عبد الله غيث فارس المسرح العربي

عبد الله غيث فارس المسرح العربي

العدد 627 صدر بتاريخ 2سبتمبر2019

الفنان القدير عبد الله غيث (واسمه طبقا لشهادة الميلاد: عبد الله سيف الحسيني غيث) من نجوم فرقة “المسرح القومي” بصفة خاصة والمسرح العربي بصفة عامة، حتى أنه لا يمكننا في صدد الحديث عن نجوم التمثيل المسرحي خلال النصف الثاني من القرن العشرين إغفال اسمه، فهو النجم المتميز والمتألق في جميع أدواره، والذي يعد بحق علامة فارقة في مجال التمثيل المسرحي، وذلك بحضوره القوي المحبب وطابعه الرجولي ونظراته المعبرة وإشاراته الدالة، فهو الفارس المثالي ذو القوام الرشيق الممشوق والإحساس الرفيع والصوت القوي المعبر ذو النبرات المميزة ومخارج الألفاظ السليمة، ويحسب له إجادته التامة لفن الإلقاء والتمثيل باللغة العربية الفصحي بنفس كفاءة تمثيله باللهجة العامية،
وكذلك تفرده المتميز في الإلقاء الشعري مما أهله للقيام ببطولة بعض العروض الشعرية المهمة (ومن بينها على سبيل المثال: مجنون ليلى، مصرع كليوباترا، مأساة جميلة، قيس ولبنى، الفتى مهران، ثأر الله، قولوا لعين الشمس، الوزير العاشق، ثورة الزنج، الأميرة تنتظر).
وهو من مواليد 28 يناير عام 1928 بقرية “كفر الشلشلمون” بمحافظة الشرقية، وقد نشأ في أسرة تعد من أعيان الريف تمتلك مئات الأفدنة، وكان والده يجيد الإنجليزية ويدرس الطب في “لندن”، ولكن مع بوادر الحرب العالمية الأولى قامت الأسرة باستدعائه ليتولى “العمودية” بقريته (منصب العمدة)، فتزوج وأنجب خمسة أبناء وكان عبد الله غيث أصغر أبنائه. وقد توفي والد “عبد الله” وهو لا يزال صغيرا فاستمر في دراسته بالقرية إلا أنه كان تلميذا شقيا يحب اللهو والهروب من المدرسة للذهاب إلى السينما والمسارح والحفلات الصباحية، وبصعوبة بالغة حصل على الإعدادية ثم الثانوية، ثم قرر بعدها التفرغ للزراعة والإشراف على أرضه، واستمر في هذا الحال لمدة عشر سنوات، حتى انتقل إلى القاهرة والتحق بالمعهد “العالي للفنون المسرحية” تنفيذا لرغبة شقيقه الكبير حمدي غيث الذي عين أستاذ بالمعهد بعد عودته من بعثته بباريس. فكان لشقيقه الفضل الأكبر في توجيهه إلى صقل موهبته الفنية بالدراسة. وقد تخرج “عبد الله غيث” من المعهد في قسم التمثيل عام 1955، ضمن دفعة ضمت عددا من الموهوبين الذين نجحوا في تحقيق نجوميتهم بعد ذلك وفي مقدمتهم: محمد الدفراوي، فاروق الدمرداش، عادل المهيلمي، أحمد لوكسر، فرج النحاس، عز الدين إسلام، جميل عز الدين، عبد العزيز خورشيد.
وبمجرد تخرجه عين بالفرقة “المصرية الحديثة” (المسرح القومي حاليا) عام 1956، وكانت أولى المسرحيات التي شارك بها بعد تعيينه هي “تحت الرماد” عام 1957، وإن كان قد شارك قبل ذلك - أثناء فترة دراسته بالمعهد - بالتمثيل ببعض المسرحيات من إخراج أساتذته لاكتساب بعض الخبرات ومن بينها: صفقة مع الشيطان، إيزيس، ابن عز، جمهورية فرحات، ملك القطن، ثم تألق بعد ذلك وبالتحديد في بداية الستينيات في بطولة عدة مسرحيات محلية وعالمية، وهي نفس الفترة التي شهدت بدايات تألقه التليفزيوني والسينمائي.
