مخرجو المسرح الجامعى: يجب الاهتمام بجاهزية مسارح الجامعات ورفع ميزانيات العروض

مخرجو المسرح الجامعى: يجب الاهتمام بجاهزية مسارح الجامعات ورفع ميزانيات العروض

العدد 650 صدر بتاريخ 10فبراير2020

المهرجانات  المسرحية الطلابية أو الذاتية تعد تجربة الإكتشاف الأولى للمخرجين فى الجامعات حيث يتحسس المخرجين الشباب طريقهم من خلال المهرجان الذاتى الذى يعتمد فى أساسه على طلاب الجامعة فى تقديم عرض مسرحى من الألف إلى الياء ورغم اختلاف هذه التجارب وتميزها فى عدد من الجامعات لكن صناعها يواجهون صعوبات قد تعرقل خروج عروضهم كما حلموا بها.
استعرضنا بعض تجارب مخرجي هذا العام الدراسى بعدة جامعات مختلفة وما واجهوه من معوقات وصعاب كبيرة فنية وإدارية وغيرها.
حصلنا على ميزانية العرض بعد تقديمه
محمود محمد مخرج كلية الآداب جامعة القاهرة والحاصل على المركز الثانى بعرض «علاء الدين» من تأليف كريم معوض والذي قال عن صعوبات تجربته « أنا أحد أعضاء فريق كلية الآداب جامعة القاهرة منذ عامين وفى الفريق يتعلم كل من هو شغوف بالإخراج أسس الإخراج على مدار سنوات إلتحاقه بالفريق وقد قمت بالإشتغال على النص منذ فترة طويلة، وانقسمت الصعوبات والمعوقات هذا العام إلى شقين الأول يتعلق بالمعوقات الداخلية والتى تتمثل فى رحيل الأجيال التى كانت محملة بالخبرات من فرق الجامعة وهى مشكلة تواجه أغلب فرق الجامعة وخاصة أن المهرجانات الطلابية يحتاج بها الطلبة إلى التوجيهات فى أعمالهم الأولى وهناك أيضا صعوبة آخرى لها علاقة بالظروف الأجتماعية الخاصة بالطلبة وظروف دراستهم ، وبالنسبة للمشكلات الفنية إستطعنا التغلب عليها وذلك لخبرة الفريق الواسعة وخاصة أن عرض «علاء الدين» لايعتمد على التمثيل بالدرجة الأولى ولكنه نص يعتمد على الإبهار فى المقام الأول فالدراما بسيطة تم إختزالها فى خمس إستعراضات وتابع «تمثلت كبرى المعوقات فى حصولنا على ميزانية العمل عقب تقديم العرض وهو ما إضطررنا كفريق أن ننفق على  عناصر العمل من ديكور وموسيقى وملابس من نفقتنا الشخصية ونحن ما زلنا طلابا ولا نستطيع تحمل نفقات عناصر عرض مسرحى كامل كما ساهم تأخر خروج الميزانية فى إنهاء التجهيزات الخاصة بالديكور فى توقيت متأخر وقبل تقديم العرض بيوم واحد فقط والعرض يعتمد فى المقام الأول على عنصر الإبهار وهو ما يتطلب فترة كافية للعمل على تجهيزاته .
وإستطرد قائلا « تعانى المهرجانات الذاتية فى جامعة القاهرة من مشكلة كبيرة وهى عدم وجود مسرح مجهز سوى فى كليتين فقط من الجامعة وهى كلية الحقوق وكلية التجارة، أما باقى الكليات فى الجامعة ليس بها مسرح خاص بها كما أن مسرح المدينة الجامعية مسرح غير مجهز لإستقبال عروض مسرحية ولا يتحمل إقامة مهرجان فجامعة القاهرة تحتاج وجود مسرح للكليات التى لديها الريادة على أن تستضيف هذة الكليات بقية الكليات الآخرى التى لاتمتلك مسرحا.                                                      
دعمتنا الكلية بشكل جيد
كشف مروان على مخرج كلية حاسبات ومعلومات بجامعة عين شمس عن تجربته هذا العام فقال : قدمت هذا العام عرض «من أجل البشرية « تأليف محمد السورى و تمثلت معوقات تجربتى فى عدم وجود مكان مخصص لإقامة البروفات الخاصة بالعمل بكلية حاسبات ولكن على الجانب الآخر كان هناك دعم كبير من الكلية.
وتابع: تطلب العرض مجهود كبير وخاصة على المستوى الفنى وذلك لتحويل النص إلى أفكار وصورة بصرية على خشبة المسرح وخاصة  أن النص مؤلف .
