العدد 688 صدر بتاريخ 2نوفمبر2020
تم مناقشة رسالة الماجستير بعنوان “فاعلية مسرحة المناهج في إثراء التحصيل الدراسي لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي المهني” مقدمة من الباحث عاصم محمد عبد الرؤف الشناوي، وتضم لجنة المناقشة الدكتور أحمد حسن صقر، أستاذ الدراما والنقد ورئيس قسم المسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (مشرفًا ورئيسًا)، والدكتور محمد عبد الحليم سرور، أستاذ مساعد المسرح بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة مدينة السادات (مشرفًا وعضوًا)، والدكتور إبراهيم أحمد حجاج، أستاذ مساعد الدراما والنقد بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (مناقشًا)، والدكتور محمد عبد المنعم أحمد، أستاذ مساعد التمثيل والإخراج بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (مناقشًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحث عاصم محمد عبد الرؤف الشناوي:
يُعد المسرح مدخلًا فعالًا في توضيح الأفكار واكتساب التلاميذ للمفاهيم والقيم والاتجاهات والمهارات المختلفة، والمتضمنة في المناهج الدراسية في سهولة ويسر؛ وذلك لأن التلميذ عندما يشاهد حدثًا أو يكتب معلومة تظل عالقة في ذهنه لمدة أطول، وخاصة عندما يكون هو نفسه أحد شخصيات هذه المسرحية.
وعلى ذلك فإن الحقيقة التي ينبغي أن تكون ماثلة دائمًا في الأذهان عند استخدام التمثيل المسرحي مدخلًا للتدريس “أن أنماط النشاط الدرامي أو المسرحي التي تقدم داخل حجرة الدراسة أو على مسرح المدرسة لا تهدف إلى تعليم المتعلمين الدراما، ولكن تهدف إلى تعليم المتعلمين من خلال الدراما.
وحتى ينجح المعلم في تحقيق الأهداف المرجوة من وراء استخدام المدخل الدرامي، لا بد أولًا أن يكون مقتنعًا بفلسفة المدخل وأهميته بوصفه واحدًا من المداخل المهمة في عملية التدريس؛ لأن بعض المعلمين لا يتحمس لاستخدام مثل هذا المدخل، ويعدونه مضيعة للوقت، وإن الوظيفة التعليمية للمسرح هي محور كل الإبداعات المسرحية، فالكتَّاب المسرحيون منذ سوفوكليس وحتى برخت وإلى الآن استخدموا تلك القدرات التعليمية للمسرح، ولذا نجد أن المسرح يحقق المتعة، والاتزان النفسي، والتعليمية.
وتشكل مسرحة المناهج أو توظيف المسرح في العملية التعليمية مجالًا مهمًّا من مجالات أنشطة المسرح داخل المؤسسات التعليمية؛ حيث إن هذه المسرحيات التعليمية المرتبطة بالمناهج الدراسية تُسْتَخدم وسيلةً تعليمية تهدف إلى تيسير وتفسير بعض جوانب المقررات الدراسية المختلفة داخل الفصل أو خارجه، ولعل ما يميزها هو إيجابيتها بالنسبة للطلبة المشتركين فيها، فهي تعمل على أن يندمج الطالب إيجابيًّا في العلوم التي يتلقاها، بدلًا من أن يكون موقفه منها موقفًا سلبيًّا.. مما يساعد الطلاب على تيسير الفهم وتعميق الأثر وسهولة التذكر في قالب محبب لديهم يمتزج فيه التحصيل بالمتعة.
ومن هذا المنطلق سوف تهتم هذه الدراسة بتحديد مفهوم مسرحة المناهج وتوضيح المقصود بها، وكذلك سوف تركز على جانبين(النظري و التطبيقي) نهتم بهما، ونتحدث عنهما.
أولاً: مشكلة الدراسة:
من خلال قيام الدارس بمزاولة نشاط التدريس (أخصائي مسرح) قد لاحظ أن هناك عدم اكتراث بالنشاط المسرحي على وجه العموم، ومسرحة المناهج على وجه الخصوص في معظم المدارس، والتي قد لا يوجد بها أخصائي مسرح أصلًا.
كذلك لاحظ قلة عدد التلاميذ الذين يقبلون علي ممارسة النشاط المسرحي برغم امتلاكهم مواهب غير تقليدية تساعدهم علي المشاركة في هذا النشاط والنبوغ فيه. وعدم اكتراث المعلمين بهذا النشاط وعدم توظيفه التوظيف الأمثل لخدمة العملية التعليمية من خلال مسرحة المناهج بوصفه أحد مجالات المسرح التعليمي، ورضاهم بالطريقة التقليدية (التلقين) مدخلًا لتوصيل المعلومات.
كما أن تلاميذ المرحلة الإعدادية المهنية – وهم التلاميذ المتعثرون دراسيًّا والذين تسربوا من التعليم – فهؤلاء لديهم مشكلة في التحصيل ولا يقبلون على التعلم بالطريقة التقليدية القائمة على التلقين. ومن هنا رأى الباحث أن يتم إعادة النظر فيما يقدم لهذه الفئة؛ حيث يتم الاعتماد على الدراما في التعليم مما يسهل وصول المعلومة لهذه الفئة ويزيد التحصيل الدراسي لديهم وبأسلوب مشوق وممتع.
