المسرح في المؤسسات التعليمية ما بين النظرية والتطبيق محاولة للتنظير للمسرح التعليمي(5)

المسرح في المؤسسات التعليمية ما بين النظرية والتطبيق محاولة للتنظير للمسرح التعليمي(5)

العدد 651 صدر بتاريخ 17فبراير2020

مسرحة المناهج
المسرح التعليمي والعملية التعليمية
تشكل مسرحة المناهج أو توظيف المسرح في العملية التعليمية، المجال الثاني الهام من مجالات أنشطة المسرح داخل المؤسسات التعليمية، والتي اصطلحنا عليها «بالمسرح التعليمي»، وناقشنا في الأجزاء السابقة ، معنى التربية المسرحية باعتبارها المجال الأول والأقدم في توظيف المسرح داخل المؤسسات التعليمية. وسوف نحاول هنا في هذا الجزء والتالى ، مناقشة ما يعرف بمسرحة المناهج، والتي تعني في شمولية المصطلح، «توظيف تقنيات فن المسرح (الكتابة، والعرض) للمساعدة في العملية التعليمية، بتقديم أجزاء من أو كل لمقرر من المقررات الدراسية، في بناء درامي (فيما يعرف بالمسرحية التعليمية) وإطار مسرحي بسيط (نشاط تمثيلي) داخل حجرة الفصل أو الأنشطة».
و سنحاول بداية توضيح المقصود بمسرحة المناهج من أجل وضع تصوراً لما يجب أن تكون عليه ممارسة المسرح كوسيلة تعليمية داخل المؤسسات التعليمية، من خلال التجارب الأجنبية والعالمية السابقة لنا في هذا المجال.
ما المقصود بمسرحة المناهج ؟
رغم اتفاق الجميع على أن أهم ملمح لمسرحة المناهج، هو تقديم مادة أكاديمية، في إطار مسرحي داخل الفصل، ورغم اتفاق الجميع على أهمية هذا النشاط من المسرح التعليمي، داخل المؤسسات التعليمية.
إلا أن معظم الإسهامات العربية في هذا المجال، لم تستطع أن تضع تعريفاً إجرائيا، يصور بشكل دقيق، ما المقصود بمسرحة المناهج، وجاءت معظم التعريفات لتصف الظاهرة، دون التوصل لتحديدها إجرائيا. وسوف تتعرض لبعض التعريفات السائدة للتدليل على هذا.
 هناك تعريف يقول ، يقصد بمسرحة المناهج .»إحياء المواد العلمية وتجسيدها في صورة مسرحية تعتمد على شخصيات تنبض بالحركة والحياة، لتخرج من جمود الحروف المكتوبة على صفحات الكتب، وقد اعترفت مبادئ التربية الحديثة بوجاهتها وقيامها على أسس نفسية وتربوية، وهي من خير الوسائل التعليمية والتربوية خاصة في المرحلة الابتدائية، وتختلف المواد الدراسية في مدى طواعيتها للمسرحة، فالمواد التي تتدرج في قصة تكون أكثر قابلية للمسرحية».(1)
هنا يتصور الكاتب أن المادة العلمية مادة ميتة لاحياة فيها، وتحتاج لمعجزة مسرحة المناهج لإحيائها، أن مثل هذا التعريف الوصفي الإنشائي، الذي يصور مسرحة المناهج كعملية تشبه الإعجاز القادر على إحياء المادة العلمية الجامدة بحروفها داخل ضفتي كتاب، لكن مع الأسف، لم يذكر كيف؟، لم يشر إلى العصا السحرية القادرة على تحقيق هذا الإعجاز.
ومثل هذا التعريف الذي يتصور أن مجرد تحويل المادة العلمية المكتوبة داخل الكتاب المدرس، مجرد تحويلها كما هي إلى حوار يتبادله التلاميذ داخل الفصل، سوف يحل مشكلة الفهم، حقا قد نجد في بعض تعريفات فن العرض المسرحي، تعريف يشير إلى أن عناصر العرض المسرحي، تكسب النص الدرامي الحياة، لكن شرط أن يكون النص أساسا دراميا، كتب ليمثل، لا نصا مدرسياً كتب ليلقيه معلم على تلاميذه.
من جانب أخر، يقصر التعريف تميز فاعلية مسرحة المناهج على المدارس الابتدائية، في حين أن هذا المنهج يستخدم كوسيلة تعليمية في العالم أجمع في كافة المراحل التعليمية قبل الجامعية، من الروضة إلى الثانوي. فصعوبة الفهم، وعدم قدرة المعلمون على التفسير، ظاهرة عامة في كافة المراحل العمرية، وكافة المواد، التي يمكن أن تطوع للإعداد الدرامي في نصوص تعليمية تقدم من خلال مسرحة المناهج. التي لا تستثنى منها أمام المنهج العلمي مادة من المواد الدراسية.
قد يرجع بعض القصور في التعريف السابق، إلى صدوره في فترة مبكرة (1983) لتوظيف هذا المنهج في مصر، ولم تكن هناك الكوادر أو الخبرات الكافية لتعميق هذه الممارسة.
