العدد 646 صدر بتاريخ 13يناير2020
الفنانة القديرة عصمت محمود والتي رحلت عن عالمنا يوم الأبعاء الموافق 18 ديسمبر (2019) ممثلة مصرية متميزة، ساهمت في إثراء الفن المصري والعربي بجميع القنوات الفنية (مسرح، سينما، إذاعة، تليفزيون). وهي من مواليد 14 سبتمبر عام 1937، ويحسب لها حرصها على صقل موهبتها بالدراسة الأكاديمية، حيث التحقت بالمعهد “العالي للفنون المسرحية”، وتخرجت فيه بالحصول على درجة البكالوريوس التمثيل والإخراج عام 1957، وذلك ضمن دفعة من الموهوبين ضمت نخبة من الفنانين الذي أثبتوا تفوقهم بمختلف المجالات الفنية بعد ذلك ومن بينهم الأساتذة: حسن يوسف، صلاح قابيل، حسن مصطفى، بثينة حسن، مكرم شفيق المصري، عبد الفتاح شعراوي، والمخرجون بالدراما الإذاعية والتليفزيونية: فايز حجاب، فايق إسماعيل، مصطفى أبو حطب، المذيعة فايزة واصف، والموسيقارحسن أبو زيد.
وبمجرد تخرجها من معهد الفنون المسرحية وحصولها على شهادة بكالوريوس قسم التمثيل والإخراج بدأت على الفور العمل ببعض الأعمال الدرامية بالإذاعة المصرية، ثم انتقلت للسينما لتشارك في فيلم “الوسادة الخالية” عام 1957، ولتشارك من بعده في عدد من الأفلام المهمة ولعل من أهمها: “الخرساء”، “باب الحديد”، “البنات والصيف”، “حديث المدينة”، “لا وقت للحب”، “عروس النيل”.
ويمكن من خلال متابعة قائمة مشاركاتها الفنية رصد غيابها عن الساحة الفنية ما يقرب من عشرين عاما كاملة، حيث انتقلت في نهاية ستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي للإقامة بدولة الكويت الشقيق وعملت بمؤسسة “البرامجي المشترك لدول الخليج العربية” وشاركت بدبلجة عدد من أفلام الرسوم المتحركة، حيث تم توظيف مهاراتها الأدائية وخبراتها الكبيرة وصوتها المؤثر في تجسيد عدد من الشخصيات المميزة بعدد كبير من الأفلام والأعمال الكرتونية المدبلجة، وبالتالي فهي تعد من الرواد المتميزين في هذا المجال. ومع بداية تسعينيات القرن العشرين اتخذت قرارها بالعودة بصورة نهائية إلى بلدها “مصر” ومعاودة نشاطها الفني من جديد، وبالفعل شاركت بعدد من الأعمال بمجالي الدراما التليفزيونية والسينمائية ومن أهمها مسلسلات: “أميرة في عابدين”، “غاضبون وغاضبات”، “الآنسة كاف”، “عمارة يعقوبيان”، “بوابة الحلواني” (ج4)، “القضاء في الإسلام”، وكانت آخر أعمالها التليفزيونية مسلسل: “فرقة ناجي عطا الله” مع الفنان عادل إمام وأنوشكا وأحمد السعدني، ومن إخراج رامي إمام عام 2012.
كما شاركت في عدة أفلام من أهمها فيلم “همام في أمستردام” والذي جسدت من خلاله شخصية والدة إيمان (رحاب الجمل)، وفيلم “جاءنا البيان التالي”، والذي جسدت من خلاله شخصية والدة نادر (محمد هنيدي)، وكان هذا الفيلم هو آخر مشاركاتها السينمائية وهو من إنتاج عام 2001 ومن إخراج سعيد حامد وبطولة محمد هنيدي وحنان ترك ولطفي لبيب.
