المسرح المصري في فلسطين قبل نكبة 1948 (6) فرقة أولاد عكاشة في فلسطين

المسرح المصري في فلسطين قبل نكبة 1948 (6) فرقة أولاد عكاشة في فلسطين

العدد 684 صدر بتاريخ 5أكتوبر2020

في صيف عام 1925، أعلنت بعض الصحف المصرية – مثل الأهرام والسياسة – عن استعداد فرقة أولاد عكاشة أو «شركة ترقية التمثيل العربي» القيام برحلة إلى سورية وفلسطين، تستغرق 45 يوماً. كما أشارت الصحف بأن السفر سيكون يوم 13 يوليو، وأول عرض سيتم في «تياترو قطان» ببيروت يوم 16 يوليو، والمسرحية هي «عبد الرحمن الناصر». كما أعلنت الصحف أيضاً أن الفرقة بكامل أفرادها ستسافر، مع فريق الأوركسترا، لتقدم مجموعة من المسرحيات .. إلخ.
حاولت – في البداية - تتبع نشاط الفرقة في رحلتها هذه، دون جدوى!! فالصحف المصرية صمتت تماماً، لدرجة أنني ظننت أن الفرقة لم تسافر نهائياً، لولا جريدة «أبو الهول»، التي أشارت في أكتوبر 1925، أن فرقة عكاشة عادت من رحلتها في الشام، وأنها تستعد للموسم الجديد في مصر!! كما وجدت مجلة «المصور» في نوفمبر 1925، تقول: “ عاد جوق عكاشة من طوافه في سوريا، والخلاف ضارب أطنابه بين الإخوة الشركاء، وراجت إشاعات كثيرة عن حلّ الجوق أو انقسامه؛ ولكن لم يحدث شيء من ذلك، فقد وُجد من سعى في لم الشمل”.
وأخيراً وجدت مجلة «النيل» تسخر من توقيت سفر الفرقة إلى الشام في منتصف شهر يوليو 1925، لتقضي في بلاد الشام شهراً ونصف الشهر!! مما يعني أن الفرقة كانت موجودة في الشام قبل أسبوع واحد من اندلاع الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي، بقيادة سلطان باشا الأطرش!! وهذا يعني أن الفرقة لم تنجح في عروضها وسط أحداث هذه الثورة، وإن كانت عرضت بعضاً من عروضها، فإن الصحافة لم تهتم بها، وربما الجمهور أيضاً لم يحضرها بسبب اندلاع الثورة!! وكل ما أستطيع تأكيده أن الفرقة سافرت إلى بلاد الشام بالفعل، وأن فلسطين كانت ضمن البلاد التي زارتها وعرضت فيها، بناءً على الأخبار الشحيحة التي حصلت عليها.
الصحف الفلسطينية
هذا هو موقفي من رحلة الفرقة في صيف عام 1925، قبل أن أبحث الأمر في الصحف الفلسطينية، ومنها جريدة «فلسطين»، التي قالت في أوائل سبتمبر: “ علمنا أن جوق عكاشة المشهور سيحضر إلى هذا الثغر من حيفا نهار الثلاثاء من الأسبوع القادم، بعد أن صادف في حيفا من إقبال الجمهور عليه ما أخّره أسبوعاً كاملاً”.