أما التعريف الثاني وهو أحدث فيرى أن مسرحة المناهج: «هي طريقة لتنظيم المحتوى العلمي للمادة الدراسية وطريقة للتدريس تتضمن إعادة تنظيم الخبرة وتشكيلها في مواقف، والتركيز على العناصر والأفكار الهامة المراد توصيلها، ويقوم التلاميذ بتمثيل الأدوار الرئيسية، المتضمنة للموقف وذلك لخدمة وتفسير وتوضيح المادة العلمية من خلال حل موقف المشكلة، تحت رعاية وتوجيه المعلم المستمرة.(2)
وبالتالي، نرى أن هذا التعريف يجعل من مسرحة المناهج، رجل مرور أو مراقب، يعيد تنظيم المادة الدراسية، كما يعتبرها طريقة من طرق التدريس التي تعمل على تنظيم الخبرة التعليمية في مواقف (تعليمية أو تدريسية) تركز على العناصر والأفكار الهامة. وهذا قد يخالف واقع وهدف مسرحة المناهج والتي في رأي، تعمل على إعادة النظر في المادة الدراسية ومحتواها، وتضيف إليها ما يساعد على تفسير الغامض منها، كما تخرج بها من حيز الموقف التعليمي/ التدريسي إلى مواقف حياتية أكثر خبرة وفائدة، ويتم ذلك اعتمادا على نقل المادة التعليمية أو الدراسية بأفكارها إلى مواقف حياتية، لتفسيرها بشكل غير مباشر من خلال ربطها بخبرات وظيفية من الحياة تيسر من فهما. وبذلك تكون وسيلة تعليمية، وليست طريقة من طرق التدريس، لاعتماده على الخبرات الذاتية للمعلم/ المعد للمادة الدراسية، تلك الخبرات، التي تختلف من معلم لآخر، تبعاً لثقافته واتجاهاته.... الخ. وحتى وإن كانت طريقة للتدريس، فهي لا تركز على العناصر الهامة والأفكار الهامة فقط. بل هي تستفيض في طرح أفكار جديدة ترتبط بالمادة الدراسية، قد يكون المقرر قد أهملها، شرط أن تكون مناسبة للتلاميذ المستهدفين، تجيب لهم على تساؤلاتهم، وتساعد على التفسير وتعميق الفهم للمادة الدراسية. وبالضرورة فإن هذا النشاط يعتمد على مشاركة التلاميذ والمعلم الذي لا يكون راعيا وموجها، بل هو عصب العملية، والتلميذ مجرد مؤدي فقط.
أما أخر التعريفات والتي يمكن الإشارة إليها هنا فهي تلك التي تصف عملية مسرحة المناهج، بأنها شكل مسرحي، «يقوم التلاميذ فيه، بتقديم مسرحيات مبسطة، إما في الفصول الدراسية، أو في مسرح المدرسة، وعلى الرغم من إمكانية نجاح هذه الوسيلة في ترسيخ الدروس التعليمية في أذهان الأطفال كممثلين ومتفرجين إلا أن إمكانية تأثيره تبقى محددة إذا لم يستطع كاتب النص أن يحافظ على التوازن الدقيق بين طبيعة المادة الدراسية ومصدرها «الكتب المدرسية» وبين خصائص ومقومات العمل المسرحي الذي سيؤديه التلاميذ، كذلك فمن الصعوبات التي تواجه هذا النوع إمكانية وضع كل المناهج في صور مسرحية.(5)
والكاتب هنا، ربط نجاح العملية، بتوافر ما أسماه التوازن بين طبيعة المادة الدراسية، ومصدرها، وبين خصائص ومقومات العمل المسرحي.
والأمر المحير هنا، أن الكاتب لم يذكر ما المقصود بهذا التوازن، وكيف يمكن تحقيقه، فبالضرورة لابد وأن يكون هناك اختلافا بين صياغة المادة الدراسية في كتاب مدرس، وبين اعداد نفس المادة في نص درامي، يعتمد على تقنيات الكتابة المسرحية ووجود عناصر تشويق وجذب.
أم يقصد بالتوازن الذي يفترضه، ألا تطغى بنيه المسرح على الجانب التعليمي، الأمر الذي قد يشتت التلاميذ عن متابعة الأفكار التعليمية انبهارا بالتقنيات المسرحية، وهنا قد يكون محقا، خاصة فيما يتعلق بالعروض التي تحاول بعض الفرق المسرحية المحترفة، تقديمها للتلاميذ باعتبارها مسرحة مناهج أو مسرحيات تعليمية، دون دراية لا بخصائص المسرحية التعليمية أو المرحلة العمرية التي تخاطبها، وهنا لا يختل التوازن الذي قد يقصده الكاتب فقط، بل تختل القيم التعليمية والفنية للمسرح ذاته. لاستغلال فن المسرح فيما يسئ إليه، أكثر مما يدعمه.
مما سبق نصل إلى أن الملامح الأساسية التي حاولت الدراسات العربية تحديدها لمفهوم مسرحة المناهج تتلخص في:
1. إعداد مادة علمية في موقف درامي.
