«ريسايكيل» ورشة وعرض على الطليعة

«ريسايكيل»  ورشة وعرض على الطليعة

العدد 686 صدر بتاريخ 19أكتوبر2020

ضمن استعدادات مسرح الطليعة للموسم المسرحى الجديد يقام حاليا داخل المسرح ورشة للتمثيل والارتجال، سيكون نتاجها عرض مسرحي بعنوان “ريسايكيل”.. حول هذه التجربة الجديدة  كان لـ”مسرحنا” هذا اللقاء مع مخرج العمل محمد الصغير وفريق العمل. 
قال المخرج محمد الصغير: البداية كانت عندما حدثني الفنانان إسماعيل مختار و شادي سرور، عن رغبتهما  فى تقديم تجربة ناجحة مثل “شيزلونج” التي قدمتها عام 2010 ولاقت نجاحًا كبيرًا، وبالفعل بدأت فى تدريب العديد من الطلبة الموهوبين من جامعة عين شمس وحلوان، و لم أكن بمفردي، وإنما كان معي كوكبة من الفنانين منهم المصمم والمخرج مناضل عنتر وفنانة البانتوميم سما إبراهيم والفنان أحمد حمدي رؤوف ، ثم جاءت الكورونا و تسببت فى عدم استكمال العديد من المشاركين للورشة. 
أضاف : فكرة العرض هي  أننا أصبحنا مُشوهين ، أفكارنا تحتاج إلى إعادة تدوير حتى نعود لشخصيتنا المصرية، أنا مؤمن جدًا أن الإنسان المصري بداخله بذرة الحضارة القديمة، التي تظهر فى تفاصيل كثيرة فى الشارع، مثل اهتمام البعض بالبعض ، بخاصة عند حدوث حادثة أو مرض أحد فى الشارع، هذه الصفة ليست موجودة فى العالم بأكمله، نحن نحتاج إلى التطوير ليس إلا ، من خلال هذا العرض أقوم بعرض سلوكياتنا السيئة كأنها مُخلفات.
أضاف:  بدأنا الورشة منذ ما يقرب من سنتين ، و كانت التدريبات مبنية على أدوات الممثل، أقوم بالعمل على التكنيك أولًا ثم الإحساس، بعدها قمت بتدريبهم على العرض المسرحى، أطلب منهم أشياء مُعينه و يقوموا بتنفيذها، في معظم اللوحات قمت بإعطائهم الفكرة والسيناريو ويقومون بالعمل عليها، والإضافة إليها لأن العمل جماعي بحت.. أنا والممثلين وحتى مصممة الملابس عبير البدراوى نفكر معًا فى كل جوانب العمل. “ريسايكيل” تعني إعادة التدوير، والفكرة تتضمن العديد من سلوكياتنا على مستوى العادات والتقاليد، ومشكلات التعليم وانعدام الثقافة، لقد أصبحنا نحمل تكنولوجيا متطورة ومع ذلك نجهل الكثير عن تاريخنا و لا نعرف كيف نستغل التكنولوجيا،  كما استعرض فى العرض فكرة انحدار الفن في شكل ظاهرة المهرجانات التي أصبحت متصدره مشهد الغناء، ولكنى أثق أنه من المؤكد سيظهر فن أفضل.
أضاف الصغير: أما عن معيار اختيار أفراد الورشة  فلم اكتف بالموهبة فحسب، إنما بالسلوك أيضا،  وأن يكون بين المجموعة المختارة للعرض كيمياء، حتى  يكون العرض نسيجا واحدا. 
تابع : الارتجال يحتاج لممثلين أصحاب ذهن حاضر وعندهم قدره على الإبداع والخيال ، فلم تعد الدراما التقليدية هى السائدة ، فنحن في  “ما بعد الدراما”، نستطيع أن نُدخل بعض المدارس في بعض، ولكن بشكل مدروس. لذلك كان اختياري للفنان صلاح الدالي مدروسا جدًا، فلديه القدرة على الارتجال، والعرض مبنى على التفاعل مع الجمهور بشكل كبير،  بهذا المعيار اخترت أغلب المشاركين فى الورشة، وقد رأيتهم في عروض  الجامعة أو معهد الفنون المسرحية. 
بطولة جماعية 
 فيما قال الفنان صلاح الدالي: المخرج المسرحى محمد الصغير حدثني عن العرض بعد عام ونصف تقريبًا من التفكير فيه والعمل عليه،  وكان يُريد ربط بعض أفكاره  بشكل مُعين، لذا  ضمني إلى الفريق  حتى أُحقق له ما يريد من ربط .
أضاف: لا اعترف بكلمة “بطولة مطلقة” و لا أرى نفسي مشهورا، والعرض ملئ بالطاقات التي تحتاج لأن تُكتشف، و أتوقع لها مستقبلا ناجحا وباهرا.
وعن فكرة الارتجال أوضح أن  “الصغير” يجيد تقديم الارتجال وهي من العروض الصعبة، حيث لا ينتهي العرض إلا  في آخر ليلة عرض، ويظل مفتوحا دائما على الإضافة، وهذا أول عمل يجمعني بالمخرج محمد الصغير في البيت الفنى للمسرح، وأعتبرها إضافة حقيقية لي لأنني أُحب مدرسته وأنا مُشاهد جيد لأعماله، و فكرة أن أكون ضمن هذا النسيج إضافة لي، بالإضافة إلى تعرفي  على مجموعة جديدة هائلة يجمعنا معا رابط فكرى وهو ما اعتبره إضافة أيضا، لذا أتمنى أن يُرى هذا العرض جيدًا لأنه عرض مُهم جدًا، ومن الممكن أن يستمر فترة كبيرة جدًا، لأنه يلمس مشاكلنا الاجتماعية بشكل كوميدي مميز.