أما جريدة «النفير»، فكتبت تحت عنوان «جوق عكاشة في حيفا»: “ مساء السبت الماضي قدم حيفا جوق عكاشة المشهور التابع لشركة ترقية التمثيل عائداً من رحلته السورية، بعد أن قضى عدة أيام في حلب ودمشق وبيروت، ومثّل على «مسرح بستان الانشراح» في الليلة الأولى رواية «عبد الرحمن الناصر». أجاد فيها الممثلون كل الإجادة، لدرجة كان يشعر كل من حضر أنه يرى حقائق راهنة محسوسة، وأنه موجود في الأندلس يراقب ما يجري في بلاط ملوكها. وبطل الرواية كان حضرة الممثل الكبير «عبد العزيز خليل»، الذي تقلد دور عبد الرحمن الناصر، وقد أظهر من العبقرية ما لم يبق زيادة لمستزيد من إعطاء التمثيل حقه في النظرات، والحركات، ولهجة الصوت، مما يتطلبه ذاك الدور من الحلم والعدل، والبطولة، والتأني، وحسن التدبير. حتى نسى الحضور إنهم في حفلة تمثيل، وأنهم يرون عبد العزيز خليل، بل ظنوا أنهم في حضرة السلطان عبد الرحمن الناصر! ولا بدع إذا خلب عبد العزيز قلوب وعقول أهالي حيفا، فقد خلب جلالة ملك مصر فؤاد الحالي لبه، عندما تقلد مرة في مصر دور محمد علي باشا، وفتح الستار عن تلك الهيبة والوقار، فوقف جلالة ملك مصر لاعتقاده أنه يقف أمام جد عائلته! وكانت المرة الأولى التي يقف بها ملك للممثل. وفي الجوق المذكور ممثلين مختارين، انتخبوا من جوقات عديدة في مصر، وهم يقومون بأدوارهم أحسن قيام. نخص بالذكر الأستاذ زكي عكاشة مدير الجوقة ومطربها، والأستاذ عبد الله، والشيخ عبد الحميد، ومحمد أفندي بهجت، ومحمد أفندي يوسف. أما السيدات فهن: سرينا إبراهيم، وعلية فوزي، وفي مقدمتهن السيدة فكتوريا موسى التي تقلدت دور الزهراء في الرواية المذكورة. وفي الليلة الثانية مُثلت رواية «شمشون ودليلة»، وفي الليلة الثالثة رواية «معروف الإسكافي»، وفي الليلة الرابعة رواية «عايدة»، وفي الليلة الخامسة «المشكلة الكبرى»، وفي الليلة السادسة رواية «التوبة». وكان الجمهور يزداد إقبالاً على حضور الروايات المذكورة حتى لم ينقص عدده عن الألفين في كل ليلة، وكانت الجوقة المذكورة تبهر الأبصار، وتشنف الأسماع، وتذهل العقول بحسن التمثيل والعبقرية المجسمة”.
في العام التالي
في يونية من العام التالي 1926، نشرت بعض الصحف المصرية – ومنها المقطم والأهرام – عدة إعلانات لفرقة عكاشة، بها تفاصيل لرحلة ستقوم بها إلى مدينة «حيفا» بفلسطين!! وأهم ما جاء في هذه الإعلانات، أن المسرح الذي ستعرض عليه الفرقة مسرحياتها بمدينة حيفا، هو تياترو «بستان الانشراح»! وعلى هذا المسرح ستقدم الفرقة “خمس حفلات متوالية غنائية موسيقية يتخللها مراقص شرقية بديعة جداً”. والجدير بالذكر إن جريدة «المقطم» ذكرت بعض التفاصيل المتعلقة بالمسرحيات التي ستُعرض، مثل قولها: “.. ويفتتح الجوق بالرواية الشرقية الهائلة، رواية بطل الشرق «طارق بن زياد»، التي تمثل مجد العرب وفخارهم وشهامتهم وانتصاراتهم ومكارمهم! وفي الليلة الثانية «غرام كليوباترا»، أوبرا غنائية موسيقية راقصة، كلها ألحان شجية! وفي الليلة الثالثة «صباح»، رواية مصرية موسيقية غنائية، تجعل المتفرج يهيم طرباً! وفي الليلة الرابعة «شمشون ودليلة» الرجل الجبار والمرأة الفاتنة، التي انتقمت بجمالها لأبناء جنسها! وفي الليلة الخامسة «عبد الرحمن الناصر»، ووقعت حوادثها في عهد الملك الناصر، وهي ذات حوادث مريعة! فإلى أهالي مدينة حيفا العامرة، انتهزوا هذه الفرصة، وشجعوا التمثيل العربي، واعملوا على رقي التمثيل في بلادكم، وكونوا قدوة حسنة للبلاد العربية، التي ستزورها أكبر فرقة مصرية”.
