في اليوم العالمي للمسرح أين نحن على خارطة المسرح في العالم؟

في اليوم العالمي للمسرح  أين نحن على خارطة المسرح في العالم؟

العدد 710 صدر بتاريخ 5أبريل2021

احتفل العالم 27 مارس الماضي بيوم المسرح العالمي، حيث أقيمت جملة من الأنشطة والاحتفاليات الخاصة بهذا اليوم، ومن خلال هذه المساحة نحاول الإجابة على عدة تساؤلات منها: كيف يرى المسرحيون في مصر موقعهم على خارطة المسرح فى العالم ؟ و ما هى أبرز إيجابيات الحركة المسرحية في مصر و ما السلبيات و كيف نتجاوزها                                                                                                                               
قال المؤلف الكبير محمد أبو العلا السلامونى: « نستطيع بوضوح شديد ملاحظة أهمية موقعنا من خلال المهرجان التجريبي ، فالعروض الأجنبية تعتمد على تقنيات عالية غير متوافرة لدينا ،  كما أن الدول الأجنبية تقدم نوعيات من العروض المسرحية التي يصعب تقديمها لدينا ومنها العروض الغنائية والاوبرالية،  وليس ذلك فحسب، فالممثل فى الدول الأجنبية لديه قدرات كبيرة ومتنوعة فهو ممثل شامل  ، راقص ومغنى أيضا وهو ما نفتقده. وعن إيجابيات الحركة المسرحية المصرية أوضح « الايجابيات ضعيفة وذلك لأننا نعتمد على نصوص متواضعة المستوى حيث  نفتقد لوجود كبار الكتاب المسرحيين ،  فلا يتم الإستعانه بهم،  وهى نقطة يجب الالتفات إليها، فمدير المسرح لا يتجه للكاتب وإنما يقوم المخرج بكتابة النص وعمل توليفه مسرحية تنتهي بانتهاء العرض ولا يتم ذكره مره أخرى، وهى نصوص لن تعيش ولن يذكرها التاريخ ولا قيمة لها. النقطة الثانية التى يجب الإشارة لها عدم طرح الموضوعات والقضايا الملحة مثل الإرهاب فى مصر والمنطقة العربية،  ولدى 10 نصوص تناقش هذه القضية ولم يجرؤ أى مخرج على الاقتراب منها، هناك تخوف شديد منها. وهناك ضرورة ملحة لعودة كبار الكتاب، فالنص المسرحى هو عقل العملية المسرحية، ولكن على الرغم من ذلك هناك مجموعة متميزة من المخرجين والممثلين الجيدين الذيين إذا توافر النص نستطيع استثمارهم بشكل جيد، كما أن هناك ضرورة ملحة لوجود إرادة ثقافية لعمل إستراتجية، فهناك خطة تهدف إلى تحديث الريف في 4500 قرية وهو ما يستوجب وضع خطة وبرنامج ثقافي شامل لهذه القرى.
لم يتوقف المسرح
وقال الفنان يوسف إسماعيل رئيس المهرجان القومي للمسرح  :» رغم كل الظروف ما زلنا ننتج مسرحا فى التوقيت الذي توقفت فيه العديد من الدول عن الإنتاج ، ورغم كل التغيرات التي طرأت على المستوى الإجتماعى والسياسي منذ عام 2010 وحتى 2020 ، وقد كانت هناك ثورات وتغيرات جذرية ،ورغم ذلك المسرح لم يتوقف سواء مسرح الدولة أو مسرح القطاع الخاص، والجامعات الخ،
وعن أبرز إيجابيات الحركة المسرحية المصرية تابع « هناك نقطة مهمة يجب النظر إليها بعين الاعتبار وهى أنه مازال هناك دعم من الدولة للمسرح الممثل فى البيت الفنى للمسرح وقطاع الإنتاج الثقافي ، وقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، ومركز الهناجر للفنون والمسرح الجامعي. وهي من الايجابيات التي لن يتسطيع ملاحظتها سوى من سافر للدول العربية المحيطة ورأى آلية الإنتاج والدعم. فمصر رائدة فى مجال المسرح والسلبية الكبرى التي يعانى منها المسرح المصري أنه منذ عام 2008 وحتى 2020 لم يصور اى عرض مسرحي منتج من قبل الدولة بشكل احترافي مما يحرم الأجيال الجديدة  من الاطلاع على ذاكرتنا المسرحية. وأتمنى أن تنظر وزارة الثقافة لهذا الأمر وتضعه في عين الاعتبار، بالإضافة إلى ضرورة التطور التكنولوجي للمسارح حتى نستطيع مواكبة التطور العالمي، ولكى نتلافى هذه السلبية علينا إعادة النظر بشأن تطوير المسارح وتطوير التقنيات الخاصة بأجهزة الصوت والإضاءة والميكانيزم الخاص بالمسرح.
