نورهان النشار: أفضل عروض الأداء الحركي وأجد نفسي في الأدوار المركبة والصعبة

نورهان النشار: أفضل عروض الأداء الحركي وأجد نفسي في الأدوار المركبة والصعبة

العدد 528 صدر بتاريخ 9أكتوبر2017

تعددت مواهبها بين التمثيل والغناء على الرغم من كونها طبيبة تحاليل، بحثت عن حلمها لتمارس موهبتها فالتحقت ببعض الورش الفنية ثم شاركت ببعض العروض المسرحية، منها «يضحك مع سبق الإصرار» ومسرحية «عنبر 6» وغيرها من العروض، وأخيرا شاركت بعرض «لوحدي» تأليف وإخراج محمد رؤوف الذي شارك بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح، الدورة السادسة والعشرون، وحصلت من خلاله على أفضل ممثلة أولى مناصفة. التقت «مسرحنا» مع نورهان النشار وحاورتها..

   كيف استقبلت حكم اللجنة بمنحك الجائزة؟    
بالتأكيد سعادتي كبيرة جدا بها لأنها جائزة أفضل ممثلة أولى على مستوى الجمهورية، وقد زادت من تحفيزي للاجتهاد بشكل أكبر خاصة وأنها المرة الأولى التي أشارك فيها بمهرجان نوادي المسرح.
   كيف كانت بداياتك مع أبو الفنون؟
أنا في الأساس طبيبة تحاليل وبدأ الأمر عندما طلبت مني إحدى صديقاتي الانضمام لفرقة موسيقى، وبعدها بدأت العمل على خشبة المسرح من خلال ورشة الفنان علاء مرسي التي أقيمت ببورسعيد وكانت فرصتي لأتقدم كمطربة وممثلة، وبالفعل على الرغم من أنها المرة الأولى التي أقوم فيها بذلك فإنني حصلت على المركز الثاني كمطربة، والمركز الأول كممثلة على مستوى محافظة بورسعيد، ثم شاركت في عدد من المسرحيات بالقاهرة والإسكندرية والقاهرة، حتى انضممت لفرقة قصر ثقافة بورسعيد، والتقيت بالمخرج محمد رؤوف مخرج عرض «لوحدي» الذي شاركنا به في نوادي المسرح وحصلت على الجائزة من خلاله.
   حدثينا عن دورك وما الذي جذبك لتقديمه؟
تدور المسرحية حول أسطورة نرسيس اليونانية وصراعه الدائم لإبراز حب الذات، عن طريق مجموعة من الثنائيات المسرحية، في العصور المختلفة، وما أصاب أبطالها من نرجسية. وذلك من خلال كومبارس يتصارعون فيها ويرى كل منهم أنه الأفضل، فيبدأون في تأدية مجموعة من المشاهد المختلفة من عصور مختلفة، بحيث يظهرون قدراتهم التمثيلية. أما دوري فهو متنوع وبه الكثير من التحولات، حيث أقدم من خلاله أكثر من شخصية، البنت اللطيفة والطفلة ثم الفتاة المريضة نفسيا التي تقوم بالقتل وأعمال الشر وتكون سعيدة بذلك وفي نهاية العرض فأنا شخصية واحدة وأحاول مثلهم استعراض قدراتي التمثيلية.
   أي الأدوار يعجبك أكثر؟
أجد نفسي في الأدوار الحركية وأفضل العروض التي بها أداء حركي لما فيها من طاقة، وبالفعل فقد أشاد النقاد خلال المهرجان بقدرتي على تحريك جسدي بشكل جيد فأحببت ذلك، بالإضافة لحبي للأدوار الصعبة التي بها تحولات وتنوع، فعلى الرغم من الجهد الكبير الذي بذلته في تأدية دوري فإنني استمتعت به كثيرا.
مع هذه التحولات كيف جهزتي نفسك للدور؟
بذلت مجهودا كبيرا في البروفات وذاكرت الشخصيات جيدا، لدرجة أنه كان يأتي في مخيلتي بعض التصورات، فأقترحها على المخرج محمد رؤوف الذي كان متعاونا معنا، وهناك البعض منها كان يتم تثبيته والعمل من خلاله.
وكيف استفدت من تجربة النوادي عموما؟