نجحت عروض الفرقة فنياً في فلسطين، ولكنها فشلت إدارياً بسبب أصحاب المسرح ومتعهدي العروض!! وقد نشر «إليا زكا» صاحب جريدة «النفير» في منتصف يونية 1926، مقالة كبيرة تحت عنوان «جوق عكاشة وشركاه»، شرح فيها كافة الأحداث، ومنها: إن الفرقة عرضت مسرحية «طارق بن زياد» على مسرح بستان الانشراح، واعترض الكاتب على اسم المسرحية، ووجه نظر الفرقة إلى أن المسرحية عنوانها الأصلي «فتح الأندلس»، وأن مؤلفها الأمير «شكيب أرسلان»، وكان الواجب على الفرقة ذكر ذلك في إعلاناتها! كما تحدث الكاتب عن أهمية الفرقة وعروضها، مما جعل الجمهور في أول ليلة عرض يصل إلى الألف، دفعوا مائة جنيه، دخلت جيوب أصحاب بستان الانشراح! ورغم ذلك خرج الجمهور غاضباً من سوء معاملة أصحاب البستان، وفي هذا الأمر قال الكاتب: “.. أما ضامني البستان الذين اعتدنا على فظاظتهم واعتناءهم بجمع المال فقط، دون الالتفات لراحة الجمهور. فقد زادوا تلك الليلة بكل ما تقدم ذكره، وبخلوا بالماء لدرجة أن خرج الجمهور ساخطاً حانقاً على هذه المعاملة”.
 وعندما تطرق الكاتب إلى التمثيل، قال: “.. لقد زاد الممثل الماهر الأستاذ عبد العزيز خليل، صاحب دور طارق بالغيظ والقسوة وسرعة الغضب والصراخ، حتى دك صوته في اليوم الثاني .... وفي الليلة الثانية مثلوا رواية «كليوباترا»، وكان الإقبال على هذه الرواية أقل من الأولى إلا أن الرواية كانت زاهية زاهرة. ولقد أجاد الأستاذ زكي عكاشة كل الإجادة بالتمثيل، ومثله الممثلة الماهرة الآنسة «علية فوزي»”. واختتم الكاتب مقالته بحديث طويل، نقتبس منه هذه الكلمات، التي تعكس لنا سبب كتابة المقالة، وسبب هجوم الكاتب على أصحاب البستان .. فقد قال الكاتب: “... أما أصحابنا ضامني البستان، فقد زادوا بالفظاظة والخشونة، حتى أنه وقف أحدهم بوجهنا يطالبنا بثمن التذكرة! مع أننا دُعينا من طرف الجوق! ودفعنا في الليلة الأولى ثمن ثلاث تذاكر”.
الرحلة الأخيرة
في عام 1934، كانت رحلة فرقة عكاشة الأخيرة إلى فلسطين، وتحديداً أيام إقامة «المعرض العربي في القدس»، الذي أشرنا إليه من قبل! فقد قامت جريدة «الجامعة العربية» الفلسطينية في إبريل، بنشر إعلان – تكرر نشره كثيراً في أعدادها – عنوانه «المعرض العربي الثاني في القدس»، جاء فيه الآتي: “ اعتباراً من 29 نيسان، ستمثل على مسرح المعرض العربي أكبر وأقدم وأقدر فرقة مصرية «عبد الله عكاشة»، روايات: عبد الرحمن الناصر، القضاء والقدر، طارق بن زياد، العباسة أخت الرشيد، علي بابا، القضية المشهورة، معروف الإسكافي، العفو القاتل. وسيطرب الجمهور أثناء بعض هذه الروايات الموسيقي المشهور، أمير الكمان الأستاذ «سامي الشوا»، كما أنه سيكون بين الفصول موسيقى وطرب .. هلموا لزيارة معرضكم ومشاهدة هذه الروايات العربية الخالدة”.