المقارنة مع بالغرب ليست صحيحة
وقال المخرج عصام السيد أن مقارنة مسرحنا بالمسرح في الغرب غير عادلة، وخطأ شائع ؛ لأنها وجهة نظر تعتبر أن دول الغرب هى مرجعيتنا الوحيدة وأضاف « من الممكن أن نستجلب أفضل العروض فى العالم  و لا تحقق نجاحا يذكر فى مصر فالعالم الغربي يعتمد على الإبهار التكنولوجي ومعظم العروض التى تصل إلينا تجارية تقدم على مسارح مجهزة بأحداث التقنيات الحديثة، ونحن لا نملك هذا التطور التقني، وبالتالى المقارنة مع الغرب ليست صحيحة. أضاف أيضا: الشيء الأكثر أهمية هو أن لدينا أفكارا موضوعات تشغلنا، تختلف عن اهتمامات الدول الغربية التى لديها رفاهية فكرية. فنحن دول عالم ثالث وهذه ليست نقيصة، مسرحنا من أهم أهدافه أن يكون له رسالة اجتماعية ولا يستطيع أن يكون للوجاهة الثقافية فقط .
وضرب المخرج عصام السيد مثالا هاما بالمسرح العبثى الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية، وكان ظهوره منطقيا بالنسبة دول العالم الغربي ولكن عندما نقدمه فى الشرق فالأمر سيختلف، مؤكدا أن لدينا مشاكلنا التي يقدمها المسرح و الذى من الممكن ان يكون عالميا من خلالها .
وعن أبرز إيجابيات وسلبيات الحركة المسرحية وكيف نستطيع تلافي السلبيات قال « الوقت الحالي ليس وقت قياس مستوى المسرح في ظل الجائحة ، والقياس هنا ظلم للمسرح.
لا يوجد إجتهاد
وقال المؤلف والسيناريست كرم النجار عضو لجنة المسرح :  « نحن متأخرون، فالعروض تقليدية ولا تتسم بأى ابتكار أو اجتهاد على الرغم من تعدد العروض وتنوعها، وعن أهم سلبيات الحركة المسرحية وإيجابيات اتفق على صعوبة الحكم فى ظل ما نشهده من جائحة كورونا التى تشكل قيودا للجمهور والممثلين.
المحلية طريق للعالمية
المخرج ناصر عبد المنعم يرى أن « المسرح المصري عندما يمتلك تخطيطا لمواسمه المسرحية يستطيع الحضور فى المشهد المسرحى الدولي بشكل جيد وهذا من واقع تجربة، فعندما بدأ المسرح التجريبي عام 1988 كنا آنذاك متراجعين، نقدم  موضوعات مكررة وذلك فى سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، ومنها علاقة الحاكم بالمحكوم ثنائيات الخير والشر والرجل والمرأة، الخ. وكون هذه الموضوعات مكررة يترتب عليها جماليات مكررة، فالجماليات كم نعلم تتبع الموضوعات والبيئة التى يقدم من خلالها العرض المسرحى، ومن ناحية أخرى عندما ننظر إلى الواقع التاريخي فعندما بدأنا العمل على الخصوصية المصرية والعربية تحديدا التى تمثل طاقة تراثية هائلة أبدعنا وتميزنا فهي شديدة الغنى والثراء، وبهذا التوجه استطعنا تحقيق نجاحات على المستوى الإقليمى والعربي والعالمي وهو ما برز فى مسرحيتي «الطوق والأسورة « عام 1996 ، و»مخدة الكحل» ، عام 1998 وبالنظر لهاتين المسرحيتين سنجد أشياء مشتركة، ومنها حصد جوائز فى المهرجان التجريبي ومهرجان قرطاج الدولي كأفضل عرض متكامل، وجائزة الهيئة العربية للمسرح. هذان العرضان حصد كل منهما  جوائز من عدة محافل دولية وهما يعبران عن أفكار نابعة من الأصالة وتيمات تعبر عن الخصوصية المصرية أو العربية وجماليات تعبر عن المسرح المصري بقوة، فإذا قمنا بالعمل على خصوصيتنا والتجريب على مفرداتنا الشخصية التى تشكل الهوية المصرية نستطيع تقديم إبداعات متفردة، كثيرون يفضلون حوار الثقافات وهى أن تتعرف على الآخر بثقافته وطقوسه وجمالياته، ووجودنا  فى المشهد الدولي مرهون بذلك، فعلينا أن نخطط فيما نمتلكه من تراث على ان لا يقدم بسذاجة، بل نحاوره ونجادله وعلينا التقاط النجاحات التى حدثت منذ 25 عاما ونفكر فى كيفية طرح أنفسنا من جديد على المشهد المسرحى الدولي بأن لا نقلد الغرب وان لا نقدم عروضا عفى عليها الزمن .
