العدد 681 صدر بتاريخ 14سبتمبر2020
الفنانة القديرة عايدة كامل التي رحلت عن عالمنا يوم الأحد الموافق 6 أكتوبر (2020) أيقونة متميزة من أيقونات الفن الجميل، ونموذج مشرف للفنانة العربية التي تجمع بين الموهبة الأصيلة والثقافة الحقيقية والدراسة الأكاديمية، وهي قامة انسانية سامية وقيمة فنية راقية ورمز من رموز قوتنا الناعمة التي نفتخر بها، ولا يمكن لأحد أن يختلف عن مكانتها الفنية المتميزة في حياتنا الفنية، ويكفي أن نذكر لها مساهمتها الإبداعية في إثراء حياتنا الفنية بعدد كبير من الأعمال المتميزة في مختلف القنوات الفنية (المسرح، الإذاعة، السينما، التلفزيون) بصدق مشاعرها ورهافة حسها وخبراتها الكبيرة وبصوتها الجميل المعبر الذي نتشوق دائما لسماعه. وهي مواليد مدينة «القاهرة» لأسرة تعود جذورها لمدينة «الفيوم»، وقد توفي والدها – الذي يعمل بالمحاماة – قبل أن تبلغ العاشرة من عمرها، كما توفيت والدتها قبل أن تبلغ عمر الخامسة عشر لتستكمل مشوراها الفني الذي اختاره لها القدر بمفردها وبكل إصرار وتحدي. وقد ظهرت موهبتها الفنية مبكرا وبالتحديد من خلال المسرح المدرسي أثناء فترة الدراسة الإبتدائية، وكانت بدايتها الفنية حينما شاهدها الفنان حسين فياض – وهي لم تبلغ بعد الثانية عشر – بأحد عروض المسرح المدرسي، وبخبرة الفنان وعينيه المدربة شعر بموهبتها المتفجرة، فقدمها للإذاعي الكبير محمد محمود شعبان (الشهير باسم «بابا شارو»)، والذي منحها فورا فرصة المشاركة ببرنامجه الإذاعي الشهير للأطفال («بابا شارو»). ومنذ ذلك الوقت استمرت وبصفة منتظمة في العمل بالإذاعة، بعدما عشقت الوقوف أمام «الميكروفون» ونجحت في الانتقال بسلاسة من المشاركة ببرامج الأطفال إلى المشاركة بالتمثيل والقيام بالبطولات في ألاف المسلسلات والبرامج، لتصبح مع نخبة قليلة من أهم الأصوات الإذاعية المتميزة جدا، وهي تلك الأصوات التي تضمنتها قائمة أشهر عشر أصوات إذاعية (التي أطلق عليها قائمة المحظوظين) والتي تم تكريم أصحابها بالعيد الذهبي للإذاعة، والتي ضمت كل من الفنانين: رفيعة الشال، زوزو نبيل، عزيزة حلمي، نادية رفيق، صلاح منصور، محمد علوان، محمود عزمي، لطفي عبد الحميد، فؤاد المهندس.
وتعد الفنانة القديرة عايدة كامل نموذجا مثاليا وجيدا لكيفية صقل الموهبة الحقيقية بكل من الدراسة والخبرات، فبالرغم من بداية مسيرتها الفنية المبكرة جدا من خلال برامج الأطفال بالإذاعة، ثم نجاحها وتألقها في الحياة العملية – خاصة من خلال الإذاعة ثم السينما – قامت باتخاذ أهم قرار لصقل موهبتها الفطرية بالدراسة الأكاديمية، وذلك حينما التحقت بالمعهد «العالي للتمثيل» والذي أتاح لها خلال فترة الدراسة فرصة التعرف على عالم جديد يضم نخبة من كبار الأساتذة الأكاديميين وفي مقدمتهم عميد المعهد آنذاك الفنان القدير زكي طليمات، وبالفعل تخرجت فيه عام 1954 بالحصول على درجة «دبلوم التمثيل» ضمن دفعة ضمت عدد من النجباء من بينهم: سناء جميل ونظيم شعراوي، وثلاثة تخصصوا في الإخراج بعد ذلك وهم: حسن عبد السلام. أحمد زكي، أحمد طنطاوي. وبعد التخرج بدأت حياتها المسرحية عمليا من خلال تلك الفرصة التي منحها لها أستاذها زكي طليمات عام 1956 للمشاركة بالتمثيل والرقص في مسرحية «يا ليل يا عين» من إنتاج فرقة «المسرح الغنائي» وبطولة نعيمة عاكف والمطربة شهرزاد والنجم الشاب (آنذاك) محمود رضا.
