«زكي طليمات» شهد 13 عرضا واحتفل بيوبيله الماسي وتخريج أول دفعاته

«زكي طليمات» شهد 13 عرضا واحتفل بيوبيله الماسي وتخريج أول دفعاته

العدد 697 صدر بتاريخ 4يناير2021

بعد أن تأجل لمدة عام بسبب جائحة الكورونا، أقيمت الدورة 37 للمهرجان العربي_ ذكى طليمات، وسط إجراءات وقائية مشددة، وقد اعتبرها كثيرون دورة استثنائية ومميزة، حيث يحتفل المعهد العالي للفنون المسرحية باليوبيل الماسي ومرور خمسة وسبعين عاما على تخريج أول دفعاته وهي التي ضمت أهم وأبرز الأسماء في الحركة المسرحية المصرية، وحملت الدورة اسم الراحل د. سناء شافع وشارك فيها 13 عرضا مسرحيا. وكرمت الدورة
د. أشرف ذكى رئيس أكاديمية الفنون ونقيب الممثلين. أجرينا عدة لقاءات مع المخرجين المشاركين والمسئولين عن إدارة المهرجان وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. مدحت الكاشف.
قال المخرج حسام قشوه: هي دورة استثنائية، واجهنا صعوبات كثيرة لخروج العروض للنور، وقد مررنا بمرحلتين: المتابعة والمشاهدة قبل أن يتم تأجيله بسبب كورونا، قبل أن نقرر أقامته في هذا التوقيت. أضاف: الدورة مهداه لروح دكتور سناء شافع رحمه الله، وكان هناك ثلاثة عشر عرضا يتنافسون، ولم تواجهني أى صعوبات، فكانت هناك حالة من التعاون بين إدارة المهرجان والفرق المشاركة
وقدمت عرض “أول من رأى الشمس” تأليف محمد عادل ودراماتورج احمد عصام والممثلين كلهم من طلبة المعهد . أما أبرز ايجابيات المهرجان فكان هو التنظيم ، حيث تم حجز التذاكر اونلاين.
تدور أحداث العرض حول مجموعة من الناس يعيشون فى قبو مظلم له سقف خشبي موجود أسفل بيت رجل ، وحين بدأت الحرب قرر أن يأويهم ليعملوا فى صناعة السلاح. العرض تمثيل إبراهيم كمال ، أحمد الجوهري ، عبد الفتاح الديبركى ،أحمد مختار ، هايدى رفعت ، إيمى الجندى ، عبد الله مشرف ،نسمه عادل.
المخرج عماد علواني تحدث عدة إيجابيات فقال “ إن تأجيل الدورة من فبراير الماضي كان له آثر إيجابي على العروض، حيث تم إتقانها و أفرزت الدورة مجموعة من العروض الجيدة على المستوى الفني، و ربما كانت هذه المرة هي المرة الأولى التي يتم إنتاج ثلاثة عشر عرضا ، فكل الشكر لعميد المعهد العالي للفنون المسرحية د . مدحت الكاشف ؛ الذي وافق على إنتاج هذا العدد.
أضاف “ اختيرت هذه العروض من بين ستين مشروعا تقدموا للمشاركة، عن طريق لجان مشاهدة، وكان التحدي الكبير الذي يواجه مدير المهرجان محمد هاني هو إقامة المهرجان فى ظل أزمة كورونا، ولكنه ضرب لنا نموذجا متميزا فى التنظيم والإدارة الواعية، كما تميز المهرجان بوجود لجنه تجهيزات تميزت بالاحترافية الشديدة فكل الشكر لدكتور مدحت الكاشف عميد المعهد ومحمد هاني مدير المهرجان ودكتورة عبير فوزي رائد الإتحاد على جهدهم الكبير.
عن عرضه قال : قدمت عرض “ليلة الزفاف “ تأليف أحمد سمير، دراما تورج أحمد عصام وتدور فكرة العرض حول شيطان يستضيف عروسين فى ليلة زفافهما وتتم العروس صفقتها مع الشيطان المتنكر فى جسد سيدة عجوز. العرض تمثيل ، إيهاب محفوظ ، يوسف ممدوح ، وتغريد عبد الرحمن ، ملك رفعت ، ديكور ملاك رفعت ، أزياء نادرين عماد ، ماكياج مياء محمود ، إكسسوار أمل حسام ، مخرج منفذ أدهم شكر ، دراما حركية محي الدين يحيى ، تنفيذ موسيقى عمر لطفى.
عناصر متميزة
فيما أشار المخرج عبد الله صابر إلى أن هذه الدورة تعد أهم الدورات التي أقيمت للمهرجان بسبب الفترة الزمنية التي استفاد منها مخرجو العروض فى إتقان عروضهم.