والحقيقة أن أحلام الفنان عبد الله غيث قد انحصرت في اتجاهين فقط هما: الفلاحة في الريف والفن بالعاصمة. فقد كان يعشق الريف ولا يجد نفسه على حقيقتها إلا في قريته وهو يرتدي الجلباب ويجلس على المصطبة تحت الجميزة على شاطئ الترعة بعيدا عن المظاهر والشكليات، ولذا فقد كان حريصا على التردد على قريته مرتين في الأسبوع، ما جعله يشارك أهله وجيرانه حياتهم والتعرف على مشاكلهم ومتاعبهم وآلامهم وأمانيهم ولذلك منحوه الحب والثقة ورشحوه “للعمودية” بعد وفاة والده وأخيه الأكبر، وبمجرد إعلانه لموافقته المبدئية أضيئت جميع المنازل في الليل ترحيبا بهذه الموافقة ولكن عندما شغله الفن عن تولي العمودية ساهم في توليتها لابن عمه.
ويذكر أنه قد تزوج مبكرا كعادة أهل الريف، حيث تزوج إبنة خالته التي رافقته طوال رحلة عمره وهو في عمر الثامنة عشر عاما، وأنجبا ثلاثة أبناء (أدهم، عبلة، والحسيني). وكان محافظا في بيته لا يخلط بين صداقات الفن وجو الأسرة إلا في أضيق الحدود.
ويمكن تصنيف مجموعة مشاركاته الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (مسرح، سينما، تليفزيون، إذاعة) مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:

أولا - العروض المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان القدير عبد الله غيث خاصة وأنه مجال هوايته الأولى وعشقه الكبير ودراسته الأكاديمية، وأيضا هو المجال الذي منحه فرصة التألق والقيام بأدوار البطولة المطلقة وبعض الأدوار المركبة الصعبة ومن بينها على سبيل المثال الشخصيات الدرامية التالية: الكسندر عامل المناجم الذي حول المقاومة السلبية إلى كفاح إيجابي بمسرحية “تحت الرماد”، الفلاح البريء عبد الحميد غزال الذي ألصقت به تهمة قتل أحد خصوم العمدة بمسرحية “المحروسة”، المناضل الثوري عمار بمسرحية “مأساة جميلة”، القاضي بمسرحية “القضية”، المثقف المحبط حمدي المتمرد على القهر والآلية بمسرحية “الدخان”، العجوز الذي تجاوز التسعين عاما بمسرحية “الكراسي”، فانيا بمسرحية “الخال فانيا”، الفلاح الجلف  خوان زوج يرما الفظ والعقيم بمسرحية “يرما”، الفارس الشاعر الذي يحلم بالحرية والعدل مهران زعيم جماعة الفلاحين الثائرين على ظلم المماليك بمسرحية “الفتى مهران”، الأمير سالم الزير الذي يطالب بالعدل المستحيل وهو عودة أخيه كليب حيا بمسرحية “الزير سالم”، عبد الله الفلاح الوطني الذي يقود أهل القرية في النضال ضد المحتل الإنجليزي بمسرحية “المسامير”، الفدائي الفلسطيني هشام بمسرحية “زهرة من دم”، الثائر عبد الله بن محمد بمسرحية “ثورة الزنج”، ألفريد بمسرحية “زيارة السيدة العجوز”، ايجست عشيق كليتيمنسترا وغريم زوجها بمسرحية “أجاممنون”، ثيسيوس الوالد والزوج الذي فقد ابنه وزوجته في آن واحد بمسرحية “فيدرا”، الملك الغادر ماكبث بمسرحية “ماكبث”، الشاعر الفقير المتمرد القرندل بمسرحية “الأميرة تنتظر”، الفنان التشكيلي المحبط عطية بمسرحية “قولوا لعين الشمس”، راعين الذي أنقذ شامينا من الأسر بمسرحية “حبيبتي شامينا”، الشاعر الثائر والعاشق ابن زيدون بمسرحية “الوزير العاشق”، العمدة بمسرحية “آه يا غجر”.    
