محيي إسماعيل نجم الأدوار المركبة

محيي إسماعيل نجم الأدوار المركبة

العدد 638 صدر بتاريخ 18نوفمبر2019

الفنان القدير محيي إسماعيل واسمه طبقا لشهادة الميلاد: محيي الدين محمد إسماعيل عيطة ممثل متميز وأيضا أديب وروائي، وقد اشتهر بجودة أدائه للأدوار النفسية المركبة، وهو من مواليد الثامن من نوفمبر عام  1946 في مدينة «كفر الدوار» بمحافظة «البحيرة». وقد نشأ في أسرة مصرية بسيطة، حيث كان والده أحد كبار رجال التربية والتعليم بالمحافظة ويحمل شهادة العالمية مع إجازة التدريس بينما كانت والدته ابنة عمدة القرية، ولديه من الأشقاء خمسة صبيان وثلاث بنات. ولكنه عاش طفولته بالقاهرة مع أسرته. وجدير بالذكر أنه ينتمي إلى عائلة فنية فهو الشقيق الأصغر لكل من: المخرج الراحل فايق إسماعيل، والكاتب المسرحي بهيج إسماعيل.
وقد التحق الفنان محيي أولا بكلية الآداب قسم الفلسفة ولكنه توقف عن استكمال دراسته فيها وهو في السنة الثالثة، كما درس بعد ذلك في المعهد العالي للفنون المسرحية، وذلك ضمن دفعة ضمت عددا من الموهوبين الذين نجحوا في تأكيد وجودهم ولفت الأنظار إليهم وتحقيق نجوميتهم بعد ذلك ومن بينهم الأساتذة: إنعام سالوسة، سعيد طرابيك، محمد عناني، والمخرجون: سمير العصفوري، سناء شافع، عبد الغفار عودة، محمد الصديق، توفيق عبد اللطيف، كمال الشامي.
وقد بدأ مشواره الفني بمجرد حصوله على بكالوريوس التمثيل عام 1964، وذلك بتقديم بعض الأدوار الصغيرة في عدد من المسرحيات بفرقة «المسرح القومي» خلال الفترة من 1965 إلى عام 1968  ومن بينها: سليمان الحلبي، ثلاث ليالي، ورق ورق، دائرة الطباشير القوقازية، كما شارك خلال تلك الفترة في تأسيس فرقة «مسرح المائة كرسي» بالمركز الثقافي التشيكي، الذي قدم من خلاله بعض العروض التجريبية ومن بينها عرض «مونودراما» بعنوان «المذكرة» للكاتب العالمي فاتسلاف هافيل.
وكان قد نجح قبل ذلك أيضا في لفت الأنظار إلى موهبته الفنية الكبيرة من خلال مشاركته ببعض عروض قطاع الفنون الغنائية الاستعراضية، وبالتحديد من خلال تجسيده لشخصية «فرديناند ديليسبس» بأوبريت الليلة العظيمة(1964)، وبعد ذلك بتجسيده لشخصية «نابليون بونابرت» بأوبريت القاهرة في ألف عام (1969)، هذا ويعد دور الصحافي النزيه حازم عصفور بمسرحية «لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم»، وكذلك شخصية الحاج نزيه الذي يعمل في مجال توظيف وغسل الأموال بمسرحية «بياعين الهو» من أهم الشخصيات المسرحية التي وفق في تجسيدها ببراعة.
وكان من الطبيعي بعد تميزه بالمسرح وإثبات وجوده انطلاقه إلى عالم السينما، ليبلغ رصيده السينمائي إلى ما يقرب من أربعين فيلما، وذلك على الرغم من أن بداياته السينمائية قد تأخرت قليلا، حيث يذكر أنه قدم أول أدوراه السينمائية عام1968  وذلك بمشاركته بفيلم «بئر الحرمان»، من إخراج كمال الشيخ، وبطولة سعاد حسني، نور الشريف، مريم فخر الدين، في حين كانت أحدث مشاركاته السينمائية عام2019  وذلك بمشاركته ببطولة الجزء الثاني من فيلم «الكنز» من إخراج شريف عرفة وبطولة محمد سعد، محمد رمضان، هند صبري، روبي.
