عايدة فهمى: الجائزة تحمل مذاقا مختلفا فى ظل الكورونا

 عايدة فهمى: الجائزة تحمل مذاقا مختلفا فى ظل الكورونا

العدد 699 صدر بتاريخ 18يناير2021

الفنانة عايدة فهمى واحدة من الفنانات المهتمات بالمسرح، أفنت حياتها فيه ، وهى خريجة المعهد العالى للفنون المسرحية .كل فنانات جيلها تقريبًا أصبحوا مشهورات لانشغالهم بالتليفزيون والسينما ولكنها كرست حياتها فى المسرح. تولت إدارة  المسرح الكوميدى خمس سنوات متتالية، و كان هذا جزء من اهتمامها بالمسرح، ولم تره مطلقا ضياعًا لوقتها. حصدت العديد من الجوائز آخرها جائزة أفضل ممثلة فى المهرجان القومى للمسرح، عن دورها فى عرض حريم النار، عن الجائزة واشياءأخرى كان لـ”مسرحنا” معها هذا الحوار.

-حدثينا عن دورك في العرض، وكواليس تحضيرك للشخصية منذ عرضها عليكِ؟
دورى فى حريم النار هو “فتحية شلجم”، السيدة الصعيدية الشديدة والقاسية والقوية جدًا جدًا، تُمارس كل العادات والتقاليد الصعبة والقاسية على بناتها، زوجها يتوفاه الله ويترك لها خمس فتيات، تفرض عليهم كل العادات والتقاليد التى تربت عليها والتى أثرت فى شخصيتها. فهى تفرض على بناتها الحداد على والدهم لمدة سبع سنوات، ممنوع تمامًا أن يخرج أو يدخل أحد من المنزل، فهل يلتزم بناتها أو الجيل الجديد بالعادات والتقاليد التى تربت عليها “فتحية شلجم” أم لا؟، هذا ما نراه بداخل العرض، وكيف يتمرد البنات  على تلك العادات والتقاليد. العرض المسرحى “حريم النار” كتبه الكاتب الكبير شاذلي فرح. بدأ استعدادي لتقديم هذه الشخصية بمذاكرتي للهجة الصعيدية مع المؤلف ، قمنا بعمل بروفات كثيرة جدًا مع مجموعة العمل، وهو فريق عمل محترم جدًا، ست ممثلات على قدر كبير من الاحترام والالتزام، ذاكرنا وعملنا معًا، أولًا على اللهجة الصعيدية التى كانت فى منتهى الصعوبة، لكن الحمد الله استطاع الأستاذ شاذلي فرح أن يجعلها كأنها لغة عامية عادية، والمخرج محمد مكى عمل معنا كثيرًا جدًا، كانت بروفاته متعبة جدًا، لكن الحمد الله استطاع أن يُخرج من العرض شىء محترم جدًا على كل المستويات وفي كل العناصر وأولها التمثيل.
-هل هذه هى المرة الأولى التى تحصلين فيها على تلك الجائزة؟
لقد حصلت على نفس الجائزة أفضل ممثلة دور أول نساء فى المهرجان القومى للمسرح منذ عدة أعوام، ولكن جائزة هذا العام لها وقع آخر مختلف، بسبب كل الظروف التى تُحيط بالمناخ المسرحى بشكل عام، عمومًا أنا فخورة جدًا أن حصلت عليها فى دورة العام الحالي، وشرف لى أن اختارتني لجنة التحكيم وقدرتني، وهى برئاسة أستاذي وأستاذ أجيال كثيرة د. أسامة أبو طالب.
- ما الذي ترينه مُختلفا فى تلك الدورة للمهرجان عن غيرها من الدورات السابقة؟
هذه الدورة تحديدًا بسبب ظروف البلد والوباء المنتشر صعبة، لقد عرضنا “حريم النار” فى الموجة الأولى من الجائحة ثم تم إغلاق المسارح، وكان أول عرض يُعرض على مسرح الطليعة بعد الغلق التام، وهذا ما أسعدني جدًا، لكن وقت غلق المسارح كُنت فى غاية الحُزن، لأن المسرح هو بيتي وعشقي وحياتي، وعندما فتحت الوزارة أبواب المسارح بشكل عام مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية، ظهرت الموجة الثانية من الكورونا، ومع ذلك استمر العرض مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية التى نصت عليها الوزارة، لكن المسرح بأكمله مذاقه مُختلف بعض الشىء، وسط الاحتياطات والوباء والخوف والكمامات والتباعد الاجتماعى، كل تلك الأشياء قد تُصيب المُمثل المسرحى بالحزن، ولكن الحمد الله أننا نعمل، كان لابد أن تظل المسارح تعمل، وكل التحية والاحترام لوزارة الثقافة، على كل مجهوداتها لاستمرارية المسرح وإقامة المهرجانات المسرحية وعدم إلغائها.