وأوضح “ قمت بحضور البروفات النهائية “الجنرال “ لثلاثة عشر عرض وهم من أهم وأميز العروض التى كشفت عن مجموعة كبيرة من العناصر المسرحية من ديكور ، إضاءة ، موسيقى ، دراما حركية ، تأليف ، وغيرها من العناصر. تابع أقدم عرض “سالب واحد” تأليف محمد عادل وتمثيل حسام حافظ ، محمود عبد الرازق ، أحمد عباس ، سالى سعيد ، مصطفى رشدى ، يارا المليجى ، مهندس ديكور عبد الرحمن خالد ، تأليف موسيقى أحمد حسنى ، تشيلو حمدى سامح ، بيانو ديفيد سمير ، كمانجا إسلام التونى ، غناء فرقة ثلاثة أخوات “تامر ،حور تامر ، ماسه تامر “ ، ملابس نوران الشيمى ، مكياج روضه مرجان ، استعراض مى روزيق ، مخرج منفذ محمود حسين ، مساعد إخراج ندى غنيم . تدور فكرة العرض حول تأثير طفل معاق على والديه ومدى المعاناة التي يعانيها كل من الأب والأم من أجل فهم ابنهما.
خطوة كبيرة للاحتراف
إسماعيل إبراهيم مخرج عرض “المتجول” قال: سعدت بخروج عرضي للنور على الرغم من كل التحديات التى واجهناها، من أزمة كورونا وتخفيض الميزانيات وتأجيل المهرجان ، أضاف: هناك اهتمام كبير من قبل المسئولين بإقامة المهرجان بشكل متميز ومنظم، واهتمامهم بوجود لجنه فنية من كبار الأساتذة والمسرحيين وهو ما يمهد الطريق لسوق الاحتراف، بعد تلقى الجانب الاكاديمى.
تابع : من الصعوبات التي واجهتنا التوقف الذي دام لمدة عام، فكان من الصعب إعادة الممثلين لحالة العرض وأجوائه، بالإضافة إلى المواظبة على البروفات وسط التخوف من انتقال العدوى ، علاوة على محدودية الميزانية فكان من الصعب خروج العرض بجودة فنية عالية و بأقل الإمكانيات، وكانت المهمة الأكبر هي إيجاد حلول إبداعية وهو ما تطلب مجهودا كبيرا، والعرض قائم على هذه الفكرة: معاناة الممثل .. تدور أحداث العرض عام 1524 عن فنان يحاول تأسيس فرقة مسرحية ولكنه يواجه بتعنت الأب ورفضه مع وذلك يقرر إقامة الفرقة ويتنازل لوالده عن اسمه، إنه الكاتب المسرحي موليير. العرض تمثيل عبد البارى سعد ، لقاء الصيرفى ، ممدوح السعيد ، مصطفى خطاب ، محمود بكر ، نادر الجوهرى ، محمد زلط ، رفيق أيوب ، منار حليم ، مخرجان منفذان عمر سعيد أحمد أسامه ، تنفيذ ديكور عبد الرحمن محمود ،عمر شعبان ، تصميم بوستر ودعاية عبد البارى سعد ، فوتوغرافيا جودا ، ديكور يمنى الشاذلي، استعراضات نادين خالد ، ماكياج أماني حافظ ، ملابس أميرة صابر، إضاءة محمود الحسيني، أشعار احمد الشريف، تأليف موسيقى وألحان أحمد حسنى.
توفير ليالي عرض
و تمنى المخرج خالد شكري مخرج عرض “ستيلا “ أن تتاح الفرصة للعروض لأن تقدم ليلتي عرض ،موضحا أن عرض الليلة الواحدة يكون أكثر صعوبة، ومن الممكن ان تواجه مشكلات تقنيه، بينما منح العرض أكثر من ليلة يساهم فى مشاهدته فى صورة مكتملة ودون إى مشكلات تقنية، وعن أبرز الصعوبات التي واجهته فى هذه الدورة قال: “ تمثلت الصعوبات فى تأجيل البروفات أكثر من مرة بسبب الكورونا وارتباطات الممثلين بأعمال أخرى.
وعن العرض قال: “ رسالة العرض تدور حول بحث الإنسان عن السعادة من خلال أنماط مجتمعيه مختلفة، من يبحث عن السعادة فى العائلة والبيت، ومن يبحث عنها في الجاه والسلطان، او في الحب المثالي. العرض تمثيل زياد هانى ، شروق إبراهيم ، جورج أشرف ، منه المصرى ، محمود عبد الرازق ، خالد شكري ، تأليف مينا بباوى ، مكياج لمياء محمود ، خلود أوب العنين ، مارلى ، أزياء أميرة صابر ، ديكور ودعاية أحمد جمال تنفيذ ديكور مصطفى فضل.
