العدد 620 صدر بتاريخ 15يوليو2019
للعمل والسعي والاجتهاد أهمية بالغة في حياة الفرد، بها يستطيع الإنسان أن يحقق ما يحلم به .. تلك هي رسالة العرض المسرحى الغنائي « زهرة اللوتس» الذي يقدم حاليا على خشبة مسرح ميامى و الذى حقق إقبالا جماهيريا كبيرا.
العرض إنتاج المسرح القومي للطفل تحت قيادة الفنان حسن يوسف، تأليف طارق مرسى إخراج محمد حجاج،
تدور أحداث العرض حول اختفاء زهرة اللوتس وبحث الأميرة عنها، ويساعدها الحطاب الفقير علاء الدين في معرفة السر.
العرض بطولة هدى هاني، فادي خفاجة، سيد جبر، حمدي العربي، محسن العزب، وائل إبراهيم، بدر سيد، فاطمة ذكي، أشرف شكري، وليد أبو ستيت، بمشاركة مجموعة من أطفال فرقة المسرح القومي للطفل. سينوغرافيا حازم شبل، وملابس د. مروة عودة، استعراضات شريف راضي ألحان إيهاب حمدي وأشعار أيمن النمر وعرائس مجدي ونس ومادة سينمائية محمد الجباس.
المخرج محمد حجاج عضو نقابة المهن التمثيلية، و أبن فرقة السامر و مدير عام الإدارة العامة للفنون الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة. قدم العديد من الأعمال المسرحية للكبار والصغار، بالبيت الفني والثقافة الجماهيرية ومسرح الجامعة والفنون الشعبية والاستعراضية، قمنا بعمل هذا الحوار معه حول تجربته الجديدة.
- في البداية كيف بدأت التجربة؟
منذ فترة طويلة أقدم عروضا لمسرح الطفل، فأنا أعشق هذا المسرح ولدى اقتناع برسالته وكنت أبحث عن نص وقرأت العديد من النصوص إلى أن عثرت على نص «زهرة اللوتس» للمبدع طارق مرسى، فإنجذبت لفكرته كثيرا، خاصة وأن التيمة عربية تشبه «ألف ليلة وليلة» بالإضافة إلى أن النص يتوافر به عناصر التشويق والإبهار الخاصة بمسرح الطفل، من الملابس والديكور والاستعراضات وخيال الظل والعرائس، ويطرح مجموعة من القيم والمعانى الهامة مثل قيمة العمل و العلم وحب الوطن، ورسالة العرض أن بالعلم والاجتهاد يستطيع الإنسان تحقيق كل ما يصبو إليه، وقد وتقدمت بالنص إلى الفنان القدير حسن يوسف مدير عام المسرح القومي للطفل، وتمت إجازته وبدأت في ترشيح الأبطال وقد حرصت أن يكون الإبطال من أعضاء الفرقة .
- هل تتناسب العروض التي تقدم للطفل مع وعى طفل اليوم الذي أصبح على درجة كبيرة من التطور والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة؟
هناك ثلاثة أنواع من العروض تقدم لمسرح الطفل: النوع الأول هو النوع المقتبس من التيمات العالمية، ويتم تمصيرها وتقديمها. النوع الثاني ابن الاستسهال، أما النوع الثالث فهو الأصعب حيث يقدم تيمة عربية مصرية شعبية، فكما أن هناك تيمات عالمية فإن لدينا العديد من التيمات العربية الشهيرة التي يمكن أن يحتذى بها، وأنا أفضل هذا النوع من العروض. إن بعض التجارب التى تقدم لا تخاطب الأطفال، فطفل اليوم على اتصال كبير بالتكنولوجيا، ويجب عند تقديم عمل للطفل أن يتلاءم مع هذا التطور، فالإبهار عنصر أساسي في مسرح الطفل ومن خلاله نستطيع تقديم المعلومة والأفكار المختلفة.
- ما المميز فى نص «زهرة اللوتس» للكاتب طارق مرسى ؟
الكاتب طارق مرسى لديه خبرة كبيرة في مسرح الطفل، وهذا ما جعل له ثقل كبير في الكتابة وما يميز كتاباته أنه يعى المعنى الحقيقي الذي يجب أن يقدم للطفل، ففي مسرحية « زهرة اللوتس» يقدم تيمة العمل فى أجواء من الإبهار، ويقوم بإخراجها على الورق، وهو ما يجعلني أقوم بتطويرها وأحاول أن أوازي فكرة النص، بالإضافة إلى الحوار البسيط والعميق والراقى، وعناصر الإبهار في كتابة الحدث والتي تجعله متدفقا وسريعا ومنجزا وهو ما لا يتوافر فى الكثير من كتاب مسرح الطفل.
- ما الرؤية التي أردت أن تلقى الضوء عليها من خلال العمل ؟
لن يحقق حلمك سوى اجتهادك وعملك وحبك لبلدك، فسعى الإنسان يجعله يصل إلى هدفه.. فلن يظهر لك المارد ليحقق لك أحلامك، وهى الرسالة الهامة التى يبعث بها العرض.
- ما رأيك فى الكتابات الخاصة بمسرح الطفل ؟
كتابات الطفل الجيدة نادرة وقلما نجد كتابا متميزين، فالكتاب الجيدين معدودين لأن مسرح الطفل من أصعب المسارح، ومن الصعوبة إقناع الأطفال بأي أفكار .
