يحتفل المعهد العالي للفنون المسرحية هذا العام بمرور 75 عاما» «اليوبيل الماسي» على تخرج أول دفعة من خريجيه، ولا يزال يمارس دوره الفني في تخريج النجوم الذين أناروا الحركة المسرحية والفنية. فهو أول مؤسسة لتعليم الفنون في الشرق الأوسط وإفريقيا ، أنشئ عام 1930، على يد الممثل الراحل زكي طليمات، بعد عودته من الخارج ، ثم أغلق وأعيد افتتاحه مرة أخرى عام 1946 .ونحن على أعتاب عام دراسي جديد، كان لابد من التعرف على أهم التطورات التي يشهدها المعهد بأقسامه الثلاثة، واختبارات القبول به وأهم التطورات الخاصة بمناهجه لذلك أجرينا هذا الحوار مع عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. مدحت الكاشف.الدكتور مدحت الكاشف ممثل ومخرج مسرحي قدم عددًا من الأعمال المسرحية بالبيت الفني للمسرح منذ عام 1988 و حتي 1991 .. حاصل على دكتوراه في فلسفة الفنون “تخصص تمثيل وإخراج” بتقدير مرتبة الشرف الأولي، وله العديد من المؤلفات المنشورة ،منها كتابه “اللغة الجسدية للممثل” وكتاب “المسرح والإنسان، ـ تقنيات العرض المسرحي المعاصر من الملحمية إلي انثروبولوجيا المسرح” وكتاب آخر بعنوان “البانتوميم ـ فن الصمت” ثم “الوجه والظل في دولة التمثيل « الذي صدر ضمن إصدارات المهرجان القومي للمسرح.شغل الكاشف عدة مناصب منها مدير عام المسرح الكوميدي، ومدير مكتب حماية حقوق المؤلف والملكية الفكرية، مدير المركز الثقافي للعلوم والفنون بجامعة حلوان، و أخيرا عميد المعهد العالي للفنون المسرحية .ما خطتكم لتطوير اختبارات القبول بالمعهد ؟فى كل عام نلاحظ بدقة معطيات الأعوام السابقة والمخرجات وبناء عليها نحاول أن نبتكر طرقا جديدة للاختبار، فمنذ إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية وحتى الآن الهدف الأساسى من الاختبار هو التعرف على الموهبة، فنقبل الطالب الذي يكون لديه استعداد وقابلية للتمثيل أو لتعلم التمثيل، ومن هنا يأتي المعيار الإساسى حيث نشاهده من خلال تجربة تمثيلية من مشهدين قصيرين باللغة العربية والعامية، مشهد اللغة العربية للاطمئنان على سلامة الجهاز الصوتي، و العامية لنرى تعبيراته وإنفعلاته . و نضيف هذا العام اختبار للصوت واللياقة البدنية حتى نطمئن على سلامة الجهاز الصوتي والحركي لدى الطالب ، وفى المرحلة الثانية يواجه الطالب 12 أستاذا في مقابلة شخصية للتعرف على الثقافة العامة لدى الطالب، لأننا لا نرغب فى تخريج ممثل فقط ،ولكننا نسعى لأن نخرج للحركة الفنية ممثلا مثقفا أو لديه قابلية لأن يكون مثقفا وهو أمر هام للغاية .- هل لايزال الإقبال على المعهد بنفس كثافة السنوات الماضية ؟الأمر يزداد بشكل كبير، فشغف التمثيل يشغل الكثيرين وهناك غالبية يرون أنفسهم لديهم الموهبة ويتمنون أن يكونوا ممثلين، ولكننا نحرص على انتقاء الأفضل وبأعداد معينة و هناك مجموعة لديها مفاهيم خاطئة عن دراسة التمثيل والالتحاق بالمعهد وبخبراتنا الطويلة نستطيع التميز بين الفئتين.- لا زلنا نمر بجائحة كورونا فما هي إستعدادت المعهد لمواجهة الأمر ؟في النصف الثاني من العام الدراسي استطعنا التحكم في الموقف وتخطى هذه الأزمة ولكن فى هذه المرة نحن نستعد بثلاثة خطط، هناك خطة أساسية وخطتين بديلتين ، الأولى هى إقامة الدراسة بشكلها المعتاد، أما فى حالة وجود مشاكل وبائية فسوف نضطر للجوء إلى الخطة الأولى البديلة وهى دراسة المواد العملية «لايف « بشكل حي ، ودراسة المواد النظرية « اون لاين « عبر البرامج الالكترونية،أما الخطة الأخرى فستكون الدراسة :العملى والنظرى « أون لاين « ولكن بإستعدادت متكاملة ، على الهواء مباشرة وغير مسجلة ، وهو الحل البديل الذي لا أتمنى أن نصل إليه، أما الخطة الثالثة فهي أن تكون الدراسة أسبوع و أسبوع أي دارسة المواد العملية في أسبوع بشكل حى ، والأسبوع الذي يليه عن طريق الوسائط الالكترونية أو برنامج «زووم « وذلك حرصا منا على أن لا تنقطع علاقة الطالب بالمعهد.