رجاء حسين..سيدة الإبداع المتوهج

رجاء حسين..سيدة الإبداع المتوهج

العدد 682 صدر بتاريخ 21سبتمبر2020

سعادتي لا توصف بتكريم الفنانة رجاء حسين بفعاليات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي»، وذلك بالرغم من رفضي الشديد لتكرار التكريم من خلال نفس المهرجان، حيث سبق وأن تم تكريمها خلال الدورة الثانية والعشرين (أي منذ خمسة دورات فقط) ولكننا بالطبع لا نملك إلا ذاكرة السمكة!! ولكن سبب سعادتي يعود إلى تقديري الكبير وإعجابي الشديد بهذه الفنانة القديرة. فما أجمل أن يكتب الناقد عن من يحبه ويحظى باحترامه وتقديره، خاصة وأنها قد اجتهدت كثيرا لتحقيق مكانتها الفنية. لقد شهدت عن قرب مدى اهتمامها الدائم بجميع التفاصيل وعشقها الحقيقي للفن، ومدى احتفاظها بروح الهواية الصادقة، ولعل أكبر دليل على ذلك أن هذه المبدعة المتوهجة والمتألقة دوما والتي جسدت مئات الأدوار الدرامية بتميز ومهارة شهد لها بها الجميع لم تقنع - وككل فنان حقيقي - بما قدمته حتى الآن، فهي دائما تسعى للتجويد وتبحث عن الفرص الجديدة، والأدوار التي تدخلها في تحدي مع الذات. 
ومما لاشك فيه أن الفنانة رجاء حسين قامة وقيمة فنية سامية، ولا يمكن لأحد أن يختلف عن مكانتها المسرحية الرفيعة، فهي إحدى سيدات المسرح المصري اللاتي استطعن المشاركة في إثراء مسيرته بموهبتهن وثقافتهن وخبراتهن ودأبهن. وبالتالي فهي جديرة حقا بكل التكريم، ونموذج مشرف يجب أن يحتذى من الأجيال التالية، وتعد نموذجا عمليا لقدرة الفنانات على تحقيق النجاح والتألق مع الإلتزام الكامل، فمسيرتها الفنية مسيرة عطرة ومثمرة ومثال جيد ورائع للجودة والعطاء. 
الفنانة القديرة رجاء حسين (وأسمها بشهادة الميلاد: عيشة حسين إسماعيل) من مواليد محافظة القليوبية في السابع من نوفمبر عام 1937. وقد بدأت هوايتها للتمثيل من خلال المسرح المدرسي، وبالتحديد خلال فترة الدراسة الثانوية بمدرسة «طنطا الثانوية للبنات». وقد حرصت بعد ذلك على صقل موهبتها بالدراسة، فالتحقت بالمعهد «العالي للفنون المسرحية» الذي تخرجت فيه عام 1959 ضمن دفعة ضمت مجموعة من الموهوبين الذين حققوا نجوميتهم بعد ذلك ومن بينهم: عزت العلايلي، عايدة عبد العزيز، عبد الرحمن أبو زهرة، إبراهيم الشامي، عبد السلام محمد، والمخرج التلفزيوني أحمد توفيق، ومخرجي الإذاعة مصطفى الشريف وإسلام فارس.
كانت بدايتها الفنية من خلال انضمامها إلى فرقة «المسرح الشعبي» عام 1957، وذلك قبل التحاقها بفرقة «الريحاني» عام 1958، ثم تعيينها بفرقة «المسرح القومي» بعد حصولها على بكالوريوس «المعهد العالي للتمثيل» عام 1959.
ويحسب لها نجاحها في لفت الأنظار إلى موهبتها وإثبات وجودها الفني مبكرا، ولعل ذلك يرجع لعدة عوامل أساسية يمكن إجمالها في النقاط التالية: موهبتها المؤكدة، صقلها لموهبتها بالدراسة، تعاونها منذ البدايات مع بعض القمم الفنية (كالرائد زكي طليمات، فتوح نشاطي، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، حمدي غيث)، الاستفادة من عملها بكبرى الفرق المسرحية (المسرح الشعبي، الريحاني، المسرح القومي)، الدأب والإصرار على تحقيق النجاح والتميز، وذلك بخلاف قدرتها الرائعة على الالتزام الفني والانضباط بالمواعيد، وكذلك على خلق جو من الألفة والمحبة بين جميع العاملين، فهي بالفعل انسانة معطاءة بشوشة ومحبة لكل من حولها. وهي بحق نموذج مشرف للفنانة المصرية - أو العربية - الموهوبة والمثقفة، أو للمرأة المصرية والعربية بصفة عامة، ورمزا للإلتزام الفني والأخلاقي ولسمو ورقي التعاملات الانسانية.  