2. تجسيد هذا الموقف بواسطة التلاميذ، بأسلوب التمثيل، داخل الفصل أو على خشبة المسرح.
3. أن دور المعلم التوجيه والرعاية.
4. أن هناك بعض المقررات الدراسية لا تصلح لتوظيف هذا المنهج معها.
وتنعكس هذه الملامح بالضرورة على واقع مسرحة المناهج أو توظيف المسرحية التعليمية داخل الفصل الدراسي، حيث حصرت الدراسات هذا الواقع في:
1. ندرة النصوص التعليمية.
2. قصر العروض للنصوص التعليمية على حفلات آخر العام الدراسي.
3. اهتمام مشرفين المسرح بالمسابقات.
4. لا تخضع كافة المواد الدراسية لمسرحة المناهج.
5. أكثر المواد تعرضا (اللغة العربية – الدين – العلوم).
6. قصر التوظيف على المراحل الابتدائية والإعدادية فقط.
7. يتحمل المشرف المسرحي عبء الإعداد الدرامي للمادة التعليمية في أغلب الأحيان بمفردة الأمر الذي يؤدي إلى: وجود قصور في أن يقدم المادة الدراسية في قالب درامي متكامل البناء، ويتمثل ذلك القصور في افتقار النص لعناصر البناء التالية:
- الفكرة في معظم المسرحيات المعدة لم تقدم من خلال معادل موضوعي درامي جيد للنص.
- افتقار المسرحية المعدة (مسرحة المناهج) للإجابة على كل بنود التدريبات الموجودة في نهاية كل درس تم مسرحته. والتي تمثل نموذجا لتقويم الاعداد.
- عدم استفادة المعد من الأنشطة الموجودة بكل درس داخل كتاب الوزارة. والتي قد تتيح له موضوعات يختار منها لصياغة الفكرة.
- لم يقدم النص المعد جديداً من المعلومات الإضافية بالنسبة للدرس النص للدرس المسرحي. (مسرحة المناهج).
- معظم المواقف التي قدمت من خلال النص المعد مواقف بسيطة تخلو من الصراع الدرامي.
- كثرة عدد الشخصيات داخل النصوص المسرحية المعدة إلتزاما بما جاء في الكتاب المدرسي.
- خلو النص المعد من الشخصية المحورية التي تثير الصراع.
- الشخصيات داخل النص غير متناسقة.
- معظم الشخصيات داخل النص لا تنمو ولا تتطور.
- فقدان النصوص المعدة إلى الحبكة الدرامية جيدة البناء.
- معظم النصوص المعدة يغلب عليها الحوار السردي أكثر من الحوار الدرامي.
وانطلاقا من منهجنا هنا في هذا الكتاب، الذي يرى أن البدء في التصحيح يبدأ بالمصطلح الدال، والمفهوم الواضح للظاهرة.. لذلك سنحاول الآن، تحديد المصطلح والإجابة على ما المقصود بمسرحة المناهج ؟ ولماذا مسرحة المناهج ؟
نحو تحديد للمصطلح
 لإجابة هذا السؤال سنحاول أن نضع تعريفا بسيطا لتلك العملية التي تعرف بمسرحة المناهج، والتي يكون نتاجها النهائي المسرحية التعليمية، وبصياغة بسيطة يمكن أن نعرف مسرحة المناهج بأنها:
«إعادة تقديم الموضوع التعليمي بشكل غير مباشر من خلال وضعه في خبرة حياتيه، وصياغته في قالب درامي، لتقديمه إلى مجموعة من التلاميذ، داخل المؤسسات التعليمية، في إطار من عناصر الفن المسرحي، بهدف تحقيق مزيداً من الفهم والتفسير».
 من هذا التعريف الموجز نرى أن «مسرحة المناهج» تعتمد على عدد من العناصر التي نحددها في:
1. موضوع تعليمي.
2. ربط الموضوع التعليمي بخبرة من الحياة.
3. صياغة الموضوع والخبرة في قالب درامي.
4. الاستفادة بفن المسرح بعناصره لتقديم هذا القالب.
5. وجود جمهور من التلاميذ المستهدفين بهذا العرض.
6. يتم العرض داخل المؤسسات التعليمية (غالبا الفصول الدراسية).
7. المنتج النهائي مزيدا من الفهم والتفسير.
وتشكل العناصر الثلاثة الأولى ما يعرف بمحتوى النص المسرحي التعليمي، والذي يتضمن موضوعاً تعليمياً يتضافر مع خبرة حياتيه يشكل معها نسيجا متسقا، يصاغ في قالب درامي، ويعتبر هذا المحتوى من أهم عناصر المسرحية التعليمية.
 أما بالنسبة للموضوع التعليمي فهو يبدأ من محاولة تعليم الأطفال نطق بعض الكلمات أو تفسير بعض المفاهيم والمعارف الأولية، والتي قد يرى المعلمون أهميتها لمرحلة عمرية معينة، إلى تجسيد بعض الشخصيات والأحداث التاريخية المرتبطة بالمناهج الدراسية، وفي بعض الدول المتقدمة قد تتناول المسرحيات التعليمية بعض المواقف السياسية والاجتماعية التي تحيط بالتلاميذ في مجتمعاتهم وتشكل هم قومي ووطني أمامهم.