- ماذا عن افتتاح شعبة « الإدارة المسرحية « وما طبيعة الدراسة داخلها ؟علينا أن نتفق ان الحركة المسرحية فى مصر والعالم العربي بها بعض المهن ليس لها تخصصات علمية تدرس، وقد لا تكون المهنة الأصلية لمن يمارسونها ، مثل الفنيين و مهنة مساعد المخرج، فلا توجد مهنة تسمى مساعد مخرج أو توصيف لها على الرغم من أهميتها و مثل « المخرج المنفذ «، « الإدارة المسرحية « و الميكانست الخاص بالديكور والإضاءة، كل هذه الفنيات ليس لها تخصصات دراسية، ومنذ سنوات ضمن لوائح المعهد شعبة تحمل مسمى «تقنيات « تابعة لقسم الديكور لها خمس تخصصات : الأول «تنفيذ مناظر « فهناك مصمم مناظر يعتمد فى تنفيذ الديكور على حرفيين غير متخصصين، كذلك الأمر في تنفيذ الإضاءة والمالتى ميديا لأنه لا يوجد بمصر مهندس إضاءة متخصص ،كذلك الأمر فى الماكياج وفنون التنكر ، وفيما مضى كان هناك قسم للماكياج بالمعهد ونعيد افتتاحه مرة أخرى ، أيضا تنفيذ الملابس فلا يكفى أن يكون لدينا مصمم ملابس خريج قسم الديكور، فتنفيذ ملابس الشخصيات يحتاج أيضا إلى دراسة، و أخيرا الإدارة المسرحية والإنتاج، فإدارة المسرح عملية علمية للغاية ومسرحنا يعتمد على ذوى الخبرة ، ونحن نسعى لعمل دبلومات فى المهن التى بدأت تنقرض فى السينما والمسرح المصري وهو ما سيتيح للطالب بعد ذلك الحصول على درجة البكالوريوس، وهذا الأمر له أبعاد علمية واجتماعية ومهنية .- هل هناك اتجاه لتخصيص قسم لتسويق الإنتاج المسرحى ؟من الممكن التفكير في تخصيص هذا القسم ففي الإنتاج السينمائي هناك متخصصون فى التسويق والترويج، ولكن فى الإنتاج المسرحى ، يقوم القائمون على الإعمال الفنية باللجوء على مروج إعلامي- هل لاتزال مشكلة التعليم الموازى قائمة فيما يخص الحصول على عضوية النقابة ؟لا أرى أن هناك مشكلة والأمر يخص النقابة وليس المعهد ، فالمعهد وظيفته تخريج طالب وحصوله على درجة البكالوريوس أما حصوله على عضوية النقابة فأمر يخص نقابة المهن التمثيلية ولا توجد مشكلة تخص التعليم الموازى.- هل سيقام المهرجان العربي هذا العام ؟نعد لإقامته وقمنا بعمل جدول زمني لاستئناف البروفات أول نوفمبر المقبل، فسيقام المهرجان نهاية نوفمبر وينتهي فى 22 ديسمبر ، ذكرى رحيل الفنان ذكى طليمات مؤسس المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد تم تأجيله هذا العام بسبب جائحة كورونا وصعوبة وجود اى تجمعات ، وهذا العام نحن نحتفل بمرور 75 عاما «اليوبيل الماسي» لتخريج أول دفعة من المعهد العالي للفنون المسرحية، وهي التي تخرجت عام 1947 وسنحتفي بهم، وجميع من تخرج من المعهد و على قيد الحياة مدعو لحضور هذا اليوم للاحتفال به.. وقد كانت الدفعة الأولى تضم مجموعة كبيرة من الفنانين الرواد منهم الفنان حمدي غيث والفنان عبد الرحيم الزرقانى والفنان نبيل الألفي والفنان ذكريا سليمان والفنان كمال ياسين والفنانة نعيمة وصفى والفنان شكري سرحان والفنان فريد شوقي .. وعندما أنشأ ذكى طليمات المعهد كان الهدف هو القضاء على جهل الممثلين فى عصره، وأعتقد أن المعهد بعد مرور 75 عاما استطاع تخريج مجموعة كبيرة من الفنانين والنجوم الذين أناروا الحركة المسرحية والفنية والسينمائية بشكل مختلف وهذا لا يقلل من إبداعات العباقرة الذين ظهروا فى هذا العصر أو قبله ولكن للمعهد بصمة خاصة .