هذا ويمكن تصنيف مشاركاته المسرحية طبقا لاختلاف الفرق والجهات الانتاجية مع مراعاة التسلسل التاريخي كما يلي:
1- “المسرح القومي”: دنشواي الحمراء، كفاح الشعب (1953)، صفقة مع الشيطان (1954)، إيزيس، ابن عز، جمهورية فرحات، ملك القطن (1956)، تحت الرماد، سقوط فرعون، دموع إبليس (1957)، الصفقة، سلطان الظلام، ثورة الموتى، مجنون ليلى، نائبة النساء (1958)، مصرع كليوباترا (1959)، شقة للإيجار (1960)، قهوة الملوك، الأيدي القذرة، المحروسة (1961)، مأساة جميلة، القضية، الجلاد والمحكوم عليه بالإعدام (1962)، كفر البطيخ، الدخان، قيس ولبنى (1963)، الخال فانيا، الفتى مهران (1966)، الزير سالم (1967)، المسامير (1968)، ثأر الله (1972)، قولوا لعين الشمس (1973)، حبيبتي شامينا (1974)، فيدرا (1975)، ماكبث (1991).
2- “مسرح الحكيم”: بلدي يا بلدي، زهرة من دم (1968).
3- “المسرح الحديث”: سهرة مع الجريمة - الفخ (1965)، الوزير العاشق (1984)، حزب أيوب (1992)، آه ياغجر (1993).
4- “مسرح الجيب”: الكراسي (1962)، يرما (1964)، أجاممنون (1966)، ثورة الزنج (1970)، الأميرة تنتظر (1971).
5- “المسرح العالمي”: وراء الأفق (1964)، مرتفعات وذرينج (1965).
وذلك بخلاف بعض المسرحيات الأخرى ومن بينها: عنترة، السلام، أوبريت ميلاد أمة (دار الأوبرا - 1980).
وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة متميزة من المخرجين الين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: فتوح نشاطي، نبيل الألفي، عبد الرحيم الزرقاني، حمدي غيث، محمد الطوخي، كمال يس، نور الدمرداش، سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، حسن عبد السلام، أحمد زكي، محمد عبد العزيز، سمير العصفوري، توفيق عبد اللطيف، فهمي الخولي، جلال توفيق، شاكر عبد اللطيف، وذلك بالإضافة إلى المخرج الروسي لسلي بلاتون، والمخرج الفرنسي جان بيير لاروي.
ويذكر أيضا أنه من خلال تلك المسرحيات أيضا قد شارك بالبطولة نخبة من كبار نجوم المسرح ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر: نجمة إبراهيم، فردوس حسن، ناهد سمير، ملك الجمل، إحسان شريف، سميحة أيوب، سناء جميل، كريمة مختار، إحسان القلعاوي، نادية السبع، آمال زايد، رجاء حسين، سهير البابلي، محسنة توفيق، سهير المرشدي، فردوس عبد الحميد، تريز دميان، يوسف وهبي، حسين رياض، عبد الوارث عسر، حسن البارودي، فؤاد شفيق، سعيد أبو بكر، صلاح منصور، شفيق نور الدين، عبد الرحيم الزرقاني، حمدي غيث، محمد الطوخي، محمد الدفراوي، توفيق الدقن، صلاح سرحان، محمد السبع، أحمد الجزيري، رشدي المهدي، إبراهيم الشامي، أحمد عبد الحليم، عبد الرحمن أبو زهرة، محمود الحديني، عبد السلام محمد، حسين الشربيني، حسن عبد الحميد، صلاح قابيل، حمدي أحمد، محمد وفيق.