 أما بالنسبة للاطار الذي يقدم فيه الموضوع التعليمي، فيجب أن يكون اطاراًً من خبرات حياتيه، تعكس اهتمامات التلاميذ، ويتضمن شخصيات ومواقف يمكن التعرف عليها بسهولة، ومن خلال هذه المواقف القريبة من الواقع يمكن تقديم الموضوع التعليمي بشكل غير مباشر.
 ويتم صياغة هذا النسيج من الموضوعات التعليمية والخبرات الحياتية في قالب من البناء الدرامي، الذي يعتمد على الفكرة والحبكة والشخصيات والحوار، وبالطبع تتنوع أساليب البناء الدرامي، بتنوع أساليب الدراما عامة، وهذا موضوع آخر.
 أما العناصر (من الرابع حتى السادس) فتشكل الاطار الفني الذي يتم من خلاله تجسيد النص التعليمي أو المسرحية التعليمية في عرض مسرحي، في واحد من أهم الأنشطة التعليمية التي تقدم داخل المؤسسات التعليمية، وهو مسرحة المناهج، ويتكون هذا الاطار من تقنيات فن المسرح التي تستخدم لتجسيد النص/ العرض وأهمها، المؤدون .. (الممثلون) وهم بالضرورة من غير الطلبة أو من الطلبة أصحاب الموهبة ومعهم المعلمون، أو ممثلون محترفون كما تتكون بعض الفرق المحترفة المتخصصة في هذا النوع من المسرح في الغرب، ايضاً لا ننسى هنا المنظر المسرحي والملابس والمؤثرات الصوتية، والتي يفضل في استخدامها مراعاة البساطة والاقتصاد في التكلفة.
وبالنسبة لصغار الأطفال والأطفال ذو الاحتياجات الخاصة، نجد أن يكون مسرح العرائس ، بعرائسه الجميلة عامل جذب هام للعملية التعليمية داخل الفصل لو استخدم كوسيلة لتقديم المسرحية التعليمية.
 وطبعا يمتاز المسرح هنا بوجود مشاهدين، وهم جمهور الأطفال المستهدفين من العرض الذي يتم داخل حجرات الفصل، أو في أي مكان، داخل المؤسسة التعليمية يمكن أن يصلح أو يعد لمثل هذا النشاط. هذا هو المسرح البسيط الذي يمكن استخدامه في مسرحة المناهج.
 أما العنصر الأخير، فهو الذي يبلور الهدف من توظيف مسرحة المناهج ويلخص الإجابة على سؤال «ولماذا مسرحة المناهج؟»
لماذا مسرحة المناهج
 تعتمد مسرحة المناهج كعملية فنية – كما سبق القول- على ذات التقنيات التي تستخدم في فن المسرح كوجود نص وخشبة مسرح ومؤدون وجمهور، لكن الفرق الأساسي الذي يميز ما بين مسرح الطفل التقليدي والمسرحية التعليمية، يقع في الهدف العام الذي يسعى كل منه لتحقيقه فبينما يسعى الأول إلى الترفيه في الأغلب، نجد أن رسالة المسرح التعليمي (مسرحة المناهج هنا) تسعى للمساعدة في العملية التعليمية، من خلال ما تحدثه من تأثير أو تنوير حول الموضوع التعليمي الذي تتناوله، بإحداث:
1. تغير في فهم واتجاهات المتلقي للموضوع التعليمي.
2. إثارة حب الاستطلاع والرغبة في المعرفة بموضوع تعليمي أو قضية تتناولها.
3. المساعدة على مزيد من التفسير.
أما بالنسبة لتغير الفهم وإثارة حب الإستطلاع:
 فنجد أن المسرحية التعليمية لابد وأن تضيف ما لا يمكن للمعلم أن يقوله في الفصل، بمعنى أن الاعداد المسرحي والدرامي للمادة العلمية لا يكتفي بما تذكره الكتب الدراسية، بل يجب أن يضيف كثير من التفاصيل والمعلومات الاضافية التي تساعد على مزيد من الفهم والتفسير، ثم ربط كل ذلك بخبرة حياتية ومراعاة الاقتراب من الواقع في رسم الأحداث والشخصيات.