كان من المنطقي أن تنضم كباقي زملائها وزميلاتها من خريجي المعهد إلى «الفرقة المصرية الحديثة (المسرح القومي) ولكنها رفضت ذلك وفضلت الاحتفاظ بحريتها في اختيار الأدوار وعدم التقيد بالوظيفة، خاصة وأنها كانت تتقاضى ببعض الفرق الخاصة أكثر من ثلاثة أضعاف قيمة المرتب بفرقة الدولة، وذلك لمشاركتها بأدوار البطولة في أكبر فرقتين (فرقة رمسيس وفرقة إسماعيل يس على التوالي).
جدير بالذكر أنها تزوجت من زميلها الفنان القدير محمود عزمي عام 1960، وقد أسفر هذا الزواج عن انجاب أبنهما الوحيد د.هشام عزمي، الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة (رئيس قسم المكتبات وتقنية المعلومات) والمنتدب حاليا للعمل بوزارة الثقافة لشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.
المسيرة الفنية:
يحسب للفنانة المبدعة عايدة كامل ذلك التنوع الكبير في الأدوار التي جسدتها، والذي حرصت على تحقيقه طوال مشوارها الفني، فجسدت بأدائها المتميز الذي يتسم بالبساطة والطبيعية عدة نماذج للمرأة الأرستقراطية المتغطرسة، والمرأة العصرية المثقفة، وبنفس مهارة وكفاءة تجسيدها لأدوار المرأة الريفية أو المرأة المسالمة والمطحونة المغلوبة على أمرها، وبالتالي فقد كانت جميع أدوارها ما هي إلا تجسيدا واقعيا لشخصية المرأة المصرية الأصيلة بمختلف طبقاتها الإجتماعية، فاستطاعت بذلك أن تحفر لنفسها مكانة خاصة في قلوب الجمهور، خاصة وأنها تتميز بوجه مصري أصيل ومريح، يذكرنا على الفور بالأم أو بالشقيقة والزوجة أو بالزميلة المثقفة العصرية.
والمتتبع لمسيرتها الفنية يمكنه بسهولة أن يكشف ويرصد مدى حرصها المستمر طوال مسيرتها الفنية على تطوير أدائها من عمل فني لآخر، وكذلك مدى قدراتها السريعة على اكتساب الخبرات اللازمة للتعامل مع طبيعة وتقنيات كل قناة فنية (إذاعة مسرح سينما تلفزيون) وبما يتناسب مع طبيعة كل دور. ويمكن تصنيف مجموعة مشاركاتها الفنية طبقا لاختلاف طبيعة كل قناة من القنوات الفنية كما يلي:
أولا – الأعمال المسرحية:
ظل المسرح عشقها الأساسي وبيتها وملعبها الرئيسي الذي قدمت من خلاله عددا كبيرا من الشخصيات الدرامية التي عايشتها بكل الصدق، ويحسب لها بصفة عامة مشاركتها في بطولة ما يقرب من خمسة وعشرين مسرحية، شاركها البطولة من خلالها نخبة من كبار نجوم المسرح سواء بفرق القطاع الخاص أو بفرق مسارح الدولة. والحقيقة أن الحديث عن تجاربها المسرحية المتميزة لابد وأن يتطرق أيضا إلى مشاركتها في التجوال بالعروض، بالرغم من مشقة السفر واستنزافه للجهد والوقت دون عائد مادي موازي، ولكنها من واقع التزامها الفني وإيمانها بأهمية توسيع رقعة المشاهدة واكتساب جمهور جديد شاركت الفنان الكبير يوسف وهبي في جولاته بعروض فرقة «رمسيس» إلى عواصم ومدن بعض الأقطار الشقيقة (سوريا، لبنان، السودان، تونس، المغرب)، كذلك شاركت الفنان شكري سرحان التجوال بمسرحية «أزمة شرف» في عدد كبير من المحافظات في إطار خطة التجوال بعروض فرقة «المسرح المتجول».
