ورش المعاصر والتجريبي ..تنوع وأفاق مغايرة

ورش المعاصر والتجريبي ..تنوع وأفاق مغايرة

العدد 632 صدر بتاريخ 7أكتوبر2019

تحتفي مسرحنا هذا الأسبوع وتنفرد بنشر متابعة للورش التدريبية للدورة «26» لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، فقد نظمت إدارة المهرجان 6 ورش تدريبية بإشراف د. دينا أمين قدمت للمتدربين خبرات متنوعة استهدفت بشكل أساسي جسد الممثل باعتباره موضوعا للتدريب والاكتشاف وبهدف صقل مهارات ورفه افق تفكير المتدربين في تلك الآلة التي يعتمدون عليها في خلق لغة مغايرة وأفق آخر للصورة المسرحية، وإن كنت مازلت وربما غيري من المسرحيين نطمح في ورش تدريبية دائمة ضمن أفق تفعيل المركز الدولي للتدريب الذي طرحته غدارة المعاصر والتجريبي برئاسة د. سامح مهران، والذي سوف يعود بالكثير من الفائدة على المسرحيين في مصر من حيث التعرف تدريبات مختلفة لمدربين عالميين يصقلون خبرات المتدربين إضافة لفتح نافذة مغايرة عما يتلقاه المتدربون من ورش مسرحية  محلية.
 ويأتي تنوع الورش في الدورة 26 عبر الرقص والإضاءة المسرحية والدراماتورج والتي افردنا لها  موضوعا بالعدد 631 من جريدة مسرحنا، فبينما اهتمت ورشة ذاكرة فضاءات الجسد لليابانية تشيمي فيوكوموري بجسد الممثل وذاكرة ذلك الجسد وقدراته الخفية على المتدرب باعتباره موضوعا للدراسة العملية ويكشف افاقا مختلفة تجعل للمتدرب نظرة مغايرة لتلك الاكتشافات عبر تدريبات احماء مساج إضافة لتدريب مخيلة المتدرب على العلاقة مع الأشياء والأماكن وصولا لنتاج عملي اختتمت به الورشة بساحة الأوبرا .
ثم نسبح مع المدرب الأوغندي جينجو إسماعيل عبر ورشة مشروع كومبي والتي تهتم باستخدام تراث الحركة الراقص خاصة الأفريقي في خلق متواليات راقصة يقوم المتدربون انفسهم بخلقها عبر ايام التدريب، مستخدمين خيال يمر بحركات الإنسان العادي في حياته اليومية .
ويقدم الفرنسي سباستيان بروتيه  ميشيل ورشة « الجسد كمسار للشعر « والتي ركز فيها على فرضيات وضع الجسد في اماكن وخيالات لمواقف غير معتادة، ليضع المتدرب في صورة شعرية ربما  حاوطتها الكوابيس والأحلام  عبر أماكن مختلفة يقوم المتدرب عبرها بطرح جسده كموضوع يحاول أن يساير تلك المواقف والأماكن واكتشاف قدرات جديدة لجسده وردات فعله ومحاكاة منغمسة في ذلك الخيال، الذي يقود المتدرب في النهاية لتدريب مخيلته وتطويع جسده للاستجابة  لتك المخيلة وابتكار ما يناسبها من حركة .
ويقدم المدرب الأمريكي دان سيفر تدريبات متنوعة حول المسرح الراقص وتطويع الجسد ليجسد مخيلة المصمم وابتكاراته كلغة اساية لا تعتمد على السرد، وأفرد سيفر في تدريباته وملاحظاته للمتدربين حول ماهية الرقص والفروق بينه وبين المايم، واعتماد المصمم على تكنيكات مختلفة بكل مشروع فني، وهو ما يفيد بالأساس المصممين بداهة.
كما قد الأسترالي بيتر ايكرسول بانوراما حول الدراماتورج وشرح واف لتعريفاته والتي يكتشف المتدربين عبرها تنوع وظيفة ووصف الدراماتورج من مجتمع مسرحي لآخر ومن زمن لآخر، واستطرد ايكرسول في ورشته حول السياق الدرامي الذي يفرضه العالم الافتراضي الذي يعيشه معظم الأفراد الآن من أحداث غير مترابطة تتقاطع معها أحداث وأفعال كثيرة لتصنع دراما  مختلفة، لا تعتمد على حبكات عادية، وتراتبية أحداث منطقية، واعتماد الأقاراد على الصورة كبديل للنص في الكثير من الأحيان، لينهي ورشته بتدريبات تطبيقية للمتدربين حول ما  استخلصوه من الورشة عبر انتاج فرضيات او مشاريع كتابة جديدة .
وتختتم الورش بورشة نوعية للإضاءة المسرحية للمصمم الأمريكي جاي رايان والذي  حمل المتدربين على التعرف على معدات الإضاءة وتفكيكها ومعرفة ما تحتويه كل وحدة مختلفة يمكن ان يتعامل معها المصمم، وهي خبرات عملية ضرورية للمصمم، إضافة لشروح عملية بالأساس لأشهر برامج تصميم الإضاءة، وكيفية تفكير المصمم والحلول غير المعتادة في إيضاح المعنى الدرامي .
تنويعات تدريبية ثرية قد يرى البعض أنها غير كافية من حيث مدة الورشة المكثفة، وقد لا يشعر بها سوى المتدربين الذين عاينوا تلك الورش وانغمسوا في تدريباتها مستفيدين منها، وبات من الضروري  توثيقها عبر محرري مسرحنا لطرح أفكارها ونتاجاتها للمهتمين، وصولا لأمنيات بتفعيل امتدادها لفترات أكبر بشكل يحقق فائدة أكثر عملية لساحة المسرح المصري والعربي .
 

 


أحمد زيدان