وعن أبرز السلبيات والايجابيات تابع قائلا « هناك العديد من الايجابيات ومنها جيل الشباب الذي ظهر واستطاع تقديم إبداعات مختلفة، وهناك توجه المسرح إلى الأقاليم والإطراف والأماكن المهشمة الذى يحقق جزءا من العدالة الثقافية، فمن المهم أن تصل الخدمة الثقافية إلى مستحقيها.  
وطالب عبد المنعم بالاهتمام بالنبية التحتية للمسارح ووضع خطة تدريجية للنهوض بتقنيات المسرح، وأن نملك خططا متوسطة المدى وبعيدة المدى.
وأضاف: أبرز السلبيات عدم  التخطيط للمواسم المسرحية وفقا لرؤية ، أن تكون نتاجات المسارح غير متشابهة، وأن تكون لكل فرقة هوية خاصة بها وفلسفة ، مع ضرورة إعادة النظر فى الحالة الإنتاجية، فنحن نشهد طفرة إنتاجية و فى الأسعار ومن الصعب الاستمرار فى ظل اللوائح القديمة ، مع ضرورة زيادة أجور الفنانين سواء داخل البيت الفني أو خارجه.
تراثنا التاريخي والمحلى
و اتفق الفنان القدير محمود الحدينى فى صعوبة الحكم على وضع المسرح المصري وتقييمه مع ما يقدم من مسرح فى دول العالم،  وأرجع ذلك إلى  ما نمر به من جائحة كورونا، مشيرا إلى أن أغلب المسارح فى دول العالم مغلقة، و أن هنا فى مصر نقدم عروضا بصعوبة وخلسة وتحت إجرارات وقائية واحترازية.
أضاف: « على المستوى الدولي شاهدنا من خلال المهرجان التجريبي مجموعة متنوعة من التجارب المتميزة ولكن انصب اهتمامنا على الشكل ولم نلتفت للمضمون ، وضرب الحدينى مثلا ببعض الدول التي احتفظت بسمات مسرحها منها الصين، قال إنه عندما سافر إلى الصين ووجدهم يهتمون بتقديم العروض المسرحية التراثية بجانب المسرح الحديث، وكذلك العروض الاجتماعية. منوها إلى أن التراث المصري يكاد يكون مندثرا فيما يقدم من عروض، وأرجع ذلك لعدم وجود خطة وإستراتجية واضحة لما يقدم، وهو نمط مرفوض. وشدد على ضرورة أن يعمل  كل مسرح بهويته ويتم اختيار المخرج بناء على رأي مكتب فني خاص بكل فرقة، وتساءل أين تراثنا التاريخي والمحلى ؟
وعن إيجابيات الحركة المسرحية المصرية فى وقتنا الحالي قال « هي بزوغ مبدعين من الشباب سواء مخرجين أو مؤلفين أو ممثلين، وهو شىء جيد أن يقود الشباب الحركة المسرحية، على الرغم من ان البعض يردد أن ليس هناك تواصل بين الأجيال،  ولكنى أرى أن هناك اتصال للنجاحات التي حققها جيلنا، وتعلمت منه الأجيال الحالية، وأشاد بدور الدولة ودعمها للمسرح وهو الذي يجب أن يضعه الفنانون نصب أعينهم، فيقدمون  إبداعا جيدا،  فمصر تدعم المسرح منذ عام 1935.
