المحبوب، ومحمد أفندي الصغير المطرب النابغ الذي تلاقي أغانيه الشجية كل استحسان وتشجيع».
ومن الفرق الجوّالة الشهيرة التي زارت بور سعيد فرقة «حسين المليجي»، وفرقة «أحمد المسيري»، التي بدأت تمثيلها في بور سعيد عام 1936 بعرض مسرحية «فضيحة بجلاجل». وفي عام 1937 عرضت مجموعة من المسرحيات والإسكتشات بطولة المسيري وفوزية أحمد، ومن أهم المسرحيات التي عرضتها الفرقة على مسرح الألدورادو مسرحية «أحلام الهنا» و«البربري في الصحراء». وفي عام 1941 أشارت جريدة «أبو الهول» إلى أن الفرقة نجحت في بور سعيد نجاحاً كبيراً بسبب «برامجها الفنية الطريفة ورواياتها واستعراضاتها وإسكتشاتها ومقطوعاتها السياسية»! وهذا بالطبع كان أيام الحرب العالمية الثانية!
ومن الملاحظ أن بور سعيد كان لها حظ من عروض «الفرقة القومية» عندما عرضت مسرحية «الفاكهة المحرمة» في فبراير 1937 على مسرح الألدورادو. كما عرضت الفرقة - عندما كانت تُسمى بالفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى – مسرحية «قيس ولبنى» في فبراير 1944. وإذا كانت مدينة بور سعيد نالها حظ تمثيل هذه الفرق الكبرى، فهذا لا يمنع من وجود فرق مغمورة، ربما لم نسمع عنها من قبل! وقد وثقت لنا مجلة «الصباح» إعلانات لبعض هذه الفرق، مثل «فرقة نبوية شخلع»، و«فرقة بديعة وزيزي»، وهذا مثال لإعلاناتهما المنشورة:
قالت مجلة «الصباح» في يناير 1943 تحت عنوان «لأهالي بور سعيد والقنال»: «تألفت الفرقة المصرية الكبرى لإحياء حفلاتكم وأفراحكم برئاسة المطربة الفنانة الحاجة «نبوية شخلع» والفرقة مكونة من أشهر المنلوجست والراقصات وستعرض لكم إسكتشات جديدة واستعراضات لم يسبق لها مثيل على تخت مكون من أشهر الموسيقيين – عنوانها: بور سعيد شارع أسوان حارة البنا رقم 31».
وفي فبراير 1943، أعلنت المجلة قائلة: «بديعة صادق المنولوجست الأولى، وزيزي سعيد الممثلة الأولى، وفرقتهما التمثيلية الاستعراضية الكبرى، ابتداء من الأربعاء 10 مارس على مسرح البلفي بمنتزه البلدية بمدينة بور سعيد .. كوميديات أخلاقية، منولوجات اجتماعية، اسكتشات فكاهية، استعراضات غنائية، رقصات شرقية وأوروبية، ألعاب أكروباتيك، يقوم بتمثيل الأدوار وإلقاء المنولوجات والرقصات مجموعة من نوابغ الممثلين والممثلات في مقدمتهم: بديعة صادق، زيزي سعيد، زوزو محمد، عدالات، مجموعة من الرقصات، سعيد مجاهد، محمد حسني، عبد الغني النجدي، يحيى الدهشان، شكوكو. أسعار الدخول 10 قروش صاغ خالص الضريبة».


سيد علي إسماعيل