ويخضع ذلك إلى محاولة من يقوم بالأعداد بالإجابة على عدد من التساؤلات التالية:
1. ما هي المعلومات التي يمكن اضافتها إلى موضوع المسرحية المقترحة لتحقيق مزيدا من الفهم؟
2. هل ما تضيفه المسرحية من معلومات يتوافق مع الأهداف التعليمية للمنهج والمدرسة؟
3. ما هي المعلومات والخبرات الجديدة التي يمكن أن يتلقاها التلاميذ من المسرحية؟
4. هل هذه المعلومات والخبرات قادرة على إثارة التفكير النقدي للتلاميذ، أم أنها تدعم غالباً ما يعرفونه من أفكار؟
5. هل تتضمن المسرحية ما يكفي من عناصره تصلح للمتابعة والمناقشة؟
ويتطلب هذا ممن يحاول مسرحة المناهج أو يكتب مسرحية تعليمية، أن يقوم قبل البدء في كتابة المسرحية التعليمية، بالعديد من الدراسات والأبحاث والقراءات حول موضوعها والتي تساعد على تعميق الموضوع وتفسيره، وعندما يقوم بتحديد الخبرة الحياتية التي سيغلف بها موضوعه العلمي يفضل اختيارها من الواقع المعاصر للتلاميذ – إن لم يتطلب الموضوع خبرات خاصة – المألوف له، والتي تعكس اهتمامات التلاميذ، وتثير لديهم الرغبة في المناقشة سواء حول الخبرة أو الموضوع التعليمي الذي يربطه بالخبرة الحياتية ويوضح مدى تأثير كل منهما بالآخر، والاستفادة من ذلك في ربط العلم بالحياة. وتنمية الرغبة في التحليل والنقد لهذه العلاقة. فأيا ما كان الجانب التعليمي، فلابد وأن تتعامل معه المسرحية التعليمية بما يدفع للنقد والتحليل.
بمعنى أن المسرحية التعليمية لا تكتفي بما يجئ به المنهج، أي أنها ببساطه لا تقف كالببغاء الذي يردد المعلومات التي يمكن للمعلم أن يقدمها للتلاميذ في الفصل، بل يجب أن تدفع بالتلاميذ إلى ما وراء الحقيقة والمعرفة الموجودة في الكتاب المدرسي لربط هذه المعلومة بالإطار الحياتي العام، وهكذا تساهم في تحقيق التوجهات المطلوبة من التعليم عامة، والهدف المرجو من ممارسة هذا النشاط.
المساعدة على مزيد من التفسير:
ويتحقق هذا بواسطة اللغات التي يمكن استخدامها في فن العرض المسرحي فإن كان المعلم في الفصل يعتمد على لغة منطوقة وفي قليل من الأحيان يستعين ببعض الوسائل التعليمية، إلا أن المسرح يستخدم دوما عدد من اللغات المتنوعة في مخاطبة مشاهديه ومنها اللغة المسموعة والتي تخاطب بها حاسة السمع، وهي قد تكون لغة منطوقة تعتمد على الكلمة والتي يجب أن تكون بسيطة في مستوى القدرة اللغوية للمشاهدين، ومناسبة للشخصيات بأبعادهم الفيزيقية والاجتماعية والنفسية، فالشخصيات كحاملة للفكر ومعبرة عن أهم الموضوعات تتعرض لها المسرحية لابد وأن تكون مقنعة أولاً في أقوالها وثانيا في مصداقيتها كمصدر للمعلومة العلمية، متسقة مع الموقف الحياتي / الدرامي الذي تشارك في بنائه، وهناك أيضاً لغة الموسيقى والمؤثرات السمعية التي تعمل على تحقيق المزاج النفسي والإثارة الانفعالية المناسبة للمشهد.
هناك أيضاً اللغة التشكيلية والتي يعبر عنها من خلال المناظر المسرحية (الديكور) والأزياء، والألوان وهي تخاطب حاسة الإبصار وتحقق الإثارة البصرية. والتي تعتمد هنا على قدرتها الإيحائية أكثر من اعتمادها على الفخامة أو ارتفاع التكلفة، فالمنظر في المسرحية التعليمية يفضل أن يكون بسيطا غير مكلف يتكون من وحدات فنية بسيطة دالة تصنع من أبسط وأرخص الخامات، ويكتفي منها بالقدرة على تحديد الإطار العام للحدث (المكان والزمان) بجانب إثارة الحس الجمالي والنفسي لدى المتلقي.
وأخيراً .. هناك لغة الحركة التي يستخدمها الممثلون في التعبير عن المعاني والمشاعر والانفعالات المختلفة التي يعبر عنها الموقف.
هذه اللغات لا تعمل في المسرح منفصلة عن بعضها البعض، بل تعمل في تضافر وتناسق تام بحيث تعمق كل منها اللغة الأخرى، لدرجة أن ما لا تستطيع الكلمة المباشرة أن توصله إلى المشاهدين من معاني، يمكن للمنظر أو الحركة أن تحققه، كما يمكن أيضاً للحركة والمنظر أن يعمقا من المعاني التي تجئ بها الكلمات والمحتوى.
وهكذا يحقق استخدام المسرح في العملية التعليمية مزيدا من العمق في الفهم والتفسير من خلال تعدد لغاته، وتعدد الحواس التي يتعامل معها. لكل ذلك يكون المسرح التعليمي أو مسرحة المناهج.
