أكرم مصطفى مخرج عرض نوح الحمام: العرض يقدم شخصية أسطورية ولكنها حية وتعيش بيننا

أكرم مصطفى مخرج عرض نوح الحمام: العرض يقدم شخصية أسطورية ولكنها حية وتعيش بيننا

العدد 620 صدر بتاريخ 15يوليو2019

أكرم مصطفى هو مخرج «نوح الحمام» العرض الجديد الذي قدم مؤخرا بقاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة، كما سبق وقدم الكثير من الأعمال التلفزيونية ممثلا ومؤلفا، منها مسلسل الحرباية، بالإضافة لعدد من النصوص المسرحية التي ألفها وأخرجها وشارك ممثلا في البعض منها.. «نوح الحمام» بطولة ياسر عزت، سوسن ربيع، أكرم مصطفى، نشوى حسن، أحمد مجدي، إيناس المصري، إبراهيم البيه، موسيقى وألحان محمد حمدي، ديكور فادي فوكيه، إضاءة عمرو عبد الله، ملابس شيماء محمود، ومكياج أدهم عفيفي. عن العرض وبعض الموضوعات الأخرى كان لـ»مسرحنا» هذا اللقاء مع مخرجه.

 - كلمنا عن العرض والسبب في تغيير اسمه من «بس حكاية» لـ«نوح الحمام»..
كتبت النص منذ ثماني سنوات تحت اسم «وطني» الشخصية الرئيسية التي يدور حولها العرض، لكن لإيحاء الاسم بأبعاد سياسية، وحتى لا يُحمل العمل بقصد غير ما قصدته أسميته «بس حكاية»، ثم وجدت أن من الأفضل تسميته باسم فني فكان «نوح الحمام»، الحمام ينوح كثيرا وهناك الكثير من الأعمال في التراث المصري تشمله، ويرمي الاسم إلى أن الحمام هذا الكائن الرقيق الهادئ حين ينوح ويبكي فإنه يشير لمدى عمق التأثر بأزمة وجرح كبير. والعمل يدور حول «وطني» صعيدي من الجنوب تمتزج فيه الكثير من الصفات المتضاربة، شجاع وخجول وبطل وقاتل، معشوق السيدات ومخيف للرجال، وحنون على محبيه، هو بطل أسطوري ولكنه على قيد الحياة، ويتضمن العرض سبع شخصيات لهم علاقة ببطل العمل وكل منهم يتناول أو يوضح شخصية وطني من منطقه ونظريته.
 - لماذا اخترت المزج بين الواقعية والأسطورية؟
فلنقل إنه نهج فني، حيث أتحدث عن قيم أتخيل أنها عميقة، عن الخوف والموت والخيانة والثواب والعقاب والحساب بعد الموت، قيم كبرى كان لا بد من البحث عن حكاية مشوقة جدا لنضعها فيها، أي القيم، حتى لا تصبح مجرد رسائل مباشرة تزعج الجمهور.
 - لماذا لم تستخدم الشكل الدرامي الطبيعي البداية والوسط والنهاية؟
اخترنا شكلا آخر من البناء وهو الدراما المستعرضة بعيدا عن البناء الكلاسيكي للحبكة الدرامية التي تصل لذروتها، حيث نسير في العرض بشكل متوازٍ، وليس هناك حبكة حقيقية حتى نستطع عمل الدوائر المغلقة والضيقة وتسلم كل منها الأخرى، أيضا حتى أناقش كل القيم. وهناك الشكل الأسطوري، وقد أدخلت الحكي والميثولوجيا الشعبية وكل هذه القيم والتكنيكات لا يمكن طرحها معا من خلال الشكل أو البناء الكلاسيكي للدراما، لذلك كان لا بد من التخلي عنه وأن تأتي الحكايات على لسان أبطال العمل، دون الوقوع في الملل والسرد المباشر، ولتجاوز المشكلات التي تنتج عن البناء الكلاسيكي.