ويجب الإشارة إلى تميزه الفني أيضا ببقية القنوات الفنية حيث قدم مجموعة متميزة من الأعمال الدرامية بكل من مجالي الدراما التلفزيونية والدراما الإذاعية، فشارك في تجسيد بعض الأدوار الرئيسة في ما يزيد على ثلاثين مسلسلا تلفزيونيا، وأكثر من عشرين مسلسلا وتمثيلية وسهرة إذاعية، ومن أهم أدواره بالدراما التلفزيونية تلك التي قدمها من خلال المسلسلات التالية: محمد رسول الله، نسر الشرق، الأبطال، قصة مدينة، ليل ورجال، المخبر الخاص.
ويحسب له بصفة عامة تميزه وتألقه في أداء الأدوار النفسية المركبة والشخصيات المعقدة التي تخصص في تجسيدها ببراعة، وخصوصا في مجال الأفلام السينمائية، حيث إنجذب لتجسيد الشخصيات المعقدة والتي تعاني من مشكلات أو أمراض نفسية )ومثال لها أدوراه بأفلام: خللي بالك من زوزو، الأخوة الأعداء، مولد يا دنيا، الشياطين، شهد الملكة (فركز طاقته على تجسيد صراعات الإنسان النفسية حتى أصبح متخصصا وتفوق في أداء مثل هذه الأدوار المركبة الصعبة.
وتجدر الإشارة إلى أن هوايته الأولى - بجانب التمثيل - هي القراءة والكتابة، وقد كتب قصة وسيناريو فيلم كوميدي بعنوان «الأنزوح»، كما كتب أيضا مجموعة من الروايات ومن أشهرها رواية «المخبول» التي التي ترجمت إلى أكثر من لغة أجنبية وحققت انتشارا واسعا، كما لاقت اهتماما وترحيبا من بعض الشخصيات البارزة مثل العالم أحمد زويل الذي أثنى عليها وقال: «إنها رواية تستحق الاهتمام».
ويمكن تصنيف مجموعة مشاركاته الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية مع مراعاة التسلسل والتتابع الزمني كما يلي:
أولا - مشاركاته المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان محيي إسماعيل، فهو المجال الذي تفجرت من خلاله موهبته والتي أصقلها بالدراسة الأكاديمية، وأثبتها وأكدها من خلال عمله بعدد كبير من الفرق وتعاونه مع عدد كبير من كبار المخرجين، ولذا كان من المنطقي أن يشارك في بطولة عدد كبير من المسرحيات المتميزة، وأن يقوم بتجسيد عدد كبير من الشخصيات الدرامية المتنوعة. ويجب التنويه إلى أن بداياته الفنية كانت من خلال بقطاع «الفنون الشعبية والاستعرضية»، ثم بعد ذلك من خلال فرقتي «المسرح القومي»، و«مسرح المائة كرسي».
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا للتتابع التاريخي مع مراعاة إختلاف الفرق المسرحية إلى قسمين كما يلي:
1 - بفرق مسارح الدولة:
 - بقطاع «الفنون الشعبية والاستعرضية»: الليلة العظيمة (1964)، القاهرة في ألف عام (1969).
 - بفرقة «المسرح القومي»: سليمان الحلبي (1965)، ثلاث ليالي (1966)، ورق ورق (1967)، دائرة الطباشير القوقازية، رجال بلا ظلال (1968)، البلياتشو (1969)، النار والزيتون (1970)، مقالب عطيات (1972).
 - بفرقة «المسرح الكوميدي»: لا أرى لا أسمع لا أتكلم الكوميدي - 1990 .
 - بفرقة «المسرح الحديث»: بياعين الهوا الحديث – 1990.