لكن كيف نشأت فكرة المسرح التعليمي ومسرحة المناهج ووظفا تربويا .. بمعنى آخر؟ ما هي الفلسفة التربوية والفنية التي قام عليها «مسرحة المناهج»؟
 
المفاهيم التربوية والفنية لمسرحة المناهج
أولاً: المفاهيم التربوية والتعليمية:
تعتبر معظم الأفكار التي يعتمد عليها المسرح التعليمي (مسرحة المناهج)، جزءا من الفلسفة التربوية العامة، التي أبدعتها العقلية الإنسانية عبر السنين، ومن أهم هذه الفلسفات ما يدور حول (اعتبار الطفل محور العملية التعليمية) Education as child centered، والذي يرجع الفضل في المناداة به إلى جان جاك روسو Jean Jacques Rausseaa في القرن الثامن عشر، وهذا المبدأ الفلسفي – والذي يعتبر اليوم واحد من أهم الأسس التي تقوم عليها التربية والتعليم – يقول: «لا يجب أن نعامل الطفل بوصفه كائنا صغيراً، بل يجب أن نفهم احتياجاته واهتماماته، وبالتالي ننطلق من هذه الاحتياجات والاهتمامات التعليمية باعتبار أن الطفل هو محور العملية التعليمية، بمعنى أن العملية التعليمية برمتها يجب أن تنطلق من الطفل، من خصائصه، واحتياجاته، واهتماماته».
من جانب آخر كان لإسهامات Foroebel، في معهده التربوي بألمانيا، الدور الأكبر في وضع أسس العلاقة بين الطفل وتعليمه، فالعملية التعليمية من وجهة نظره ليست تلقينا وحسب، بل وكما يقول «يجب أن يوجه الطفل من خلال التعليم إلى أن يلاحظ ويفكر لذاته، بدلا من أن نجعله متلقيا فقط للمعرفة. من جانب آخر، كان لجهود فروبل تجاه أهمية اللعب بالنسبة للطفل، الدور الكبير فى لفت نظر التربويين لأهمية اللعب في حياة الطفل، فقد لاحظ فروبل أن لعب الطفل كموضوع تعبيري تلقائي، يساعد على النمو الأخلاقي، والفيزيقي، والعقلي، وأكد على ذلك ما ذكره في كتابه «تعليم الإنسان Education of man» أن اللعب في مرحلة الطفولة ليس عبثا، لكنه على درجة عالية من الجدية، بما يمتلكه من معاني عميقة «فاللعب للأطفال هو البذرة المثمرة للحياة الآتية، وللنمو الكامل للإنسان، ويظهر هذا في توقعاته ورغباته، التي يبديها في طفولته، وتؤثر في مستقبله».
بناء على آراء فروبل، أدرك التربويون، أهمية استخدام لعب الأطفال، في تعليمه، وكانت فكرة حاجة الطفل للعب، الفكرة الأساسية في نشأة وتطوير أنشطة الدراما الإبداعية (Creative drama)، وفي تطوير عدد من المناهج الدراسية الجديدة.
من جانب آخر، جاء الاعتقاد « بأن الأداء الفعلي لشىء ما، يكون أكثر تأثيرا في التعليم، عن أن نكتفي بتلقين المعلومات عنه، جاء هذا الاعتقاد ليشكل مدخلا هاماً لمسرحة المناهج والمسرح التعليمي بشكل عام، لارتباطه بالمفهوم التربوي «التعليم من خلال الخبرة
«Learning Through experience» وهو الأسلوب الذي تقبله العالم أجمع، والذي يعتمد على «مشاركة الطفل المستمرة في ممارسة الأنشطة، تحت إشراف المعلمة، بما يحقق له القدرة على الربط ما بين النشاط (الذي يدور حول خبرة حياتية) وما يتعلمه من موضوعات أكاديمية».
وقد بدأ John Dowe تجاربه حول هذا الأسلوب في نهاية القرن التاسع عشر، لإيمانه بأن «المدارس التقليدية، التي تهتم فقط، بتنمية الذكاء والتحصيل الدراسي، لا تجدي كثيرا في تربية الطفل، فمن الخطورة أن نفصل ما بين المعرفة والممارسة»، وتمني جون ديوي أن يتعلم الطفل المهارات والمعارف الأكاديمية، عن طريق خبرات الحياة اليومية، والممارسة، وكما قال: «لو تعلم الطفل عن طريق الفعل (الممارسة والأنشطة) فإن نوعية الخبرات التي يكتسبها، سوف تكون على قدر كبير من الأهمية».
والخبرة هي «محصلة ما يكتسبه الفرد ويتعلمه من قيم ومعارف ومهارات سلوكية، من خلال تعرضه لمواقف من الحياة يتفاعل فيها مع الآخر والمجتمع، وتؤثر في سلوكه واتجاهاته وردود أفعاله، وتظهر في مواقف مشابهة مستقبلا، وتصبح سمة من سمات الشخصية».
والخبرة الإيجابية هي التي تتفق مع ثقافة واتجاهات الجماعة، وتحظى بموافقتها وتساعد على تطور الفرد والجماعة.
ويتم اكتساب الخبرات وتعليمها، «عن طريق التعرض غير المباشر للخبرات من خلال التواتر الشفاهي عبر الأجيال كما في الحكي الشعبي، والتلقي عن الآخرين كالأبوين ومن يرعونه في الصغر ومن وسائل الإعلام (التلفزيون والسينما والمسرح) أو عن طريق مباشر من خلال الاحتكاك المباشر مع أطراف الموقف الحياتي».