 - كل شخصية تحمل تركيبة نفسية معينة لها منطقها الخاص.. كيف استطعت التعامل مع كل هؤلاء؟
هذا حقيقي فكل الشخصيات لها علاقة ببطلنا «وطني»، وكان يجب اختيار شخصيات متباينة حتى نأتي بالقيمة وعكسها، نتحدث عن الخوف والشجاعة، الموت والحياة، الحب والخيانة، العلاقة الجسدية وعشق الروح، القيم المتضاربة، فكان لا بد من رسم شخصيات متباينة حتى تكون القيم مُحملة على شخصيات شبيهة بها وفي نفس الوقت تتضارب هذه القيم فيحدث ما نسميه الصراع، وبالتالي يكون عملي على منهج الواقعية الجديدة، الشخصيات حقيقية وفي نفس الوقت «متأسطرين» فن، وقد ساعدتني الموسيقى والديكور والإضاءة على تحقيق هذا البعد بين الواقعية والأسطورية فعملنا على حد السيف وتلك كانت الصعوبة.
 - كيف ساعدتك هذه العناصر في تحقيق رؤيتك؟
حول مهندس الديكور فادي فوكيه قاعة مسرح الطليعة لقرية صغيرة وكان هذا هو الرهان، ثم جاء دور مهندس الإضاءة عمرو عبد الله الذي وضع لمسته بعد مناقشة طويلة بيننا لنصل إلى المنطقة التي أردتها: الشخوص واللوحات المسرحية تجعلك تشعر أنها شخوص مرسومة في لوحة، وحين يبدأ الحدث المسرحي تتحول هذه الشخوص لشخصيات حقيقية، وقد أجاد وأبدع ونقل العرض في «حتة» مهمة جدا بمشاركة ديكور فادي فوكية، بالإضافة لمصممة الملابس شيماء محمود في أول تجربة لنا سويا وهي ابنة الطليعة، وقد قدمت شيئا جيدا في تصميمات خدمت الشخصيات وعبرت عنها.
 - تقسيم العرض إلى ثلاثة أجزاء يشبه المونتاج في الفيديو.. فهل قصدت ذلك للتقرب من الجمهور؟
النص فرض اللجوء للفوتو مونتاج أو الطريق المتوالي، وكذلك فرض علينا الإضاءة والديكور كتكنيك للعمل، فالورق بني من البداية على هذا التكنيك وليس الأمر حيلة إخراجية ولا يمكنني القول إن كنت قد ساهمت في التقريب والحميمية مع الجمهور أم لم.. لكنه كان أحد أهدافي بالتأكيد حين قسمت العرض لأجزاء.
 - كيف وقع الاختيار على فريق العمل؟ وهل تتخيل من سيقدم الشخصية أثناء الكتابة؟
إطلاقا لأنني أكتبها شخصيات مطلقة، ثم أبحث عمن يجسدها، وقد استعنت بفريق قوي جدا في «نوح الحمام» وسعيد كوني ممثلا بينهم، ولأنني أحب التمثيل فمن الصعب القبول بالقليل في أحد الأدوار، فجاءت الشخصيات بتركيبة مختلفة وصعبة، وفي اختياراتي للممثلين أحرص أن يكونوا على مستوى عالٍ من الدراية بمهنة التمثيل لأنها صعبة، لذلك اخترت عناصر يمكنها مساعدتي لتقديم هذا النوع من المسرح لاعتماده على الإيهام الكامل، والحقيقة أنهم خضعوا «لكورس» تدريبي صعب جدا لدرجة أنهم اتهموني بأنني أجهدتهم كثيرا.
