«الخوف كبيان فني».. تجربة فريدة تجمع بين المنطقة العربية وأوروبا الشرقية

«الخوف كبيان فني»..  تجربة فريدة تجمع بين المنطقة العربية وأوروبا الشرقية

العدد 834 صدر بتاريخ 21أغسطس2023

انطلقت التجربة المسرحية المميزة بعنوان «الخوف كبيان فني»، على مسرح ساحة روابط للفنون.
ويعد عرض «الخوف كبيان فني» هو مشروع إقامة فنية تعاوني للرقص المعاصر والعروض الأدائية، ضمن مشروعات «ثلاثي» التابع لثقافة داير ما يدور. 
والمشروع «الخوف كبيان فني»؛  يقدمه ثلاثة فنانين، هم: نرمين حبيب (مصر)، أنس أبو نحلة (الأردن)، ستانيسلاف جينادييف (بلغاريا).
حيث تعاون ثلاثتهم من أجل التبادل والتعاون الفني من خلال الإقامات الفنية ما بين Brain  Store  Project من بلغاريا، Al Balad Theater من الأردن، ووصلة من مصر. 
كما شملت الإقامات الفنية، لقاءات مع  مجتمعات فنية محلية في مصر والأردن وبلغاريا للتفاعل بشكل أكبر مع فنانين من المجتمع المحلي ، وأنتهت الإقامات  بعروض  تقديمية  في البلدان الثلاثة . 
ويعد هذا المشروع هو تعاون بين وصلة للفنون ومسرح البلد و Brain store  كجزء من  مشاريع تعاون عبر الحدود « ثلاثي « مقدمة من « ثقافة داير ما يدور « بتنفيذ  MitOst و L’Art Rue وبتمويل مشترك من قبل الاتحاد  الأوروبي و مؤسسة Drosos.
وعن المشروع، فقد تحدث الراقص والمؤدي الأردني «أنس أبو نحلة» قائلا أن المشروع بالنسبة له كان تجربة مختلفة، أتاحت له فرصة التعرف على راقصين من دول أخرى، بثقافات متنوعة مثل مصر وبلغاريا، كما أتيحت لثلاثتهم التعرف على خبراء متخصصين في عالم الأداء والمسرح.
صرح «أبو نحلة» قائلا: ليس هناك تجربة أفضل من الأخرى، فكل عرض في مكانه ووقته كان مناسب لطبيعة البلد والراقصين والجمهور، فالتجربة في بلغاريا كانت البلد الأولى، والتجربة أتاحت لنا الوقوف على أفكارنا المختلفة، وثقافتنا أيضا وطرق تفكيرنا وردود أفعالنا، فكانت التجربة بمثابة تعارف، وعندما انتقلنا إلى الأردن كنا قد اكتسبنا خبرات متبادلة وكانت العلاقة أقوى، فكان الوقت مثتثمر في الترسيخ للعرض بشكل أكبر وأنضج، وبالنسبة لمصر كانت التجربة قد اكتملت، فتناسبت والأجواء في مصر، نستطيع أن نقول أن التجربة في مراحلها الثلاثة، كانت متكاملة بشكل متسلسل.
وعن استقبال الجمهور للتجربة قال : في حقيقة الأمر التجربة كانت ممتعة وردود الفعل كانت متنوعة، فمثلا في بلغاريا، تفاعل الجمهور المتلقي مع بدايات التجربة، وشجعونا على أن نستمر وننتشر في دول أكثر، والاهتمام بالتجربة على نطاق أوسع وأفضل،  أما عن جمهور الأردن فكان الجمهور متحيرا، ولديه العديد من علامات الاستفهام والتعجب، لدرجة أنهم كانوا يسألونا هل هكذا وجدتوا المسرح أم أنكم صنعتوه هكذا، فالامكانيات كانت ضعيفة جدا، كما أن عروض الأداء في الأردن قليلة، ولا تقدم بشكل مستمر.
أما في مصر فالتجربة مختلفة جدا لأن مصر بلد المسرح منذ القدم، فكنت متوقع  أن الجمهور سيتفاعل جدا، وتتضارب الاراء بين الرفض والقبول، وهذا ما حدث بالفعل.
لقد زرت القاهرة 3 مرات وسافرت لبنان وغيرها من الدول، لكن هذه المرة الأولى التي أشارك فيها راقصين آخرين في مشروع مثل «الخوف كبيان فني».
استمتعنا بالتجربة، وهناك نقاشات أن نطور التجربة، ويستمر التواصل بيننا، وسنحاول أن نضع خطوطا عريضة للتجربة تكون واضحة، وبمستوى أفضل وبحث أدق.
إدارة وتمويل المشروع... 
