مخرج عرض «جنة هنا»: محمد صابر: يشغلني دوما مناقشة قضايا المرأة

مخرج عرض «جنة هنا»: محمد صابر: يشغلني دوما مناقشة قضايا المرأة

العدد 704 صدر بتاريخ 22فبراير2021

«جنة هنا « عرض مسرحي جديد يقدم على خشبة مسرح الغد تأليف صفاء البيلى وإخراج محمد صابر، يناقش قضية غياب الأب، كما يلقى الضوء على عدة قضايا تخص المرأة . العرض من إنتاج فرقة مسرح الغد، بطولة عبير الطوخي، هالة سرور، بالاشتراك مع الفنان القدير أحمد الشريف، أشعار مسعود شومان، موسيقى وألحان أحمد الناصر، تعبير حركي حسن شحاتة، ديكور وأزياء مي زهدي. مع مخرج العرض كان هذا الحوار
 

- ما الذي دفعك لتقديم عرض «جنة هنا « هل كانت قضية العرض ملحة بالنسبة لك ؟
إن الفنانين يقدمون على تقديم تجاربهم ليعرضوا نتاج ما تحمله عقولهم من فلسفة خاصة فى الحياة، فضلا عن معايشاتهم المختلفة لكل ما يدور بمجتمعاتهم وبالعالم كله، لذا نجد أن كل مخرج محمل بهموم مجتمعه والأفكار والقضايا الإنسانية المتعددة حوله، ويسعى دوما لترجمتها من خلال العرض المسرحي مستهدفا إسعاد الجمهور، وقضايا الأسرة خاصة غياب الأب من القضايا التي تؤرقني.
وعندما قرأت نص الكاتبة صفاء البيلى انجذبت له كثيرا وقررت تقديمه فكان مشروعي، وقد بدأت العمل عليه منذ عامين وبسبب ما واجهناه من أحداث جائحة كورونا تم تأجيل تقديم العرض أكثر من مرة حتى أذن الله وقدمناه . يشغلى دوما مناقشة قضايا المرأة في كل ما أقدمه من عروض مسرحية، واعتبره مشروعي المسرحى الخاص فى رحلتي الفنية، وأحب أن أعالج المشكلات التي تواجه المرأة فى المجتمع المصري والعربي منذ ولادتها ، مثل قضية غياب رب الأسرة ، وتأخر سن الزواج ، و ختان الإناث، التحرش، فضلا عن العديد من القضايا المسكوت عنها لدى المرأة .
هل تعانى العروض المسرحية التي تناقش قضايا المرأة بجرأة ندرة ؟
إن غالبية الأعمال الفنية ومنها العروض المسرحية التي تناقش قضايا المرأة تتناول القضايا الهامشية والشائعة ودائما تقدم المرأة من خلال الدراما بصورة نمطية واحدة كالمرأة التي لا تشغلها سوى أمور المنزل أو شئون تربية الأبناء، بينما يتغافل كثير من الفنانين عن تقديم صور تعالج قضايا المرأة الحقيقية وأزماتها الخاصة المسكوت عنها ، غير أنى أؤمن أن المرأة لا تمثل فقط نصف المجتمع كما يصفها الكثيرون إنما هى صانعة هذا المجتمع، فهى الأم والأخت ،الزوجة ،الصديقة ، وزميلة العمل
- يرى البعض أن نصوص الكاتبات هى الأكثر قدرة على التعبير الحقيقي عن قضايا المرأة. فما رأيك ؟
 أؤيد هذا الرأى و أجده صائبا بنسبة كبيرة ، فالمرأة هى الأكثر قدرة على تناول مشكلاتها التي تعايشها لحظة بلحظة وأكثر قدرة عن التعبير عنها .
- بتعاونك مع نص للكاتبة صفاء البيلى ما الذي يميز كتاباتها عن غيرها من الكاتبات؟