والفنانة المبدعة رجاء حسين عمرها الفني قد تجاوز الخمسين عاما، وقد استطاعت خلاله أن تحفر لنفسها خلاله مكانة خاصة في قلوب الجمهور بأدائها العبقري المتميز الذي لم يكن إلا تجسيدا واقعيا لشخصية الفتاة أو المرأة المصرية الأصيلة، خاصة وأنها تتميز بوجه مصري أصيل شرقي السمات، يمكننا بسهولة أن نلمح في تفاصيله الأصالة المصرية، وذلك بخلاف بعض السمات التي تميزها وتجعلها تأسر القلوب بسرعة خاطفة، ولعل من أهمها قدرتها على التعبير عن مختلف المشاعر، وتوظيف مفرداتها الفنية المختلفة ومن بينها اللياقة الحركية مع التمتع بعذوبة الصوت ذو النبرات المتميزة، مع قدرتها على تقديم الأداء المعبر والتلوين النغمي الذي ينجح في شد انتباهنا ويمتعنا بصداه الجميل. وبصفة عامة يتميز أداؤها بالصدق والطبيعية، خاصة بعدما أمدتها ثقافتها ودراستها وخبراتها الطويلة بوعي وحساسية في تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، وبالتالي يمكن وصف أدائها بالسهل الممتنع، سواء في أدائها للأدوار باللغة العربية الفصحى بالنصوص العالمية المترجمة أو الأعمال التاريخية والدينية الجادة أو في أدائها للأدوار الاجتماعية الخفيفية التي تتسم بخفة الظل والقدرة على رسم الابتسامة أو تفجير الضحكات، وأداؤها بصفة عامة يتسم بالقدرة على ضبط المشاعر والتحكم في الانفعال، مع لمسة خفيفة من الأداء المسرحي الرصين، خاصة وقد ظل المسرح هو مجال عشقها الأول والأساسي الذي تستمتع بالوقوف على خشباته والتبتل في محرابه.
وبصفة عامة يحسب للفنانة رجاء حسين عدم مشاركتها إلا بأداء تلك الأدوار التي استطاعت من خلالها تأكيد موهبتها وقدراتها الفنية وتضيف إلى رصيدها الفني. وبخلاف ما سبق يحسب لها أيضا إجادتها للتمثيل الكوميدي بنفس درجة إجادتها للتمثيل التراجيدي ولعل أوضح الأمثلة على مهاراتها في الأداء الكوميدي مشاركتها ببطولة بعض العروض الكوميدية سواء بفرق مسارح الدولة أو ببعض الفرق الخاصة ومن بين هذه العروض على سبيل المثال بمسارح الدولة: مقالب سكابان، عازب وثلاث عوانس، غبي في الفضاء، عسكر وحرامية، قسمتي، وكذلك بالفرق الخاصة: الصول والحرامي، نحن نشكر الظروف، إمبراطور يبحث عن وظيفة، كذلك شاركت أيضا بأداء بعض الأدوار الكوميدية بالدراما التلفزيونية ومن بينها: الزواج على طريقتي، حكايات المدندش، شباب رايق جدا، خلي بالك من حاحا، عايزة أتجوز، كما يحسب لها إجادتها وتميزها في تمثيل الأدوار العالمية باللغة العربية الفصحى بنفس درجة إجادتها لتمثيل أدوار بنت البلد باللهجة العامية الدارجة.
