حول أزمة فيروس كورونا ومبادرات جديدة للثقافة أون لاين

حول أزمة فيروس كورونا ومبادرات جديدة للثقافة أون لاين

العدد 656 صدر بتاريخ 23مارس2020

خلقت أزمة تفشي فيروس كورونا  لعدد من الاجراءات الاحترازية التي تبنتها الحكومة المصرية ومن بينها وقف الأنشطة الفنية والثقافية التي تتطلب تجمعات حفاظا على أرواح المواطنين من تفشي الفيروس، وعلى أثر تلك التنبيهات قامت عدة مهرجانات بإعلان وقف فعاليتها أو تأجيلها لأجل غير مسمى ومن بينها مهرجان إيزيس وشرم الشيخ للمسرح الشبابي وشباب الجنوب وغيرها ، كما فتحت تلك الأزمة بابا لأفكار مختلفة لحث المواطن على الالتزام بالجلوس بالمنزل قدر الإمكان ومنها مبادرة أطلقها مهرجان شباب الجنوب لتنظيم مهرجان مسرحي " اون لاين " عبر شبكة الانترنت،  وقامت وزارة الثقافة بتدشين مشروع تطلق  " خليك فى البيت .. الثقافة بين ايديك " والذي يحوي عروضا بالهولوجرام لحفلات غنائية كما يقدم نخبة من البرامج الثقافية وافنية عبر شبكة الانترنت .
وهي مبادرات جريئة ومختلفة ربما تحيلنا لمهرجان العرائس العالمي الذي نظمه الفنان محمد فوزي من فترة عن طريق شبكة الانترنت وحفل بعروض من دول كثيرة واتاح للجمهور المصري عبر الانترنت أن يشاهد بثا مباشرا لمجموعة نادرة من عروض العرائس، كما احتضن معهد جوته مقر المهرجان الذي قام فيه مجموعة من التقنيين ببث الفعاليات عبر أجهزة الكمبيوتر واستضافة زوار المهرجان لمتابعة كل ما يقدم بشكل سلس  ومنظم ، كما اقام الفنان صلاح محمود - مؤسس مهرجان شبرا الخيمة للمسرح الحر - احدى دورات المهرجان عبر الإنترنت منذ سنوات قبل ان يتوقف المهرجان نهائيا رغم أنه يعد من اقدم المهرجانات المسرحية للهواة في مصر، وتلك المبادرات ومثيلاتها تفتح الباب اما افكار جديدة تذهب بالثقافة لجمهورها حتى وإن لم يرتبط باطار جغرافي محدد، ويطلقها خارج أسوار المباني، وربما نخرج من تلك الأزمة بمشروع لتوثيق وتسجيل الفعاليات  واطلاقها الكترونيا أو اذاعتها على الهواء عبر صفحات مخصصة لقصور وبيت الثقافة على سبيل المثال، ليتمكن المواطن من متابعة الأنشطة حتى وان لم يحضرها بنفسه، مما يجعل تلك الأنشطة أكثر تأثيرا وانتشارا، من مجرد اقتصارها على بعض الحضور فقط.


أحمد زيدان