ويمكن تصنيف مجموعة المسرحيات التي شاركت في بطولتها طبقا للتسلسل التاريخي وأيضا لاختلاف الفرق المسرحية كما يلي:
1 – الفرق الخاصة:
– «رمسيس» (خلال الفترة من 1957 – 1962): بيومي أفندي، الإستعراض العظيم، يا تلحقوني يا متلحقونيش، جوهرة، بنات الريف، أيام زمان، أعظم امرأة، الحلق اللولي ، المائدة الخضراء، راسبوتين، سيبك من الدنيا، القضية المشهورة، الرعب الدائم، كرسي الاعتراف، الأخرس.
– «إسماعيل يس» (خلال الفترة من 1962 – 1966): جوزي بيختشي، سهرة في الكراكون، عازب إلى الأبد، المجانين في نعيم، سفير هاكاباكا.
– فرقة «نعيم مصطفى»: خطف مراتي (1949)، حكاية جواز (1966).
– مهرجان «الضحك والدموع» بتونس: ضوء القمر، فردوس إلى الأبد (1981).
2 – فرق مسارح الدولة:
– «المسرح الكوميدي»: مصيدة للإيجار (1974).
– «المسرح الحديث»: الطفل المعجزة (1977).
– «المسرح المتجول»: أزمة شرف (1983)، ولاد الإيه (1984).
وتجدر الإشارة إلى تعاونها من خلال الأعمال المسرحية السابق ذكرها مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: زكي طليمات، يوسف وهبي، السيد بدير، نور الدمرداش، نعيم مصطفى، محمود عزمي، سمير العصفوري، عبد الغفار عودة، جمال الشيخ.
ثانيا – الأفلام السينمائية:
لم تستطع السينما الاستفادة بصورة كاملة من موهبة وقدرات هذه الفنانة القديرة فلم تمنحها فرصة البطولات المطلقة إلا فيما ندر، وذلك بالرغم من مشاركتها لكبار النجوم – فيما يقرب من أربعين فيلما – بأداء بعض الأدوار المحورية في عدد من الأفلام المهمة، والتي نجحت من خلالها في تأكيد موهبتها ومهاراتها ووضع بصمة قوية. وتضم قائمة أعمالها السينمائية الأفلام التالية: قبلني يا أبي (1947)، يحيا الفن (1948)، كرسي الإعتراف، على أد لحافك (1949)، أفراح، ست الحسن (1950)، ورد الغرام، وهيبة ملكة الغجر، طيش الشباب، تعال سلم (1951)، غلطة أب، سيدة القطار، الهوا مالوش دوا، على كيفك، السماء لا تنام، ما تقولش لحد، لحن الخلود (1952)، قطار الليل (1953)، بنت الجيران، الحياة الحب، دايما معاك، حدث ذات ليلة، رقصة الوداع، قلوب الناس (1954)، فجر (1955)، معجزة السماء (1956)، الطريق المسدود، الوسادة الخالية (1957)، إسماعيل يس في الطيران، موعد مع المجهول (1959)، أيام زمان (1963)، رحمة من السماء (1970)، رجال بلا ملامح (1972)، الحب والصمت (1973)، الأنثى والذئاب (1975)، اسكندرية ليه؟ ، على الموضة (1979).
وقد تعاونت من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة من كبار المبدعين في مقدمتهم الفنانين: أحمد بدرخان، نيازي مصطفى، هنري بركات، يوسف وهبي، صلاح أبو سيف، يوسف شاهين، عز الدين ذو الفقار، حسن حلمي، حلمي رفلة، أحمد كامل مرسي، إبراهيم عمارة، محمود ذو الفقار، عاطف سالم، حسن الإمام، فطين عبد الوهاب.