2 - بفرق القطاع الخاص:
 - فرقة «مسرح المائة كرسي»: المذكرة، البيانو (1969).
 - «مسرحيات مصورة»: البخيل (1981)،
 - فرقة «نجوم المسرح»: اللعب على المكشوف (1975)،
 - «مسرح التلفزيون»: المغماطيس (1987)،
وقد تعاون من خلال هذه المسرحيات مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أجيالا مختلفة من بينهم الأساتذة: عبد الرحيم الزرقاني، فؤاد الجزايرلي، سعد أردش، أحمد عبد الحليم، كمال حسين، سميحة أيوب، السيد راضي، عبد الغفار عودة، نبيل منيب، محمد أبو داود، حسام الدين صلاح، وذلك بالإضافة إلى المخرج العالمي أرفن لايستر.
ويذكر أن نخبة كبيرة من كبار النجوم قد شاركوه بطولة تلك المسرحيات ومن بينهم على سبيل المثال كل من الأساتذة: شفيق نور الدين، سميحة أيوب، محمود ياسين، عبد المنعم إبراهيم، سعيد أبو بكر، محمد رضا، توفيق الدقن، محمود عزمي، عايدة عبد العزيز، رجاء حسين، سهير البابلي، كمال الشناوي، محمود الحديني، أشرف عبد الغفور، إبراهيم الشامي، أنور إسماعيل، أحمد زكي، سعيد صالح، نجاة علي، سهير الباروني، صفاء أبو السعود، هالة فاخر، سوسن بدر، تيسير فهمي، شهيرة، نبيل الهجرسي، ليلى فهمي، إيمان، علا رامي، ماجدة زكي، محمد الصاوي، حسن حسين.

ثانيا - إسهاماته السينمائية:
لم تستطع السينما للأسف الاستفادة بصورة كاملة من إمكانيات وخبرات الفنان القدير محيي إسماعيل وموهبته الكبيرة، فلم تمنحه إطلاقا فرصة البطولة المطلقة، ومع ذلك فقد استطاع وضع لنفسه مكانة رفيعة وسامية بأدائه المتفرد والمتميز لبعض الأدوار الثانوية والرئيسة بعدد من الأفلام المهمة، خاصة وأن أغلبها يمكن تصنيفها تحت مسمى «الأدوار النفسية المركبة»، هذا مع تميزه بحرصه الشديد على تنوع أدواره بصورة كبيرة، وأيضا على إنتماء جميع مشاركاته إلى نوعية تلك الأفلام السينمائية الجادة)والبعيدة كل البعد عن تلك الأفلام التجارية التي يستهدف منتجوها أرضاء رغبات الجمهور وشباك التذاكر. ( وقد تضمنت قائمة إسهاماته السينمائية عدة أفلام متميزة ولعل من أهمها: بئر الحرمان، المعركة الملعونة (1969)، فجر الإسلام، من عظماء الإسلام (1970)، صور ممنوعة)القصة الثالثة(، خلي بالك من زوزو (1972)، زهور برية، البنات لازم تتجوز (1973)، الأبرياء، الرصاصة لا تزال في جيبي، الأخوة الأعداء،24  ساعة حب (1974)، دعونا نحب، وانتهى الحب، مولد يا دنيا (1975)، الشياطين (1977)، الأقمر، وراء الشمس (1978)، تحقيق (1980)، رحلة الشقاء والحب، إعدام طالب ثانوي (1982)، عالم وعالمة (1983)، الطائرة المفقودة (1984)، ريال فضة، الجريح، شهد الملكة، الأوغاد (1985)، الكومندان، دموع الشيطان (1986)، الهاربات (1987)، أنا والعذراء والجدي (1988)، حلاوة الروح (1990)، صعيدي في الجيش(1993)، الغجر (1996)، حد سامع حاجة (2009)، الكنز 1 - الحقيقة والخيال (2017)، الكنز 2 - الحب والمصير (2019)، وذلك بالإضافة إلى فيلم شرخ في جدار العائلة )قرار في ضوء البرق(، وأيضا مشاركته ببعض الأفلام العالمية ومن بينها أفلام: أبطال بلا مجد (1971)، الموت وراء المجد (1973)، الدورية الانتحارية، أبطال الموت.
ويذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار مخرجي السينما العربية الذين ينتمون إلى أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: نيازي مصطفى، حسن الإمام، كمال الشيخ، حسام الدين مصطفى، هشام أبو النصر، يوسف فرنسيس، محمد راضي، أحمد ياسين، أحمد درويش، مدكور ثابت، شريف عرفة، مدحت السباعي، ناجي أنجلو، أحمد النحاس، عادل الأعصر، ناصر حسين، إبراهيم عفيفي، يوسف إبراهيم، وذلك بالإضافة إلى المخرجين الأجانب روبرتو مونتيرو، ألفريدو ريزو.
ويمكن للنقاد المتخصصين وأيضا للجمهور المتذوق - من خلال رصد ودراسة قائمة إسهاماته السينمائية - أن يسجلوا له مشاركاته السينمائية المتميزة بمجموعة من الأفلام الشهيرة ومن أهمها: «خللي بالك من زوزو» من إخراج حسن الإمام وبطولة سعاد حسني وحسين فهمي وتحية كاريوكا، «الأخوة الأعداء» من إخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة يحيى شاهين ونادية لطفي وحسين فهمي ونور الشريف، «فجر الإسلام» من إخراج صلاح أبو سيف، وبطولة محمود مرسي، وسميحة أيوب ويحيى شاهين، «الرصاصة لا تزال في جيبي» من إخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة محمود ياسين ونجوى إبراهيم ويوسف شعبان، «مولد يا دنيا» من إخراج حسين كمال، وبطولة محمود ياسين وعفاف راضي وعبد المنعم مدبولي، «الشياطين» من إخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة نور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز، «الأقمر» من إخراج هشام أبو النصر وبطولة نادية لطفي ونور الشريف وسعيد صالح، «وراء الشمس» من إخراج محمد راضي وبطولة رشدي أباظة ونادية لطفي وشكري سرحان، «إعدام طالب ثانوي» من إخراج أحمد فؤاد درويش، وبطولة نور الشريف سهير رمزي ومحمود عبد العزيز.

ثالثا - أهم مسلسلاته التلفزيونية:
تنوعت الأدوار التي قام بأدائها الفنان محيي إسماعيل بالدراما التلفزيونية كثيرا، وإن اتسمت أغلبها بإمكانية تصنيف أغلبها تحت مسمى: الأدوار التاريخية كما في مسلسلات): نسر الشرق (ج1، 2، )الأبطال (ج1،)كليوباترة(، أو الأدوار الدينية ومن بينها على سبيل المثال : موسى بن نصير، أهل الكهف، محمد رسول الله، وذلك بالطبع بجانب تجسيده بض الشخصيات الدرامية الحديثة. وتضم قائمة مشاركاته بالدراما التلفزيونية مجموعة الأعمال التالية: المخبر الخاص، نسر الشرق ج1، 2، كليوباترة، رقيب لا ينام، الأبطال ج1، أبناء في العاصفة، أنهار الملح، زوجات تحت الشمس، شباب الشعلة، عصام والمصباح ج3، عيلة دودو، تمنياتي بالشفاء العاجل، وحش البراري، لا تطفئ الشمس، ليل ورجال، بستان الشوك، الوليمة، اليتيم والحب، قصة مدينة، موسى بن نصير، أهل الكهف، محمد رسول الله.