الحضور الجماهيرى
ذكر المخرج عبد الخالق جمال مخرج عرض “الغرفة “ أن الحضور الجماهيرى كان من أكثر الإيجابيات خلال هذه الدورة، في ظل التباعد الإجتماعى، وهو ما يؤكد نجاح المهرجان وإدارته، وعن الصعوبات قال: توقفنا لمدة عام كامل واستمرار البروفات لمدة طويلة، وهو ما أحدث بعض الطاقة السلبية لفريق العمل، نظرا للتغيرات التي حدثت للممثلين، بالإضافة إلى محدودية الميزانيات ولكنها تعد ميزة من جوانب أخرى لأنها تجلعنا نتطرق لحلول إبداعيه خلاقة، وكانت الصعوبات الفنية متمثلة فى وجود عدد كبير من المواد المصورة، و ووجود عزف حي واستعراضات وتفاصيل أخرى، و تمنى في الدورة المقبلة أن تمنح فرصه أكبر للطلاب للمشاركة.
وعن عرضه قال “ أقدم عرض “ الغرفة “ وهو فرضية مستقبلية في عام 3000م فى وقت أصبح العالم فيه مؤسسات لتجارة أعضاء البشر، وهناك مجموعة من البشر فى الغرفة يعانون من تشويش أحلامهم وطموحاتهم ، العرض تمثيل محمد أشرف ، يارا المليجى ، سالى سعيد ، صلاح المصرى ، فادى ثروت ، أحمد أسامه ، ديكور محمد عادل ومحمد بيومي، استعراضات رشا مجدي، ملابس هاجر كمال ، موسيقى نرمين يوسف.
التذاكر عبر الفيس بوك
وقال محمد هاني مدير المهرجان “إن ما يميز الدورة هو مشاركة ثلاثة عشر عرضا منهم ستة عروض مؤلفة من الطلاب ، وهو شىء جيد يثبت أننا نعتمد على المؤلف الأكاديمي بشكل رئيسى ، كما قمنا هذه الدورة بتدشين أول نشرة مصورة للمهرجان، وحاولنا أن نوفر جميع الإمكانيات من أجل توفير آليه الحجز من خلال موقع التواصل الإجتماعى “فيس بوك” على الرغم من صعوبة التوقيت الذي نمر به وصعوبة توافر نت للجميع ومحدودية المقاعد ولكننا حاولنا العمل بالإمكانيات المتاحة
أضاف: “ تمثلت الصعوبات فى أزمة كورونا والتباعد الإجتماعى كما ان الأعمال المسرحية تحتاج إلى تقارب الأجساد والممثلين ولكننا حرصنا على أن يتم ذلك فى أضيق نطاق ، كما أن الثلاثة عشر عرضا المشاركين مثلوا تحديا كبيرا فكان علينا أن تمر هذه الفترة دون أزمات أو إصابات، وكانت إحدى الصعوبات القرار الخاص من قبل الدولة بتخفيض الميزانيات وهو ما جعلنا ننتج حلولا إبداعية ونوظف الإمكانيات أفضل توظيف وتابع “ تنوعت العروض المسرحية وكانت هناك حالة من حالات الثراء الفني، هناك عروض تراجيدية وكوميدية وعروض بطولة نسائية، وكان هناك شغف كبير من قبل الطلاب للعمل وخروج المهرجان بصورة مشرفة، خاصة أن النشاط توقف لمدة تقرب من أثنى عشر شهرا .
أنماط مختلفة
د. عبير فوزي رائد إتحاد الطلبة قالت إن الدورة شهدت وجود أنماط مختلفة من العروض المسرحية، مؤلفة من قبل الطلبة، كذلك تدشين أول نشرة الكترونية للمهرجان.
وأشارت د. عبير فوزي إلى أن الدورة اعتمدت على أساليب ووسائل جديدة لمشاهدة العروض ومنها نقل العروض بشكل حي؛ تكيفا مع الوضع السائد، خاصة أن الأعداد الخاصة بالجمهور محددة، وحتى يتمكن الجميع من متابعة العروض. وعن الأمور الايجابية أيضا قالت : إقامة ندوات تطبيقة عقب العروض مباشرة ،
مضيفة: نحاول أن نجعل الطلاب فى الأقسام الثلاثة فعالين، وأن يقدموا شيئا ذو قيمة فنية، كما حاولنا في هذه الدورة التأقلم مع الوضع الحالي حتى نخرج بالمهرجان بسلام ، وكانت أبرز صعوبات الدورة تخفيض الميزانيات تبعا لقرارات رئيس الوزراء وهو ما جعلنا نخرج النشرة إلكترونية بدلا من ان تكون ورقية ولكننا فى نهاية المهرجان قمنا بعمل نشرة مجمعة لأبرز المقالات.