ويذكر أن أسم الفنانة القديرة رجاء حسين قد بدأ يبرز ويلمع ويحقق لها الجماهيرية من خلال مشاركاتها ببطولة بعض المسلسلات التلفزيونية، ومازالت ذاكرة المشاهدين تحتفظ لها بمشاركاتها بأداء بعض الأدوار المتميزة والرئيسة ببعض المسلسلات المهمة ومن بينها على سبيل المثال: أحلام الفتى الطائر (نعيمة)، الشهد والدموع (إحسان رضوان)، رحلة أبو العلا البشري، المال والبنون (الحاجة فوقية)، ذئاب الجبل (والدة نورا)، زيزنيا (أم العربي)، عايزة أتجوز (الجدة). ويحسب لهذه الفنانة المبدعة من خلال تلك الأعمال مشاركتها لكبار النجوم، فنجحت في إسعادنا بتلك المبارايات في فن الأداء التمثيلي بينهم، كما يحسب لها أيضا ذلك التنوع الكبير في الأدوار الذي حرصت على تحقيقه، فجسدت من خلالها عدة نماذج للمرأة المثقفة، وللمرأة الكادحة سواء ريفية أو صعيدية، وكذلك جسدت بعض أدوار الشر وبنفس مهارة وكفاءة تجسيدها لأدوار الأم الطيبة الحنون أو المرأة المسالمة والمرأة المطحونة.
والمسيرة  الفنية لهذه الفنانة القديرة تؤكد تلك المقولة الشهيرة: «ليس هناك دور كبير أو صغير، ولكن هناك فنان كبير وفنان صغير»،  فقد يدهش القارئ إذا سجلنا حقيقة أن أدوار البطولة المطلقة لم تتاح لها خلال مسيرتها الفنية إلا بعدد محدود جدا من الأعمال، ولكنها مع ذلك كانت بطلة متوجة ونجمة متألقة بجميع أدوارها، ولعل أكبر دليل على ذلك مشاركتها الثرية مع العملاقة أمينة رزق في تقديم كل منهما لمشهد قصير بفيلم «أريد حلا» مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، لينجح الفيلم جماهيريا وأدبيا، وتحظى القديرة رجاء حسين بإعجاب الجمهور وإشادات النقاد وأيضا ببعض الجوائز.
هذا ويسجل التاريخ الفني لها أنها لم تتصارع يوما للحصول على فرصة، ولم تختلف يوما وتثير المشكلات حول كيفية كتابة اسمها بالدعاية أو على ترتيب التحية للجمهور، كما أنها لم ترتبط بمؤلف ليكتب لها الأدوار أو بمخرج ليرشحها للبطولات، ومع ذلك نجحت في أثبات قدراتها وحفر مكانة خاصة لاسمها. فهي لم تخش من الوقوف أمام كبار عمالقة الفن، وذلك لأنها تؤمن بموهبتها وقدراتها وإيمانها بأهمية البطولات الجماعية، هي بالفعل عصب متوهج ووتر فني شداد يرتفع بأداء كل من يقف أمامه، وقد استطاعت بمهارة أن تتقمص مختلف الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وتؤدي أدوار الفلاحة والصعيدية بنفس كفاءة ومهارة تجسيدها لنماذج الفتاة والمرأة المصرية من الطبقتين الشعبية والمتوسطة أو شخصية المرأة الارستقراطية.
وجدير بالذكر أنها الشقيقة الكبرى للفنانة الراحلة ناهد حسين، وأنها قد تزوجت في فترة مبكرة من الفنان سيف الدين عبد الرحمن، وأنجبا ابنة وابن، والابن كريم سيف رحمه الله كان عميدا أركان حرب بالقوات المسلحة، وقد استشهد عام 2014. 
ويمكن تصنيف مشاركاتها الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية مع مراعاة التسلسل الزمني كما يلي:
أولا: مشاركاتها المسرحية:
يظل المسرح بيتها الرئيسي وملعبها الأساسي - خاصة فرقة «المسرح القومي» - التي قدمت من خلاله عددا كبيرا من الشخصيات الدرامية التي عاشت في ذاكرتنا ووجداننا، ويحسب لها مشاركتها في بطولة ما يقرب من ثلاثين مسرحية. ويمكن تسجيل ملاحظة هامة في هذا الصدد وهي حرصها الشديد طوال مشوارها المسرحي على تنوع أدوارها، وعلى سبيل المثال استطاعت أن تجيد في أداء بعض الأدوار العالمية مثل أدوارها بمسرحيات: مقالب سكابان، الضفادع، دون جوان، بيت برنارد ألبا، مشهد من الجسر، تاجر البندقية، دائرة الطباشير القوقازية، المهاجر، كذلك أجادت في تشخيص عددا كبيرا من الشخصيات المحلية ومن بينها أدوارها في مسرحيات سعد الدين وهبة: المحروسة، كفر البطيخ، كوبري الناموس، سكة السلامة، ومسرحيات نعمان عاشور: عيلة الدوغري، مولد وصاحبه غايب،، وألفريد فرج: النار والزيتون، ومسرحية رشاد رشدي: رحلة خارج السور، ويوسف إدريس: الفرافير، ورائعة نجيب محفوظ: بداية ونهاية. 
