العدد 689 صدر بتاريخ 9نوفمبر2020
نظرا لما يتمتع به المسرح من مزايا كاداة للتواصل مع الجماهير والتفاعل معها ،باتت الدعاية اليهودية تولى المسرح اهتماما كبيرا كأداة للترويج لاكاذيبها وفى مقدمتها الحديث عن غرف الغاز والمحارق النازية التى تزعم ان ملايين اليهود لقوا مصرعهم فيها خلال الحرب العالمية الثانية على ايدى الالمان .
وتهتم الدعاية اليهودية بهذه النقطة بالذات لان دراسات موضوعية فى العقود الاخيرة اظهرت ان المحارق وغرف الغاز مجرد اسطورة سعى اليهود الى فرضها على العالم بالقوة وبكل السبل الممكنة. ففى بولندا مثلا صدر قانون يعاقب من يشكك فى حقيقة المحارق وغرف الغاز. فالمحارق حسب الباحثين الذن دفعوا ثمنا غاليا لشجاعتهم كانت لحرق جثث الموتى ولم يتم حرق احياء بها.
وكان مرجعها جنون الالمان بالنظافة لدرجة انهم حتى وقت قريب كانوا يمنعون المسلمين من دفن موتاهم باكفانهم ويجبرونهم على وضع جثامينهم فى صناديق بعد التكفين بحجة ان تحلل الجثامين يسبب تلوث التربة . وقد خففت المانيا من هذا القيد مؤخرا لكنها تركت الامر لحكومات الولايات والمقاطعات.
وبالنسبة لغرف الغاز ثبت انها لم تكن غرف اعدام بل مجرد غرف تعقيم ملابس حيث اظهرت التحاليل عدم وجود اى اثر على جدرانها للغاز الذى كان الالمان يستخدمونه فى الاعدام وهو احد مشتقات الهيدروجين.
وفى اسوأ الاحوال فان هتلر لم يخص اليهود دون غيرهم بجرائمه بل عانت منها شعوب كثيرة وفى مقدمتها الشعب الالمانى نفسه. ولو كانت المحارق حقيقية فما ذنب شعب فلسطين؟.
رومانيا واليهود
من هنا اهتمت الدعاية اليهودية بهذه النقطة وكان المسرح واحدا من اهم ادواتها. واخر حالات هذا الاهتمام كانت فى رومانيا التى تضم جالية يهودية قوية . وكانت رومانيا الدولة الشيوعية الوحيدة التى رفضت طلب الاتحاد السوفيتى السابق قطع علاقاتها مع اسرائيل فى اعقاب عدوان 1967 فى عهد الديكتاتور شاوشيسكو ..وكان يهوديا. وتقدر الاحصائيات عدد اليهود فى رومانيا حاليا بنحو 6 الاف مقابل 800 الف قبل الحرب العالمية الثانية . وتزعم الاحصائيات ان معظم اليهود الرومانيين قتلوا او هاجروا الى اسرائيل أو دول أخرى .
بدا منذ ايام على احد مسارح العاصمة بوخاريست وهو “مسرح الدولة اليهودى”(وهذا هو اسمه ) عرض مسرحية “ايام شبابى الجميلة “. المسرحية مأخوذة عن كتاب بنفس الاسم للكاتبة اليهودية الرومانية الراحلة “انا نوفاك “ (1929 – 2010 )التى تزعم انها كانت احدى الناجيات من معسكرات الاعتقال حيث تنقلت بين معسكرى اشويتز وبلازو . وكانت تنتمى الى الاقلية المجرية فى رومانيا . وقد ترجم هذا الكتاب الذى صدر بالمجرية عام 1966وطبع بعدة لغات بتمويل يهودى وصدر بالرومانية فى 2004.
اقبال ضعيف
تم افتتاح المسرحية بمناسبة ما يعرف باسم ذكرى “بدء ترحيل اليهود والغجر الرومانيين الى معسكرات الاعتقال” عام 1941 حيث تم ترحيل 280 الف يهودى و11 الفا من الغجر كما تقول الدعاية اليهودية.
قامت ببطولة المسرحية الممثلة اليهودية الرومانية “مايا مورجيرن “وهى ممثلة مسرحية وسنيمائية شهيرة فى رومانيا مع عدد من ممثلات مسرح الدولة اليهودى . وكانت مورجيرن قد اثارت جدلا واسعا واستياء شديدا عام 2004 بسبب مسرحية تسيئ الى المسيح والعذراء مريم. وأخرجت العرض المخرجة اليهودية ليانا كيتيرشى .وخلال العرض وحتى فى البروفات كن جميعا يرتدين الاقنعة الواقية حسب تعليمات وزارة الصحة الرومانية.
