العدد 662 صدر بتاريخ 4مايو2020
صدر حديثًا فى مكتبة مدبولى الطبعة الثانية وكانت الطبعة الأولى 2001 من كتاب عنوانه دراسات فى سيمياء المسرح وقامت فيه أ. د. نجوى عانوس بالترجمة والدراسة والتعليقات، وراجع هذه الترجمة أ . د. محمد عنانى .
الكتاب عبارة عن ترجمة لعدة دراسات فى سيمياء المسرح:
أما الدراسة الأولى؛ فعنوانها ديناميكيات العلامة فى المسرح للكاتب يندرتش هونسل وهو من أعضاء دائرة براغ اللغوية وجمع بين المعرفة التطبيقية أى المعرفة الضرورية لممارسات خشبة المسرح – والدراسة النظرية، وكان كاتبًا ومدرسًا وصحفيًا ومخرجًا مسرحيًا له بصمته الخاصة فى الحياة المسرحية التشكيكية، وأوضحت د. نجوى الفرق بين فضاء المسرح والفضاء المسرحى، وبالرغم من أن العرض داخل فضاء المسرح هو الذى يخلق الفضاء المسرحى إلا أنهما منفصلان عن بعضهما، كما نعرف البناء بالفضاء الخارجى والخشبة بالفضاء الداخلى، يتحول إذن الفضاء المسرحى إلى شخصية درامية .
والثانية بعنوان علامات الآداء المسرحى لأمبرتو إيكو وهو عالم إيطالى متخصص فى علامات اللغة وكان مديرًا لمعهد الخطاب وفنون الآداء فى جامعة بولونيا منذ عام 1959، وترجمت د / نجوى تصور إيكو حول علم العلامات بأنه وصف للأنظمة المتنوعة مؤكدًا الفروق المزدوجة بينها وخصائصها البنائية، من لغة لفظية إلى إيماءات ومن صور مرئية إلى أوضاع جسدية ومن الأصوات الموسيقية إلى الأزياء، فهو يستعرض نطاقًا واسعًا من اللغات التى تحكمها تقاليد وقوانين مختلفة، كما ترجمت دراسته للعناصر الأولية المكونة لوحدات هذه الأنظمة مثل البنيات الفيزيائية للأسوات، والتركيب البنيوى لناحية معينة من الجسد أو الطوبوغرافية لمكان معين أو تاريخ الأقاليم وغيرها، كما ترجمت أيضًا المقصود بعلم علامات المسرح عند إيكو، كما ترجمت قضية علاماتية مهمة عند إيكو وهى الفرق بين ما يسمى بالعلامات الطبيعية والعلامات الصناعية .
والثالثة بعنوان علامات خشبة المسرح لمارتن اسلين وفيها ترجمت للكاتب الفرق بين المسرح الحى الذى ينبذ فكرة الديكور المسرحى والملابس المسرحية والمكياج وكل ما هو تقليدى ويعبر عن سيكولوجية الإنسان المعقد الذى يعيش فى عالم الرعب والحرب والموت، وهو مسرح يعطى الحوار المكانة الأخيرة ويعتمد على الحركة بدلاً منه كما يفرق بين عروض الشاشة والمسرح.
وهذه الدراسات من كتاب نظريات الدراما الحديثة .
أما الدراسة الرابعة بعنوان علامات أسماء الشخصيات فى الدراما لمارفن كارلسون من كتاب سيمياء المسرح، علامات الحياة للكاتب نفسه، وفيها ترجمت للكاتب الحركة الطليعية التى لا تثق فى العلامة وتحاول أن تتحرر منها مستشهدًا بالممثل والمخرج المسرحى والشاعر الفرنسى أنتونان آرتو، إذ استطاع آرتو خلق لغة مادية جديدة تعتمد على الأصوات والإيقاع بدلاً من الكلمات .
أما الدراسة الخامسة فهى علامات الأسماء لمارفن كارلسون، ترجمت فيها للكاتب أهمية الشفرات الإسمية فى علم علامات المسرح، فهى تساعد الكاتب المسرحى على إدخال المستمع بسرعة إلى عالمه كما تزوده بمعلومات عن الشخصية التى تحمل اسمًا معينًا وتعرفه أيضًا بالدور الذى تقوم به الشخصية فى الدراما وعلاقة هذه الشخصية بالشخصيات الأخرى .
وفى النهاية أود أن أشكر أ . د. نجوى عانوس على ترجمتها لدراسات مهمة فى سيمياء المسرح رغم الصعوبة فى ترجمة الدراسة الخامسة لاحتوائها على أسماء بلغات مختلفة مثل الإيطالية والفرنسية والألمانية والأسبانية ممَّا جعلها تستعين بالكثير من المعاجم للتفسير، كما أود أن أشكر أ . د. محمد عنانى لتفضله بمراجعة هذه الترجمة التى تعتبر من أهم الترجمات فى سيماء المسرح .