ويستطيع الناقد المتخصص أن يرصد ويسجل لها مدى مهاراتها في أداء مختلف الأدوار، حتى أن تلك الشخصيات الدرامية التي أجادت في أدائها مسرحيا قد ارتبطت في الأذهان بتجسيدها لها، وهذا وحده دليل كبير على النجاح والتوفيق، فهي على سبيل المثال: «عائشة» الأخت الصغرى بعيلة الدوغري، «سامية» بمسرحية في بيتنا رجل، «كريمة» زوجة رشوان بالسبنسة، «نادية» بالمحروسة (نادية)، «أفندية» مطلقة خميس» بكوبري الناموس، «إلهام» الزوجة الخائنة في سكة السلامة، «زوجة الفرفور» بالفرافير، «محاسن» في رحلة خارج السور، «ناتالي» في النار والزيتون، «نفيسة» ببداية ونهاية (1976)، «شربات» في قسمتي، «ميمي» الموظفة ذات النفوذ بعسكر وحرامية، «جيسيكا» ابنة شايلوك بتاجر البندقية، «كاترين» في مشهد على الجسر، «مارتيريو» في بيت برنارد ألبا، «ماريا» في المهاجر. 
هذا ويمكن تصنيف مجموعة مشاركاتها المسرحية طبقا لاختلاف الفرق والجهات الانتاجية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
- بفرقة «المسرح الشعبي»: وراء الأفق، صلاح الدين الأيوبي، شعب الله المختار(1957).
- بفرقة «المسرح القومي»: مقالب سكابان (1955)، الناس إللي فوق (1958)، العشرة الطيبة، بيت من زجاج، صنف الحريم، عودة الشباب (1959)، اللحظة الحرجة، في بيتنا رجل (1960)، المحروسة، دون جوان (1961)، كفر البطيخ، عيلة الدوغري، بيت برنارد ألبا، السبنسة (1962)، مشهد من الجسر، تاجر البندقية، كوبري الناموس (1963)، رحلة خارج السور، الفرافير (1964)، سكة السلامة (1965)، بير السلم (1966)، كوابيس في الكواليس (1967)، دائرة الطباشير القوقازية (1986)، النار والزيتون، حجة الوداع (1970)، غبي في الفضاء (1972)، النسر الأحمر (1975)، بداية ونهاية (1976)، المهاجر (1981). 
- بفرقة «مسرح الجيب»: الضفادع (1965)، عازب وثلاث عوانس (1972).
- بفرقة «المسرح الكوميدي»: عسكر وحرامية (1966)، قسمتي (1982)، مولد وصاحبه غايب (الكوميدي 1985).
- بفرق أخرى لمسارح الدولة: الحرب والسلام (وزارة الثقافة - 1974)، حفلة طلاق (الحديث - 1977)، إمبراطور يبحث عن وظيفة (التلفزيون - 1989)، والأداء الصوتي بمسرحية الرحلة العجيبة (القاهرة للعرائس - 1999).
وقد أتيح لها من خلال الأعمال المسرحية السابقة فرصة التعاون مع نخبة متميزة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل من بينهم الأساتذة: زكي طليمات، فتوح نشاطي، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، حمدي غيث، كمال يس، نور الدمرداش، كمال حسين، سعيد أبو بكر، سعد أردش، د.كمال عيد، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، حسن عبد السلام، السيد راضي، أحمد زكي، سمير العصفوري، عبد الغفار عودة، د.هاني مطاوع، زغلول الصيفي، محمد صبحي، رشاد عثمان، د.عوض محمد عوض، فتحي الحكيم، نبيل أمين.
- بفرق «القطاع الخاص»: يا مالك قلبي بالمعروف (المدبوليزم - 1979)، باي باي كمبورة (الفنانين المصرييين - 1980)، نحن نشكر الظروف (مصر المسرحية - 1987)، الصول والحرامي (النيل - 1987)، العصمة في إيد حماتي (مصورة -1995).  
