بعد حصولها على التقديرية ..هدى وصفى: أنصح الشباب بالمسرح ثم المسرح ثم المسرح

بعد حصولها على التقديرية ..هدى وصفى: أنصح الشباب بالمسرح ثم المسرح ثم المسرح

العدد 670 صدر بتاريخ 29يونيو2020

د. هدى وصفي، واحدة من أبرز الأسماء في الحركة المسرحية المصرية المعاصرة، خريجة كلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ثم حصلت على ماجستير في المسرح المقارن ثم الدكتوراه.  قدمت الكثير للمسرح؛ من خلال دورها المميز في إدارة عدد من الهيئات المسرحية؛ مثل: «المسرح القومي، ومسرح الهناجر»، وقد عملت من خلال هذه المواقع على تقديم الأجيال الجديدة بعروضها التجريبية لسنوات طويلة، إضافة إلى أنها شغلت منصب مقرر لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة لسنوات، فضلاً عن رئاستها لتحرير مجلة «فصول»، ومستشارة مجلة (ألف) الصادرة عن قسم اللغة الانجليزية والأدب المقارن بالجامعة الأمريكية، عضو المجلس الأعلى للثقافة وعضو مجلس أمناء الجامعة الفرنسية بالقاهرة، و جمعية دراسات الأدب العربي بجامعة اكس – ان بروفانس بفرنسا، رئيس قسم اللغة الفرنسية وآدابها بكلية الآداب جامعة عين شمس سابقا، ومستشار وزير الثقافة لليونسكو وملف الفرنكوفونية سابقا، ومسئول العلاقات الخارجية للمتحف المصري الكبير سابقا، عضو جمعية دراسات العالم العربي والإسلامي – السوربون- باريس، ولها مؤلفات عديدة بالعربية والفرنسية منها. تيارات النقد الأدبي الفرنسي في النصف الاول من القرن العشرين، فاعل الحوار في الكتابة المسرحية : الفرافير يوسف ادريس، طه حسين وأسطورة أوديب، تحليل البني الايدولوجية في الحرب في ارض مصر ليوسف القعيد، سارتر في مصر، الشعر العربي المعاصر، بالإضافة للترجمات: الليلة العذبة لتادوش كانتور ، زمن الكنيسة وزمن التاجر لجاك ليجوف .حصلت على وسام عيد العلم من الرئيس جمال عبد الناصر
ثم حصلت مؤخرا على جائزة الدولة التقديرية في الفنون  ،فكان لنا معها هذا اللقاء .
حصلتِ على جوائز وتكريمات عديدة .. ولكن ماذا تعني لك هذه الجائزة ؟
جائزة الدولة التقديرية لها معنى كبير، وقد سعدت كثيرا  بحصولي عليها، واسعدني كثيرا التهاني التي تلقيتها بعدما ابلغني د. مصطفى الفقي و د. أشرف زكي أني حصلت عليها بالإجماع،   ولو أنها جاءت متأخرة بعض الشيء، فقد كنت أتوقع أن تأتيني قبل ذلك، لاسيما وأني أستاذة جامعية بأكاديمية الفنون طيلة 15 عاما  ولي نشاط ملحوظ في وزارة الثقافة المصرية متنوع بين إدارتي لمركز الهناجر للفنون والمسرح القومي والعديد من الندوات والمؤتمرات والفعاليات المحلية والدولية، وقد رشحت قبل ذلك لجائزة النيل ورشحت أيضا للتقديرية في الآداب ولم أحصل عليها ، ثم حصلت عليها مؤخرا في الفنون وقد رشحتني لها الجامعة  التي تخرجت منها وهي جامعة عين شمس، ولكني حصلت على العديد من الجوائز منذ بداية حياتي العملية .
 ما أبرز هذه الجوائز ؟
حصلت على وسام عيد العلم من الرئيس جمال عبد الناصر، فقد كنت الأولى على دفعتي بكلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير امتياز، وحين كنت مديرا للمهرجان التجريبي لمدة ثلاث سنوات فوجئت بوزارة الثقافة الفرنسية تمنحني (وسام فارس في الفنون والآداب)عام 1993 ، ثم حصلت من فرنسا أيضا على (وسام ضابط في الفنون والآداب )عام 2002  ، ومنحتني ايطاليا بعد ذلك ( وسام قائد في الفنون والآداب ) لأنني كنت اعمل ( كوميسير ) لمجموعة من الأنشطة والفعاليات في عام 2004 عام (مصر- ايطاليا)، وقدمت الفرقة الايطالية وقتها عرض (أوبرا عايدة) تحت سفح الهرم، وقدمته مرة أخرى بمدينة الأقصر   ثم دعيت من قبل المؤسسة الثقافية اليابانية للسفر وقضاء أسبوعين في اليابان ، وكانت هذه الدعوة بمثابة جائزة للشخصيات التي لها بصمة ثقافية في توثيق العلاقات بين مصر واليابان بعد ان قدمنا في الهناجر مسرحية (راشومون )، وشاهدت في اليابان مسرحيات تنتمي لمسرح (النو) والمسرح الحديث والحقيقة أنها  كانت رحلة ثرية وممتعة .
