العدد 690 صدر بتاريخ 16نوفمبر2020
(150 عاما على نشأة المسرح المصري) ذلك هو الشعار الذي اختاره المهرجان القومي عنوانا لدورته الثالثة عشر التي يترأسها الفنان يوسف إسماعيل، حيث تواكب هذه الدورة مرور 150 عاما على نشأة المسرح المصري. وبعد عودة المهرجان لنظام المسابقة الواحدة رصدت « مسرحنا» اختلافا في الآراء حول هذا الأمر، حيث رأى البعض إن من شأن المسابقة الواحدة إشعال التنافس، بينما رأى البعض الآخر أن اختلاف آليات الإنتاج فى كل من عروض الهواة والمحترفين يصعب التنافس، وكان لابد من إقامة أكثر من مسابقة داخل المهرجان،
وطرح البعض آراء أخرى حول هذه الدورة .
في البداية تساءل الناقد د. محمود سعيد عن شعار المهرجان: هل هذا الشعار نتيجة أم سبب؟ غاية أم وسيله؟ طريقه لجمع الشتات أم إجابة عن الاستفسارات؟ انتصار لرؤى ذاتية أم توثيق صادق موضوعي؟ أضاف: كثيرة هي الأسئله وقليلة جدا الإجابات الشافية. لعبه الأرقام لعبه مرعبة، واختصار أي شيء في رقم شيء مرعب وتوصيف مخيف وغير صادق بكل الحالات، إذ أن العودة إلى 150 عاما أو ما قبلها أو ما بعدها ليس هو الأهم أو ليس هو الهم بل الهم الأكبر هو العرض النقدي والفكري لفترات مهمة في المسرح المصري، فترات قد تكون غائبة عن فكر ومخيلة كثير من عشاق المسرح المصري لذا أتمني ان تكون العودة لمثل تلك الفترات عوده فكرية نقدية عقلانية، تقرا وتحلل وتفسر مناطق غامضة سياسيا واجتماعيا وثقافيا عبر قراءه المشهد المسرحي قديما، باختصار انا ضد هذا الرقم 150 وضد أي رقم آخر يتم تحديده. ليس من الضروري تحديد الرقم بقدر ماهو ضروري وملح جدا القراءة النقدية للابداع المسرحي في مرحله البدايات في المسرح المصري.
وتابع جائزة المقال النقدي جائزة ضرورية، وتعد من أهم إنجازات د حسن عطية عليه رحمه الله، إذ هي تؤكد دور النقد كشريك فاعل ومهم في العملية الإبداعية وتمنح الفرصة الحقيقية للتنافس والإجادة وهي فرصه مهمه لدفع حركه النقد المسرحي المصري الي الأمام، كما أعد العودة إلي النظام القديم واعتماد مسابقة واحده عودة حميدة ومطلوبة وضرورية لإشعال المنافسة مما يصب في الصالح المسرحي المصري العام.
تقسيم المهرجان
فيما قال الكاتب والشاعر أشرف عتريس: أنا كمسرحي أتمنى ان يكون العام كله مهرجانات مسرحية وعروض فنية وفرق تنافس وندوات ومحاضرات وجمهور جديد يحضر كل هذه الفعاليات كي نستفيد جميعا بلا مكابرة ونكران لقيمة كبيرة نسعى إليها كي تستعيد مجدها.أما بخصوص المسابقة فلا مانع ولا خلاف ان تكون (واحدة) بدلا من التشتيت والانشغال .. وتقسيم المهرجان إلى شُعب وأقسام ومسارات ومحاور يشتت أي حراك حقيقي أو تفاعل ، وشعار المهرجان يرضيني حيث يعد توثيقا لما أعرفه عن المسرح المصري وتاريخه .
وأضاف: ومن أهم ما جاء هذا العام أيضا هو تخصيص جائزة للمقال التطبيقي والنظري ، لأنها بلا شك خطوة نحو الإجادة وفرز الجيد الذي نفيد منه.
جائزة المقال النقدي والدراسات النظرية
ورحبت الناقدة داليا همام بوجود مسابقة واحدة تضم جميع العروض وتساءلت: هل سيتم مراعاة آليات الإنتاج الخاصة بكل عرض، متمنية أن يكون هناك قدر من الموضوعية والحكم بقدر من العدالة، خاصة أن إنتاج البيت الفني للمسرح يختلف عن إنتاج أي جهة أخرى.