أما في المسرح فكانت آخر مشاركاتها المسرحية أثناء فترة إقامتها بدولة “الكويت” عام 1984، وذلك بمسرحية “القرقور” من إخراج مبارك سويد، وبطولة نجوم الكويت حياة الفهد، علي المفيدي، عبد الرحمن العقل، في حين كانت آخر مشاركاتها المسرحية بمصر هي مسرحية “خشب الورد” عام 1988 من إخراج هاني مطاوع وبطولة عبد المنعم مدبولي، محمود عبد العزيز، إلهام شاهين، أحمد راتب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفنانة القديرة التي تميزت برقتها وبابتسامتها الجميلة الصافية وتقاطيعها الطيبة السمحة البشوشة التي يشعر الجميع معها بألفة، وملامحها الشرقية ووجهها المصري الأصيل وصوتها المعبر المريح للأذن ظلت حبيسة الأدوار الثانوية، ولم تحظ على الإطلاق بفرصة البطولات المطلقة وخاصة بمجالي السينما والدراما التليفزيونية، حيث حصرها المنتجون والمخرجون في تلك الأدوار التي يطلق عليها الأدوار المساعدة، فكان حظها يتماثل ويتشابه مع مجموعة كبيرة من الفنانات اللاتي تخصصن في أداء شخصيات صديقة البطلة ومن بينهن على سبيل المثال لا الحصر: لولا صدقي، منيرة سنبل، زهرة العلا، كريمان، منيرة سنبل، زيزي البدراوي، سهير البابلي، سناء مظهر، سلوى محمود، مديحة سالم، كريمة الشريف، ليلى شعير، رجاء الجداوي، نادية النقراشي، تهاني راشد، زيزي مصطفى، جليلة محمود، عزيزة راشد، مشيرة إسماعيل، سامية شكري، شاهيناز طه، هياتم، ليلى حمادة، مادلين طبر، نهى العمروسي، ألفت إمام.
وبصفة عامة تألقت الفنانة عصمت محمود في تجسيد أدوار الفتاة المصرية بمختلف طبقاتها الإجتماعية سواء الطبقات الشعبية المعدمة أو الفتاة العصرية المتعلمة ابنة الطبقات المتوسطة أو ابنة الطبقات الارستقراطية العليا وأيضا قامت بتجسيد بعض أدوار الأجنبيات. وقد تميزت على المستوى الشخصي بثقافتها الحقيقية فهي عاشقة للقراءة والإطلاع في مختلف فروع المعرفة، كما تميزت بأدائها السلس البسيط المحبب الذي يتسم بالطبيعية والتلقائية، وبطاقتها الفنية الكبيرة وقدرتها ومهاراتها الأدائية العالية، فهي تمتلك جميع مفرداتها الفنية كممثلة بصورة رائعة، وتجيد أداء مختلف الشخصيات الدرامية، لذا فقد حرصت بشدة على تنوع أدوارها، خاصة بعدما تفوقت في التمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس درجة وجودة أدائها باللهجة العامية، كما أجادت تمثيل الأدوار التراجيدية والميلودرامية بنفس كفاءة وجودة تجسيدها للأدوار الكوميدية ببساطة وتلقائية، خاصة وقد تميزت بخفة ظلها وقدرتها على تقديم الكوميديا الراقية التي تعتمد على الموقف الدرامي وليس على مجرد إلقاء بعض النكات والقفشات اللفظية أو القيام بالحركات المفتعلة المبتذلة.
