عبده الحسيني: التمرد على النصوص المتاحة وضعني أمام تحدي الكتابة

عبده الحسيني: التمرد على النصوص المتاحة وضعني أمام تحدي الكتابة

العدد 694 صدر بتاريخ 14ديسمبر2020

حصل المؤلف الشاب عبده الحسيني على المركز الأول فى مسابقة التأليف بالدورة الخامسة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، الذي يرأسه  المخرج مازن الغرباوى ، والذي  تشكلت لجنة تحكيم المسابقة فيه من د. سامي الجمعان، د. مفلح العدوان ، والكاتب أيمن سلامة. مقرر ومنسق اللجنة الناقدة داليا همام.
عبده الحسيني مؤلف مسرحى، حاصل على ورشة صناعة الفيلم قسم السيناريو بأكاديمية بدر خان الثقافية ، تم تنفيذ أغلب أعماله المسرحية على مسارح الجامعة و الهواة ومسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما شاركت العروض المنفذة لنصوصه في العديد من مهرجانات المسرح ومنها المهرجان القومي والمهرجان الختامي لنادى المسرح .. حصل على جائزة التأليف الأولى فى مهرجان نوادي المسرح عن نص “عفوا .. لقد نفد رصيدكم “ ، و جائزة التأليف الأولى بمهرجان المسرح العربي التابع لجمعية هواة المسرح عن نص “الرقص مع الساحرات “ ، وله أيضا  “كل سنة وإحنا بنحبها “ ، “حلم الجعان “ ، “ألف نيلة ونيلة “ ، “سبع ورقات كوتشينة “ ، “الكلمات الأخيرة لدراكولا “ ، “حول قبر الملك “ ، “لعبه وحدوته “ ، “وردة بل “ ، “منازل القمر “ ، كما قام بكتابة وإخراج فيلمين ، “أطياف “ ، منافى الرب “ ، أسس مع المخرج المسرحى حسن النجار فرقة رحالة للفنون المسرحية بدمياط ، وقام بالكتابة لها والتمثيل فى الأعمال التى قدمتها.. ومؤخرا حصل على جائزة التأليف الأولى بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي عن نص “ترجمان الأشواق “ حول الجائزة كان لنا معه هذا اللقاء .                                                                                              

كيف استقبلت  خبر فوزك بالجائزة؟
استقبالي لخبر فوزي بالجائزة كان غريبا بعض الشيء، فقد طغت مشاعر كثيرة بداخلي على مشاعر الفرحة، فقد زادت الضغوط علي حيث لم يعد الأمر مجرد نص يحمل رسالة محبة وسلام وانتهى الأمر..  لقد تشعبت الأمور الآن وأصبحت مسئولا عن إيصال تلك الأفكار أمام المشاركين في المهرجان من أنحاء العالم  واعتقد انى الحمد لله استطعت ان افعل ولو قليلا.

كيف بدأت الكتابة للمسرح ؟
جاءت البداية مرتبطة بالشغف الدائم بالفن والدراما، وما أججه من نيران لم تهدأ إلا بالإطلاع  والقراءة ..جاءت البداية في سن صغيرة جدا حيث كنت مولعا بقراءة القصص مما أسهم في نماء خيالي، وجعلني اجمع زملائي في الدراسة وأتخيل قصصا واحكيها لهم ؛وهو ما جعل لي شعبية كبيرة في المدرسة، الأمر الذي زاد محبتي لفكرة الحكى ثم الكتابة، وقد  أخذت منى مرحلة التثقف والقراءة التى لم ولن تنتهي ابدا وقتا طويلا  إلى أن قابلت صديقي المخرج حسن النجار، وعملت معه ممثلا ولكنى كنت دائم التمرد على النصوص المسرحية الموجودة؛ ما جعل الفرقة تضعني أمام تحدى الكتابة، الذى كنت  قد أعددت له العدة،  فأشهرت سيفي وشرعت في كتابة أولى تجاربي المسرحية الفعلية “ عفوا لقد نفد رصيدكم” وقد حصل العرض
على جائزة التأليف الأولى في مهرجان نوادي المسرح 2011 ، الأمر الذي جعلني أكمل طريقي واثق الخطي، محاولا دعم موهبتي بالعلم والقراءة.