-هل تأخذ المرأة فى المسرح مساحتها أم لا؟ وما رأيك فى ممثلات المسرح الحاليين؟ ومن أبرزهم من وجهة نظرك؟
المرأة أخذت مساحتها بالفعل منذ سنوات كثيرة جدًا، وهُناك ممثلات مسرح عظيمات منذ بداية المسرح تقريبًا، واستطيع أن اقول الآن هُناك سيدات وفتيات مسرح من خريجى أكاديمية الفنون، وفي  البيت الفنى للمسرح، استطيع أن أتحدث عن ست سيدات عملت معهن بالفعل على مدار عام ونصف فى عرض حريم النار، منهم منال زكى وهى ممثلة مسرح قديرة، وللأسف لم تأخذ حقها الفنى بعد، ومنهن عبير لطفى مخرجة وممثلة مسرح “أستاذة”، و نشوى حسن ممثلة مسرح حقيقية، فن وإحساس وجمال وكل شىء، كذلك  نسرين يوسف وهى ممثلة مسرح من نوع وشكل جديد، عندها إحساس وطاقة مسرحية رائعة، وبالطبع منهن ممثلة المسرح الكبيرة جدًا إيمان إمام التي شاركت معنا بصوتها فى عرض “حريم النار”، حيث أنها حاليًّا مُسافرة خارج البلاد، وهى من ممثلات المسرح الممتازات جدًا ، وأيضًا أميرة كامل وهى خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، كل ما سبق هن ممثلات مسرح عاشرتهن فترة كبيرة، ورأيت مدى عشقهن للمسرح، و كم هن متفانيات فى حبه، وبالطبع هناك سيدات كثيرات مهتمات بالمسرح.
-حدثينا عن مدى تأثير الكورونا على الحركة المسرحية؟
الحقيقة أن وزارة الثقافة لم تتوقف عن تقديم المسرح، وهذا شىء يستحق الشكر، وقامت الوزارة بعمل مسرح أونلاين، مع تحفظى على الأونلاين، لكنه كان اجتهادا مشكورا من بعض المسرحيين، حتى لا يتوقفوا عن تقديم عروض مسرحية فى وقت غلق المسارح. المسرح خشبة وجمهور وتفاعل بين الفنان والجمهور، ولكن الأونلاين مع احترامي للتجربة، هى عظيمة جدًا فى وقت غلق المسارح، ولكن لدى تحفظ كبير عليها.
-ما رأيك فى عروض الثقافة الجماهيرية ومسرحها؟
 عروض الثقافة الجماهيرية منها عروض كبيرة جدًا ومحترمة جدًا، وهناك مسرحيين فى غاية الأهمية فى الثقافة الجماهيرية من كل العناصر المسرحية.
أنا من بنات الثقافة الجماهيرية، تربيت فى هذا المسرح، وقدمت أعمالا كثيرة فى الثقافة الجماهيرية، وأذكر على سبيل المثال، أدام الله لنا فى عمره وصحته وعافيته أستاذنا عبد الرحمن الشافعي، لقد قدمت معه العديد من العروض المسرحية. مسرح الثقافة الجماهيرية وقفت كثيرًا على خشبته وأنا صغيرة، هذا المسرح يُخرج مسرحيين مهمين جدًا، ولكنه يحتاج مزيدًا من الاهتمام والميزانيات، لأن ينتج  نوعا من المسرح رائع جدًا، ومجموعة من المسرحيين في كل العناصر محترمين.
- ما الجديد لديك؟
حاليًّا أشارك في عرض “رابونزل” مع الفنانة مروة عبد المنعم إخراج الأستاذ محسن رزق، وهو عرض استعراضي كبير يقدم على واحدة من أهم خشبات المسارح فى مصر، هو “مسرح الزمالك”، وهو مسرح كبير ومجهز للعروض الاستعراضية، و لكي يُقدم عليه إبهار مسرحي،  ولى الشرف أن أعمل فى هذا العرض مع النجمة مروة عبد المنعم ومصطفى حجاج، ومخرج العرض مهتم جدًا بمسرح الطفل، ويقدمه بشكل احترافي . فخورة أن أعمل معهم ، ومستمرين بإذن الله، وإن شاء الله هُناك عروض أخرى مسرحية كثيرة ، أعلن عنها في حينها


إيناس العيسوي