وفي مايو أعلنت الجريدة نفسها عن عروض الفرقة، مع إضافة أمور أخرى، تُعد مهمة في هذا التوقيت فيما يتعلق بسامي الشوا وإقامة سيرك للألعاب بجانب العروض المسرحية! وكان عنوان الإعلان «ملاهي المعرض العربي الممتاز»، ونصه يقول: “ برنامج عشر ليال: فرقة عبد الله عكاشة تأخرت يومين فقط وفيها 40 ممثلاً وممثلة و10 معاونين سيمثلون روايات: غانية الأندلس، عبد الرحمن الناصر، اليتيمان، زهرة الشاي، ملاك وشيطان، مصرع الزباء، القضاء والقدر. وبين الفصول موسيقى وطرب من قبل أمير الكمنجة بلا منازع. الأستاذ سامي الشوا، الذي سيظهر أول مرة على مسرح المعرض العربي بعد عودته من أميركا. وفي باحة المعرض أهم سيرك وأهم الألعاب المختلفة المدهشة من قبل أهم فرقة عرفت حتى الآن، 12 ممثلاً وممثلة – أدوات السيرك 10 سيارات تراك، موسيقى دار الأيتام الإسلامية تعزف كل يوم 7 و8 و9 مايس [مايو] ألعاب نارية هائلة وسيكون برنامج خاص للحفلات النهارية”.
جاءت فرقة عكاشة، ومثلت بالفعل على مسرح المعرض مسرحيات، منها «عبد الرحمن الناصر، وغانية الأندلس، وملاك وشيطان،». وكتب «منيف الحسيني» صاحب جريدة «الجامعة العربية» - التي تصدر في القدس – مقالة حماسية تحت عنوان «عبد الرحمن الناصر على مسرح المعرض»، أبان فيها أهمية هذه المسرحية من حيث موضوعها وتوقيت عرضها داخل المعرض من أجل تحقيق أهدافه!! لأن المعرض أقيم ضد أفعال (الانتداب/الاستعمار) البريطاني لفلسطين! وأشار أيضاً إلى الخيانات التي تحدث، موضحاً التشابه بين موضوع المسرحية المتعلق بضياع الأندلس، مسقطاً موضعها على فكرة احتمال ضياع فلسطين كما تخطط له بريطانيا الاستعمارية!! وهذا نص المقال:
“ مثلت فرقة الأستاذ الفنان عبد الله عكاشة ليلة أول أمس، رواية «عبد الرحمن الناصر» على مسرح المعرض العربي في القدس. ولسنا في حاجة هنا إلى أن نتحدث عن براعة الأستاذ عكاشة في فن التمثيل، فهو قد ضرب فيه بسهم وافر، وأحسن اختيار ممثلي فرقته وممثلاتها، وفي طليعتهم جميعاً السيدة «فيكتوريا موسى»، فتكونت لديه بذلك فرقة ممتازة راقية، تستطيع السير في الصف الأول، إذا ما سارت الفرق التمثيلية في القطر المصري. على أن الذي نريده هنا هو إرسال كلمة شكر لسعادة مدير المعرض العربي، الذي أتحف القدس بالاتفاق مع هذه الفرقة الطيبة، التي طالعتنا أمس بهذه الرواية التاريخية، التي هي صفحة من صفحات المجد العربي الإسلامي في الفردوس المفقود، أندلس الأمس وإسبانيا اليوم؛ حيث أقام العرب منائر للعلم والحضارة لا تزال أوروبا تستضيء بضوئها إلى اليوم. ورواية عبد الرحمن الناصر أحد خلفاء الأندلس البارزين في التاريخ، يجب أن تُمثّل في كل مدينة وقرية وزاوية من مدن وقرى وزوايا فلسطين، ويجب أن يطلع عليها كثير من الطبقات في فلسطين بل كلها! والحق يقال: فهي تأتي بنماذج عن البطولة والتضحية في سبيل الله والوطن، ومن ثم بنماذج عن الخيانة والجاسوسية ولؤم النفس والكفران بالنعمة، ومن ثم بنموذج بديع عن الزهد في أعلى الوظائف وأرفع المناصب، وفي الحياة نفسها في سبيل عدم الاعتراف بالسلطة الأجنبية وبمشروعية وجودها في البلاد، وقد كان الأسبانيون القدماء يعتبرون العرب في الأندلس فاتحين ودخلاء ومتسلطين يجب إقصاءهم عن البلاد الأندلسية مهما بذلوا من أرواح وأموال في سبيل ذلك الإقصاء. وبعد فقد لا يتسع المجال لكي نأتي على ذكر أبطال الرواية والتفصيل في موضوعاتهم التي مثلوها، ولكننا نقترح على إدارة المعرض العربي أن تبذل جهدها لدى فرقة الأستاذ عكاشة لتعيد تمثيل هذه الرواية على أن يحضرها أكبر عدد ممكن من مختلف طبقات فلسطين الذين قد تفيدهم عظات هذه الرواية في عراكهم القائم ضد الاستعمار والاستعماريين، بل وقد تفيد الجواسيس في معرفة مصيرهم الذي لا بد منه إذا لم يكن عاجلاً فآجلاً.