وقال الفنان حسام إبراهيم:  
أنا حاصل على بكالوريوس علوم جامعة حلوان، وأمثل مسرح منذ كان عمرى 8 سنوات، حتى دخلت الكُلية وبدأت أشارك في عروض مهمة وحصلت على العديد من جوائز الجامعة. أضاف: كنت على علم بهذه الورشة التى تُقام فى مسرح الطليعة، وتمنيت أن ألتحق بها فتحدثت مع المخرج  محمد الصغير في ذلك فوافق وكانت خطوة مميزة فى حياتي.
وقد وجدت أن فريق العمل من أمتع الأشخاص الذين عملت معهم فى حياتى، و كذلك وجدت أن الشغل مع “الصغير” ممتع ويجعلنا على طبيعتنا ، الورشة تجعلنا ننسى مشاكلنا وكأننا نولد من جديد داخلها، و أسلوب محمد الصغير يجعلنا نبتكر ونقدم أفكارا خارج الصندوق، وكذلك مصمم الاستعراضات مناضل عنتر الذي اجتهد معنا جدًا وجعلنا على دراية ووعى بأجسادنا ، مدركين لفكرة التعبير الحركي. 
المخرج والممثل المسرحى حسام التونى قال: أدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وحاصل على دراسات حرة من معهد السينما قسم إخراج عام 2010،  بداية معرفتي بـمخرج العرض عندما كنت أُمثل فى فريق الجامعة، كان هو فى فريق حقوق وأنا كنت فى علوم عين شمس، كُنا نُنافس بعضنا البعض. أضاف: ابتعدت عن المسرح فترة، وفجأة قررت أن أعود للمسرح وقدمت عرض الخان و شاهدني “الصغير”، فضمني إلى الورشة ، و كنت أتمنى دائمًا أن أكون جزءا من عروض محمد الصغير، لأنه صاحب فكر مختلف، خاصة فى العروض الكوميدية، هو دائمًا يُفكر خارج الصندوق. 
تابع : الورشة مليئة بالطاقات الشبابية والمحترفين، والأجمل من كل هذا فكرة العرض القائم على ورشة ارتجال والذي أتوقع له نجاحا باهرا .
الفنانة أمل نور الدين قالت:أنا خريجة مسرح الشباب “أبدأ حلمك” الدفعة الأولى، وشاركت في عرض “بيت الأشباح”، وكان الصغير حاضرا العرض فضمني  للورشة، التي كانت جديدة علي، فأنا مازلت فى سنة أولى تمثيل، لذا كانت الفكرة لى مبهرة ومبتكرة، مع التأكيد أن المسرح الارتجالي صعب، حيث يجب أن يكون ذهن الممثل حاضرا طوال الوقت، كما  يعطي  مساحة من الابتكار والإبداع.
أضافت : ميزة العرض أيضا أن الموضوع اجتماعي، وأي موضوع اجتماعي لابد أن يتوفر فيه العنصر النسائي، ونحن نحتاج  إلى  تعزيز حضور المرأة فى المسرح، لا يوجد تسليط ضوء على المرأة فى المسرح، مقارنةً بالرجال. 
اما مدير مسرح الطليعة الذي يحتضن هذه الورشة ونتاجها المخرج والممثل شادي سرور فأشار إلى أنه عرض كل تفاصيل الورشة على أستاذ إسماعيل مختار، وأن المخرج محمد الصغير هو من سيقودها، وهو من أهم المخرجين الشباب فى المسرح المصري، و أن العرض سيخرج للنور الأحد 18 أكتوبر. وأضاف سرور:  والورشة ضمت مجموعة من المدربين، في الرقص والاستعراض مناضل عنتر، والمايم سما إبراهيم وصوتيات وتدريب صوتى وليد الشهابى وأحمد حمدي رؤوف الذي قام بالإعداد الموسيقى للعرض، بالإضافة إلى د. مصطفى سليم الذى درس الدراما للمجموعة، كذلك قمت أنا بتدريس إعداد ممثل. وأكد سرور أن جميع عناصر الورشة كانت متميزة بينها انسجام، وتقارب في الأفكار.
وأوضح مدير الطليعة أن فكرة الورشة قامت من أجل تقديم منتج وأن من المُقرر أن يقيم المخرج ماهر محمود الورشة القادمة لتقديم عرض غنائي موسيقى.
فيما أشار إلى أن عرض “ريسايكيل” عبارة عن مجموعة من اللوحات المنفصلة المتصلة التي تعالج فكرة صلاحية الإنسان، وهل من الممكن أن نقوم بإعادة تدويره كى يعود إلى الحياة مرة أخرى؟  وأوضح أن اللوحات  تُقدم فى قالب كوميدى مختلف ومميز، يقوم على التجسيد والتشخيص من خلال أنماط كوميدية كاريكاتيرية تقوم  بتوصيل فكر جاد جدًا ولكن فى إطار ساركازم، يفجر الضحك.
 


إيناس العيسوي