ثانيًا: أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة في عدد من النقاط الأساسية، وهي:
- أهمية الفئة التي تتناولها الدراسة.
- قلة عدد الدراسات السابقة التي تتناول مسرحة المناهج للمواد الدراسية في المدارس الإعدادية المهنية بالإدارات التعليمية، ويتضح ذلك من مسح الدراسات السابقة التي قام بها الدارس.
- تكشف الدراسة عن أهمية مسرحة المناهج بالرغم من إغفال دورها ومحاولة إعادة الأمر إلى نصابه بإظهار أهميتها والتأكيد على دورها.
ثالثًا: أهداف الدراسة:
- التعرف على مدى فاعلية مسرحة المناهج كوسيلة للتدريس في زيادة التحصيل الدراسي لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي المهني من خلال مسرحة بعض المقررات الدراسية.
- التعرف على الفروق الفردية بين تلاميذ المجموعتين (شبه التجريبية – الضابطة) في التحصيل الدراسي بعد تدريس الوحدة بأسلوب مسرحة المناهج لتلاميذ المجموعة شبه التجريبية والطريقة التقليدية لتلاميذ المجموعة الضابطة.
رابعًا: مصطلحات الدراسة:
تتبنى الدراسة الحالية المصطلحات التالية:
1 - مسرحة المناهج:
“ هي إعادة تقديم الموضوع التعليمي بشكل غير مباشر من خلال وضعه في خبرة حياتية، وصياغته في قالب درامي؛ لتقديمه إلى مجموعة من التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية، في إطار من عناصر الفن المسرحي بهدف تحقيق مزيد من الفهم والتفسير”.
2 - التحصيل الدراسي:
“هو إمكانية استرجاع المعلومات التي تم استذكارها سابقًا، أو ما تم تحصيله من معلومات من خلال تحويل المادة الدراسية الجامدة إلى صورة حية نابضة”.
خامسًا: نوع ومنهج الدراسة:
تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات شبه التجريبية التي ترصد دخول متغير مستقل في ظل الظروف الطبيعية مع التحكم إلى حد ما في بعض المتغيرات الوسيطة كالسن والجنس؛ وذلك بهدف قياس فاعلية المتغير المستقل على المتغير التجريبي.
وتعتمد هذه الدراسة على المنهج التحليلي و شبه التجريبي الذي يستهدف قياس تأثير دخول متغير مسرحة المناهج على عينة من التلاميذ في جوانب التحصيل الدراسي.
ولجأ الباحث إلى المنهج شبه التجريبي؛ لأنه خشي أن يستعصي عليه تنفيذ المنهج التجريبي بمعناه الكامل؛ لأنه يتعامل مع بشر.
سادسًا: عينة الدراسة:
تم اختيار عينة عشوائية من تلاميذ الصف الأول الإعداي المهني بالمدارس الإعدادية المهنية بمحافظة القاهرة. وذلك خلال العام الدراسي 2015/2016م، وتقسم هذه العينة إلى مجموعتين متكافئتين في العمر الزمني والمستوى الاجتماعي الاقتصادي، وهما المجموعة شبه التجريبية، وتمثل تلاميذ الصف الأول الإعداي المهني بإحدى الإدارات التعليمية يدرسون بأسلوب “مسرحة المناهج” ومقارنها بمجموعة مناظرة بإدارة أخرى تقوم على التدريس بالطرق التلقينية.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها:
استخدام النشاط التمثيلي في تدريس بعض فروع اللغة العربية يزيد من تحصيل التلاميذ، حيث وجدت فروق ذات دلالة إحصائية لصالح المجموعة التجريبية.
استخدام النشاط التمثيلي في تدريس بعض فروع اللغة العربية ينمي مهارات التلاميذ اللغوية، حيث وجدت فروق ذات دلالة إحصائية لصالح المجموعة التجريبية.
استخدام النشاط التمثيلي في تدريس بعض فروع اللغة العربية لا يؤثر على مهارات دون الأخرى، مثل التعبير أكثر من القراءة، والقراءة أكثر من النحو، والنحو أكثر من المحفوظات.
واستهدفت الدراسة التعرف على فعالية استخدام النشاط التمثيلي في تدريس العلوم على إكساب التلاميذ بعض المفاهيم العلمية، وتنمية نمو جسم الإنسان، واستخدم الباحث لهذه الدراسة المنهج التجريبي، وطبقت الدراسة على عينة من تلاميذ الصف الرابع من التعليم الأساسي، واستخدام مدخل مسرحة المناهج في تدريس بعض دروس محتوى مناهج الدراسات الاجتماعية لمعرفة أثره على التحصيل ومهارات الاتصال والتوافق الاجتماعي لدى التلاميذ الصم، واستخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج التجريبي، وطبقت الدراسة على عينة من تلاميذ الصف السابع بالمدرسة.