ومما لاشك فيه أن إقامتها الطويلة في دولة “الكويت” الشقيقة (ما يقرب من عشرين عام) قد أفقدها جزءا كبيرا من فرصها الفنية وخفض أيضا من نجوميتها التي حققتها سريعا في بداية حياتها الفنية بمصر، ولكنها اختارت وفضلت العمل والاستقرار مع زوجها بالكويت، ويذكر أنها كانت تعيش حياة زوجية هادئة مع زوجها الفنان الراحل طارق عبداللطيف (العضو السابق لفرقة “المسرح القومي”) والذي كان يعمل أستاذا بقسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة المشاركات الفنية للفنانة القديرة عصمت محمود طبقا لاختلاف القنوات الفنية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا - مشاركاتها المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنانة عصمت محمود، فهو المجال الذي مارست من خلاله هوايتها لفن التمثيل، كما تفجرت من خلاله أيضا موهبته التي أثبتتها وأكدتها بدراستها الأكاديمية بالمعهد العالي للفنون المسرحية. ولذا كان من المنطقي أن تشارك في بطولة عدد كبير من المسرحيات المتميزة. ويجب التنويه إلى أن بدايات الفنانة عصمت محمود المسرحية كانت من خلال فرقة “المسرح الحر”، وذلك قبل أن تحقق انطلاقتها المسرحية من خلال بعض فرق مسارح الدولة وبالتحديد فرقتي: “المسرح العسكري” و”مسرح الجيب”.
ومما يثير الدهشة والعجب أن بعض مسرحياتها المتميزة وخاصة بفرقة “مسرح الجيب” لم تصور تليفزيونيا، وحتى تلك التي ت تصويرها لا تذاع من خلال القنوات المختلفة، وبالتالي فقد ارتبطت في أذهان الجمهور من خلال أدارها ببعض الفرق الخاصة وبالتحديد من خلال مسرحيتي: “مطار الحب” والتي جسدت من خلالها شخصية “سيلفانا” مضيفة الطيران الإيطالية، والمسرحية من إقتباس عبد الفتاح السيد وإخراج عبد المنعم مدبولي وبطولته مع يوسف شعبان وميرفت أمين، و”خشب الورد” التي قامت من خلالها بتجسيد شخصية والدة (إلهام شاهين)، والمسرحية من تأليف علي سالم وإخراج هاني مطاوع.
ويمكن تصنيف مجموعة مشاركاتها المسرحية طبقا لاختلاف الجهات الإنتاجية (الفرق) مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
1 - بفرق مسارح الدولة:
- “المسرح العسكري”: خلود (1957)، مافيش تفاهم (1958)، لسه نونو (1961).
- “مسرح الجيب”: لعبة النهاية (1962)، يرما (1964)، خادم سيدين (1965)، السيف المعلق، الشهاب (1966)، محاكمة رأس السنة، أ - ب، المسير الطويل (1967)، الأستاذ (1968).
- “المسرح العالمي”: بلدتنا (1965).
2 - بفرق القطاع الخاص:
- “المسرح الحر”: مراتي بنت جن (1956).
- “الفنانين المتحدين”: سري جدا جدا (1969).
- “المسرح الضاحك (فاروق بيومي): مطار الحب (1968).
- “النجوم” (سعيد حربي): خشب الورد (1988).
3 - بفرق دولة الكويت: إبراهيم الثالث (1973)، القرقور (1984).
وجدير بالذكر أنها ومن خلال مجموعة المسرحيات التي شاركت في بطولتها قد تعاونت مع نخبة من المخرجين المتميزين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: فتوح نشاطي، صلاح المصري، سعد أردش، كرم مطاوع، نجيب سرور، كمال عيد، فاروق الدمرداش، عبد المنعم مدبولي، سمير العصفوري، هاني مطاوع، ومن الكويت: عبد الرحمن الضويحي، مبارك سويد. وتجدر الإشارة في هذا الصدد أنها قد تألقت في عدد كبير من العروض التي أخرجها الفنان القدير كرم مطاوع، وربما تكون من أكثر ممثلات المسرح التي حظت بفرصة العمل معه، حيث تعاونت معه في أربعة مسرحيات هي: يرما، خادم سيدين، محاكمة رأس السنة، المسير الطويل.