أولا التقيت بكثير من الأشخاص الجدد، بالإضافة للتواصل مع أشخاص من مختلف المحافظات بدلا من أن يظل كل شخص في اتجاهه بعيدا عن الآخرين، وكانت هناك روح طيبة بيننا دائما، أيضا إتاحة الفرصة لحضور العروض المختلفة، ومعرفة مختلف التصورات والرؤى حتى إننا كنا نضع أنفسنا في كل مرة مكان صناع العمل كيف كنا سنقدمه، وبالتأكيد استفدت كثيرا.
   ما رأيك في المهرجان؟
كل عام يكون هناك تطور في التجربة، حتى إن توجيهات اللجان كان يتم الأخذ بها ولا تتكرر الأخطاء في العروض فيما بعد، هذا بالإضافة إلى أن الدورة كان بها عدد كبير من العروض الجيدة التي كان يحمل كل عرض منها رسالة وقضية هامة ومختلفة، لكن أتمنى أن يكون هناك عرض تشارك به جميع المحافظات وأن يكون هناك تنوع أكثر في العروض المقدمة بحيث يكون هناك مساحة للعروض الحركية والموسيقية، والمهرجان عموما كان جيدا وناجحا وسعدنا بالمشاركة به.
هل استفدت من الندوات كإحدى فعاليات المهرجان؟
بالتأكيد، فمن الجيد أن يكون هناك نقاد يتحدثون بمنتهى الحيادية عن العروض، وقد استفدت كثيرا من توجيهاتهم ونصائحهم حتى إن لم تكن موجهة لنا، بشكل كبير هي هامة جدا.
في رأيك كممثلة شابة كيف يمكن للممثل أن يطور من أدواته؟
أولا بأن يتقبل الممثل النصح ممن لديه خبرة في المجال ويفهم جيدا عناصر العمل، بالإضافة لمحاولته تثقيف نفسه والعمل عليها من خلال قراءة الكتب وليس فقط مجرد قراءات بل قراءة لتحصيل المعلومة، لأن هذا يفتح المجال لعقله لاستيعاب وفهم الكثير من الأمور التي لا يدركها، أيضا أتمنى أن يكون هناك ورشة للممثل كما ورشة المخرجين ضمن فعاليات المهرجان لتصقل خبراته، وليس شرطا أن تكون للجميع، بل ينضم إليها من حقق مراكز أو من يجدون فيه الموهبة ولكن ينقصه كيفية استخدام أدواته، سيكون ذلك فعالا جدا بالنسبة للممثلين.
   هل الموهبة وحدها تكفي أم الدراسة ضرورة بالنسبة لك؟
بالتأكيد، سيكون من الجيد صقل الموهبة بالدراسة، فعلى الأقل هناك نظريات يمكن القراءة عنها وعمل هوامش لها يقوم بها الممثل بنفسه، فالموهبة موجودة لكن يجب أن يتم تطويرها، وهذا ما أقوم به دائما فأنا أعمل على نفسي من خلال القراءة والاطلاع ولا أكتفي بموهبتي.
   هل يحظى العنصر النسائي بمساحة لائقة على خشبة المسرح؟
نعم، فقد اختلف الأمر كثيرا عن ذي قبل وأصبح للمرأة دور رئيسي ومهم على خشبة المسرح، فقد يقوم عرض كامل على العنصر النسائي، كما أصبحت الموضوعات التي يتم مناقشتها عن المرأة تأخذ حيزا واهتماما كبيرين.
كيف كان رد فعل أسرتك بعد سنوات من الدراسة على اتجاهك للتمثيل؟
هم من يسافرون معي بشكل دائم عند مشاركتي بأي عروض، شجعوني كثيرا، وهم من يدفعني دائما لأجرب، أعتبرهم الحائط الذي يحميني وأتكئ عليه.
   هل تنوين البحث عن مساحة في السينما والتلفزيون؟
أحب المسرح كثيرا وأجده مختلفا تماما عن أي وسيلة أخرى من حيث التواصل والتفاعل المباشر مع الجمهور، وعلى الرغم من أن البعض يجده الأصعب فإنني أجده الأسهل حتى في الوصول لقلب وحس المتفرج، لكن بالتأكيد إذا وجدت فرصة جيدة في التلفزيون أو السينما سأقدمها مع احتفاظي بالمسرح.

 


رنا رأفت