أما عن السلبيات فأتفق فقال:  عدم تحديد هويات المسارح وفلسفتها، ومن الضروري مراجعة ذلك حتى لا تختلط الأمور، وإلا فلا داعي لوضع مسمى لكل فرقة مع ضرورة الاهتمام بانتقال المسرح لكل الأقاليم، وتفعيل البرتوكول بين وزارتي
 الإعلام والثقافة، حتى تبث العروض المسرحية فى التلفزيون ويشاهدها الجماهير في كل المحافظات.
جميع الأشكال المسرحية
فيما أشاد الفنان شادي سرور مدير مركز الهناجر للفنون بالحركة المسرحية المصرية مشيرا إلى تميز موقع مصر على الخريطة المسرحية في العالم وذلك لتنوع وتعدد ما يقدم بها من مسرح ، مثل المسرح التجاري وعروض دار الأوبرا المصرية وعروض مسرح الدولة وعروض الهواة والفرق المستقلة. وأن  هناك كل الأشكال التي تتنافس على الجوائز الدولية بالإضافة إلى المهرجانات العديدة ،وهو ما يمثل ثراء للحركة المسرحية المصرية مقارنة بدول أخرى ، كما ان المسرح المصري نشأ منذ الحضارة الفرعونية القديمة، وهو ما يثبت أننا دولة لها تاريخ وحاضر ومستقبل مسرحي متميز ينافس دول العالم، والفارق الأوحد هى الإمكانيات التي تتفاوت من مرحلة إلى أخرى أما عن أبرز الإيجابيات فقال: أن القائمين على الحركة المسرحية فنانون لديهم حس ووعى بتطوير الحركة المسرحية بداية من معالي وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم مرورا برئيس قطاع الإنتاج الثقافي المخرج خالد جلال ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة د. أحمد عواض ورئيس البيت الفني للمسرح الفنان إسماعيل مختار، ومديري المسارح، وهو ما يصل مردودة للحركة المسرحية. أضاف:  هناك حالة من حالات الوعي بكيفية تطوير الحركة المسرحية، وبرز ذلك بوضوح في الدعاية التي تقدم للمنتج المسرحى الذى أصبح يصل لكل فئات الجماهير.  فالمسرح لم يعد للخاصة فقط، وقد زاد حجم الجمهور ووعيه ووصل المنتج المسرحى لكل المحافظات، وهناك عروض تتجول في جميع أقاليم مصر، وهو ما يحدث حالة من حالة الحراك المسرحى القوى.  أما عن أبرز السلبيات فقال أنها تتمثل فى عدم الاعتناء بصيانة المسارح، مؤكدا أن هناك ضرورة للاهتمام بها.
مجموعة من الظواهر
أما الناقد أحمد هاشم فقال إن « تحديد مكانة المسرح المصري على خارطة المسرح العالمي، من وجهة نظر المسرحيين  إما أن تكون شيفونية لدى البعض فيرى أن مسرحنا بخير وأننا لسنا أقل من الغرب ولدينا فنانين عظام وهكذا، فيما سيحاول البعض الآخر أن يضع مسرحنا فى مكان ما على الخارطة، وسيكون ذلك ادعاء معرفي زائف، لأنه لا يتوفر لغالبية مسرحيينا متابعة الحركة المسرحية العالمية بشكل كامل حتى يمكن مقارنتها بحركتنا المسرحية. أضاف:  ومؤخرا مع وجود شبكات التواصل أصبح متوفرا إلى حد ما متابعة الحركة المسرحية العربية عبر الأصدقاء المشتركين، وما يتم بثه من عروض، ومحاور فكرية ومهرجانات هنا وهناك، ومن ثم جعل من اليسير معرفة أين نحن من بعضنا مسرحيا فى هذه الدولة العربية أو تلك..