ثانيا: أعمالها السينمائية:
للأسف لم تستطع السينما الاستفادة من موهبة وقدرات هذه الفنانة القديرة بمنحها فرصة البطولة المطلقة، وذلك بالرغم من مشاركتها لكبار النجوم في أداء الأدوار الرئيسة والأدوار الثانوية المؤثرة دراميا فيما يقرب من خمسة وثلاثين فيلما خلال الفترة من عام 1960 وحتى الآن - وهو عدد لا يعد صغيرا ولكنه مع ذلك لا يتناسب مع حجم موهبتها وخبراتها - وقد استطاعت أن تضع بصمة قوية من خلالها. وتتضمن قائمة مشاركاتها السينمائية الأفلام التالية: مال ونساء (1960)، حياتي هي الثمن، الليالي الدافئة، الخرساء (1961)، الدخيل (1967)، ملكة الليل (1971)، العصفور (1972)، الشوارع الخلفية (1974)، أريد حلا (1975)، عودة الابن الضال (1976)، أفواه وأرانب (1977)، المتوحشة (1979)، حدوتة مصرية (1982)، قبل الوصول لسن الانتحار، أبناء وقتلة (1987)، نشاطركم الأفراح (1988)، اسكندرية كمان وكمان، الطقم المدهب (1990)، امرأة آيلة للسقوط (1992)، أحلام صغيرة، سباق مع الزمن (1993)، أسوار الحب (1995)، اتفرج يا سلام (2001)، عائلة ميكي (2010)، نوارة (2015)، يوم للستات (2016)، وذلك بخلاف بعض الأفلام الأخرى سواء للتلفزيون أو أفلام تسجيلية ومن بينها: صاحب الصورة، دكتوراه مع مرتبة الشرف، التراب الأحمر، مطلقة خميس، خارج الحدود. 
ويمكن من خلال قائمة الأفلام السابقة رصد تعاونها مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: هنري بركات، حسن الإمام، يوسف شاهين، حسن رمزي، كمال عطية، نور الدمرداش، إبراهيم الشقنقيري، شفيق شامية، محمد عبد العزيز، سعيد مرزوق، سمير سيف، عاطف الطيب، مدحت السباعي، محمد كامل القليوبي، ناجي رياض، خالد الحجر، كاملة أبو ذكري، هالة خليل، أكرم فريد، أحمد نادر.
ثالثا: أهم المسلسلات والسهرات التلفزيونية: 
أتاحت الدراما التليفزيونية الفرصة كاملة للفنانة رجاء حسين لتجسيد عدة شخصيات درامية متنوعة، حيث شاركت فيما يقرب من مائة مسلسل تلفزيوني، وقد تضمنت قائمة مساهماتها الأعمال التالية: أمر إزالة، أدهم، رجل آيل للسقوط، أم البنات، هنداوي، أمواج لا تصل لشاطئ، البريمو، الليل والقمر، ليالي الغضب، خيال المآتة، على باب زويلة، اللص والكلاب، شجرة اللبلاب، الوسادة الخالية، مهلا أيها العمر، أوكازيون، اللعبة المجنونة، زواج لنصف قرن، مارد الجبل، أحلام الفتى الطائر، مفتش المباحث، الآنسة، الشهد والدموع، الجزار الشاعر، ألف ليلة وليلة (عروس البحور)، فوازير المناسبات، رحلة أبو العلا البشري، برج الأكابر، ع الأصل دور، مخلوق اسمه المرأة، بين ثلاثة، العودة، المال والبنون، ذئاب الجبل، كلام رجالة، مرايا الحب، الزواج على طريقتي، زيزينيا، شباب رايق جدا، أسير بلا قيود، زيارة السيد خميس، زي القمر، الكومي، لدواعي أمنية، السيرة العاشورية، تعالى نحلم ببكره، يا ورد مين يشتريك، كارنتينا، ريا وسكينة، زهور شتوية، أين ذهب الحب، سوق الخضار، أزهار، نافذة على العالم، حكايات المدندش، قمر، حكايات بنعيشها هالة والمستخبي، عايزة أتجوز، خلي بالك من حاحا، حساب السنين، ابن تيمية، لا إله إلا الله، وذلك بالإضافة إلى مشاركتها فيما يقرب من ثلاثين تمثيلية وسهرة درامية من بينها السهرات التلفزيونية التالية: لحظات عمر هاربة، استقالة وزير، لا عزاء للأقارب، عاشق الربابة، اللحظات الأخيرة.
