العدد 648 صدر بتاريخ 27يناير2020
محمد حلمي مؤلف ومخرج واعد يمتلك موهبة متفردة ويسعى دائما لتقديم كل ما هو جديد ومختلف في المسرح.. تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد عام 2014 ، بدأ العمل بالمسرح منذ 2003 بفرقة صلاح حامد المسرحية بقصر ثقافة الفيوم، وتعلم الكثير في هذه المدرسة ، قدم العديد من العروض منها “توبة إبليس “ ،”مدينة الثلج “ ، “ كلمات بلا معنى” حصل على جائزة التأليف بالمهرجان العربي بالمعهد العالي للفنون المسرحية عن نص” كلمات بلا معنى “ ، وجائزة أفضل دراماتورج عن نص “توبة إبليس “ ، كما شارك بعرض “كلمات بلا معنى” بمهرجان إبداع وحصد العديد من الجوائز.
شارك حلمي مؤخرا بعرض “ حياة حواء” ضمن الدورة الرابعة لمهرجان المهن التمثيلية وحصل به على عدة جوائز ، منها أفضل عرض وأفضل إخراج مناصفة وأفضل تأليف وديكور وإضاءة “حياة حواء” تمثيل هيا هانى ، إيناس عزت ، ديكور وإضاءة أحمد فتحي ، مساعد مخرج سمر عبد الحكيم، مخرج منفذ عصام نصر وعادل دياب تأليف وإخراج محمد حلمي.
أجرينا معه هذا الحوار للتعرف على تجربته “حياة حواء “ ومشاركته بمهرجان نقابة المهن التمثيلية .
حصلت على جائزة أفضل إخراج مناصفة وجائزة أفضل عرض فماذا يمثل لك هذا، خاصة أنها المرة الأولى في حصولك على جائزة أفضل إخراج ؟
هذه ليست المرة الأولى التي أشارك بها فى مهرجان نقابة المهن التمثيلية فقد شاركت العام الماضى بالمهرجان ولم أحصل على جوائز ، ولثقتى الكبيرة فى المهرجان شاركت هذا العام وذلك لحبي لهذا المهرجان وللنقابة التي تمثل بالنسبة لنا جميعا “البيت” وعندما حصلت على الجائزتين اعتبرت ذلك تكريما من بيتنا، والجائزة بالنسبة لي دفعة قوية تمنحها النقابة لي.
- حدثنا عن تجربة عرض “حياة حواء “ وما الذي دعاك لكتابة هذا النص ؟
نص “حياة حواء” كتبته عام 2017 ، وتدور فكرته حول معاناة المرأة في المجتمع الشرقي وما تتعرض له من مشكلات عنف وغيره من القضايا الشائكة ، ومن أسباب شروعي في كتابة النص وجود زوجتي وابنتى بمفردهما أثناء تأديتي للخدمة العسكرية، وكان هذا الأمر يقلقني كثيرا عليهما، وهو ما جعلني أطلع على العديد من القصص في تلك الفترة ، وعقب إنتهائى من الخدمة، كان لدى العديد من الأفكار حتى وقع حادث تحرش لإحدى الفتيات، وكان الأمر حديث العامة ووسائل الإعلام، حتى أنى استعنت ببعض الأخبار من بعض الحوادث الخاصة بالتحرش وغيرها.
إن العنف ضد المرأة والاضطهاد ليسا قضايا جديدة على مجتمعنا، وتتعرض لهما المرأة سواء في العمل أو المنزل وقد قمت بصياغة هذه القضية بشكل درامى
- ما أبرز الصعوبات التي واجهتها في تجربتك ، خاصة أنك تناقش قضايا شائكة ؟
تمثلت الصعوبات في كون النص يحوى شخصيتين : فتاة صغيرة في العشرينات ، وسيدة عجوز وهما شخصية واحدة، وكانت الصعوبة أنى أردت أن تجسد شخصية السيدة العجوز فنانة مخضرمة، وكانت هناك ممثلة ستجسد الشخصية ولكنها اعتذرت قبل العرض بفترة قصيرة
وهو ما شكل معوقا كبيرا وكان التحدي الكبير أن تقدم الممثلة إيناس عزت وهى ممثلة شابة مرحلة عمرية لسيدة في الخمسينيات أو الستينيات وبفضل الله استطاعت أن تقدم الشخصيتين بتميز شديد.
- هل أردت إبراز رؤية بعينها من خلال عرض “حياة حواء” ؟
كما سبق وأشرت: المعاناة الخاصة بالمرأة و التى أردت أن ألقى عليها الضوء، وكما نعلم أن إى مخرج يقبل على تقديم عرض مسرحي يحب أن يظهر إمكانياته الإخراجية، وعلى مستوى التأليف أحب أن يكون الممثل الذي يجسد الشخصية فى حالة استمتاع وشغف بما يقدمه.
- من وجهة نظرك هل لدينا أزمة في النصوص التى تناقش قضايا المرأة؟
هناك عروض ناقشت قضايا المرأة بشكل جيد ولكن من يكتبون عن قضايا المرأة يلقون الضوء على أجزاء بعينها من قضاياها أو حياتها وتظل المشكلة الأكبر في تلقى المجتمع لكل ما يطرح عن المرأة،
فلازالنا نحتاج إلى الكتابة عن قضايا أكبر مما نتعرض له عن المرأة.