وأضاف: تفتقد المهرجانات الطلابية للتغطية الإعلامية وخاصة أن هذه العروض تعتمد على رؤى مغايرة وتعد أقوى من عروض مسرح الثقافة الجماهيرية وعروض مسرح الدولة.                                                        
التفرقة واضحة بين المهرجانات الذاتية والمهرجانات الكبرى
أشار المخرج مصطفى جلال والذى قدم تجربة «نوتردام» عن رواية أحدب نوتردام لفيكتور هوجو لكلية حقوق جامعة عين شمس أن الاهتمام الأكبر ينصب على المهرجانات التى تقام فى النصف الثانى من العام الدراسى مقارنة بالمهرجانات الطلابية، ويتمثل ذلك فى عدم تخصيص جوائز لعناصر العرض المسرحى من ديكور وإضاءة وملابس بالمهرجانات الطلابية على الرغم من تميز هذه العناصر وعن تجربته قال : كانت هناك حالة من التعاون الكبير بين أعضاء الفريق، ولكنني واجهت بعض الصعوبات الفنية فى تجربتى وتمثلت فى إختيار الممثلين الذين سيقدمون الشخصيات وتناسبها مع الفريق وقد بدأت الإعداد للعرض منذ فترة طويلة وقد واجهتنى صعوبة فى بعض الأداريات ومنها التصاريح الخاصة بدخول بعض مستلزمات العرض ولكن كان هناك إهتمام من إدارة رعاية الشباب بالكلية وتعاونت معنا بشكل كبير.
عدم تعاون رعاية الشباب
بينما واجه المخرج إسلام سمير مخرج عرض «كرنفال الأشباح» لفريق كلية الأداب بطنطا عدة صعوبات فى تجربته هذا العام فأوضح قائلا «لم يكن هناك تعاون من قبل إدارة رعاية الشباب فمن المفترض أن رعاية الشباب هى الأدارة المنوط بها الإهتمام وتذليل جميع الصعوبات للمخرجين ولكننا أضعنا وقتا طولا فى الحديث عن الإدرايات الخاصة بالعرض ومنذ بداية التجرية عانينا من توفير مكان مخصص لإقامة بروفات العمل وخاصة أن العرض يحوى 25 ممثل وبعد عدة مفاوضات إستطعنا الحصول على قاعة للمناقشات حتى نستطيع عمل بروفات العرض وذلك بعد عناء طويل، وقد حصلنا على ميزانية العرض بعد تقديم العرض وهو ماشكل صعوبة كبيرة فقد رفضت رعاية الشباب إمدادنا بسلفة بسيطة لتقديم العرض.
وإستطرد قائلا « لدينا قاعة مؤتمرات كبيرة ومن الفترض إستغلالها لإقامة مهرجانات الجامعة وقدمت عرضى فى المسرح وهو غير مجهز وهو ما لم يمكننى من استقبال ضيوف لمشاهدة العرض وعن الصعوبات الفنية تابع : واجهتنى بعض الصعوبات الفنية ولكنى إستطعت التغلب عليها بمفردى وخاصة أن ذوة الخبرة من الفريق لم يصبحوا متواجدين.
ماذا بعد المهرجان ؟!
قدم المخرج أمير خالد لفريق كلية الآداب جامعة المنوفية عرض «التوتو كيلا» من تأليفه وعن تجربته قال : النص من تأليفى وهو نص فانتازى كوميدى وقد حصل على المركز الأول بجامعة المنوفية، كما عددا من العروض أيضا ، ولكن ماذا بعد المهرجان ؟ الحقيقة أن هناك ضرورة أن تدعم الجامعة العروض المتميزة وتقوم بتحريكها فلماذا لا يحدث هذا الدعم.
وأضاف إستطعت تجاوز كل الصعوبات الخاصة بالعرض وهذا لخبرتى فى فريق كلية الآداب ولكن تظل الصعوبة الكبرى التى تواجهنا وهى إفتقادنا لخشبة مسرح جيدة حتى نقدم عليها عروضنا فقد كان المسرح يعانى من عدة مشكلات خاصة بالإضاءة والكواليس وهو ما جعلنى أقوم بإستأجار بعض المعدات من الخارج وبفضل الله قدمنا عرضا متميزا حصل على عدة جوائز وأشاد به الجميع.
تطورات أكبر
إتفقت المخرجة لبنى رسلان مخرجة فريق كلية العلوم جامعة المنوفية والتى قدمت عرض بعنوان «حدث فى هولوسبوروا « مع المخرج أمير خالد فى ضرورة توفير مسرح فى جامعة المنوفية يتوافر فيه الحد الأدنى من التجهيزات الفنية حيث أن المشكلة الأكبر التى واجهتها هذا العام هى الإضاءة.
وذكرت قائلة « تجربتى كانت مختلفة وخاصة أن الأمر يختلف عندما تقبل مخرجة على تقديم عرض لفريق كامل ولكنى إستطعت أن أقود الفريق وكان لى أسلوبى الخاص منذ اللحظة الأولى فى التجربة.
وكشفت لبنى عن بعض الصعوبات الفنية التى واجهتها فى تجربتها فأوضحت قائلة « تمثلت صعوبات تجربتى فى أن العرض فكرته جديدة فهو يناقش فكرة أن من حق كل إنسان أن يفكر وعلى الرغم من مساندة الجامعة لنا إلا أننا لازالنا نفتقد لبعض التطورات وخاصة أننا كأجيال جديدة أكثر تطورا فى أفكارنا والرؤى التى نقدمها وخاصة أن جامعة المنوفية تمتاز بوجود مواهب متعددة فى جميع عناصر العمل المسرحى وهو ما يتطلب وجود إمكانيات أكبر ولكن بشكل عام كان المهرجان هذا العام أفضل من الأعوام السابقة.