 - في صعيد مصر هناك لهجات مختلفة.. فكيف تعاملت مع هذا الأمر لتحدد اللهجة المناسبة للعرض؟
اخترت قرية في قنا إحدى مدن الصعيد، واستعنت باثنين من مراجعي اللهجة المحترفين، وبالتأكيد استغرق الأمر وقتا وجهدا كبيرا حتى يتمكن الممثلون من إجادة اللهجة، فللأسف لدينا مشكلة كبيرة في لهجات الصعيد التي يصدرها لنا التلفزيون. فكان همي الأول ألا أقع في فخ صعيدي التلفزيون، وبالفعل ساعدني المراجعون على التخلص منه وأعتقد أنني نجحت في ذلك.
 - لماذا اخترت شخصية «سلام» دون غيرها لتجسيدها؟    
سلام شخصية صعبة، أحببته كثيرا لأنه إنساني جدا، والضعف الإنساني يتضح به جليا، صعيدي «ابن عز» فرض عليه الثأر من وطني البطل العظيم الذي قتل عمه وأخاه، وحياته تتوقف على فكرة انتظار وطني وقتله، وفي نفس الوقت فهو خائف جدا من مواجهة «وطني».. المفارقة هنا أن عليه مواجهة القاتل وفي نفس الوقت خوفه من مقابلة الموت، وعليه أن يظهر شجاعا وبطلا أمام أهله وعشيرته.
 - كيف يمكن لفنان القيام بعدة أدوار داخل العرض الواحد دون تشتيت؟
الأمر ليس بدعة، فهذا هو رجل المسرح منذ نشأة الدراما اليونانية القديمة لمسرح الدولة الوسطى في أوروبا والمسرح الإنجليزي والفرنسي وفي الدولة الحديثة، ومنذ بدايات القرن التاسع عشر، كل رجال المسرح عملوا بالثلاث مهن لأنها مهنة واحدة، فرجل المسرح يجب أن يجيد الكتابة للمسرح، وأن يكون مخرجا وممثلا، وليس هناك مخرج مسرح غير قادر على التمثيل، فكيف يدرب الممثلين؟ جورج أبيض ونجيب الريحاني وغيرهما كتبوا وترجموا وأخرجوا للمسرح، صحيح أنه كان لدي أزمة مع القيادات ولكن الفنان شادي سرور يدرك معنى المسرح لذا وافق على قيامي بالأدوار الثلاثة، من المهم للسادة النقاد أن يوضحوا للناس أن التأليف والتمثيل والإخراج ليسوا وظائف أو مهن مختلفة، فجميعهم من نفس الوعاء.
 - البروفات بدأت من نوفمبر فما السبب في تأخر العرض؟
هذا صحيح، السبب هو تأخر افتتاح مسرح الطليعة بسبب الدفاع المدني، ود.إيناس عبد الدايم ساعدتنا لينتهي الأمر سريعا.
 - هل يختلف الأمر عندما تُخرج لمؤلف آخر؟
قدمت عرضين فقط لمؤلفين آخرين هما «العشاء الأخير» لسعيد حجاج و«برلمان الستات» لتوفيق الحكيم، ولكنني تدخلت بشكل أو بآخر في الورق، أنا أحب ورقي لسهولة التحكم فيه، كما أنني لم أرتح كثيرا مع من عملوا على ورقي بخلاف المخرج أحمد إبراهيم الذي قدم النص الذي أعددته «الأبرياء» فأحببت التجربة، وأتمنى أن تتحقق التوافقية لأجد مؤلفا أعمل على نصوصه أو مخرجا يعمل على نصوصي، فالأمر ليس سهلا وأشعر معه بغربة بعض الشيء، وقد يرجع ذلك لاعتيادي على تقديم أعمالي فهذا العمل الثاني عشر تأليفا وإخراجا.