وتابع: «مسرحنا المصري فى المواسم الأخيرة أفرز مجموعة من الظواهر التى تشكل ملامح مسرح المستقل حيث يتوفر له بعض المخلصين الذين لا زالوا يحاولون دون أن تتشكل بعد ما يمكن أن نسميه بظاهرة المسرح المستقل حيث لا زالت  هناك عروض متفرقة، قليلة العدد، على الرغم من وجود بعض العروض عالية الجودة بين العروض المستقلة، وهناك مسرح الجامعات الذي أصبح يشكل ظاهرة لا يمكن إنكارها أوصلته لأن يصبح له مهرجانا دوليا مستقرا وأصبح أيضا ينافس المسرح المحترف وبعض عروضه تفوز بالجوائز الأولى فى المهرجان القومي للمسرح، متجاوزا بذلك العروض المحترفة التي ينتجها البيت الفني للمسرح بكل إمكاناته البشرية والمادية وهو الذي أصبح في العامين الأخيرين مهتما بشعارات تواكب توجهات سياسية لحظية عارضة، مثل مسرح المواجهة، ومسرح المواجهة والتجوال الى آخر تلك الشعارات الزائفة، لأن المسرح فى حقيقته بل وكل الفنون هى أنشطة إنسانية تنويرية مواجهة للظلامية، دون تصنيف لعروض مواجهة وأخرى غير مواجهة، يحرص المسئول على إنتاجها تحت هذا الشعار أو ذاك، حرصا على بقائه في منصبه، حتى أصبحت نجاحات بعض العروض فى البيت الفنى للمسرح تعود الى مهارات فردية يمتلكها أصحابها ولا تعود إلى خطة أو استراتيجيه يتبناها رئيس البيت، لأنه هو ذاته لا يمتلك مساحة كبيرة من حرية القرار، لدرجة أنه لا يستطيع حتى الموافقة على انتداب موظف صغير من/إلى البيت الفني إلا بموافقة سلطة أعلى هى صاحبة القرار فى الواقع ،  ومن ثم لم يعد المسرح من أجل الفن المسرحى وجمهوره أولا وأخيرا.  لنصل إلى ما وصلنا إليه ويصبح الأمل معقودا على المسرح الجامعي الذي يجب ألا يظل محصورا داخل أسوار الجامعة ولابد له أن يبحث عن وسيلة للخروج للجمهور العام، ويظل الأمل أيضا في مسرح الثقافة الجماهيرية بعروضه المليئة بروح وإخلاص الهواية التي تملؤها بالطزاجة والبكارة، رغم انعدام الإمكانيات أحيانا.
إعادة النظر
المخرج  د. جمال ياقوت قال: «كل دولة ترى أنها تقدم الأفضل وهى حقيقة غير قابلة للقياس المادي، فلا نستطيع تحديد من الأفضل وذلك لعدم وجود معيار للقياس ، فهل سيتم القياس بناء على الكم أم الكيف، أم بناء على النظام الأكاديمي أم على النظام الإنتاجي أم بناء على الحريات الممنوحة، فليس هناك معايير محددة للاستخدام لتحديد تراتبيه معينة.
وأضاف: «فى السنوات الأخيرة هناك بلاد أحدثت طفرة وتطورا كبيرا فى العملية المسرحية، وتراجعت نتيجة الظروف الاجتماعية والسياسية، فعلى سبيل المثال دولتين مثل سوريا و العراق أحرز كل منهما تقدما هائلا فى المستويات الإنتاجية والأكاديمية، كذلك أحرزت دول المغرب العربي تقدما فى النواحي البحثية والنقدية. هناك سمة تميز كل دولة عن الأخرى، ولكن على مستوى السياق التاريخي لدينا إرهاصات مبكرة منذ الفراعنة، والسؤال الملح هو : هل حافظنا على هذه الإرهاصات المبكرة أم انتقلت للآخرين وحققت حالة من حالات التميز، وهو أمر يدعونا للبحث والتأمل. وعن إيجابيات الحركة المسرحية المصرية أشار قائلا « أعتقد إن هناك اهتماما كبيرا من الدولة بعملية الإنتاج، وبالأخص فى قطاع الثقافة الجماهيرية، فقدد تضاعفت الميزانيات وهو شىء يحسب للقائمين على الجهاز، ورغم جائحة كورونا هناك إنتاج غزير وهناك العديد من المبادرات مثل مبادرة مسرح الإسكندرية للمؤلف المصرى وغيرها من المبادرات المسرحية
وعن السلبيات قال «نحتاج إلى إعادة النظر فى النظام الإنتاجي بأكلمه، وفلسفات الفرق، مع ضرورة وضع برنامج معلن لكل مسرح لمدة عام وخطة لاستمرار العروض المتميزة .


رنا رأفت