اختار الكاتب نقطة مبتكرة للتعبير عن فكرته فى مسرحيته التى عرضت عام 2006. وكانت عبارة عن عدة مقابلات تليفزيونية اجراها الرئيس الامريكى الاسبق الراحل ريتشارد نيكسون عام 1977 بعد ثلاث سنوات من استقالته حتى لا يتعرض للاقالة بعد ان بدأت اجراءات محاكمته عن اتهامات بالتنصت على خصومه وهى الفضيحة التى عرفت باسم ووترجيت . ووجد نيكسون – الذى كان فى فترة رئاسته الثانية وسبق ان كان نائبا للرئيس ايزنهاور وخسر امام جون كنيدى فى انتخابات الرئاسة عام 1960 ان موقفه فى هذه التحقيقات سيكون سيئا وقد ينتهى بعزله فقرر ان يكون الامر بيده لا بيد عمرو واستقال قبل ان يقال. وتوارى نيكسون فى دائرة الظل ورحل بعدها بعشرين عاما فى 1994.وكان يخرج احيانا الى دائرة الضوء عن طريق مثل هذه الاحاديث.اجرى نيكسون هذه الاحاديث مع المذيع البريطانى الشهير صاحب البرامج الحوارية وقتها ديفيد فروست (1939- 2013 ) لحساب شبكة فيز نيوز الاخبارية البريطانية. وكان فروست ايضا كاتب سيناريو شهيرا وممثلا كوميديا.دروسواختار مورجان هذه المقابلات بالذات من بين المقابلات التى اجراها ريتشارد نيكسون لانه راى فيها دروسا يمكن ان يتعلمها رجال السياسة ورجال الصحافة المرئية بشكل خاص. كما انها تكشف كيف تدار الصحافة والسياسة فى الولايات المتحدة. ففى مقابلات عديدة اجراها ريتشارد نيكسون بعد استقالته حاول استدرار التعاطف والظهور بمظهر الضحية الذى تامر عليه من حوله وتجاهلوا ما قدمه لبلاده منذ كان نائبا لايزنهاور وما قبلها. وفى هذه اللقاءات كان الطرف الاخر وهو المذيع يتركه يقول ما يشاء دون تعليق. اما فروست فلم يفعل ذلك بل كان يتدخل للتعليق على اجابات نيكسون عندما تحوى مغالطات مثل حديثه عن انقلاب جواتيمالا ضد حكومة جاكوبو اربنز عام 1953 الذى تورطت فيه الولايات بعد ان تصدى اربنز لنفوذ الشركات الامريكية فى بلاده والغى امتيازات منحها اياها سابقه خورخى يوبيكو. وحرضت هذه الشركات حكومتها للتورط فى تدبير انقلاب ضده اشرف عليه شخصيا ريتشارد نيكسون عندما كان نائبا لايزنهاور. وكان الانقلاب بداية لمرحلة دامية من تاريخ جواتيمالا قتل فيها مئات الالوف كان معظمهم من السكان الاصليين اصحاب الاراضى الزراعية محل النزاع. وخلال الحديث قال انه قاد الانقلاب لحماية جواتيمالا من الشيوعية التى حمل اربنز رايتها. واستخدم ورقة محاربة الشيوعية ايضا فى تبرير جرائمه فى فيتنام بعد توليه الرئاسة التى اضيفت الى جرائم سابقه ليندون جونسون. وتحول الامر الى ما يشبه حلقة ملاكمة لفظية جعلت نيكسون يعترف فى النهاية لاول مرة بفضيحة ووترجيت.جسد شخصية نيكسون الممثل الامريكى فرانك لانجيلا (82 سنة) . واشاد به النقاد حيث قال انه اجاد شخصيته حتى ليظن البعض انه يشاهد نيكسون الحقيقى رغم انه لا يشبهه. وجسد شخصية فروست الممثل الويلزى مايكل شين(53 سنة). وكان يظهر الاثنان وهما يتحدثان احيانا. واحيانا يظهر الاثنان على شاشة كبيرة ويظهر مجموعة من الاشخاص يعلقون على ما يدور بين مؤيد ومعارض. دون باسكوال برؤية جديدة الموسيقار الايطالى اضحك الناسرغم حياته الماساويةكانت اوبرا زيوريخ على موعد مع حدث ثقافى وفنى مهم جذب اليها المشاهدين من سويسرا ومن خارجها. وهذا الحدث هو عرض المسرحية الموسيقية الغنائية الكوميدية الاوبرالية “دون باسكوال” للموسيقار الايطالى “ دونيزيتى”.