وأشادت داليا همام بتخصيص المهرجان جائزتين للمقال النقدي والدراسات النظرية وقالت أن من شأن ذلك إحداث حراك كبير، لأن النقد والعرض بينهما حالة من حالات التكافؤ، وأن النقد يدعم ويضيف ويفيد صناع العرض بشكل كبير، وقالت أن هاتين الجائزتين سيحدثان حراكا على مستوى النقاد ، خصوصا المبتدئين منهم.
وعن شعار المهرجان قالت « 150 سنة مسرح حقبة زمنية طويلة وزاخرة بالمبدعين والراود، وان المسرح المصري كان ولا يزال له الدور الأكبر والتأثير الضخم على جميع البلدان العربية، وأشارت أن لدينا قامات فنية كبيرة على مستوى الإخراج والتمثيل والتأليف وغيرها من العناصر الفنية ، وإلى أننا بحاجة إلى فيلم وثائقي يستعرض الحقب الزمنية المختلفة للمسرح المصري يعرض فى افتتاح المهرجان أو ختامه.
الجانب الأكبر للندوات
فيما قال الناقد احمد هاشم: « لكل إدارة جديدة تتولى المهرجان القومي رؤيتها الخاصة التي ليس لأحد حق الحجر عليها وهي من تتحمل مسؤوليتها أمام الرأي العام المسرحى، وإن كانت تلك الحرية ليست مطلقة، فكل نهج جديد يغاير ما سبقه لابد أن يكون له مبررا، وتلك الحرية المسموح بها لكل رئيس جديد للمهرجان والتي تسمح له بتغيير اللائحة السابقة هى في الوقت ذاته تكشف عن عوار شديد فى الممارسة العامة لوزارة الثقافة ولجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة على وجه الخصوص، إذ هى المسئول الأول عن اختيار رئيس المهرجان القومي, وهى المسئول الأول أيضا عن لائحته التي تتغير تقريبا مع كل رئيس جديد للمهرجان، مما يكشف عن عدم وجود معايير واستراتيجية عامة في اللائحة ـ و أي لائحة هي غير مقدسة بالطبع، ولكن على أن تكون التغييرات المسموح بها في التفاصيل فقط وفى طريقة أي رئيس في التنفيذ.
واختلف الناقد احمد هاشم حول عودة المهرجان إلى نظام التسابق الواحد فقال « أجد أن فيها من القصور الذي سينعكس على بعض الفئات الإنتاجية المشاركة في المهرجان، فبما أنه مهرجان قومي لذا يجب السماح لكل الفئات المسرحية بالمشاركة كمسرح الجامعة, والشركات, والمسرح المستقل ومسرح الثقافة الجماهيرية وغير ذلك بالإضافة إلى المسرح المحترف بقطاعيه العام والخاص, وهذا ما يجعل من الظلم أن نضع مسرح الهواة كعروض الثقافة الجماهيرية أو المسرح المستقل مثلا إلى جوار عروض البيت الفني للمسرح والفرق فى ما هو متاح من الناحية المادية شاسع للغاية بين هذا وذاك!! ولكن إذا كانت تلك هى رؤية رئيس المهرجان فلا بأس وعليه أن يتحمل مسؤوليتها ولا نعفى لجنة المسرح من المسؤولية معه, حيث هى المعنية بالموافقة على أي تحديث أو تعديل أو إضافة فى كل لائحة تستجد. وتمنى هاشم ألا يكون شعار 150 سنة على نشأة المسرح المصري مجرد شعار، وأن ينعكس على المحور الفكري للمهرجان (الندوات) وأن يخصص الجانب الأكبر من تلك الندوات لهذا المحور الهام . أضاف: ولعلنا نتذكر ذلك الجدل الصاخب الذي أثير حول الموضوع فى المهرجان الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح بالقاهرة منذ عامين، حين حاول أحد الباحثين محو عدة عقود من تاريخنا المسرحى, ولعل هذا الجدل يتم حسمه فى المحور الفكري لدورة هذا العام من المهرجان. تابع هاشم : تخصيص جائزة للنقد التطبيقي والدراسات النظرية بهذه الدورة يجعلنا نتذكر بالرحمة مؤسس هذه الجائزة الراحل الأستاذ الدكتور «حسن عطية» حين تولى رئاسة المهرجان فى دورته العاشرة انطلاقا من رؤيته للعمل النقدي كعمل إبداعي مواز