- ما الذي ينقص عروض مسرح الطفل في مصر؟
مسرح الطفل يحتاج إلى عناصر الإبهار في الملابس والديكور والخدع السينمائية، ولكن الأمر يحتاج إلى تكلفة إنتاجية كبيرة، وكما شاهد الجميع فإننا بأقل التكاليف الإنتاجية استطعنا تقديم عرض مسرحي متكامل. وأعتقد أنه إذا كان لدينا إنتاجا أكثر كنا سنقوم بعمل المزيد من الإبهار، فى جميع أنحاء العالم مسرح الطفل تكون ميزانيته مفتوحة، لذلك من الضروري الاهتمام بالإنتاج الخاص بمسرح الطفل لأنه لا يقل أهمية عن مسرح الكبار حيث يقوم بتربية النشء .
- هل أنت مع الاستعانة بنصوص مقتبسة لمسرح الطفل؟
المحلية تصنع العالمية، أنا مع النصوص التى تكتب خصيصا للطفل وللمسرح العربي والمصري بالتحديد، فنحن لدينا العديد من الشخصيات العربية التي يمكن أن تقدم للطفل ليحتذى بها ولا تقل فى الجودة عن الشخصيات الغربية .. هناك الكثير من الشخصيات فى التراث الشعبي العربي والمصري، وهناك « ألف ليلة وليلة «التى تزخر بالحكايات والقصص التى تحوى الكثير من القيم والمعانى وبها إبهار كبير.
- ما رأيك في تخصيص مسابقة منفردة لمسرح الطفل في دورة المهرجان القومي المقبلة ؟
أنا ضد التقسيم و أتساءل: لماذا هذا التقسيم؟ فكل عناصر العمل المتوفرة فى مسرح الكبار تتوافر في مسرح الطفل.. بل أن مسرح الطفل يحتاج إلى مزيد من الإبهار وفى بعض الأحيان هناك عروض لمسرح الطفل تتفوق بشكل كبير عن عروض الكبار.
- ما رأيك في حجب جوائز التأليف في جوائز الدولة التشجيعية؟
أنا ضد حجب جوائز التأليف، فالتأليف إبداع حقيقي وهو أول خطوة في طريق الإبداع.
- بصفتك مديرا عام للإدارة العامة للفنون الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة لماذا هناك ندرة فى مهرجانات الفنون الشعبية ؟
هناك العديد من المهرجانات الخاصة بالفنون الشعبية، فعلى مستوى الجمهورية هناك 60 فرقة بين فنون شعبية وآلات شعبية، وهناك 32 فرقة للفنون الشعبية تمثل مصر في مهرجانات دولية طوال العام،
وهى فرق متميزة وتشارك في مهرجانات عربية وداخلية، وفى أوائل سبتمبر نقوم بإقامة مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية، الذي تشارك به كل فرق الفنون الشعبية، ولدينا مهرجان تعامد الشمس في فبراير ويقام في أسوان، وتشارك به معظم الفرق المميزة من الفنون الشعبية، بالإضافة لوجود فرق عربية ودولية. كما نقيم كل عام مهرجانا للتحطيب، وكان هناك المهرجان الأقليمى الخاص بالفنون الشعبية واستعضنا عن هذا المهرجان بأن أصبحت فرق الأقاليم تقوم بعمل جولات في الأقاليم الأخرى وتتبادل الفرق عروضها، ففرق الفنون الشعبية مستمرة فى تقديم عروضها فى جميع المناسبات.
-ما الخطة المقبلة للإدارة العامة للفنون الشعبية؟
نحن بصدد إقامة مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية يعقبه مهرجان التحطيب وأود أن أشير إلى أن الفرق التابعة للإدارة تشارك في كل المناسبات القومية، مثل الأعياد القومية للمحافظات وعيد العمال وغيرها من المناسبات.
- ما رأيك في اتجاه البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية تحت قيادة د. عادل عبده لتطوير الرقصات الخاصة بفرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية ؟
د. عادل عبده لديه خبره كبيرة فى مجال الفنون الشعبية والاستعراضية ومن المؤكد أن هناك تطوير كبير سيحدثه وهى خطوة هامة للغاية وفكرة صائبة كما أن فرقة رضا والفرقة القومية تحوى أفضل العناصر الفنية في الوطن العربى.
- قدمت العديد من الأعمال المسرحية للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية فهل هناك مشروع مقبل ستقدمه ؟
هناك عمل مسرحي غنائي أقوم بالتحضير له الفترة المقبلة وسيكون إنتاج البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية تحت قيادة د. عادل عبده، وقد سبق وأن قدمت ثلاثة عروض من إخراجي للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية وكان أخر هذه العروض عرض « فلفل حيران» لفرقة تحت 18 الذى استمر عرضه لمدة ثلاثة سنوات.
وقدمت أيضا عرض «بائعة الحواديت» مع الجميلة الفنانة مي عبد النبي والجميلة ناهد رشدى وكان أولى أعمالي « بيت الحب « بطولة الفنانة حنان سليمان والفنان عادل الكومي والفنان همام تمام.
- ما رأيك في مسرح الدولة الفترة الحالية ؟
هناك نقلة نوعية كبيرة وهناك مجموعة من المبدعين على الساحة المسرحية، وقد سعدت كثيرا بحصول المخرج تامر كرم على جائزة الدولة التشجيعية وهو مخرج مبدع، قدم أعمالا متميزة ومنها «هنا أنتيجون» و«يوم أن قتلوا الغناء» وهناك مخرجين شباب مبدعين ومنهم المخرج شادي الدالي وآخرون.