رابعا: أهم الأعمال الإذاعية: 
تتميز الفنانة رجاء حسين بنبرات صوتها الرصين المتميزة التي لا تخطئها الأذن وبمخارج ألفاظها السليمة، وأيضا بإجادتها التامة لفن الإلقاء مع إلتزامها الكامل بجميع قواعد النحو، كما يحسب لها مهارتها في للتمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس كفاءة تمثيلها باللهجة العامية، لذا كان من المنطقي أن تقوم بتركيز بعض جهودها في الأعمال الإذاعية، لتساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببطولة وأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد كبير من الأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن نصف قرن، شاركت خلاله ببطولة عدد كبير من المسلسلات الإجتماعية والتاريخية والدينية، ولكن للأسف يصعب حصر جميع مشاركاتها الإذاعية (في غياب القوائم والفهارس الأرشيفية) نظرا لأننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية !!، وتضم قائمة مشاركاتها الإذاعية فقط على سبيل المثال: شلة الأنس، سيد درويش، مذكرات زوج، وصية أب، الحب دائما، وتمضي الأيام، لحظة صدق، مزيكا وبولوتيكا، قصة شتاء، كلاب الحراسة، قشرة موز، عفوا زوجتي العزيزة، عابد المداح، زهرة الياسمين، سبع الليل، رز الملايكة، رغبات مشبوهة، حكم الزمن، رجل تحت الصفر، بنت من الريف، حارة اللقمة الهنية، العزوة، الشريك المخالف، الراقصون على النار، التالتة تابتة، أبو سريع عامل خنفس، آباء وتلامذة، ابتسامة في بحر الدموع، عودة ريا وسكينة، كفر نعمة، العمر لحظة، هذا الوجه الآخر، قارئة الفنجان، الجريمة المزدوجة، الخطة رقم 13، أبو عرام، أغرب القضايا. 
التكريم والجوائز:
كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية للفنانة القديرة رجاء حسين بحصولها على العديد من الجوائز والدروع ومن أهمها:
جائزة أحسن ممثلة دور ثانى عن فيلم «أريد حلا” عام 1975.
جائزة النقاد لأفضل ممثلة عن دورها فى “عودة الابن الضال” عام 1976.
جائزة أحسن ممثلة دور ثانى عن فيلم «أفواه وأرانب” عام 1977.
جائزة المهرجان والنقاد لأفضل ممثلة عن دورها فى “حدوتة مصرية” عام 1982.
- تم اختيار أربعة أفلام مهمة شاركت في بطولتها ضمن قائمة أفضل مئة فيلم باستفتاء الجمهور والنقاد الذي أجري عام 1996، وذلك بالرغم من أن الاستفتاء تم إعداده مبكرا (وبالتحديد قبل خمسة وخمسين عاما تقريبا)، وبالتالي لم تتضمن مشاركاتها السينمائية بمرحلة نضجها الفني التي قدمت خلالها عددا من الأفلام المتميزة - وقد تضمنت قائمة الأفلام الأربعة طبقا لترتيبها بالقائمة: أريد حلا (21)، العصفور (45)، عودة الإبن الضال (51)، حدوتة مصرية (84).
وذلك بخلاف تكريمها بعدد كبير من المهرجانات السينمائية والمسرحية والتليفزيونية المحلية والدولية ومن بينها:
مهرجان “المسرح العربي” (الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح) بدورته الثالثة مارس عام 2004.
بالدورة  الثانية والعشرين لمهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي” عام 2010 عن مجمل أعمالها المسرحية.
تكريم الأمهات المثاليات بمناسبة “عيد الأم” وذلك على هامش الدورة الثالثة لمهرجان “الأقصر للسينما الأفريقية” عام 2014 (مع المخرجة إنعام محمد علي).
تكريم قطاع الإنتاج الثقافى برئاسة الفنان خالد جلال لأمهات الدراما المصرية فى عيد الأم 21 مارس عام 2016، ومن بينهن الفنانة القديرة عايدة عبد العزيز.
 بفعاليات الدورة السابعة عشر لمهرجان «مسرح الهواة» عام 2019 الذي تنظمه «الهيئة العامة لقصور الثقافة».
وأخيرا أدعو الله أن يمد في عمر هذه الفنانة القديرة لتستمر في تقديم إبداعاتها وإسعادنا دائما بصدق مشاعرها وحساسية أدائها وبراعة تجسيدها لمختلف الشخصيات. 


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