للإبداع المسرحى, وحلقة وصل بين العرض المسرحى وبين المتلقي عبر التحليل النقدي للعرض بعناصره الفكرية والجمالية المختلفة... فإذا ما اتفقنا حول النقد بهذا المفهوم فعلينا أن نعترف أن العمل النقدي والنقاد ظل كليهما خارج دائرة الاهتمام لأزمنة طويلة جعلت وزير الثقافة السابق السيد «حلمي النمنم» يصرح بثقة الذي لا يعلم فى ختام إحدى دورات المهرجان بعدم وجود نقاد في مصر! وأشار إلى أن حرص الفنان «يوسف إسماعيل» رئيس دورة المهرجان هذا العام على استمرار جائزة النقد التطبيقي والدراسات النظرية المسرحية لهو من الأشياء التى تحسب له, مع التأكيد على ضرورة الفصل بين الجائزتين, واحدة للمقال التطبيقي وأخرى للدراسات النظرية المسرحية, حيث يظل المقال التطبيقي هو الأكثر حيوية وأهمية بالنسبة للعروض المسرحية ومواز لها وجزء لا يتجزأ من النشاط المسرحى, حيث يتلقاه المتخصص والجمهور العادي الذى يعتبر المقال التطبيقي بالنسبة إليه شارحا ومفسرا لما قد يستغلق عليه من العرض المسرحى على عكس الدراسات النظرية التي تعتبر قاعات الدرس فى المعاهد والكليات المتخصصة هى مكانها الأول، بالإضافة إلى القارئ المتخصص المتابع للحركة المسرحية بشكلها الحي (العروض المسرحية) وشكلها النظري أي ما ينشر من دراسات متخصصة.
عدالة فنية
كذلك رحب المخرج سعيد سليمان بعودة المسابقة الواحدة مؤكدا أنها تحقق العدالة الفنية، وهو الأهم من وجهة نظره من العدالة الإنتاجية وقد أوضح أن « التجربة والواقع أثبتا أن هناك عروضا لمحرفين خالية من اى قيمة فنية وتنتج بميزانيات باهظة في الوقت الذي توجد فيه بعض التجارب مثل تجارب نوادي المسرح غنية فكريا وخياليا، لذا فالقيمة الفنية تكون للخيال والإبداع الفني وليست في التكلفة الإنتاجية، مؤكدا أن هناك فنانين هواة لديهم إمكانيات تفوق إمكانيات المحترفين .
وعن « شعار 150 سنة مسرح» قال : هو شعار له أهمية تاريخية ولكن الجانب الأكثر أهمية هو العدالة الوثائقية لتاريخ المسرح المصري، فمن المفترض أن يكون هناك تأريخ حقيقي للمبدعين وللحركة المسرحية وتساءل: ولكن من يضمن الوصول لتأريخ وثائقي له عدالة فنية حقيقية.
تابع « أشجع جائزة المقال النقدي، حيث هناك حركة نقدية هامة ولها تأثير، ولكن ما ينقصنا بشكل كبير هو الدراسات النظرية، فهناك دراسات هامة ولكنها داخل قاعات الدرس فقط، وأغلبها يكون مترجما وأتمنى أن أقوم بعمل دراسة نظرية عن الطقس فى المسرح والاستفادة منه بشكل عالمي.
كيف يعود الجمهور للمسرح ؟
فيما أشار الكاتب والسيناريست كرم النجار إلى ضرورة إيجاد طريقة للدعاية للعروض المسرحية سواء تلفزيونيا أو على طريق الانترنت، حيث الهدف الأهم هو اتساع رقعة المشاهدة وإلا سيكون الأمر عبارة عن حديث المثقفين مع بعضهم البعض ، وفرق النجار بين التقسيمات الخاصة بالمسابقات، و بين المسابقة الواحدة فقال: التقسيمات الخاصة بالمسابقات تعطى الفرصة الأرحب لأن يتنافس الشباب مع بعضهم البعض، ولكن ما يميز المسابقة الواحدة أنها تضع كل المتسابقين على أرضية واحدة، فالهواة لهم خبرة والمحترفين لديهم خبرات أخرى وهناك من تجاوز مرحلة التجربة والتسابق .. وعن شعار الدورة قال « مما لاشك فيه أن المسرح المصري هو اللبنة الأولى لكل المسارح العربية، وقد ظهرت مواهب عربية كثيرة من خلال مصر، وأقترح عمل مسابقة تاريخية عن المسرحيات القديمة، وأن يتم إعدادها وتقديمها بما يتناسب مع العصر الحالي وأفضل عرض يحصل على الجائزة.