ويرتبط اكتساب الخبرة وتعلمها عن الطريق غير المباشر، بقدرة المصدر الذي يستقي منه الفرد الخبرة ويتمثلها على التأثير في الفرد، وهو ما يعرفه أصحاب نظريات التعلم الاجتماعي «بالنموذج». فهم يقولون بأن الفرد يتعلم أنشطته وسلوكه عن طريق ملاحظة الغير وتقليدهم عند الاقتناع بهم ثم التوحد معهم، وأن الأطفال أكثر إيجابية في تعلمهم، فالطفل يلاحظ ويتنمذج، ويقلد، ما يراه ويسمعه من خبرات.
وتتحدد أهمية الخبرة بمدى الاستجابة المباشرة لها، والتنبؤ بتأثيرها على ما يليها من خبرات، ويشكل هذا تحديا أمام منهج التعليم بالخبرات، الذي يجب أن يقوم باختيار نوع الخبرة المثمرة، والقادرة على التأثير الإبداعي على غيرها من الخبرات التي قد يتعرض لها الطفل مستقبلاً.»
وانطلاقا من بدأ التعليم من خلال الخبرة ظهرت الكثير من الأفكار والنظريات التربوية الحديثة، والتي تضمن تقرير اللجنة الاستشارية للتعليم الأولى عام 1930 معظمها – Report of the consultative committee on the primary school, HM SO1930 ومن أهم تلك الأفكار ما ارتبط بالأدوار الحديثة التي يمكن للمدرسة أن تلعبها في حياة الطفل، وكما جاء في التقرير: «ليست المدرسة الجيدة، مكانا للإرشاد والتعليم الإجباري، بل لابد وأن تكون مجتمعا من الكبار والصغار – يتفاعلون ويشاركون من خلال الخبرات المشتركة co-operative experiments في العملية التعليمية.
وتبعا لهذا التقرير بدأ دور المؤسسات التعليمية في التغير، وبدلا من أن يكون مكانا يهدف إلى تعليم الأطفال القراءة والكتابة، أصبح مكانا يتعلم فيه الأطفال كيف يعيشون الحياة.
كما اقترح التقرير أيضاً، بالنسبة للمناهج التعليمية، أن تعتمد على ما يعرف بالأنشطة والخبرات، بدلا من تلقين المعلومات الحقائق، التي تخزن في عقول الأطفال، وكان من أثار هذا المنهج، ظهور التركيز حول الاهتمامات (Center of interest) والذي اعتمد على موضوعات تحفز على العمل الجماعي.
وفي تقرير آخر عن نفس اللجنة عام 1976، أكد على ضرورة تطبيق المناهج السابق الإشارة إليها بالشكل اللائق، للمساعدة على نمو قدرات الاكتشاف والتذكر والتفكير النقدي لدى الأطفال.
ساعدت هذه الفلسفات بجانب أعمال علماء النفس كبياجيه، على التأكيد على أهمية اللعب بالنسبة لتعليم الطفل، وعلى بدء توظيف الدراما ضمن عناصر الأنشطة التعليمية، خاصة دراما الطفل أو الدراما الإبداعية، والتي قنن لها بيترسليد، بكتاباته وتجاربه حول «دراما الطفل»، وما أن جاء عام 1970، حتى بدأت فكرة استخدام المسرح في التعليم (T.I.E) theatre in education وظهرت الفرق المحترفة التي تمارس هذا الفن، بشكل مغاير للدراما الإبداعية، واعتمدت في برامجها ومسرحياتها على العديد من المناهج التربوية والتعليمية والتي ذكرنا أهمها.. بجانب بعض النظريات المسرحية والتي تشكل المفاهيم الفنية لمسرحة المناهج.
ثانياً: المفاهيم الفنية (المسرحية):
كان للتطور الكبير في الأفكار والنظريات والأجناس والتقنيات التي أثرت الحركة المسرحية في أوروبا، الدور الكبير، في ظهور المسرح التعليمي، خاصة ما جاء به الشاعر والمخرج المسرحي الألماني بيرتولت بريخت في مسرحه الملحمي.
ويمكن تحديد أهم الأفكار التي جاء بها بريخت وأثرت على المسرح التعليمي في :
1. آمن بريخت بأن المسرح ليس هدفا في ذاته، بل هو وسيط للتواصل، وحتى يحقق هذا، يجب أن يتناول تلك الموضوعات وثيقة الصلة بمفهوم وقضايا الإنسان العادي حتى يتمكن من فهمها، وتناول في مسرحة عدد المسرحيات ذات الطابع التعليمي، التي تدعو الجماهير إلى إعمال الفكر بالنقد والتحليل والمناقشة للموضوعات التي تقدمها.
2. من الأفكار الهامة التي استفاد منها المسرح التعليمي مفهوم الاغتراب Alination  عند بريخت، والذي يعتمد على تقديم الخبرات الحياتية على المسرح بأسلوب يؤكد على أسبابها، تبعا لمبدأ العلية، ويقدمها بالشكل الذي لا يسمح للمشاهد بالاندماج الكامل مع ما يراه، بل ليخلق بين المشاهدين والعرض المسرحي مسافة جمالية، لا تسمح له بالإندماج الكامل فيما يراه بل تجعله يشعر وكأنه في عالم مع ما فيه من واقعية، إلا أنه يبدو غريبا عنه، والمطلوب منه أن يفكر فيما يراه من أجل مناقشته ومحاولة تغييره.