والواضح ان الشعب الرومانى بات يفهم حقيقة هذه الاعمال . ففى العرض الافتتاحى الاول الذى كان مخصصا للنقاد والدعوات المجانية لم يشغل المشاهدون اكثر من ثلث مقاعد المسرح. وكان نصفهم من النقاد. وربما كان اكثرهم من اليهود. وحرصا على نشر المسرحية بما تتضمنه من مبالغات ومغالطات تم بثها مباشرة على الانترنت. وتجرى محاولات لدبلجتها الى عدة لغات.
ولا تزيد المسرحية عن مجرد ذكريات ترويها البطلات مصحوبة بمؤثرات صوتية وبصرية لخداع المشاهد واستدرار تعاطفه. واحيانا تدور حوارات فردية بين البطلات كن يظهرن ممسكات بعظام او جماجم!!!. وكانت تظهر على شاشة على خلفية صور لنساء تقول انهن من ضحايا المعسكرات وغرف الغاز.
وتدافع مورجيرن (58 سنة ) عن هذه الاكذوبة المسرحية فتقول انها اثار جروح اصابت اجيالا يهودية سابقة ورحل تقريبا كل من اصابتهم هذه الجروح. وتمضى قائلة ...لابد ان تظل هذه الجروح حية لتتعلم منها البشرية ولتتضح معاناة الشعب اليهودى ...ولا توجد وسيلة لذلك افضل من المسرح!!!!.
وداعا عاشقة مصر
على خشبة المسرح حتى 91
الصوت المعبر ... جواز المرور
لم تكن النجمة الامريكية روندا فليمنج التى رحلت الى العالم الاخر فى هدوء عن 97 عاما ممثلة مسرحية عادية بل كانت عاشقة للمسرح بحق حتى انها ظلت تمثل على خشبة المسرح حتى بلغت 91 عاما.
كانت فليمنج نجمة سنيمائية اصلا فى الاربعينيات والخمسينيات اشتهرت بلقب النجمة ذات الشعر الاحمر النارى . وشاركت فى عديد من الافلام خلال تلك السنوات مع عدد من نجوم السينما الامريكية المعاصرين لها مثل برت لانكستر وتشارلز هيستون ورونالد ريجان الذى مثلت معه اربعة افلام . وظهرت اي ضا فى افلام هيتشكوك . و بدات التمثيل فى عدد من الافلام الابيض والاسود فى سن 19 .
بدات شهرتها مع عرض اول فيلم ملون لها وهو “امريكى فى محاكم الملك ارثر “ وهو فيلم غنائى مأخوذ عن قصة للادب الامريكى مارك توين (1835 - 1910 )مع بينج كوسبى (1903-1977) عام 1949 . ساهمت الالوان فى اظهار لون عينيها الاخضر الجذاب ولون شعرها الاحمر فأقبل عليها المنتجون . وساعدها على ذلك صوتها الجميل المعبر الذى تحولت بفضله الى مطربة فيما بعد.
وكانت تحيي حفلات غنائية وتشارك فى المسرحيات متاثرة بجدها الذى كان منتجا مسرحيا فى ولاية يوتا وزوجها الرابع الذى كان منتجا مسرحيا ايضا (تزوجت ست مرات ).
وكانت من المعجبات بالحضارة المصرية حتى انها جسدت شخصية كليوباترا فى فيلم “افعى على النيل “. وقامت ببطولة فيلم “مصر الصغيرة “ .
بعد الخمسين
بدأت فليمنج حياتها المسرحية متاخرة بعض الشئ عندما تجاوزت الخمسين. وكانت تغنى فى كل مسرحياتها وكانت اول مسرحية لها على مسارح لاس فيجاس وهى”النساء “. وهى عبارة عن مسرحية كوميدية من عيون المسرح الامريكى للأديبة الامريكية والدبلوماسية كلير لوس (1903- 1987) وتعالج بشكل كوميدى صراعات رجال الاعمال فى الولايات المتحدة. وقد عرضت المسرحية لاول مرة فى برودواى عام 1936 ثم عرضت ولاتزال تعرض فى مختلف المسارح الامريكية وفى عدد كبر من دول العالم برؤى مختلفة. وقد شاركت فليمنج فى معالجة موسيقية وغنائية للمسرحية . كما قامت ببطولة المسرحية الغنائية “قسمت” للكاتب البريطانى الامريكى المولد ادوارد كون بلوك. وتدور المسرحية حول شاعر تركى يواجه مشاكل عديدة وتم ايضا عرض معالجات عديدة للمسرحية التى كتبت عام 1911 وتحولت الى فيلم عدة مرات. وقامت فيها فليمنج بدور المغنية الحسناء “لالومى “ رغم انها وقتها كانت تقترب من الستين . وكانت اخر مسرحية لها “الجولسون “ عام 2014 وكانت مسرحية موسييقية ايضا.