تقسيم المسابقات
الفنان ياسر عزت الحاصل على جائزة لجنة تحكيم خاصة العام الماضي عن عرض «نوح الحمام» يرى أن فكرة تقسيم المسابقات لعدة مسارات فكرة جيدة وقال « برغم الإخفاق التنظيمي في العام الماضي فإن فكرة تقسيم المسابقات فكرة جيدة وتتيح الفرصة للتنافس على مستويات مختلفة ، ونجاح أو فشل التجربة يتطلب ان تستمر لفترة زمنية للحكم عليها. وتساءل: فكيف سيتم المقارنة بين عرض تكلفة إنتاجه عشرين ألف جنيه وعرض آخر تكلفته مئة ألف جنية، مؤكدا أيضا أن عروض الطفل تختلف عن عروض الجامعات وفرق الهواة وعن العروض المحترفة .
وأضاف: هناك نقطة هامة يجب الإشارة إليها وهى أن تخصيص جوائز لمسرح الطفل يشجع المبدعين على أن يهتموا بالكتابة لمسرح الطفل، لذا كانت المسابقة الخاصة بمسرح الطفل من المسابقات الهامة لما تحققه من دفع لمسرح الطفل وتخريج كوادر جديدة .
وعن شعار المهرجان قال «المسرح المصري مسرح عريق وله دور بارز وفعال فى مختلف الدول العربية، ولكننا نعانى هذة الفترة من مشكلة كبيرة من حيث الكم والجودة و لم يعد هناك إنتاج لمسرحيات كبيرة وضخمة منذ فترة طويلة ، مشددا على أن المسرح صناعة، و ان عزوف النجوم عن المسرح تسبب في مشكلة فى إنتاج المسرحيات الكبيرة ، حيث يفضل النجوم العمل فى الدراما التلفزيونية أو السينما عن العمل فى المسرح. وأكد أن المسرح المصري مستمر مستمر على أكتاف الشباب الذين لديهم حماسه في تقديم المسرح.
ضد التسابق
المخرج عصام السيد قال «أنا لست مع إقامة مسابقة واحدة، كان و لايزال رأيي منذ مشاركتي كعضو لجنة مسرح في عمل اللائحة القديمة أن تقام مسابقة منفصلة للهواة، وكان من الضروري أن يطرح الأمر للمناقشة العامة. وفى الحقيقة أنا ضد التسابق أصلا، فنحن مجتمع لا يتقبل نتائج التنافس. فى سبعينيات القرن الماضي أقام الأستاذ عبد المنعم الصاوي «مهرجان الشباب والربيع « على مسرح البالون ، كان يضم جميع العروض التي قدمتها هيئة المسرح طوال العام، يعرض كل عرض فيها لمدة أسبوع، وهذا من وجهة نظري هو الأفضل، كما أن الجامعة الآن لها مسابقاتها، وإذا أردنا عمل مسابقات للشباب فعلينا عمل مسابقة للمحترفين ومسابقة للهواة، وهناك تساؤل هام: كيف سنساوى بين عروض تكلفتها الإنتاجية 10 ألاف جنيه بعروض إنتاجها 100 ألف جنيه؟ أما نتيجة ذلك فستكون إما أن نشجع الشباب على ما قدموه من إبداعات بميزانيات قليلة وبذلك نظلم المحترفين أو العكس ، كما أن الجائزة التي يحصل عليها عمل ليست أبدية، إنما هي جائزة هذه المسابقة فى هذه الليلة فقط، ومن الممكن أن لا يحصل العرض نفسه على الجائزة في مسابقة أخرى ، هذا فضلا عما يحدث عقب إعلان النتيجة من مشكلات و عداوات وغيرها.