«صفاء البيلى « مؤلفة مبدعة تتسم كتابتها باقترابها من لغة الشعر والطابع الرومانسي، والجمل الحوارية قوية وقادرة على التعبير عن القضية التي تطرحها بسهولة ويسر، فهو نسيج حواري بديع ؛ فتدفع المخرج لأن يقدم من خلالها رؤيته بإبداع وتميز، وقد سعيت نحو تحقيق ذلك. هناك قضايا مسكوت عنها طرحتها الكاتبة صفاء البيلى خلال نصها حاولت بكل جهدي التأكيد عليها من خلال رؤيتي الإخراجية وبرز ذلك خلال الاستعراضات التى قدمتها للتعبير عن مظاهر الطقوس الشعبية بالمجتمع المصري من بينها مشاهد الزار والسبوع .
- ما المنهج الذي استخدمته في تقديم عرضك المسرحى ..ولماذا ؟
قدمت العرض المسرحى من خلال المنهج الواقعي فى الإخراج، حيث أرى أن هذا المنهج هو الأقرب في الوصول إلى الجمهور والأيسر في تقديم قضية العرض، حيث يتماس العرض مع العديد من الأفكار و المشاعر التي يحملها المتفرجون ، وقد بذلنا جهدا كبيرا في بروفات العرض فظهرت الحالة مكافئة لكل ما بدلناه.
- كانت هناك مباراة تمثيلية بين بطلتي العرض عبير الطوخى وهالة سرور فما سر هذا التميز ؟
تتسم الممثلتان عبير الطوخى وهالة سرور بالخبرة والمهارات والإمكانيات المتعددة في التمثيل تمنحهم القدرة الكبيرة على تقديم اى دور مسرحي يسند إليهم، علاوة على تميزهم في الأداء. ومن خلال كشفي لسمات الشخصية الدرامية لكل منهما ومناقشتها معهما تم الوصول إلى رؤية واضحة ومميزة اتفقنا عليها في تقديم دوريهما بالعرض، ومن خلال البروفات المتعددة بدأنا فى تطوير الأداء ومعايشة الشخصيات لتقدم بهذا الشكل .
-هل كان لديك تخوف من تقديم عرض مسرحي ببطولة نسائية مطلقة مع ندرة هذا الاتجاه فى المسرح ؟
هناك أمرين على قدر كبير من الأهمية، الأول إن تقديم عرض ديودراما يعد تحد و مخاطرة كبيرة، و التحدي الأكبر أن تكون الديودراما ببطولة نسائية مطلقة، ولكن الأهم هو الإيمان بالقضية التي نقدمها حتى تصل للجمهور، سواء كان الأبطال من الرجال أو النساء ففي النهاية نقدم الرسالة التي نبتغيها ولم تشغلنى على الإطلاق أن تكون البطولة نسائية، ولكن أهم ما كان يشغلني وما يجب أن يتصدى له العرض المسرحى هو إقبال الجمهور على لمشاهدة العرض، ووصول الرسالة إلى المتفرج واحمد الله فقد وفقت في ذلك.
- لماذا اعتمدت في طرح رؤية العرض على الجانب التراجيدي ؟
إن طابع الدراما المكتوب داخل النص المسرحى الجيد «جنة هنا « هو ما دفعنى لأقدمه فى هذا الاتجاه، و قد حاولت تخفيف حدة هذا الطابع التراجيدي بمجموعة من الاغانى والاستعراضات .
- هل ترى أن القضايا التي طرحتها فى العرض هى اهم قضايا المرأة فى التوقيت الحالي ؟
لقد حاولت في هذا العرض إبراز بعض القضايا المهمة التي تخص المرأة فى هذه الفترة، حيث لا يمكننى تقديم كل القضايا فى عرض مسرحي واحد، وسأسعى جاهدا لتخصيص عدد من العروض المسرحية لتقديم مختلف قضايا المرأة من جميع الاتجاهات.