ثالثا: الأعمال الإذاعية:
ساهمت الفنانة عايدة كامل في إثراء الإذاعة المصرية بألاف البرامج والأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن نصف قرن ومن بينها المسلسلات التالية: ملاعيب علي الزيبق، الأرملة واللص، نزوات قاتلة، صيف عاصف جدا، الحب في بؤونه، طائرة العودة، البحث عن شمندل، المماليك، قمر الدين، أبو سريع، درس خصوصي جدا، الدكتور عصبي، عصفور الحب الوردي، الكنفاني، شيء من الخطر، صلاح الدين الأيوبي، أرملة وثلاث أزواج، أعلنت عليك الحب، مطلوب حرامي، النار والمرأة، أسرع مسلسل في العالم «لست في خطر» موعد ولقاء، النار والمرأة، الجمهور عاوز كده، وذلك بخلاف بعض البرامج المستمرة ومن بينها: عيلة مرزوق أفندي، أغرب القضايا، القاهرة والتاريخ، ماذا تفعل لو كنت مكاني؟، ما يعجبنيش، مع الله، المستوطنات، قطرات الندى، الدين والحياة، مسرح المنوعات، 46120 إذاعة، مع الأبرار.
وقد تعاونت من خلال مجموعة الأعمال السابقة مع نخبة من كبار المخرجين في مقدمتهم المبدعين: السيد بدير، محمد محمود شعبان (بابا شارو)، حافظ عبد الوهاب، مدحت زكي، يوسف الحطاب، يوسف حجازي، فتح الله الصفتي، محمد توفيق، محمود السباع، محمود يوسف، مصطفى أبو حطب، محمود مرسي، محمد عثمان، بهاء طاهر، هلال أبو عامر، الشريف خاطر، أمين بسيوني، علي عيسى، محمود شركس، محمد حامد، علي محمود، عبده دياب، علي فايق زغلول، إبراهيم الكردي، ضياء الدين بيبرس، باهر النحال، حسين الصعيدي، أحمد أبو زيد، أنور عبد العزيز، عصمت حمدي.
رابعا – الأعمال التلفزيونية:
كانت الفنانة عايدة كامل سعيدة الحظ جدا حيث عملت بالدراما التلفزيونية منذ بدايات البث التلفزيوني – بالتحديد في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي – وبالتالي فقد كانت نجمة من نجمات الرعيل الأول. وقد أتيح لها فرصة المشاركة في بطولة أول مسلسل تلفزيوني بعنوان «الحائرة»، وأول سهرة تلفزيونية بعنوان «قاطع طريق»، وأول مسلسل لأفلام التلفزيون وهو «الرقم المجهول»، وكذلك أول أوبريت غنائي بعنوان «كرايزيس»، وبالتالي فقد برز ولمع أسمها وبدأت تحقق الجماهيرية من خلال مشاركاتها ببطولة أكثر من مائتي مسلسلا وذلك بخلاف مشاركتها في بطولة ما يقرب من ثمانين تمثيلية وسهرة تلفزيونية، ومازالت ذاكرة المشاهدين تحتفظ لها بمشاركاتها بأداء بعض الأدوار المتميزة والرئيسة ببعض المسلسلات المهمة ومن بينها بعض الشخصيات الدرامية المتناقضة ومن بينها على سبيل المثال: شخصية الارستقراطية شويكار شكري بمسلسل «عيلة الدوغري»، والمختلفة تماما عن شخصيتها الشعبية أم مريم في «الثلاثية» (قصر الشوق وبين القصرين)، والأعمال السابق ذكرها من إخراج المبدع يوسف مرزوق، والذي يعد مخرج أكبر عدد من أعمالها التلفزيونية.