ثانيا - الأفلام السينمائية:
لم تستطع السينما الاستفادة بصورة كاملة من موهبته المؤكدة وخبراته الكبيرة فلم يحظ بفرصة البطولة المطلقة إلا نادرا، وإن كان قد نجح وبصورة متميزة في تقديم عدد كبير من الشخصيات الدرامية المؤثرة بالأحداث الرئيسة ببعض الأفلام المهمة ومن بينها الشخصيات التالية: أدهم الشرقاوي بفيلم “أدهم الشرقاوي”، عمر المختار (الأداء الصوتي) بفيلم “عمر المختار”، حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله بفيلم “الرسالة”، عامل التراحيل عبد الله بفيلم “الحرام”، الضابط محمد درويش المصري بفيلم “ثمن الحرية”، شخصية الفارس المسلم خالد بن الوليد بفيلم “الشيماء”، حسن ابن عم عيسى الدباغ بفيلم “السمان والخريف”، قائد القوات المسلحة بفيلم “ملف سامية شعراوي”، رجل الأعمال أدهم الفيومي والد المحامية أمينة (نادية الجندي)، رجل الأعمال المليونير الدخاخني بفيلم “ديك البرابر”. هذا وتضم قائمة مشاركاته السينمائية مجموعة الأفلام التالية: عاشت للحب، بياعة الورد (1959)، رجل بلا قلب (1960)، رابعة العدوية، لا وقت للحب (1963)، أدهم الشرقاوي (1964)، ذكريات التلمذة، الحرام (1965)، ثمن الحرية، السمان والخريف (1967)، حكاية من بلدنا (1969)، الشيماء (1972)، الرسالة (1976)، الوليد والعذراء (1977)، رجل اسمه عباس (1978)، عمر المختار (1981)، أفغانستان لماذا؟ (1984)، البيات الشتوي (1987)، ملف سامية شعراوي (1988)، عصر القوة (1991)، ديك البرابر (1992)، وذلك بالإضافة إلى الفيلم القصير: نجع العجايب.
وقد شاركه في بطولة تلك الأفلام نخبة من كبار نجوم السينما وفي مقدمتهم الأساتذة: زكي رستم، محمود مرسي، رشدي أباظة، أحمد مظهر، كمال الشناوي، فاتن حمامة، سناء جميل، سميرة أحمد، كريمة مختار، ناهد سمير، سهير البابلي، عبد الوارث عسر، حسن البارودي، محمد توفيق، عبد الرحيم الزرقاني، حمدي غيث، توفيق الدقن، صلاح منصور، نادية لطفي، نبيلة عبيد، نادية الجندي، فاروق الفيشاوي، عبد السلام محمد، جمال إسماعيل، محمود الحديني، حسين الشربيني، أحمد مرعي.
وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: السيد بدير، سيف الدين شوكت، هنري بركات، صلاح أبو سيف، عاطف سالم، حسام الدين مصطفى، حلمي حليم، محمود إسماعيل، نور الدمرداش، علوية زكي، حسين كمال، نادر جلال، هشام أبو النصر، حسن حافظ، علي بحيري، وذلك بالإضافة إلى تعاونه مع كل من المخرج العالي مصطفى العقاد، والمخرج المغربي عبد الله المصباحي.