رابعا - أهم مشاركاته الإذاعية:
ساهم الفنان الأصيل محيي إسماعيل في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأعمال الدرامية على مدار مايقرب من نصف قرن، خاصة بعدما نجح مخرجو الإذاعة في توظيف نبرات صوته المميزة ومهاراته في فن الألقاء والتلوين الصوتي وإجادته التمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس مستوى وكفاءة تمثيله باللهجة العامية. ولكن للأسف الشديد فإنه يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، وذلك نظرا لأننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، هذا وتضم قائمة أعماله الإذاعية المسلسلات والتمثيليات التالية: مغامرات حب حب، الأرملة العذراء، أبو عرام، الحب المستحيل، قناة السويس.

 - الجوائز والتكريم:
كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الكبيرة ببعض مظاهر التكريم وأن يحظى صاحب هذه السيرة الفنية العطرة على عدد كبير من الجوائز، ولكنه مع ذلك لم يحظ للأسف بما يليق به وبمسيرته الفنية من تكريم وذلك على الرغم من تكريمه محليا وعربيا، إن كان قد نجح بتفوق في الحصول على الجائزة الكبرى التي يعتز بها كل فنان أصيل وهي احترام وتقدير الجميع له وإعجاب الجمهور بأعماله، ومن أهم مظاهر التكريم التي حصل عليها:
حصوله على بعض الجوائز المهمة من أبرزها: جائزة جمعية «كتاب ونقاد السينما» في مصر عام 1975، وجائزة أحسن ممثل سينمائي عن فيلم «الأخوة الأعداء»، وجائزة أحسن ممثل عن فيلم «إعدام طالب ثانوي» 1982، بالإضافة إلى جائزة الإبداع السينمائي من الجاليات العربية بنيويورك عام 2003.
 - قام الرئيس الأسبق محمد أنور السادات بإهدائه شقة في حي «المهندسين» إعجابا بأدائه وتقديرا له لتميزه في تجسيد دوره بفيلم «الأخوة الأعداء».
 - تم تكريمه في عدد من المحافل الدولية وأبرزها بمهرجان «طشقند السينمائي الدولي» حيث حصل على جائزة خاصة عن دوره بفيلم «الإخوة الأعداء».
 - تكريمه من خلال الدورة الخامسة عشر لمهرجان «المسرح العربي» الذي تنظمه «الجمعية المصرية لهواة المسرح» عام 2017.
 - تم اختياره عضوا بلجنة تحكيم «الأفلام الأجنبية» بمهرجان «الإسكندرية السينمائي الدولي» في دورته الخامسة والثلاثين عام 2019.
 - أطلق عليه عدة ألقاب من بينها: «قيصر السينما العربية»، «نجم السيكودراما»، و«الباتشينو السينما العربية» وهو اللقب الذي رفضه وقد برر ذلك بأنه قد تفوق عليه في أداء دوره بفيلم «الأخوة الأعداء» على الرغم من تصويره لدوره في مناخ أصعب بكثير ولا يقارن بالمناخ الذين يعملون فيه بالسينما العالمية.

حقا إنها مسيرة فنية ثرية نجح خلالها الفنان القدير محيي إسماعيل في حفر مكانة خاصة له في قلوبنا بموهبته المؤكدة وقدراته المتميزة وتلقائيته المحببة وإبداعاته المتنوعة والتزامه الشديد بالقيم السامية والأخلاقيات الرفيعة، وكذلك بحرصه الدائم على المحافظة على تقاليد المهنة وإصراره على المشاركة بالتمثيل المشرف للفنان المصري والعربي بجميع المحافل الدولية. حقا أنه فنان حقيقي تميز بالدرجة الأولى بحساسيته الشديدة وبصدق مشاعره، وربما كانت رهافة مشاعره مع تلك الحساسية الشديدة هي العامل الأكبر في تفضيله للوحدة وعدم الاختلاط بالوسط الفني وذلك على الرغم من علاقاته الطيبة والتقدير المتبادل مع جميع العاملين به.
وأخيرا ما زلنا ننتظر من هذا الفنان المتفرد والمتميز مزيدا من المشاركات الحديثة التي تضيف لرصيده الفني الكبير، ومجموعة من الأعمال القيمة والإبداعات الجديدة بمختلف القنوات الفنية.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