ومع ألمانيا أيضا كنا ندعو مخرجات ألمان ومنهن ايفا ماريا التي أقامت ورشة بالهناجر بمجموعة من راقصي الباليه المصريين ومن هذه المجموعة تأسست فرقة الرقص الحديث بالأوبرا والتي يقدم بها المخرج وليد عوني عروضه الآن ومنهم كريم التونسي وكريمة ومنصور، و في هذا العام تمت دعوتي من ألمانيا في برنامج للشخصيات المعروفة أو المشهورة كجائزة من ألمانيا ، ثم قدمنا بعد ذلك مسرحية (فويتسك) لجورج بوشنر ، وقد دعيت أيضا من الولايات المتحدة الأمريكية ، وغيرها من الجوائز والتكريمات  المحلية والدولية .
ماذا عن تجربتك في إدارة مركز الهناجر للفنون ؟
كنت مديرة لمركز الهناجر للفنون منذ تأسس عام 1992 وقد كانت فكرته تقوم على المزاوجة بين الفنون المسرح والسينما والفن التشكيلي وهي فكرة وزير الثقافة وقتها فاروق حسني، وقد ظللت على إداراته حتى 2012 . وقد حاولت التقدم باستقالتي الا أنها رفضت . وقد أغلق هذا المسرح ثلاث سنوات بعد أن قدمنا مسرحية ( القضية 2007) عن اليهودي التائه ليسري الجندي، وقد اثأر لعرض انزعاج السفير الإسرائيلي فأغلقه حبيب العادلي بحجة الحماية المدنية ثم الترميم وقيل ان المسرح يقدم عروضا تدعو لقلب نظام الحكم .. الخ الى ان افتتح مجددا في عام 2012 ، وكان  فاروق حسني يصرف له ميزانيته كاملة، طوال هذه الفترة وكنا نستأجر مسرح (روابط) للفرق المستقلة التي ظلت تقدم عروضها لسنوات، فكنا نقدم 100ليلة عرض وكل فرقة كانت تعرض 3 ليال على المسرح ،ويصرف لكل فرقة 25 ألف جنية  فساهم الهناجر بشكل كبير في تقديم الخدمة والحفاظ على هذه الكيانات .
* على ذكر الفرق المستقلة كيف تكونت هذه الفرق ولماذا تراجع دورها في الآونة الأخيرة ؟
المهرجان التجريبي هو الذي ساهم في تنشيط هذه الفكرة حيث تلاقى مع أفق توقع الشباب لتغيير شكل المسرح الموجود، فتلاقى مع رغبة الشباب في التغيير، إذ ملّ الشباب صيغ المسرح التقليدية، ومالوا إلى الاهتمام بالسينوغرافيا و التشكيل البصري وكل عناصر العرض.
وقد كنت أدفع بهذه الفرق حين كنت مديرا للتجريبي  داخل تنظيم المهرجان نفسه، حيث كانت كل فرقة أجنبية تصاحبها فرقة من الفرق المستقلة لتساعدها في تجهيز عرضها على المسرح، مما يتيح لهم الفرصة بالاندماج مع هذه الفرق الأجنبية.
وكان من ابرز هؤلاء الشباب  هاني عبد المعتمد، خالد جلال، خالد الصاوي والراحل خالد صالح والراحل محمد ابو السعود، واذكر أن  أول العروض  التي قدمت وقتها على الهناجر ( مشاجرة رباعية ) لاوجين يونسكو بطولة خالد جلال وإخراج هاني عبد المعتمد . ثم مسرحية (هذا هو انفي ) بطولة خالد صالح ، و مسرحية ( ديالو) لخالد سعيد . اما التراجع فجاء نتيجة لانخراط المستقلين مع مسرح الدولة مثل طارق الدويري وعبير علي ورشا عبد المنعم  وغيرهم ، ربما لأنهم لم يجدوا المناخ الذي كنا نوفره لهذه الفرق في الهناجر أو روابط كما وضحت لك.
- وماذا عن تجربتك في إدارة المسرح القومي؟
تجربتي مع المسرح القومي كانت عظيمة، فقد قدمت 46 عملا مسرحيا منذ عام 1995 وحتى 2001، ولعلها لأول مرة في تاريخ مسرح الدولة أن يتنافس القطاع الخاص لشراء مسرحيات من انتاج مسرح الدولة مثل ( يا مسافر وحدك ) لنور الشريف و (جوازة طلياني) و الملك لير ليحيى الفخراني وهي مسرحيات حققت نجاحا كبيرا، اذكر انه بعد عرض مسرحية جوازة طلياني أنه تمت دعوتنا في ايطاليا وكانت فاعلية دولية، استضافت مجموعة  من الدول قدمت مسرحيات للمؤلف الايطالي ادواردو دي فيليبو ، وتقدم كل دولة مشهد من مسرحياته بلغة البلد . كان المسرح القومي  يقدم ثلاث عروض يوميا، عرض سوارية للمسرحيات الكبيرة وعرض ماتنية عبارة عن ريبرتوار مسرحي يقدمه مخرج شاب، وعرض ثالث بقاعة عبد الرحيم الزرقاني للمسرحيات المترجمة وكنا نشترط تقديم النص كما هو دون مساس بالنص الأصلي. وكان المسرح صباحا يعمل على مسرحة المناهج .
كما قدمنا أعمالا متنوعة لسعد الله ونوس والفريد فرج ولينين الرملي والست هدى لأحمد شوقي .
-كيف ترين مستقبل المسرح بعد جائحة كورونا التي يمر بها العالم الآن ؟
لاشك أن كورونا سيؤثر على مستقبل العالم كله وليس فقط على مستقبل المسرح، البعض يشير أنها مؤامرة لتقليص عدد البشر، هي كارثة لاشك، فمن غير المعقول ان العالم بكل هذه المعرفة ولا يستطيع عمل مصل .
- في الختام .. رسالة لتلاميذك ولطلابك ممن يطمحون الى  التمثيل والوصول للسينما وشاشات التليفزيون
أنصح  الشباب أن يبدأ بالمسرح ، فالمسرح التزام وتدريب وتمرين على استخدام آلة النطق كأرضية جيدة تصنع ممثلا على مستوى جيد .


عماد علواني