- هل هناك اتجاه لتطوير المناهج بأقسام المعهد الثلاثة ؟ قمنا بتطوير المناهج من فترة قريبة وأعدنا التطوير العام الماضي فالذين سيلتحقون بالفرقة الثانية هذا العام يطبق عليهم لائحة أكثرا تطورا ، وقد قمنا بتطبيق النظام الجديدة على الدفعة الأولى العام الماضي ،وجارى تطوير لائحة الدراسات العليا والماجيستير والدكتوراه وقد توصلنا لصيغة نهائية وهناك بعض الإجراءات والأعتمادات وأتمنى أن ننتهي منها فى الوقت المناسب.- كيف يدعم المعهد خريجيه ليتمكنوا من الوصول إلى الوسائط الفنية المختلفة ؟لا توجد كلية أو جامعة بمصر تدعم الطالب بعد تخرجه ولكننا نقوم بشيء مميز للغاية، فنحن نسمح للطالب منذ السنة الأولى أن يقدم إبداعه الخاص،و نستدعي رموز الفن من منتجين ومخرجين ونجوم ليشاهدوه، وفى الأونة الأخيرة استطعنا استقطاب شخصيات فنية هامة ومؤثرة في الحركة الفنية ضمن لجان التحكيم، وهو ما نتج عنه إعطاء فرص للممثلين المتميزين، على سبيل المثال وليس الحصر في العام الماضي منح المنتج ريمون مقار خمس فرص لخمس ممثلات عند حضوره لمشاهدة عروض المهرجان، فأصدقائنا الفنانين والمنتجين والنجوم يساندوننا دائما والطلاب يشعرون بالأمان، حيث تتاح له الفرص للخروج إلى الساحة الفنية وتقديم أعمال مع كبار المنتجين والفنانين.- ما أهم التطورات الخاصة بالمنشآت ؟في الفترة الأخيرة تم تجديد قاعات قسم الدراما كاملة وتزويدها بأجهزة ووسائل تعليمية و افتتاح مراسم جديدة وتجديد المراسم القديمة، وقد قمنا بعمل جسر يجمع بين المرسمين القديم و الجديد وهناك مرسم مفتوح يقوم طلاب قسم الديكور بتنفيذ أعمالهم به إلى جانب المراسم المغلقة التي يتلقون بها المواد النظرية ، وتحت الإنشاء مبنى مكون من ثلاثة أدوار، الأول يحوى صالة جمانزيوم كبيرة ومرسم نموذجي والثلاثة أدوار الآخرى تحوى قاعات لقسم التمثيل وذلك لأن قاعات قسم التمثيل قليلة ، 6 قاعات فقط ولكن المبنى الجديد يحوى 10 قاعات إضافيةوقد تم الانتهاء من جميع الإجراءات الخاصة بالمبنى.- ما شعورك بحصول عرض «الوردة والتاج « إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية على جائزة من المهرجان التجريبي ؟يشارك المعهد العالي للفنون المسرحية في مهرجانات محلية ودولية ودائما يحصد جوائز، فالمعهد يهيئ المناخ الإبداعي للطلاب ويسمح لهم بالإبداع بعيدا عن قاعة الدرس وبالتالى يخرج الطالب أفضل ما لديه ، ونحن نمتلك أدوات الإبداع فلدينا مصممين ديكور رائعين وممثلين متميزين ومخرجين موهوبين، كما نستعين بالعناصر الفنية الآخرى للعرض المسرحى من معاهد الأكاديمية ، والحقيقة أنى سعدت كثيرا خاصة أن الطالب إبراهيم أشرف مخرج العرض طالب موهوب وقد قمنا بدعمه وتشجيعه.ما الذي يميز خريج قسم دراما عن خريجي الأقسام الأخرى ؟منذ فترة قريبة كانت اختبارات قسم الدراما تقليدية، ولكن هذا العام والعام الماضي بدأنا فى تغيير نظام اختبارات القبول بحيث لا تسمح بتسلل من يرغب في التمثيل إلى قسم الدراما والنقد وبالتالى لا نفقد دورنا فى تخريج نقاد وكتاب والاختبارات قائمة على قياس التفكير الإبداعي للناقد أو المؤلف الدرامي ، وهناك علامات بارزة من خريجى قسم الدراما والنقد كان لهم دور بارز ومؤثر فى الحركة المسرحية ، منهم على سبيل المثال د. فوزى فهمى ، ود. حسن عطية رحمه الله ، كما أن أساتذة قسم الدراما والنقد يعملون جاهدين لتخريج نقاد وكتاب متميزين، والمفاجأة هذا العام أن قسم الدراما والنقد سيستعين ببعض الخبراء في مجال السيناريو السينمائي والتلفزيوني.