نشرة مصورة
هالة شحاتة الطالبة بقسم الدراما والنقد ومسئول النشرة المصورة قالت : هناك حالة كبيرة من الإتقان في العروض، وطاقة التمثيل طاغية، وهناك ممثلين يقدمون عروضا لأول مرة، وهو تحدى كبير من المخرجين، علاوة على ظاهرة المخرج المؤلف التى لاحظناها فى العروض، كما كانت غالبية العروض مؤلفه من قبل طلاب الأكاديمية. وهو ما سلط الضوء على عدد من المؤلفين الجدد، كما لعب قسم الدراما والنقد دورا هام في هذا الصدد وأما عن النشرة المصورة فقالت “ النشرة المصورة هى فكرتي، فبجانب النشرة “أون لاين “ رأيت ضرورة وجود تقرير مصور يتضمن لقاء مع المخرج وجزء من الندوة وجزء من العرض ويتم بثه على صفحة “سلم المعهد “ الخاصة بطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، و كان يساعدني فيها فريق عمل متميز ومشرف وهم “ كريم المصرى ، هيادى ، عبد الله ، و محمد هلال . وتمنت في الدورات المقبلة أن يتم تقليل عدد العروض حتى تتاح الفرصة لتقديم ليلتي عرض لكل مخرج .
النقاد و الندوات
فيما أوضحت إيمان سمير مسئول الندوات في المهرجان أن إقامة الندوات تقليد بدأ منذ ثلاثة دورات ماضية، وكان الأمر يواجه بعض الصعوبات نظرا لتكليف عدد محدد للقيام بالنشرة والندوة، ولكن فى هذه الدورة كان هناك تخطيط مسبق وتنظيم وحرصنا على وجود مجموعة متميزة من النقاد، فشارك فى الندوات أسماء بارزة فى عالم النقد المسرحى ومنهم الناقد باسم صادق، داليا همام، محمد النجار، لمياء أنور، ليليت فهمى، رامز عماد، ومجموعة من المعيدين والأساتذة فى قسم الدراما والنقد.
فرصة للإبداع خارج قاعات الدرس
د. مدحت الكاشف عميد المعهد العالي للفنون المسرحية قال “ إن لهذه الدورة خصوصية شديدة ودلالة، حيث أقيمت الدورة الأولى للمهرجان عام 1983 وبذلك يكون قد مر 38 عاما على تأسيس المهرجان العربى “ذكى طليمات” وكان رئيس إتحاد الطلبة آنذاك هو د. أشرف ذكى رئيس أكاديمية الفنون، وكنت أنا طالبا بالفرقة الأولى وكان عميد المعهد العالي د. فوزى فهمى، ولذلك جاء تكريم د. أشرف ذكى رئيس أكاديمية الفنون كذكرى طيبة ومفارقة جميلة،
وهو شىء مهم ومبشر للأجيال الجديدة . أضاف:   إن ما نقدمه اليوم من إبداعات في هذا المهرجان يعد موازيا للعملية التعليمية،  وهو فرصة الإبداع الأساسية خارج نطاق قاعات الدرس، و قد كشف المهرجان منذ سبعه وثلاثين عاما عن أسماء هامة وبارزة فى الوسط المسرحى و الفنى فى التمثيل والإخراج والديكور، وتعد هذه الدورة أضخم دورة فى تاريخ المهرجان، فلدينا ثلاثة عشر عرضا مسرحيا تم تصفيتهم من أصل ثمانية أربعين عرضا تقدموا للمشاركة.
وقد حرصت لجنة المشاهدة على انتقاء أفضل العروض لتكون ممثلة في هذه الدورة وتابع عميد المعهد: من أهم ما يميز هذه الدورة هو أننا نحتفل بمرور خمسة وسبعين عاما على تخريج أول دفعه من رواد فن التمثيل فى مصر الذين درسوا بالمعهد العالي للفنون المسرحية وأثروا  الحركة المسرحية ، مضيفا:  تمثلت صعوبات هذه الدورة فى المقام الأول فى وباء كورونا، ولكننا قمنا بعمل إجراءات احترازية مشددة وكانت نسبة الحضور أقل من 50% و إتخذنا كل السبل الوقائية اللازمة  .

 


رنا رأفت