ودونيزيتى - او دومينيكو ماريا دونيزيتى – (1797 – 1848)احد اعلام الموسيقى الايطالية. ويثير دهشة عشاقه انه رسم البسمة على شفاه مشاهديه على الرغم من الحياة الماساوية التى عاشها. فقد انجب ثلاث بنات متن فى طفولتهن ولم ينجب غيرهن. وماتت زوجته بعد ثمانية شهور من وفاة ابويه وامضى سنواته الاخيرة من عمره القصير وحيدا. كما انه كتب هذا النص المرح فى بداية مرض عاناه لمدة ست سنوات وانتهى برحيله. ومع كل ذلك كان يرسم الشفاه على شفاه جمهوره. وهذا ما اتضح من العرض الاول لمسرحيته حال حياته فى 1843. كما انه اثر فى جيل من اعلام الموسيقى الايطالية مثل فيردى صاحب اوبرا عايدة. ومنذ ذلك التاريخ عرضت المسرحية فى عدد كبير من دول العالم بمختلف اللغات. وتحولت الى فيلم عام 1940 .وتدور احداث المسرحية الموسيقية حول رجل من النبلاء يرفض الزواج حتى تقدمت به السن. وبعد خلافات مع ابن شقيقه ووريثه الوحيد يتزوج من فتاة تصغره كثيرا فى السن على امل ان ينجب طفلا يرث ثروته ويحجبها عن ابن اخيه ايرنستو. وهنا تنقلب حياته راسا على عقب. وتدور مواقف كوميدية عديدة تنتهى بان يتزوج الاثنان الشقيقتين نورينا وسوفرينا.جيدة ولكن ويقول مخرج الاوبرا كريستوف لوى انه شاهد عددا كبيرا من العروض السابقة ونال معظمها اعجابه. لكنها جميعا كانت عروضا تقليدية لم تحاول ان تقدم جديدا فى هذا العمل الموسيقى الكوميدى رغم انه عمل غنى بالدلالات والايحاءات التى يمكن ان تساعد على تقديم العرض برؤى متعددة. وهنا قرر ان يتعامل مع هذا العمل الثرى برؤية جديدة تعتمد على كشف التعقيدات التى تعانى منها شخصيات العمل.ويقول انه يحاول فى رؤيته الجديدة تحقيق التوازن الذى حاول مبدع العمل نفسه ان يحققه بين شعوره بان رحلة الرحيل عن الحياة قد بدأت مع المرض الذى يعانيه وبين المرح الذى يتيحه وجوده على قيد الحياة.وعلى سبيل المثال حاول ان يظهر الزوجة الجميلة الشابة نورينا فى شخصية المرأة التى اكتشفت فى نفسها ضميرا واخلاقا من خلال مواجهات مع زوجها الثرى العجوز وبدأت تراعى الاخلاقيات فى تعاملها مع الاخرين.وتقول السوبرانو الايطالية التى جسدت شخصيتها ان هذا التحول الذى مرت به نورينا كان مصدر متعة كبيرة وهى تجسد الشخصية. وتمضى قائلة ان ما اعجبها فى هذا العمل انه يريد ان يوجه رسالة الى مشاهديه تقول ان الحب هو اساس الحياة وان الحب لا يمكن ان يغزو الا قلوبا مفتوحة.كسارة البندق ...فى موعدهاعندما يخلص عشاق المسرح للمسرح يتم التغلب على كل العقبات. هذا ما حدث فى مقاطعة اوكالا بولاية فلوريدا الامريكية وهى واحدة من 167 مقاطعة تضمها الولاية التى تعد رابع اكبر ولاية امريكية.اغلق مسرح ماريون الشهير بالمقاطعة ابوابه لاسباب مادية قبل ستة اسابيع من تقديم عرض مسرحى اوبرالى مبسط ومختصر لباليه كسارة البندق كان من المقرر تقديمه لمدة شهر فى يناير. وهذا العرض تقليد سنوى يشارك الطلبة والشباب المتطوعون فى تقديمه بعد اختيار عمل اوبرالى يقدم بشكل مسرحى يجمع بين الباليه والمسرح.هنا اجتمعت مجموعة من الاسر التى يشارك ابناؤها وبناتها فى العرض لبحث المشكلة. واتفقت الاسر على تكوين “جمعية غير ربحية” تكون مهمتها انقاذ العرض وتقديمه فى موعده سواء لهذا العام أو للاعوام القادمة. ،خاصة انه يحتاج بروفات شاقة لمدة اربعة شهور ويحضر اليه جمهوروبدات الجمعية الجديدة خطتها بتبرعات من الاسر نفسها بلغت نحو مائتى الف دولار. كما تم جمع تبرعات من رجال الاعمال والشركات فى المقاطعة ومقاطعات مجاورة رحبوا جميعا بالتبرع لهذا العرض الجماهيرى الذى تخصص عوائده للاغراض الخيرية. وتقدم عدد كبير من الطلبة والشباب المتطوعين والعازفين قاموا ببروفات على مدار الساعة حتى بدا العرض فى موعده. وساعدهم ان ادارة المسرح المغلق لم تتخلص من الثياب والديكورات. وتم الاتفاق مع مالك المسرح على القبول بايجار مخفض. وكانت جانيت بيرى والدة احدى الطالبات المشاركات فى العرض اكبر المتبرعين للمسرحية حيث تبرعت ب25 الف دولار لانها تؤمن باهمية المسرح. وتقول انه لولا تعاون المجتمع ما خرج هذا العمل الى الوجود.