ثانيا - أفلامها السينمائية:
لم تستطع السينما الإستفادة بصورة كاملة من إمكانيات وخبرات هذه الفنانة القديرة وموهبتها الكبيرة، فتنوعت أدوارها السينمائية بشدة بين مجموعة من الأفلام التجارية التي حاول منتجوها إرضاء رغبات الجمهور وشباك التذاكر!! وبين مجموعة من الأفلام السينمائية الجادة. كانت بدايتها السينمائية بفيلم “الوسادة الخالية” عام 1957، من إخراج صلاح أبو سيف وبطولة عبد الحليم حافظ، لبنى عبد العزيز، زهرة العلا، في حين كانت آخر أفلامها عام 2001، وهو فيلم “جاءنا البيان التالي” من إخراج سعيد حامد وبطولة محمد هنيدي، حنان ترك، ولطفي لبيب. هذا وقد وصل رصيدها السينمائي خلال ما يقرب من خمسة وأربعين عاما إلى ثلاثة وعشرين فيلما فقط، وتضم قائمة مشاركاتها السينمائية الأفلام التالية: الوسادة الخالية (1957)، باب الحديد، حتى نلتقي (1958)، لوعة الحب، شجرة العائلة، بهية، البنات والصيف (1960)، شاطئ الحب، الخرساء (1961)، عروس النيل، لا وقت للحب (1963)، لو كنت رجلا، حديث المدينة، ثورة البنات (1964)، نساء بلا غد (1968)، أكاذيب حواء (1969)، نساء ضائعات (1975)، شباب على كف عفريت (1990)، مراهقون ومراهقات (1991)، دنيا عبد الجبار (1992)، فرسان آخر زمن (1993)، همام في أمستردام (1999)، جاءنا البيان التالي (2001).
وقد شاركت من خلال مجموعة الأفلام السابقة نخبة من كبار النجمات وفي مقدمتهن: فاتن حمامة، مريم فخر الدين، هند رستم، سميرة أحمد، لبنى عبد العزيز، عقيلة راتب، عزيزة حلمي، شويكار، نادية لطفي، نجوى فؤاد، إلهام شاهين، عايدة رياض، حنان ترك، وكذلك نخبة من كبار النجوم ومن بينهم الأساتذة: عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، كمال الشناوي، أحمد مظهر، عمر الشريف، رشدي أباظة، فريد شوقي، شكري سرحان، عبد المنعم إبراهيم، عماد حمدي، حسين رياض، زكي طليمات، عمر الحريري، عبد السلام النابلسي، يوسف شعبان، صلاح قابيل، حسن يوسف، يوسف فخر الدين، عادل أدهم، محمود عبد العزيز، فاروق الفيشاوي، مصطفى فهمي، محمد هنيدي، أحمد السقا، محسن محيي الدين، وائل نور.
ويذكر أيضا أنها قد تعاونت من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار مخرجي السينما العربية الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: صلاح أبو سيف، هنري بركات، يوسف شاهين، رمسيس نجيب، شريف زالي، حسن الإمام، فطين عبد الوهاب، أحمد ضياء الدين، كمال عطية، حسام الدين مصطفى، أحمد يحيى، محسن محيي الدين، عبد اللطيف زكي، مدحت السباعي.
ثالثا - أعمالها التليفزيونية:
شاركت الفنانة القديرة عصمت محمود بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد من المسلسلات التلفزيونية المتميزة على مدى ما يقرب من خمسة وثلاثين عاما، وقد أتاحت لها الدراما التليفزيونية بصفة عامة فرصة تجسيد عدة شخصيات درامية مهمة، هذا وتضم قائمة أعمالها بالدراما التليفزيونية مجموعة المسلسلات التالية: الأنصار، العصفور والقفص، الحب الكبير، الوهم، تركة جدو، إسألوا الأستاذ شحاتة، أنجح زواج في العالم، الرجل الغامض، حياتنا، الأسوار، غاضبون وغاضبات، الآنسة كاف، أصل وخمس صور، فوازير عمو فؤاد والسياحة، ع الحلوة والمرة، لما التعلب فات، خالف تعرف، أميرة في عابدين، الشيطان لا يعرف الحب، عمارة يعقوبيان، كلام نسوان، امرأة في ورطة، فرقة ناجي عطا الله، بوابة الحلواني (ج4)، القضاء في الإسلام (ج1،3).