- حدثنا عن نص “ترجمان الأشواق “ الحاصل على الجائزة؟
النص عبارة عن رؤية ميتافيزيقية متوازية مع بعض ملامح من سيرة احد أهم رموز الصوفية ، وهو رمز المحبة “محي الدين ابن عربي”  والرؤية المطروحة في النص بكل بساطة، هي رسالة سلام ومحبة لكل إنسان على وجه الأرض مهما اختلفت ثقافته و لونه ، وقد استقيت هذا الفكر من فلسفة ابن عربي التي ظهرت جليه في بيتين شعر قرأتهم من أشعاره وكانا سبب شغفي بسيرته وإصراري على تحويلها لعمل مسرحي، وهما: “لقد صار قلبي قابلا لكل صور فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن.. أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني”

- ما أبرز الصعوبات التى واجهتها عند كتابة النص ؟
الصعوبات التي واجهتني عند كتابة النص تمثلت أولا في  دسامة حياة ابن عربي وصعوبة مؤلفاته واختلاف الآراء حوله من أقصى الاتهام بالتكفير لأقصى الإيمان به كمتصوف تقي، الأمر الذى دفعني للغوص في بحار مؤلفاته وشروحها لعامين وما كُتب عنه. حتى بدأت تتبلور بداخلي ملامح النص، وما احتاجه ، فغصت أكثر في اعماق الشعر والفلسفة الصوفية عند اغلب المتصوفة ،وما اثر فيهم من أعمال أدبية يونانية قديمة،  وأخذت أغوص في بحار و بحار لمدة أربع أعوام،  وبالرغم من انى لم أصل لمبتغاي في هذا الغوص، إلا ان التعب كان نال مني فقمت بكتابة النص، وأرجو ان أكون قد  وفيت  فيه ابن عربي حقه، ثاني الصعوبات تمثلت في ضخامة النص من حيث عدد الشخصيات والديكورات، وتخوف كل من كان يعرف بتلك الخطوة من استحالة تنفيذه ؛إلا انى رميت كل ذلك جانبا ،ومضيت قدما لتوصيل أفكاري وما تحمله من أفكار ابن عربي ، وكان الغريب انه فور الانتهاء منه تهافت المخرجين على طلبه للقراءة ،وأسعدني أكثر رغبة اغلبهم في تنفيذه، ولكن وقتها كانت رسالتي وأفكاري تدفعني لما هو أكثر من تنفيذه على خشبة المسرح ،وهو المشاركة به في مهرجان دولي لتعميق أسس أفكاري بشكل أوسع؛ وقد كان  وحصل النص على الجائزة الأولى ومن ثم سيتم تنفيذه في القريب العاجل.

- ما أهمية مسابقة التأليف في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي ؟
تأتى أهيمتها  لكونها جائزة مستقلة عن العروض المقدمة فهي تهتم بالمؤلف المسرحي بوجه الخصوص، وهذا نابع من إيمان مؤسس المهرجان المخرج مازن الغرباوي بدور الكلمة الجادة والنص الجيد في وجود عروض قوية ذات أفكار بناءة، تهدف إلى بناء أفكار المجتمع ،و تأتى أهمية الجائزة بالنسبة لي في إنها أول جائزة احصل عنها مستقلة عن العروض التي قدمت لنصوصي ، وفي اختيار أساتذة كبار لهم تاريخهم الأدبي،  الأمر الذي اكسبني الكثير من الثقة في موهبتي، وشجعني وحسني على عدم التوقف عن الكتابة وإكمال طريقي في مجال الأدب والدراما.

-  في رأيك لماذا يفضل المخرجون الشباب تقديم النصوص الأجنبية ؟
هذه آفة خطيرة كانت قد أصابت المسرح المصري؛ ولكن الحمد لله بدأنا مرحلة التعافي، و هذه الآفة يلام عليه المخرج والمؤلف معا، بالنسبة للمخرجين فالرغبة في التحرر من قيد وجود مؤلف للعمل جعلهم يفضلون النص الأجنبي ظنا من بعضهم ان تدخل المؤلف يفسد عليهم تصورهم .


رنا رأفت