وتضم قائمة أعمالها التلفزيونية عددا كبيرا من المسلسلات المتميزة من بينها على سبيل المثال فقط: الحائرة (1962)، حكم الزمن، الخاتم الماسي (1963)، الرقم المجهول (1968)، السفينة التائهة (1970)، زوجة أحمد (1974)، على باب زويلة (1975)، شجرة اللبلاب، خطوات في الظلام، الحب الذي كان (1976)، بعد الغروب (1977)، لحظة اختيار، فواكه الشعراء (1978)، جامع وكفاح شعب، أذكياء ولكن (1979)، عيلة الدوغري (1981)، البخلاء (1982)، لحظة اختيار (1984)، بنات الأصول، فوازير ألف ليلة وليلة، لا إله إلا الله (1985)، سكة الصابرين (1986)، رفاعة الطهطاوي، الثمن (1987)، بنات الأصول (1988)، طيور الزمن الجريح (1989)، بين القصرين، قصر الشوق، ثمن الحب (1990)، القضاء في الإسلام (ج3)، ساعة ولد الهدى (1991)، الزمن المر، مغامرات زكية هانم (1992)، القضاء في الإسلام (ج4)، غاضبون وغاضبات (1993)، القضاء في الإسلام (ج5) (1994)، القضاء في الإسلام (ج6)، جلد التعبان (1995)، هوانم جاردن سيتي(ج1)، اللص الذي أحبه (1997)، هوانم جاردن سيتي (ج2)، القضاء في الإسلام (ج8) (1998)، أغلال ناعمة، اللص الذي أحبه (1999)، ربما نلتقي (2002)، أولاد الغالي (2006).
وذلك بالإضافة إلى مشاركتها ببطولة عدد كبير من التمثيليات والسهرات التلفزيونية ومن بينها: يوميات امرأة عاملة، خيوط الشمس، حكاية أمام الكاميرا، بين الفقه والجمال والسياسة، قطعة من الحديد الصدئ، وردية ليل، عزة بنت الخليفة، الحتة المرسيدس، بسمة من السماء، سلوى، شجرة الدر، عين الصقر، الوليد والعذراء، الحساب القديم، تريد أن تنام، دقات قلب، مطلوب طبيب عازب، قاطع طريق، الجزاء، اللعبة الخطرة، فرصة للسعادة، زهور سبتمبر، بلا حدود، شخصيات عربية، السيرة العطرة.
– مظاهر التكريم:
كان من الطبيعي أن تحظى صاحبة تلك المسيرة الفنية العطرة ببعض مظاهر الوفاء والتكريم، وبالفعل تم تكريم الفنانة عايدة كامل في عدد كبير من المهرجانات والمحافل الفنية نذكر منها:
منطقة القناة التعبوية – الجيش الثاني الميداني (1972)، العيد الذهبي الإذاعة (1984)، العيد الفضي للتلفزيون العربي (1985)، المعهد العالي للفنون المسرحية – ميدالية «زكي طليمات» التذكارية للإبداع الفني (1987)، عيد السويس القومي – محافظة «السويس» (1989)، المعهد الفنون المسرحية – مهرجان الوفاء للرائد زكي طليمات (2006)، مهرجان المسرح العربي (الذي تنظمه «الجمعية المصرية لهواة المسرح») في دورته الخامسة (2006)، مهرجان «المسرح الحر» بشبرا الخيمة – الدورة 17 (2008)، درع جمعية «أنصار التمثيل والسينما» (2010)، نقابة المهن التمثيلية (2017)، وزارة الثقافة ممثلة في المركز القومي للمسرح والموسيقى الفنون الشعبية (2017).
ولا شك أن تلك المكانة المتميزة التي حققتها في عالم الفن لم يكن من الممكن تحقيقها لولا دخولها المجال الفني مسلحة بموهبتها المؤكدة ودراستها الأكاديمية وثقافتها الحقيقية وأخلاقها السامية، فاستطاعت خلال مسيرتها الفنية أن تصبح نموذجا مشرفا للفنانة الموهوبة ورمزا للإلتزام الفني والأخلاقي ومثالا يحتذى للمرأة المصرية والعربية المثقفة ولسمو ورقي التعاملات الانسانية بصفة عامة. ويتضح مما سبق أن هذه الفنانة المتميزة ظلت جديرة حقا بكل التكريم، فمسيرتها الفنية العطرة والمثمرة مثال جيد ورائع للجودة والعطاء.
وأخيرا لا يسعني إلا التوجه بالدعاء إلى الله الجليل بأن يرحمها ويغفر لها ويدخلها فسيح جناته جزاء ما أخلصت في عملها طوال مشوارها الفني، والذي بذلت خلاله قصارى جهدها لإسعادنا بتقديم تلك الأعمال المتميزة التي حرصت على اختيارها بكل دقة لتساهم في خدمة ورقي مجتمعها بمشاركتها في تقديم الفن الراقي الذي يجمع بين كل من الفكر والمتعة.