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
ثالثا - مشاركاته بالدراما التليفزيونية:
نجحت الدراما التليفزيونية في الاستفادة من موهبة وخبرات الممثل القدير عبد الله غيث، ومنحته فرصة المشاركة في بطولة عدد كبير من السهرات الدرامية والمسلسلات التليفزيونية، والتي قد يزيد عددها عن تسعين مسلسلا وسهرة درامية، خاصة وأنه كان من الممثلين الذين شاركوا بأول عمل درامي مع بدء الإنتاج التليفزيوني، ومن أهم المسلسلات التي شارك ببطولتها: خيال المآتة، هارب من الأيام، الضحية، العصابة،  سليمان الحلبي، أحزان نوح، الحب في عصر الجفاف، بوابة الحلواني، المال والبنون، ذئاب الجبل، الكبرياء تليق بالفرسان، الكتابة على لحم يحترق، ليلة سقوط غرناطة، وداعا قرطبة، مصرع المتنبي، ساعة ولد الهدى، الوعد الحق. ويحسب للدراما التليفزيونية أنها منحته فرصة تجسيد عدد من الشخصيات الدرامية الثرية المرسومة بمنتهى الدقة ومن بينها على سبيل المثال: نوح بمسلسل “أحزان نوح”، شلش الحلواني بمسلسل “بوابة الحلواني”، عباس الضو بمسلسل “المال والبنون”، الحاج نعمان بمسلسل “زمن الحلم الضائع، هريدي أبو متولي  بمسلسل “حكاية شفيقة ومتولي” علوان بمسلسل “ذئاب الجبل”، الرئيس محمد أنور السادات بمسلسل “الثعلب”، الشاعر العربي عمرو بن كلثوم بمسلسل “شعراء المعلقات”، شيبوب  بمسلسل “عنترة”، الفارس أبو زيد الهلالي بمسلسل “عزيزة ويونس” (من سيرة بني هلال)، القائد العسكري بالدولة الأموية موسى بن نصير بمسلسل “موسى بن نصير”، وشخصية حرب بن أمية بمسلسل “الوعد الحق”.
هذا وتضم قائمة مشاركاته بالدراما التليفزيونية مجموعة الأعمال التالية: قلوب فقدت الحب، خفايا البيوت، موعد مع الخوف، العدل والتفاحة، شيء من الخوف، فوتوغرافيا، الشك، رجال فوق الصخور، هنداوي، قرية الرعب، هارب من الأيام، خيال المآتة، الضحية، عروس اليمامة، السائر وحده، وجهان للحقيقة، الرجل ذو الوجه القبيح، لا تنظر إلى الوراء، بعد العذاب، الممكن، العصابة، النصيب، المتهمة، الأخرس والقلادة الخشبية، قضية صقر، القضبان، سليمان الحلبي، الإنسان والحقيقة، أبناء في العاصفة، دمعة ندم، طيور بلا أجنحة، الصقر، قلب بلا دموع، وتوالت الأحداث عاصفة، الأب العادل، الجزار الشاعر، عابر سبيل، زهرة والمجهول، السندباد، البركان، دوامة الحياة، الجرادة والأرض، حارة الشرفا، رحمة، الوجه الآخر، الساقية تدور، دوار يا زمن، أحزان نوح، الحب في عصر الجفاف، كنوز لا تضيع، الخطر، بوابة الحلواني (ج1)، المال والبنون (ج1)، بيوت في المدينة، حصاد الحب، زمن الحلم الضائع، حكاية شفيقة ومتولي، ذئاب الجبل، الصمت، الثعلب، تحت ظلال السيوف، الكبرياء تليق بالفرسان، الكتابة على لحم يحترق، ليلة سقوط غرناطة، وداعا قرطبة، مصرع المتنبي، شعراء المعلقات، عنترة، أبو زيد وناعسة، عزيزة ويونس (من سيرة بني هلال)، ابن عمار، عذراء مكة، المجاهدون، القضاء في الإسلام (ج1،2)، وجاء الإسلام بالسلام، نور الإسلام، الوعد الحق، من مجالس هارون الرشيد (مجالس العرب)، أبن تيمية، موسى بن نصير، ساعة ولد الهدى، محمد رسول الله (ج1،3)، رسول الإنسانية، لا إله إلا الله (ج3). وذلك بالإضافة إلى مشاركته ببطولة عدد من التمثيليات والسهرات تليفزيونية ومن بينها: في العتبة، يوم اليرموك، الكنة، علبة من الصفيح الصدئ، النور.