تحدثت «منى سليمان»_ راقصة ومؤدية، وأحد مؤسسي» وصلة للفنون»، عن دورهم في دعم مثل هذه التجارب، قائلة: أن»وصلة” تتيح الفرص ومنح الدعم لفناني الأداء، وإقامة العروض، ومن ثم أصبحت شركة تدير التجارب الأدائية المختلفة، وقد بدأ مشروع»الخوف كبيان فني»كشكل تعاوني بين 3 دول هم: بلغاريا، الأردن، مصر.
وتابعت «سليمان»، قائلة: اخترنا أن يكون المشروع فكرته عن «الخوف» فهو أكثر المشاعر التي نشترك فيها كبشر في أي مكان، وتم تمويل المشروع من 3 جهات من الدول الثلاثة، 
حيث تقدم للمشروع أكثر من 65  راقصا وراقصة، كان من بينهم 40  راقصا وراقصة مصرية، ووقع اختيارنا في مصر على «نرمين» لسببين الأول أنها فتاة، وفي هذا نؤكد للعالم أن مصر بها راقصات ومؤديات مميزات، والسبب الثاني أن نرمين تتميز بالطابع الشرقي في الأداء والتعامل، فكانت من أفضل الراقصات التي تنقل ثقافتنا الشرقية للدول الأخرى، فهذا التعاون يعد الأول من نوعه في مجال الثقافة والفنون الذي يربط بين المنطقة العربية وأوروبا الشرقية، ودول البلقان. 
بدأ المشروع في شهر يناير أونلاين، بتنظيم «جالينا» وهي دراماتورج المشروع، وتولت مهمة تدريب الراقصين ومناقشتهم في الأفكار، ثم انطلقت التجربة في بلغاريا والأردن في شهر مايو، ثم عرض بمصر في شهر يونيه.
فالمشروع أكبر من كونه عرضا، فنحن سعينا لوضع بذرة ونواة للتبادل الثقافي بين منطقتنا العربية وأوروبا الشرقية، فهذه التجربة اتاحت للجميع التعرف على أشخاص مختلفين ومن دول أخرى، كما اتاحت للمهتمين بالتعرف على مهرجانات ومسابقات وفرص جديدة، فكانت التجربة بمثابة الجسر لتبادل الخبرات.
نحن في الوسط المسرحي  نواجه كثير من العقبات ونعاني من أزمات حقيقية وكبيرة، منها: أزمة الرقابة، أسعار المسارح، وكذلك تكتيف المبدع بفكرة الرقابة، التي جعلته لا يبدع ولا يخلق فن مميز، وهذا يؤثر بالسلب على جذب الجمهور، فالجمهور يحتاج إلى عروض حقيقية تجعلهم يسعون إلى مشاهدتها.
نرمين حبيب: التجربة مهمة ومختلفة، والإقامة في دول مغايرة تفتح الآفاق على أفكار جديدة 
بينما قالت  «نرمين حبيب»_مدربة رقص معاصر، أن المشروع كان يتحدث عن فكرة الخوف، فكان تعاونا فنيا بين 3 دول هم: بلغاريا، الأردن، مصر، وكان الهدف هو معرفة مدى تأثر العروض والراقصين بتغير عوامل البيئة.
فكانت التجربة إقامة فنية، مدتها في كل بلد 12 يوما، كنا نحاول أن نبعد عن العوامل الطبيعية والمعروفة لإقامة العروض المسرحية، فذهبنا في بلغاريا لنقيم التدريبات وسط النباتات الخضراء والزرع، وهكذا في الأردن ومصر، كنا نختار المكان المناسب. 
ومن اللحظة الأولى كنا نتشارك الأفكار، وبدأنا نأخذ كلمات ومفردات من حولنا كمفاتيح للحركة، وبالفعل بدأنا نشكل الحركة والأداء الذي سيقدم. 
تختلف ردود فعل المتلقي، كل حسب ثقافته.. ما هي ردود الفعل التي جاءتكم؟ 
عندما بدأنا في عرض التجربة، واجهنا ردود أفعال مختلفة، فالجمهور مثلا هنا في مصر، كان أكثر فضولا حول «ماذا بعد الخوف؟»، فالجمهور في مصر متفتح وواعي جدا، والمناقشة كانت ثرية حول عرض لم يتجاوز 20 دقيقة ، وهكذا في الأردن كان تقريبا 30 دقيقة، واستقبله الجمهور بثقافته المختلفة عن مصر وبلغاريا، أما في بلغاريا كان 40 دقيقة. 
وكانت هناك تفاصيل كثيرة بمثابة الخطوط العريضة، في تجربتنا في الثلاثة دول، مثلا اختبار الأصوات من حولنا وتأثيرها، وكذلك الايماءات الجسدية، واسقاطها علينا، وهناك ما يخص أماكن العرض، فنحن لم نصمم على مكان عرض بعينه، بالعكس كان هناك مرونة في اختيار مكان العرض، فاستطعنا أن نغذي بعضنا البعض بأفكار وخبرات متنوعة.
 


رانيا زينهم أبو بكر