محطة مصر زرع للحب والمعرفة

محطة مصر  زرع للحب والمعرفة

العدد 620 صدر بتاريخ 15يوليو2019

يقدم البيت الفني للمسرح (فرقة مسرح العرائس ) على مسرح العرائس، العرض المسرحي محطة مصر، مسرح العرائس مثل المسرح البشري يكتب له نصوص وفيه ديكور وملابس وإضاءة ..وهكذا، يزيد على المسرح البشري القيمة التشكيلية للعروسة وإحساس فنان العرائس بالعروسة التي يقوم بتحريكها ويتميز كل فنان تحريك عرائس عن زميله فيوجد من يتقن تحريك عروسة الخير أو الشر او الولد أو البت .. وهكذا .ولكل عروسة تكنيك خاص في التحريك فتوجد أنواع كثيرة من العرائس منها ( باتوه – تحرك بالعصا، ماريونت – تتحرك بالخيوط، قفاز – تتحرك باليد ) ويطلق على بعض العروض أسماء طبقا للتقنية المستخدمة، منها مسرح الطاولة ( طاولة تتحرك عليها العروسة ) المسرح الاسود ( ملابس الفنانين وكل الستائر لونها أسود وتكون الإضاءة على العروسة . الفكرة الأساسية للعرض المسرحي تدور حول طفلة تدعي احلام تذهب مع والدها الى محطة مصر لكي يستقلان القطار للوصول إلى الإسكندرية لقضاء وقت ممتع هناك .تدخل احلام المحطة تمسك يد والدها سعيدة فرحانة فتشاهد مجموعة من الناس كل منهم جاء
 لهدف فمنهم من جاء باحثا عن الرزق مثل الباعة ( العرقسوس – الترمس – البالونات – الجرائد(، ومنهم من جاء للسفر مثل الصعيدي والدرويش والراقصة تزف عروسين، تطلب احلام شراء كتب لقراءتها أثناء السفر، يتركها والدها تذهب لبائع الكتب و الجرائد ويذهب لشراء تذاكر السفر،اثناء عودتها تسمع بالصدفة ارهابيون يخططون لتفجير المحطة، فيخطفها الارهابيون خوفا من فضح أمرهم فيقع منها الشال، تبحث الشرطة عنها وبواسطة كلبها وشمه الشال يتتبع أثارها ويتم القبض على الارهابين . عند ما نحلل عناصر العرض المسرحي نجد ( محمد زناتي ) المؤلف وكاتب الاشعار قد استلهم بعض الشخصيات من التراث ليتعرف عليهم الطفل مثل كلا من بائع ( العرقسوس والترمس والبالونات ) وايضا الشخصية السيئة ( لاعب الثلاث ورقات )، وتتدفق الأحداث من خلال تنوع الشخصيات في المحطة، وعند قراءة العرض فيوجد اكثر من مستوي، المستوي الاول: أن طفلة خطفها الارهابيون وتم القبض عليهم وتم إنقاذ البنت وايضا انقاذ المحطة ومن فيها من اعمالهم الارهابية، المستوي الثاني : أن شخصية احلام هي احلام كل المصريين بأن يعيشوا في أمان وطمأنينة، والفكر التخريبي الارهابي يقضي على احلامهم، وداخل محطة مصر لحظة تجمع لنماذج مختلفة من المصريين، فلحظة الانتظار أو لحظة ركوب القطار يتساوي فيها الجميع . كانت الاشعار والاغاني مكملة للحدث الدرامي ( أذان بيعلا في مأذنة، وجرس كنيسة يضمنا، ولا نفترق عن بعضنا، حضن الوطن يضمنا )، في دلالة على حب الناس لبعضها تحت سماء وطن واحد . يغرس العرض القيم النبيلة في نفوس اطفالنا منها حب الآخر، حب الوطن، نبذ الإرهاب، والمعرفة بالقراءة، فكلما زدنا في القراءة تزودنا بالمعرفة . أجاد المخرج ( رضا حسنين ) في استخدام أدواته فنجد الديكور( د. سمير شاهين ) عبارة عن بارفان ارتفاعه متران تقريبا، مرسوم علية عربات قطار، استخدم ليختفي ورائه فناني تحريك العرائس ونجد خلفها منظر عام لمحطة قطار، بهذا البارفان ميكانيزم ( يوسف مغاوري ) سهل التشكيل يفتح ويقفل