- ما أبرز الصعوبات التي واجهتها في عرض جنة هنا؟
إن مسرح الغد هو مسرح عظيم وتحت قيادة واعية، فمدير مسرح الغد الفنان سامح مجاهد لا يكل ولا يمل وقد ساعدني ودعمني بشكل كبير فى جميع الأمور المتعلقة بالإنتاج، كذلك رئيس البيت الفني للمسرح إسماعيل مختار الذي كان يتابع معي مراحل تنفيذ العرض، وكانت هناك بعض الصعوبات القدرية المتعلقة بجائحة كورونا وتوقيت العرض ولكنى وفقت بفضل من الله .
- وماذا عن تعاونك مع الشاعر مسعود شومان؟
عندما بدأت مراحل التجهيز للعرض وقع اختيارى مباشرة ودون تفكير على الشاعر مسعود شومان فهو يعد أفضل الشعراء الذين كتبوا في الموضوعات التى تناقش قضايا المرأة وعقدنا جلساتنا الأولى للاتفاق على أشعار العرض وبعدها فوجئت بكتابته لتسع أغنيات وجميعها متميزة، وهو ما وضعني فى حيرة شديدة ، ماذا سأختار؟ وفى مرحلة التلحين قام الملحن أحمد الناصر بتلحين التسع أغنيات وهو ما وضعني فى حيرة أكبر فالعرض له مدة زمنية محددة ووجود التسعة أغنيات يتطلب مدة زمنية أطول ، فبدأنا انتقاء الأغانى الضرورية لدراما العرض، ولم يكن الاختيار بناء على الأفضل، فجميع الأغنيات كانت متميزة.
- هناك تناغم كبير حققته سينوغرافيا العرض مع الدراما المقدمة فما سر هذا التناغم ؟
أؤمن بضرورة وجود حلقة نقاش بين المخرج وفريق العمل سواء كان الملحن أو الشاعر أو مصمم الديكور ،وهو ما حدث بالفعل مع مصممة الديكور مى زهيدى ، كان هناك نقاش حول سينوغرافيا العمل، والحقيقة أنها على درجة كبيرة من الكفاءة والجودة الفنية، فعندما اطلعت على تصميماتها لملابس العمل وافقت على الفور بالإضافة إلى جهدها الكبير في ديكور العرض خاصة انه من مناهج مختلفة منها الرمزية والواقعية والتجريدية وقد وفقت بشكل كبير وبذلت جهدا محمودا.
- هل أنت مع فكرة إقامة مهرجانات تختص بعروض المرأة ؟
المهرجانات النوعية مهرجانات جيدة وفعالة ولها أهمية كبيرة بجانب المهرجانات العامة .
- في رأيك هل نعانى من ندرة فى الكتابات الجيدة ؟
على العكس لدينا مبدعين وكتاب مهمين مصريين وعرب ولديهم إبداعات هامة وهناك كتاب فى جميع أقاليم مصر، ومسرح الثقافة الجماهيرية به الكثير من المبدعين ومن الضروري تسليط الضوء علي إبداعاتهم .
- وماذا عن تقديم تجارب لمسرح الثقافة الجماهيرية ؟
الثقافة الجماهيرية بيتي وعندما أجد موضوعا جيدا وملائما فلن أتردد فى تقديمه بمسرح الثقافة الجماهيرية .
ما رأيك بمسرح الثقافة الجماهيرية مؤخرا؟
مسرح الثقافة الجماهيرية حاضر بقوة على الساحة المسرحية وينافس بقوة وأكبر دليل على ذلك مشاركته بخمسة عروض بالمهرجان القومي للمسرح، وهو مؤشر قوى على تواجده بقوة، ومسرح الثقافة الجماهيرية يعمل فى ظل قيادة رشيدة  
- ما مشاريعك المقبلة ؟
أقوم بالتحضير لمشروع عرض غنائي إستعراضى وهو قيد الدراسة والتحضير .


رنا رأفت