ومفهوم التغريب البريختي يتلخص في جعل المألوف غريبا لكي يثير في المشاهد الرغبة في تغييره، ويرتبط مفهوم الاغتراب البريختي ALINATION بإغتراب هيجل والذي يعني عدم الانسجام الذي يظهر دائما في العالم كما هو بحالته الراهنة، فالأشياء عند هيجل ليست كما هي في حقيقتها كما نراها، ولكي نعرف الشئ لابد من عزلة أو تغريبه عن باقي الأشياء، حتى تتوفر امكانية ادراكه. وتأسيساً على ذلك، عندما يعالج بريخت قضية ما، يقدمها بشكل يحث المشاهد على أن يسأل عما يحدث، ويأمل بريخت من جمهوره الذي يخرج متسائلا، أن يكون «قد تعود بعد مغادرته المسرح، أن يمارس تفكيره النقدي».
وهكذا حاول المسرح التعليمي في أعماله أن يخلق عالم يمكن الاعتقاد في وجوده، له أساس من الواقع، لكنه يدفع المشاهد إلى التفكير في علية ما يراه، فيصبح بذلك على وعي بالمشكلة التي تعرض أمامه، ويحاول التفكير فيما يناسبها من حلول.
3. كما دعا بريخت أيضاً في مسرحة إلى استخدام أقل عدد من الممثلين، للتعبير عن الأحداث، واستخدام أقل عدد من الأدوات والديكورات، حتى يبعد عن الإيهام الكامل ويبدو ما يراه المشاهد مألوفا له، لكنه غريباً عنه في نفس الوقت. وقد تأثر بريخت هنا من «مسرح النو» الياباني الذي كان يقدم عروضه من المسرحيات التقليدية في حيز خال، وبعناصر قليلة من الديكور التي يكون لها دلالة مباشرة فقط، وفي كثير من الأحيان كان الممثل يتوجه مباشرة إلى الجمهور بحديثة، كما كان الممثلون يستخدمون عادة الأقنعة الخالية من أي تعبير.
 وقد استفادت فرق المسرح التعليمي من هذا، فهي متنقلة، تقدم عدد كثير من العروض كل عام، وتعتمد على التمويل الذاتي، لذلك فلابد أن يكون عدد أفرادها قليلا، وأدواتها وديكوراتها من التكثيف بحيث تسمح لها بسهولة التنقل، أيضاً اعتماد النصوص على عدد قليل من الشخصيات، تمشيا مع عدد أعضاء الفرقة، التي يمكن عند الضرورة أن يؤدي الممثل منهم أكثر من دور في نفس المسرحية، عدا الشخصيات الرئيسية بالطبع.
4- وأخيرا استفاد المسرح التعليمي من ظاهرة الراوي التي جاء بها المسرح الملحمي تلك الشخصية التي تقدم الأحداث الرئيسية، وتربط بين المشاهد والمسرح، ويوجه المناقشات، وتتعدى شخصية الراوي هنا مجرد الرواية وربط الأحداث والمشاهد إلى.
‌أ- تلخيص الزمن من خلال السرد، فبكلمات قليلة يذهب بالأحداث سنوات.
‌ب- إحداث التأثير المكاني، فمن خلال الوصف والتعبير بالحركة، ينقلنا إلى العديد من الأماكن دون الحاجة إلى تغيير مناظر أو ديكور.
‌ج- التعليق على الأحداث وإدارة المناقشات بين المسرح والمشاهدين.
‌د- التدخل في سير الأحداث والتجاوب معها.
أي أن الراوي هنا يقوم بدور المعلم في المسرحية التعليمية. أو أن المعلم يقوم بدور الراوي في المسرح البريختي.
هذا هو مسرح المناهج، وهذه أهم المفاهيم التربوية والفنية المسرحية التي اعتمد عليها المسرح التعليمي في مسرحته للمناهج، الشق الأهم من المسرح التعليمي داخل المؤسسات التعليمية، والذي أثبت جدواه في المساعدة في العملية التعليمية من خلال المسرحية التعليمية، والعرض المسرحي داخل الفصل المدرسي.
هوامش مسرحة المناهج
1. أحمد شوقي: المسرح المدرسي نشأته – رسالته – واقعة : (دراسة وسلسلة المسرح التجول – 1993) ص 32.
2. رزق عبد النبى : المسرح التعليمى للأطفال : الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1993، ص15.
3. حسان عطوان : الحياة المسرحية فى قطر، الأعمال النقدية 2، 1987، ص90.
4. أحمد حسين اللقانى وآخر : معجم المصطلحات التربوية ط2 (عالم الكتب – القاهرة 1999) ص 15.
5. حسن إبراهيم حسن : تجربة دولة قطر فى مجال مسرح الطفل، مجلة التربية القطرية، العدد الحادى والتسعون، أكتوبر 1989، ص 48.


كمال الدين حسين