 - هل تختلف كتابة السيناريو التلفزيوني عن النص المسرحي؟
الوسيط مختلف تماما، المسرح يمكنه تقديم القيم العميقة الفلسفية ويتحمل مناقشتها، بينما الفيديو يحكمه النجوم والوقت وأنه يذهب للناس في المنازل، بالإضافة لكونه مادة للتسلية وهذا هدفه الأول، في حين أن المسرح التسلية هدف من أهدافه بجانب الأهداف الأخرى التنويرية والتثقيفية، لدي ما يقرب من ثلاثة أعمال تحت الإنتاج السينمائي، وأعتقد أن السينما هي الأشبه بالمسرح في قدرتها على مناقشة القيم الكبرى لكن يظل المسرح هو السيد في هذه المنطقة.
 - ما قصة صالح ولماذا لم تستخدم نفس الرمز في «نوح الحمام» بدلا من «وطني»؟    
هي سلسلة من ثلاثة نصوص، بدايتها كانت «مرة واحد صالح» عرضت عام 2005، وحصلت على جائزة أحسن عرض جماعي في المهرجان القومي، ثم «المطعم» 2010، و«العفريته» وهو مشروعي القادم، وحتى لا أكون على نفس الوتيرة قدمت «نوح الحمام»، لكن صالح بطل من أبطالي الذين أحبهم ولعبت دوره في العرضين، ولا أعتقد أنني سأكتب صالحا مرة أخرى، فنهايته «العفريته» الذي أحاول حاليا أن أوجد له خطة لتقديمه، وصالح يرمز لجيلنا وأدعي أننا جيل من الصالحين، جيل يحاول أن يظل جيدا على الرغم من كل الضغوط والفساد والأزمات السياسية والاجتماعية التي تمر بنا منذ نعومة أظافرنا، فصالح رمز واضح وجلي لعدة أجيال متتالية.
 - «هو وهي» و»واحدة حلوة» وحتى «نوح الحمام» غلب عليهم الحوار النسوي.. فهل هذا اهتمام خاص منك بالمرأة؟
بالتأكيد، فالمرأة مهمة جدا في حياتي وأدعي أن العلاقة الديالكتيكية بين المرأة والرجل هي قوام الدنيا وكوكبنا، فالمرأة قيمة كبرى بالنسبة لي وأهم الأشياء التي عشتها في حياتي أبطالها من النساء، علاقتي بوالدتي وزوجتي وأخواتي الفتيات علاقة متفردة، المرأة حدث كبير لا يمكنني تجاهله أو إغفاله.
 - من خلال اهتمامك بالمرأة.. هل ترى أن الأعمال التي قدمها المسرح عنها تناقش قضاياها بعمق؟
هناك أزمة كبيرة في الكتابة للمرأة، وهناك الكثير من المشكلات الخاصة بالمجتمع النسوي في مصر والعالم العربي إن لم يكن العالم أجمع، وهذه المنطقة بها حساسية وحرج، لأنك تتناول الدين والقيم الأخلاقية والاجتماعية المسكوت عنها وتغض الطرف عنها لأنها عيب وحرام، وأرى أنها منطقة ملهمة ومليئة بالقنابل، ومن يقترب منها لا بد أن يكون حذرا، ولهذا فليس كل من كتب فيما يخص العلاقات بالمرأة كان واعيا بها.
 - هل فكرة وجود مسابقة لهذا النوع من الأعمال قد يوجد حلا لهذه الأزمة؟
التسابق والمهرجانات حلية فقط بينما القوام الحقيقي للفعل المسرحي هو التلقي، أي الجمهور، فالمهرجانات تقام لنشكر بعضنا البعض ونُقيم بعضنا بغض النظر عن صدق التقييم من عدمه، لست ضدها ولكننا كمبدعين نحب التسابق والمهرجانات والتعرف وإقامة العلاقات بيننا كمسرحيين في الوطن العربي والعالم، «الصنعة» مبدع وجمهور وغير ذلك حليات شكلية مهمه في إطار الفعل المسرحي ولكنها ليست في صلب القيمة المباشرة.