وأما عن شعار المهرجان 150 سنة مسرح فقال : شىء لطيف أن نحتفل بمرور 150 عاما على نشأة المسرح المصري، ولكن كان لابد للاحتفال بهذه المناسبة أن تقام إجراءات أخرى، فنحن لا نحتاج مكلمة ولكنا بحاجة إلى دراسات رصينة محكمة
هوية المبدع
المخرج أكرم مصطفى رأى أن نظام المسابقة الواحدة أمر منصف، مشيرا إلى أن النظام القديم للمسابقة كانت تشارك فيه جامعات وشركات وهواة ومحترفين، يتنافسون، و فاز شباب غير محترفين بجوائز، وذلك لأنه تم تحيد فكرة انتماء المبدع لشريحة معينة، فالحكم يكون على قدرات الممثل وعناصر العرض المسرحى ، هل عناصر العرض المسرحى متكاملة و بها تناغم يليق بأن يحصل العرض على أفضل عرض ، فنحن لا نحكم على هوية المبدع.
وعن شعار المهرجان قال: «حدث جدال واسع حول بدايات المسرح المصري ، ونحن نعرف أنه قديم. مصر الفرعونية كان بها مسرح طقسي، و فى الدولة الوسطى كان هناك أشكال كثيرة و عروض الغجر فى فترة حكم المماليك، وفى حكم الدولة العثمانية كان هناك عروض شوارع وعروض راقصة وخيال ظل، وكانت هناك عروض يمكن تصنيفها داخل ما يسمى إطار المسرح ومن الجيد تخصيص جائزتين للمقال النقدي والدراسات النظرية.
تقسيم طبقا للإنتاج
وقال مهندس الديكور حازم شبل « في رأيي الشخصي يتم تقسيم المسابقة تقسيما داخليا وفق فئات الإنتاج، فالعروض التي يقل إنتاجها عن مئة وخمسون ألف جنيه في قسم، والعروض التى تزيد ميزانياتها عن ذلك في قسم آخر ، ويكون لكل قسم لجنة تحكيم.. هذا أقرب إلى الصواب للخروج من مأزق تنافس الهواة والمحترفين. إن تحديد الفئة يجعل الإمكانيات المتاحة متشابهة ويسهل الحكم عليها بشكل موضوعي كذلك من الصعب أن تشاهد لجنة 35 عرضا خلال عشرة أيام، فهو عدد كبير ،
أضاف: «و فيما يخص جوائز الديكور والملابس والإضاءة ، فمن غير المنطقي أن تكون قيمة الجائزة 10 آلاف جنيه في كل فرع، على الرغم من أن المجهود الذي يبذل في كل عنصر يختلف عن الآخر و كذلك الأجر.
تشجيع كل المشاركين
الفنان حاتم الجيار الحاصل على جائزة أفضل ممثل دور ثاني بالدورة ال12 للمهرجان قال: المهرجان القومي للمسرح المصري بالنسبة لنا بمثابة الوطن والاحتفال بنشأة المسرح المصري شىء عظيم وتسليط الضوء عليه فى برتوكول المهرجان شىء يحسب للجنة العليا للمهرجان، وأتمنى أن تكون الاحتفالية ببنودها ومعطياتها على مستوى هذا الحدث المهيب.
أضاف: وفيما يخص التسابق في مسار واحد لكل العروض فهذه سياسية أقرتها اللجنة العليا للمهرجان وهو أمر له مميزاته وسلبيات.. مميزاته في وجود لجنة تحكيم واحدة كما فى كل المهرجانات العالمية ، وتوحيد اللجنة يضمن توحيد وجهة النظر والقرار وفقا لمعطيات واحدة تم الاتفاق عليها في تقييم العروض، والجيد في وجود لجنة تحكيم واحدة أنه يكون لدينا مجموعة تأكيدات، كل تأكيد يسلم إلى التأكيد الأخر حتى نصل في النهاية إلى تقييم واحد، وهذ الوحدة -فى النهاية- تمنح المهرجان القومي شكلا خاصا وطابعا مميزا.
عن سلبيات المسابقة الواحدة قال» المسابقة تضم فرق هواة وفرق جامعات هناك اختلاف في مستوياتها ، واختلاف فى الكفاءات الفنية.. ووجود مسارات متعددة يعطى فرصة متكافئة للكل . ووجود تسابق واحد يضع الجميع في مضمار واحد
وبالتالى يكون هناك تفاوت كبير فى المستوى و إجحاف لبعض الفرق، ومراعاة النقط التالية يخرج المهرجان بشكل أفضل وهو ما يهمني كممثل من الممكن أن أشارك في هذه الدورة : فلابد أولا من تدرج مستويات الجوائز، أن تكون جائزة التمثيل أو العرض أو الإخراج بها أكثر من مستوى : أول وثان وثالث، ولا تكون جائزة واحدة لكل عنصر. ووجود جوائز على أكثر من مستوى به قدر من التشجيع والتقدير ويحفز على المشاركة في السنوات القادمة .