- مارأيك فى ظاهرة المؤلف المخرج.. وهل يحقق المخرج نجاحا اكبر عندما يخرج كتاباته؟
الأمر نسبى ويخضع لفكرة أن هناك مؤلف يمتلك أدوات المخرج، أو مخرج يمتلك أدوات المؤلف و للأسف الشديد، بعض المخرجين عندما يقبلون على تقديم نص مسرحي يقومون بالتدخل والحذف والإضافة وهو ما قد يتسبب في عدة مشكلات درامية للعرض ،
لاهتمامهم بالشكل والصورة الخارجية على حساب الدراما، وهو ما يؤدى إلى غياب تفاصيل هامة فى العمل، وأيضا عندما يتصدى بعض المؤلفين لتقديم تجارب إخراجية قد يتسبب هذا فى تدمير العمل، وهناك مؤلفين يخرجون أعمالهم ببراعة شديدة لأنهم يشهدون على اللحظة الأولى لكتابة النص وحتى خروجه على خشبة المسرح.
- مارأيك في مهرجان نقابة المهن التمثيلية في دورته الرابعة وكيف يمكن تطويره؟
المهرجان منذ دورته الأولى حقق نجاحا كبيرا ، وثقتى في المهرجان وإداراته هو الدافع الذي جعلني أقبل على المشاركة في الدروة الرابعة، فهذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها ، والحقيقة أن المهرجان أفرز مخرجين لديهم ثقل وعروض متميزة، فقد شاركت 10 عروض متميزة فنيا وكان هناك حالة من التنوع، وأرى أن هناك ضرورة لأن يصبح المهرجان دوليا فهو يستطيع المنافسة فى المحافل الدولية.
- شاركت بعرض “توبة إبليس “ في مهرجانات سابقة .. فلماذا لم يحقق النجاح المتوقع له؟
قدمت العرض مرتين أحدهما وأنا طالب فى المعهد ، وعندما قدم فى المهرجان العربي كان يقدم على هامش المهرجان وقد حقق مردودا جماهيريا جيدا آنذاك ، وعندما تخرجت من المعهد شاركت به فى مهرجان الصوراى بالبحرين وحقق نجاحا كبيرا، وبعد ذلك وجدت أنى لدى أفكار ونصوص أخرى من الممكن الاشتغال عليها وتقديمها.
- أيهما تفضل: الإخراج أم التأليف ؟
أنا شغوف بكليهما، ولكن للتأليف مكانه خاصة بالنسبة لي وأنا أجتهد دائما عند الشروع في تقديم عمل جديد.
- ما أهم الأدوار التي يلعبها المهرجان ؟
المهرجان خلال الأربع دورات كشف عن العديد من المخرجين الذين لديهم ثقل كبير ، منهم من نجح فى الساحة الفنية وأثبت جدارة كبيرة ومنهم المخرج عمرو حسان ، والفنان والمخرج رامى الطمبارى ، والفنان والمخرج أحمد الرافعي ، والفنانة والمخرجة منه بدر تيسير وغيرهم وعلى مستوى الدورة الرابعة تميز أيضا عدد من المخرجين منهم محمد عبد الموالى ومحمد عبد الوارث
- من وجهة نظرك هل يحقق خريجي قسم الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية نجاحا عندما يتجهون للتمثيل والإخراج ؟
أنا ضد التصنيف، أحيانا يكون هناك أشخاص ذو موهبة لم يتلقوا اى دراسة أكاديمية فنية وتكون لديهم الموهبة الفطرية،
والمثال واضح فى عروض الثقافة الجماهيرية وعروض الجامعة وغيرها
وإذا تحدثنا عن خريج الدراما كمخرج أو كممثل من الهام أن يكون لديه موهبة في ممارسة الإخراج أو التمثيل على حد سواء، ولا يكون مقحما فعلى الأمر، وهناك مثال لبعض خريجي قسم التمثيل والإخراج حققوا نجاحا كبيرا على مستوى التأليف. إذن الأمر لا يخضع لقواعد بعينها فالموهبة هى الأساس،
ولذلك أرى أن ورش نقابة المهن التمثيلية من أنجح الورش التدريبية لأنها تقوم بتنظيم الأمور للموهوبين الذين ليس لديهم عضوية في النقابة حتى يمارسوا ويقدموا أعمالا فنية على الساحة فيتلقون تدريبا جيدا وباحترافية شديدة، ما يكشف عن مواهب حقيقية.
- تقوم بالتحضير لتجربة مسرحية جديدة بمسرح الثقافة الجماهيرية حدثني عن هذه التجربة؟
أقوم بالتحضير لعرض “هيروسترات “ عن نص “أنسوا هيروستروات” تأليف غريغوري غورين، وتدور أحداث العرض حول هيروسترات الذي أحرق معبد أرتميديا الذي شيده العمال في 120 عاما بحثا عن شهرة سعى إليها بحيله الوضيعة، وسأقدم التجربة في قصر ثقافة السادات بالمنوفية والمفترض أن تعرض فى شهر فبراير المقبل.
إلى اى مدى تصقل الدراسة الأكاديمية الفنان؟
الدراسة الأكاديمية تقوم بتنظيم المعرفة لدى الفنان ففي المعهد العالى للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد ندرس العديد من المواد الهامة ومنها تاريخ الدراما وتكنيكات الكتابة وبالإضافة إلى التعرف على مدراس مختلفة من النقد المسرحى و مواد أخرى، وقد استفدت من دراستي بالمعهد على المستويان العلمي والعملى.
- مارأيك فى حركة التأليف المسرحى في الفترة الحالية؟
لدينا مؤلفين متميزين للغاية والمثال واضح بحصول أربع مؤلفين مصريين على جوائز بمهرجان الهيئة العربية للمسرح ، ولكننا نعانى من مشكلة أخرى وهى مشكلة إنتاج النصوص التي تحصل على جوائز