رابعا - مشاركاته الإذاعية:
ساهم الفنان القدير عبد الله غيث في إثراء الإذاعة المصرية ببعض برامج المنوعات والمسلسلات الدرامية على مدار ما يقرب من خمسة وثلاثين عاما، ولكن للأسف الشديد يصعب بل ويستحيل حصر جميع مشاركاته الإذاعية وذلك نظرا لافتقادنا إلى جميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية. هذا وتضم مجموعة مشاركاته الإذاعية عدد كبير من الأعمال ومن بينها المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التالية: رجالة بلدنا، أولاد حارتنا، من أجل ولدي، عندما ينطق الجبل، وفية والزمن، صلاح الدين الأيوبي، رحلة الليل، صبيحة وعلام، العقرب، دماء على الصحراء، مطلوب خدامة، عابد المداح، رسول من كوكب مجهول، هنداوي، رجل تحت الصفر، فتح مكة، عندما بكى الشيطان، حكاية الدكتور مسعود، صيف حار جدا.
وجدير بالتنويه أن الفنان القدير عبد الله غيث - الذي رحل عن عالمنا في  13 مارس عام 1993 - قد ظل طوال مسيرته يمارس الفن بروح الهواية، كما ظل رافضا لجميع التنازلات الفنية، لذا فقد استمر طوال مشواره الفني أحد أبرز نجوم المسرح العربي طوال خمسين عاما، ولم يستطع أحد منافسته خاصة في نوعية الأدوار التي يؤديها ببراعة، حيث عرف عنه أنه أفضل من قدم المسرح الشعري، كما اشتهر بتميزه في أداء الأدوار الدينية والتاريخية. هذا وتجدر الإشارة  إلى أن هناك بعض الأعمال المتميزة بجميع القنوات الفنية قد جمعت بين الشقيقين: “حمدي غيث” و “عبد الله غيث” ومن أهمها بمجال السينما فيلم: “الرسالة”، وفي مجال الدراما التليفزيونية المسلسلات التالية: “الضحية”، “ذئاب الجبل”، “الكتابة على لحم يحترق”، “الوعد الحق”، “محمد رسول الله”، أما في مجال المسرح فقد شاركه بطولة بعض المسرحيات ومن أهمها: “بلدي يا بلدي”، “حبيبتي شامينا”، “وراء الأفق”، كما أخرج له الفنان القدير حمدي غيث بعض المسرحيات ومن بينها: “تحت الرماد”، “ثورة الموتى”، “الزير سالم”، “مرتفعات وذرينج”، “مأساة جميلة”، “وراء الأفق”، كما شهدت أيضا الدراما الإذاعية مشاركتهما معا في بطولة بعض التمثيليات والمسلسلات الإذاعية.

- التكريم والجوائز:
كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم وعلي عدد كبير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير المحلية والدولية، ولعل من أهم مظاهر تكريمه حصوله على:
- جائزة أحسن ممثل من التليفزيون عامي 1963، و 1978.
- جائزة عن دوره في فيلم “ثمن الحرية” عام 1964.
- شهادة تقدير من الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1976، كما حصل عام 1983 علي درع دولة الإمارات العربية المتحدة، ودرع مهرجان “قرطاج المسرحي الدولي”.
- جائزة خاصة عن دوره في مسرحية” الوزير العاشق.”
- تكريم اسمه في إطار فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان “القاهرة الدولي للمسرح التجريبي”عام 1993.
وجدير بالذكر كذلك أن الفنان القدير عبد الله غيث قد شارك ببطولة فيلمين تم اختيارهم فى قائمة أفضل (100) مئة فيلم بذاكرة السينما المصرية طبقا لإستفتاء النقاد عام 1996، وهما فيلمي: “الحرام” (1965) و “السمان والخريف” (1967).
رحم الله هذا الفنان القدير الذي كان بحق خير نموذج مشرف للفنان العربي، وخير مثال يحتذى به للممثل المثقف المعتز بموهبته والمتمكن من جميع مفرداته الفنية، والمؤمن بدوره الريادي في نشر الوعي والمشاركة بمعركة التنوير، موظفا في ذلك للكلمة الجادة والحرص الشديد في اختياره للنصوص، والذي انعكس بالضرورة على جودة إختياراته لجميع الأعمال التي شارك ببطولتها وارتقاء مستواها الفني مما أهلها لتحقيق النجاح الجماهيري أيضا.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