ليتشكل أمامنا منظر جديد، مثل كشك الكتب والجرائد، مكتب عامل التذاكر، نلاحظ ايضا وجود دائرة على شكل بيضاوي بها ساعة تختفي ويظهر مكانها مكان يختبئ به الارهابين، كذلك نجد أعلى يمين المسرح رسمة على شكل تليفزيون، يستغله المخرج في ظهور الفلاش بالك عندما يبلغ الصبي الشرطي بانه شاهد أحلام قبل أن يخطفها الارهابيون، كذلك يظهر قطار في نهاية العرض تركب فيه أحلام ووالدها ليذهبا إلى الإسكندرية . الملابس ( د . ريم هيبة ) كانت الملابس مصرية خالصة مستلهمة من التراث مناسبة لكل شخصية ذات ألوان مبهجة محببة للطفل كذلك نحت العرائس ( محمود الطوبجي ) كانت وجوه العرائس تشبه المصريين، واشكال ممسوخة للأرهابيون . اعتمد مصمم الاضاءة ( شكري عبد الله ) على أن العرض يمثل حالة لتجمع عدد من الناس في محطة مصر لدواعي السفر، لذلك اعتمد على الألوان الأساسية الاحمر والاخضر والازرق، فاستخدم اللون الاحمر في مشاهد المخربين، والاخضر مع الدرويش حيث أنه رجل متسامح ويذكر الله طوال الوقت، والازرق في الحيوية بتكاتف الناس أثناء البحث عن احلام، كذلك وظف جهاز الموفينج ( يشع ضوء لونه فضي ) لعمل دوامة ويتغير لأشكال عديدة نظرا للحظات التوتر أثناء البحث عن احلام، واستخدم الإضاءة الكاملة (فول لايت) بالون الاصفر لإظهار التجمعات في المحطة، واسقاط الإضاءة على وجوه العرائس باستخدامه الالوان حسب الحالة الدرامية لتوضيح ملامح العروسة، كذلك استخدم الإضاءة للتعبير عن الانتقال من مكان إلى مكان . كانت موسيقي ( حاتم عزت ) متناغمة مع الاحداث فاعتمد كاتب الاشعار علي مطلع الاغاني التراثية مثل لاموني والعرقسوس،ثم يغير في الكلمات لتتناسب مع العصر فبالتالي سار الملحن على هذا المنهج فكانت الصياغة بقالب موسيقي جديد مناسب فاستخدم في الأغاني التراثية الآلات الشرقية مثل القانون والناي والكولة والدف والصاجات، وفي اغاني المخربين استخدم تيمة غربية بالات غربية . أجاد كل المشاركين في العرض ففي الأداء الصوتي (مجدي فكري – الاب ولاعب السيرك )، محمد عزت ( اداء صوتي وغناء - الشاويش )، فرح حاتم ( اداء صوتي وغناء – احلام )، ( شكري عبد الله – بائع الجرائد )، (محمد زناتي – الصعيدي )، (عادل عثمان – صعيدي 1ودرويش )، ( شادي سرور - ارهابي 1) (رضا حسنين – ارهابي 2 )،( أحمد النمس – ارهابي 3)، ( رفعت ريان – الطفل و بائع الترمس )، ( نادين - الام والاجنبية )، (فاطمة محمد علي – الساعة والراقصة )
غناء (محمد المحمدي – المنشد )، ( عادل الجمل -لاعب الثلاث ورقات )، ( ماهر محمود – العرقسوس )، عبد الرحمن ( بائع الترمس ) . فناني تحريك العرائس ( محمد عبد السلام – الاب )، ( شكري عبد الله – بائع الجرائد – الدرويش )، )هاني عز – صعيدي )، ( سيد حسين – الام والارهابي 1 )، (عبد الحميد حسني – بائع العرقسوس والشاويش )، ( عادل عثمان – صعيدي 1 )، ( محمد شبراوي – لاعب الثلاث ورقات وبائع البالونات )، ( محمد لبيب – احلام والراقصة )، ( نديم شوقي – الكلب والارهابي 3 )، (.رفعت ريان – بائع الترمس ) .
تحية للمخرج رضا حسنين وكل فريق العمل بتقديم عرض حكايته بسيطة بالموسيقي والغناء هدفه ثقافي وتعليمي واجتماعي بصورة ترفيهية بالوان مبهجة محببة للطفل .


جمال الفيشاوي