وذلك بخلاف مشاركتها في بعض التمثيليات والسهرات التليفزيونية ومن بينها على سبيل المثال: حب حفظ في الأرشيف، الحب بين الرمال والسحاب، منى، الأستاذ، شيء من الحب، حب في الأندلس، الشمس فوق البطاح. ومشاركاتها أيضا بعمل الدوبلاج لبعض المسلسلات الأجنبية ومسلسلات الرسوم المتحركة ومن بينها على سبيل المثال: جورجي، مغامرات نوال، السيارة المرحة بومبو، ليدي أوسكار، مغامرات نحول بشار، الرجل الحديدي، صفر صفر واحد، لوسي، الأميرة والنهر، أحلى الأيام، توم سوير، مغامرات رنا.
رابعا - إسهاماتها الإذاعية:
شاركت الفنانة عصمت محمود بأداء بعض الشخصيات الدرامية المتميزة بخفة ظلها وأدائها المميز وصوتها المعبر الدافئ في عدد كبير نسبيا من المسلسلات الدرامية والتمثيليات والسهرات الإذاعية، ولكن للأسف الشديد يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذه الفنانة القديرة على مدار مايقرب من خمسة وثلاثين عاما، وذلك نظرا لأننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وتضم قائمة أعمالها الإذاعية مجموعة كبيرة من المسلسلات والتمثيليات الإذاعية ومن بينها: نافذة على التاريخ، الهارب الصغير، رجل ذو أهمية، أصابع بلا بصمات، لن ننسى، ثورة عرابي، راجل مغرور، شهر الإنتقام، السر الرهيب، جزيرة الحب، أوعى المصيدة، الطعام لكل فم، جفت الدموع.
وذلك بخلاف مشاركاتها الثرية في مجال “دوبلاج” مجموعة من الأعمال العالمية المتميزة، حيث تم توظيف صوتها المؤثر لتجسيد عدد من الشخصيات المميزة المؤثرة دراميا بعدد كبير من الأفلام وأيضا ببعض الأعمال الكرتونية (الرسوم المتحركة للأطفال) المدبلجة للنطق بالعربية الفصحى المبسطة للأطفال ومن بينها: “توم سوبر”، “جورجي”، “ليدي أوسكار”، “مغامرات رنا، “السيارة المرحة بومو”، “مغامرات نوال”.
وتقتضي الحقيقة والموضوعية أن نسجل للفنانة القديرة عصمت محمود تميزها بصفة عامة طوال مشوارها الفني بدماثة الخلق والجدية والإلتزام الشديد وإحترام المواعيد، وكذلك أيضا بخفة الظل واحترام الأصدقاء والزملاء، ولكن مما يؤسف له أنها وبرغم تحقيقها للشهرة والتألق بمختلف القنوات الفنية وتمتعها بإعجاب وتقدير وحب الجمهور لها، وبرغم عطائها الفني الكبير ومشاركتها في أكثر من مئة وسبعين عملا فنيا لم تحظ بأي مظهر من مظاهر التكريم، كما أنها قد عانت خلال سنوات عمرها الأخيرة من جحود كثير من الزملاء بالوسط الفني.
وأخيرا لا يسعني إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة وجنة الخلد بإذن الله جزاء ما أخلصت في عملها طوال مسيرتها الفنية، وسعيها بكل طاقتها لإسعادنا بتقديم شخصيات وأنماط انسانية مختلفة ومتنوعة وأيضا تقديم بعض الأدوار الكوميدية المتميزة.