ولم ينس صاحب الجريدة الحديث عن «سامي الشوا» - المشارك بعزفه مع فرقة عكاشة في عروضها - فكتب عنه كلمة تحت عنوان «أمير الكمان»، قال فيها: “ وصل إلى القدس بقطار مصر صباح يوم الجمعة أمير الكمان الفنان النابغة الأستاذ سامي الشوا، وقد استقبل على المحطة بحفاوة بالغة وانهالت عليه دعوات التكريم. وقد أقيمت ليلة أمس حفلة ممتازة على مسرح المعرض العربي، أطرب فيها الأستاذ الشوا الجمهور المحتشد بألحان كمانه الشجية، وتغاريدها الملائكية، وذلك خلال رواية «زهرة الشاي» التي مثلتها فرقة الأستاذ عبد الله عكاشة، وصادفت نجاحاً عظيماً. ولا حاجة بنا إلى حث الجمهور على سماع تغاريد كمان الأستاذ الشوا، فهو أشهر من أن يعزف، وقد سبق لهذه الكمان أن فعلت فعلها السحري في نفوس أهالي فلسطين”.
كارثة طبريا
حلت كارثة بطبريا يوم الاثنين الموافق 14 مايو 1934، تحدثت عنها كل الصحف الفلسطينية، ومنها جريدة «الصراط المستقيم» في مقالتها المنشورة يوم 17 مايو، والمعنونة بـ«كارثة طبريا المنكوبة»، جاء فيها: رزئت طبريا رزءاً أليماً يقطع القلوب، ويفتت الأكباد! إذ انفجرت سحابة غير مرتفعة، فسقطت مياهها دفعة واحدة على الجبال، وأخذت سيولها الجارفة تجتاح في طريقها الناس، والبضائع، والبيوت. وقد ظلت طبريا على هذا الحال يومين كاملين، وظهر أن عدد المتوفين 27 قتيلاً وغريقاً و40 جريحاً، هذا غير المفقودين الذين غمرتهم السيول، فلم يظهر لهم أثر بعد .. أما الخسارة في الأملاك والبضائع فقط قدرها العارفون بنصف مليون جنيه. وأصبحت جميع نواحي طبريا مغمورة .. وأصبح أكثر من ثمانمائة عائلة بلا مأوي، وحالة الأهلين نساءً ورجالاً تفتت الأكباد وتستدر الدموع من المآقي. وقد انهالت تبرعات أهالي فلسطين على المنكوبين من كل حدب وصوب .. ولا تزال الجمعيات والهيئات الوطنية تواصل الدعوة إلى ضرورة مواصلة التبرعات للمنكوبين، جزى الله المحسنين خير الجزاء.
لم تقف فرقة عكاشة مكتوفة الأيدي أمام هذه الكارثة، فخصصت للمنكوبين ريع عرض مسرحي خاص، هو آخر عرض لفرقة عكاشة في آخر زيارة لها لفلسطين!! وهذا العرض أعلنت عنه جريدة «الجامعة العربية»، قائلة: “ حفلة خاصة لمنفعة منكوبي طبريا العرب على مسرح المعرض العربي، رواية «كوثر» الشهيرة، مساء الجمعة في 18 مايس [مايو]، تقوم بتمثيلها فرقة عبد الله عكاشة وفكتوريا موسى، وعلاوة على رواية «كوثر» ستمثل رواية كشكشية مضحكة، وبين الفصول طرب وموسيقى ورقص. ورغبة في تأمين استفادة المنكوبين جعلت الأسعار: درجة أولى 20 غرشاً، درجة ثانية 15 غرشاً، درجة ثالثة 10 غروش”.


سيد علي إسماعيل