لم تكن هناك صعوبات
إختلف الأمر هذا العام للمهرجانات الطلابية فى جامعة المنصورة فقد أشادت بعض الفرق ومنها فريق كلية التجارة بتعاون الجامعة وإدارة النشاط بها وفى هذا الصدد قال المخرج محمد السعيد مخرج كلية التجارة جامعة المنصورة: لم تواجهنى صعوبات تذكر فى تجربتى هذا العام فى كلية التجارة جامعة المنصورة فقد قدمت عرض « رقصة الشتاء الأخيرة» تأليف محمد السورى وهو نوعية جديدة من النصوص لم يسبق تقديمها من قبل فى المنصورة فدائما كنا نعتمد على تقديم الدراما الإنسانية أو التاريخية أو غيرها وتابع: كنت شغوف بتقديم هذا النص وقد جذبنى كثيرا كتابة المؤلف محمد السورى فقط كنت حريصا على متابعة ما يقدمه فريق كلية الهندسة بجامعة عين شمس وقد إستمتعت بهذة التجربة التى تعد نقلة مختلفة فى عالم الدراما المسرحية.
إختلف الأمر فى جامعة الأسكندرية والتى يقدم مخرجينها عروض المدرج.
عملنا تحت ضغط
فقال المخرج مروان سليمان مخرج فريق كلية السياحة والفنادق بجامعة الأسكندرية فقال: عن هناك بعض الكليات التى تقوم بإنتاج عرضين فى النصف الأول من العام الدراسى والنصف الثانى وهناك كليات تقوم بإنتاج عروض فى المسابقة الرسمية فقط  فى النصف الثانى من العام الدراسى على أن تقوم ببيع تذاكر فى عروض المدرج لتقوم بتغطية نفقات العرض الذى تقدمه وتابع: قدمت تجربة عرض «عفوا أننى المؤلف تأليف محمد على والحقيقة أننى واجهت عدة ضغوط تمثلت فى تقديم العرض فى إثنين وعشرين يوما وهو ما شكل صعوبة بالغة فقد كان الممكن أن يتم إلغاء العرض ولكن استطعنا تقديم العرض وخرج بشكل جيد ومشرف فى هذه المدة القصيرة وهناك إشكالية آخرى وهى أننا حتى نستطيع إنتاج العرض كان علينا أن نقوم ببيع تذاكر لتغطية نفقات العرض وقد قدمنا العرض مرتين فى يوم واحد وهو ما أعفانا من تكلفة نفقات العرض والدعم الوحيد الذى قدمته الكلية لنا هو توفير أمكان للبروفات بخلاف العديد من الكليات الاخرى.
 وشدد سليمان على أهمية مساندة إدارة رعاية الشباب داخل الجامعة للطلاب فهم يعدون البوابة الرئيسية لممارسة النشاط سواء كان مسرحا أو رياضة أو غيرها من الأنشطة وإستطرد قائلا  «هناك ضرورة أن يعى موظفو رعاية الشباب أنهم لا يقدمون مجرد عمل إدارى فهم يتحكمون فى طموح وأحلام طلبة قد يصل عددهم إلى 50 طالب فى الفرقة الواحدة فعليهم أن يعوا أنهم يديرون فن فيجب دعم الطلبة والإهتمام بهم بشكل أكبر وخاصة أن مسرح الجامعة خرج منه العديد من النجوم والفنانين الذين تركوا بصمة كبيرة فى آذهان الجماهير.
المسرح فى جامعة الإسكندرية
لا يسع ل200 فرد
أشار المخرج محمد مرسى مخرج فريق كلية الهندسة جامعة الأسكندرية إلى كبرى المشكلات التى تواجه فرق الجامعة فى الأسكندرية هى إفتقادهم لوجود خشبة مسرح جيدة كما أن المسرح فى جامعة الإسكندرية لا يسع لإستقبال 200 شخص وهو ما يشكل صعوبة بالغة فيقوم المخرجين بتقديم عروضهم فى المدرجات فتكون التقنيات المتاحة ليست بالجودة المطلوبة وأضاف تعاونت معنا إدارة الكلية لإستأجار بعض المعدات الخاصة بالإضاءة والصوت وفى حالة توفير مسرح لجامعة الإسكندرية فستحدث نقلة كبيرة للنشاط المسرحى بالجامعة.
وعن تجربته قال « قدمت فى جامعة الإسكندرية عرض «ليلة من ألف ليلة وليلة» تأليف أحمد سمير وقد تمثلت صعوبات تجربتى أنها التجربة الأولى لى فكان التعامل مع فريق كبير يتكون من 30 ممثلا ليس بالأمر اليسير فالكل طالب ظروفه الدراسية الخاصة ولكن كان هناك إلتزام شديد من فريق كلية الهندسة وتدور أحداث العرض حول شهريار وشهرزاد القصة الأسطورية المعروفة ولكننا نتناولها بشكل جديد وعصرى                                                  


رنا رأفت