وأضاف « وكذلك أرى أهمية إعادة تقليد إعلان المرشحين للجوائز مع الفائزين بها ، على الأقل من ثلاث إلى خمس مرشحين ثم يتم إعلان الفائز، وهو تقليد اتبع فى نسخ سابقة للمهرجان.. فالمرشح لقب مميز وشيء عظيم في حد ذاته ، كذلك لابد من التنظيم الجيد والتغطية الإعلامية، وتسجيل العروض المشاركة فيديو على أن تتوفر النسخ المسجلة فى المركز القومي للمسرح للتوثيق، كذلك لابد من الاهتمام بتجهيزات المسارح وأن تكون بمستوى يليق باسم المهرجان وفكرته لتكون هذه الدورة استثنائية .
فيما أكدت د. هدى وصفى على أهمية جائزة المقال النقدي والدراسات النظرية مشيرة إلى أن المقابل المادي يحفز الشباب، وأن جائزة المقال النقدي تدفع الشباب لمتابعة العروض المختلفة .
وشددت د. هدى وصفى على ضرورة توجيه الشباب المشاركين إلى توضيح فكرة الاستلهام من نصوص أخرى سواء عالمية أو عربية، وعدم إدعاء التأليف والاعتراف بأن النص مستلهم، وهو أمر هام.
واما عن العودة لنظام المسابقة الواحدة فقالت: من الصعب الحكم ولكن يبدو أن فكرة تقسيم المهرجان الى مسارات لم تكن ناجحة ولكن في النهاية جميعها تجارب، و علينا أن نخوض التجربة هذا العام حتى نستطيع الحكم على فكرة إقامة مسابقة واحدة
مسارات متعددة تتيح فرص أكبر
المخرج فهمي الخولى قال «مسابقات المسارات المتعددة، والمسابقة الواحدة لهما إيجابيات وسلبيات، ولكن المسارات المتعددة تتيح فرصا أكبر للمبدعين من جميع الفئات، أما المسابقة الواحدة فتمنح جائزة واحدة وقد كنا نعانى في الدورات السابقة من هذا الأمر، حيث كان هناك أكثر من عرض يستحق الحصول على الجائزة و علينا منح الجائزة لعرض واحد فقط ، فيتم منح جائزة لجنة تحكيم خاصة للتحايل على الأمر. والحقيقة أنه لا يوجد تفضيل فى الفن، فالفن وجهات نظر مختلفة كما أن أقامة أكثر من مسار يتيح تعدد الجوائز فى عنصر واحد .. فلماذا لا نمنح أكثر من جائزة في العنصر الواحد على مستوى المسارات المشاركة ؟ ورأى المخرج الكبير فهمى الخولى ضرورة إقامة ندوات فكرية لإلقاء الضوء على أهم المتغيرات فى المسرح المصري وكيفية تطويره ، مع ضرورة اختيار لجنة التحكيم من رجالات المسرح وذوى الخبرة .
مسرحنا فى المقدمة
وفيما يخص المسابقة الواحدة والمسارات المتعددة قال مصمم الإضاءة عز حلمي « إن إقامة أكثر من مسار أتاح الفرصة لعروض الجامعات والهواة أن يتنافسوا مع بعضهم البعض فقط، ولا يخوضون المنافسة مع عروض من جهات إنتاجية كبيرة مثل البيت الفني للمسرح وقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية. أضاف: كانت هذه الفكرة جيدة ولكن تنفيذها واجه العديد من المشكلات، اتضحت أكثر في مسار الطفل، عروض أبطالها أطفال تنافست مع عروض أبطالها ليسوا أطفالا، و لا وجه للمقارنة. لذا كان يجب التفرقة بين النوعين، كذلك تسبب إقامة أكثر من مسار في التشتيت.
وتابع « إقامة مسابقة واحدة شىء جيد ، لأن عدد العروض محدد، ولكنه سيظلم بعض العروض الفقيرة، وعن شعار المهرجان قال: « مسرحنا كان له التأثير الأكبر وقد أثرى العالم العربي، أساتذتنا ورواد المسرح المصري هم من أنشأوا معاهد الفنون فى الدول العربية وكان ولا يزال لمسرحنا السبق والريادة