 - بمناسبة الجمهور أيهما الأقرب له اللغة العامية أم الفصحى؟
ليس هناك من يُملي على الجمهور ما الذي يحبه أو يكرهه، فقط قدم فنا حقيقيا والجمهور سيتقبله ويقدره، الجمهور أرض خصبة أيا كان ما تزرعه سوف تحصده، زرعت الوعي والفهم ستجده زرعت السخف والهراء ستجده.
 - أهم المشكلات التي تواجه المؤلف المصري عموما من وجهة نظرك؟
الإنتاج، فليس لدينا قنوات إنتاج سوى عدد محدود من مسارح الدولة لديها مشكلات ومعوقات إنتاجية، وبعيدا عن مسرح الدولة ليس هناك سوى cairo show لمجدي الهواري، وما زال يتلمس طريقه حتى إنه اضطر للجوء لكلاسيكية من كلاسيكيات شكسبير، بالإضافة لعمل مسابقة للنصوص المسرحية – وقد شاركت بأحد نصوصي - وأحب تجربته فهو يحاول إيجاد مؤلفين، نعم لدينا أزمة لكنها ليست أزمة مؤلفين، لدينا مؤلفين «شطار» جدا لكن ليسوا معروفين، وليس لديهم سبل للإفصاح عن أنفسهم.
 - هذا يجعلني أسألك عن مهرجان الكاتب المسرحي الأول الذي أقيم لدورة واحدة.. هل يحتاج المؤلف المصري لهذا المهرجان الآن؟
من الجيد ذكر هذا المهرجان وأحمل كل الامتنان والتقدير لدكتور أسامة أبو طالب، صاحب فكرته، لأنني عُرفت كمؤلف من خلال المهرجان حين قدمت «حكاية واحد صالح»، وأسامة نور الدين (رحمه الله) من أوائل المؤلفين الذين ظهروا في مهرجان الكاتب الأول، وكانت تجربة راقية ومهمة وذكية، لكنها لم تنل حظها.. هو من المهرجانات المهمة جدا التي أؤيد بشدة عودتها، فإن تقدم له عشرون مؤلفا وخرج منهم فقط اثنان كل عام، في خمس سنوات سيكون لدينا عشرة مؤلفين مختلفين، إنه لشيء عظيم وسنجد أكثر من ذلك.
 - هل أنت مع فكرة ورش الكتابة؟
أنا مع ورش الكتابة التدريبية ولست مع ورش كتابة نصوص، نص واحد يكتبه خمسة أفراد لا يمكن.. فهل سيكتب كل منا كلمة، قد ينجح ذلك في الفيديو، لكن المسرح صعب جدا، وهنا أتحدث من خلال تجربتي الشخصية وليس في المطلق.
 - عملت لثلاث سنوات أخصائي مسرح مدرسي فما هو دور المسرح المدرسي في البناء والتنمية؟
تخرجت من كلية التربية النوعية قسم إعلام تربوي شعبة مسرح مدرسي، وعملت أخصائي مدرسي، هي أهم أيام مررت بها في حياتي، ولدي جيل كامل أكثر من ثلاثين طالبا وطالبة وجهتهم وأتيت بهم من المدارس صاروا نجوما كبارا اليوم في الوسط الفني، منهم كتاب سيناريو ومديرو قنوات، وحدي كأخصائي مسرح مدرسي فعلت ذلك في ثلاث سنوات، فما بالنا إن كان هناك جيل حقيقي من المهتمين بالمسرح المدرسي بالتأكيد سنخرج دررا، بالإضافة لبناء الذائقة الفنية والثقافية لدى الأجيال.
 - هل ترى أن المسارح يجب أن تلتزم بهويتها؟
بالتأكيد، فليس منطقي أن أقدم في القومي عروضا دون المستوى، أو أقدم في المسرح الكوميدي عرضا تراجيديا ومونودراميا، كذلك الطليعة، ليس منطقيا أن أقدم به عرضا لا يحمل لمحة تجريبية فهو طليعي ويحتاج لأفكار وتكنيك، غير ذلك خدعة للناس.


روفيدة خليفة