العدد 618 صدر بتاريخ 1يوليو2019
الفنانة القديرة روحية خالد (واسمها بالكامل روحية محمد علي خالد) من مواليد 13 يناير عام 1910، وقد بدأت بدأت حياتها الفنية عام 1927 من خلال انضمامها إلى فرقة «رمسيس»، وهي الفرقة التي عملت بها لفترة طويلة تحت قيادة الفنان يوسف وهبي وبالتحديد حتى عام 1935. ويحسب لها في مسيرتها الفنية إيمانها الكبير بضرورة صقل الموهبة بالدراسة المنتظمة، فعلى الرغم من تحقيقها للنجاح الفني بفرقة «رمسيس» فإنها أصرت على الالتحاق بأول معهد عالي حكومي للتمثيل عام 1930، 1931م،
وذلك ضمن دفعة ضمت (27) سبعة وعشرين طالبا وطالبة من بينهم الفنانون: محمد عبد القدوس، زوزو حمدي الحكيم، أحمد البدوي، رفيعة الشال، أحمد فرج النحاس، عبد السلام النابلسي. وقد تتلمذت خلال تلك الفترة على يد كل من الأديب الكبير طه حسين والفنان القدير جورج أبيض والرائد المسرحي زكي طليمات، وحينما تم إغلاق المعهد بعد سنة واحد تحت ضغوط سياسية واجتماعية لم تيأس بل أصرت على استكمال صقل موهبتها الفنية بالدراسة، وبمجرد إعادة افتتاح المعهد العالي للتمثيل (الفنون المسرحية) مرة أخرى التحقت به ثانية، وتخرجت فيه بالحصول على درجة البكالوريوس عام 1952، وذلك ضمن دفعة من الموهوبين الذين تألق بعضهم وحققوا النجومية بعد ذلك وفي مقدمتهم الأساتذة: سميحة أيوب، أنور محمد، كمال عيد، حسين جمعة، هدى عيسى، عبد العزيز أبو الليل. ويجب التنويه في هذا الصدد إلى أن المعهد ومنذ تخرج أول دفعاته عام 1947 لم يقدم للوسط الفني قبلها سوى خمس نجمات هن الممثلات: نعيمة وصفي (1947)، ناهد سمير (1949)، ملك الجمل (1950)، زهرة العلا، كريمة مختار (1951).
وبالتالي يتضح مما سبق أن الفنانة روحية خالد التي احترفت الفن خلال فترة عشرينات القرن الماضي (والتي ذاع صيتها منذ أربعينات القرن الماضي) تعد من ممثلات الرعيل الأول ومن الرائدات في مجال التمثيل النسائي بمصر، فهي من أوائل الممثلات المصريات اللاتي عملن بالفن المصري خلال النصف الأول من القرن العشرين (والمقصود بالتحديد المسرح بوصفه القناة الفنية الوحيدة قبل ظهور السينما والإذاعة والدراما التلفزيونية)، ربما لم يسبقها في ذلك سوى كل من الفنانات: لطيفة عبد الله، منيرة المهدية، زينب صدقي، دولت أبيض، فاطمة رشدي وشقيقتاها رتيبة وأنصاف، زكية إبراهيم، أمينة رزق، فردوس حسن، عقيلة راتب، زوزو حمدي الحكيم، حيث اقتصرت البطولات النسائية خلال نهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين على مشاركات مجموعة من الفنانات الشوام (من بينهن: ملكة سرور، هيلانة بيطار، مريم سماط، وردة ميلان، ماري صوفان، أبريز استاتي، ألمظ استاتي، صالحة قاصين، فاطمة اليوسف، بديعة مصابني، ماري منيب، ثريا فخري)، أو مجموعة من المصريات اليهوديات (ومن بينهن: ميليا ديان، أديل ليفي، إستر شطاح، نظلة مزراحي، سرينا إبراهيم، هنريت كوهين، فيكتوريا كوهين، فيكتوريا موسى).
وكان من المنطقي بعد تخرج الفنانة روحية خالد من المعهد أن تتعدد مشاركاتها الفنية بجميع القنوات الفنية (المسرح، السينما، الإذاعة، التلفزيون)، ويحسب لها تحقيقها للنجاح بجميع تلك القنوات، وإن ظل المسرح طوال مسيرتها الفنية هو المجال المحبب لها، والذي حقق لها طموحها الفني خاصة بعد انضمامها للفرقة «القومية» عام 1935، ومشاركاتها في بطولة عدد كبير من المسرحيات من أهمها: الفاكهة المحرمة، تاجر البندقية، الزوجة الثانية، مجنون ليلى، تلميذ الشيطان، التائبة، غادة الكاميليا، الحالة ج، مدرسة الإشاعات.
ويذكر بخلاف مشاركاتها بعروض «الفرقة القومية» خلال أربعينات القرن الماضي مشاركتها أيضا ببعض عروض جمعية «الشبان المسلمين» التي قدمت عدة مسرحيات تاريخية وإسلامية من تأليف عبد القادر الساعاتي (واسمه الحقيقي عبد القادر البنا، وهو شقيق مؤسس الجماعة ومرشدها حسن البنا).
وأثناء تألقها المسرحي شاركت بمجموعة من الأفلام السينمائية المتميزة، حيث قامت بأداء بعض الأدوار الرئيسية فيما يقرب من أربعين فيلما من أهمها: سلامة في خير (1937)، انتصار الشباب (1941)، أولاد الفقراء (1942)، هدمت بيتي، شمعة تحترق (1946)، الجريمة والعقاب (1957)، بين الأطلال (1959)، المعجزة (1962)، شنبو في المصيدة (1968)، نحن لا نزرع الشوك (1970)، للحب قصة أخيرة (1985).
وجدير بالذكر أنها ورغم تعدد مشاركاتها التلفزيونية ومساهمتها بتجسيد بعض الشخصيات الدرامية المهمة بعدة مسلسلات وسهرات تلفزيونية، فإنها لم تستطع تحقيق ذلك التميز والتألق الذين نجحت في تحقيقهما من خلال ميكروفون الإذاعة، الذي ساهمت من خلاله في أداء بعض الأدوار الرئيسية المتميزة في عدد كبير من المسلسلات الإذاعية ومن أهمها: ثقوب في الثوب الأسود، باب زويلة، ثورة شعب، المرأة الأخرى، عطا الله، عنبر سبعة، الليل الطويل، في سبيل الحرية، زيارة بلا موعد، ورود وأشواك، أدهم الشرقاوي.
ويمكن من خلال رصد جميع المشاركات الفنية للفنانة القديرة روحية خالد خلال الفترة من الأربعينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي أن نسجل لها تميزها ونجاحها في تجسيد مجموعة متنوعة من الأدوار الرئيسية والأدوار الثانية، وخصوصا تلك الأدوار النفسية المركبة، التي استطاعت بحساسيتها المفرطة وأسلوبها المميز في الأداء إثارة شفقة المشاهدين وكسب تعاطفهم مع تلك الشخصيات التي قامت بتجسيدها.
ولتميزها الفني بصفة عامة وبصورة خاصة في «فن الإلقاء» فقد أسند إليها في خمسينات القرن الماضي تدريس مادة «التمثيل» بالمعهد «العالي للفنون المسرحية». وتجدر الإشارة إلى اضطرارها للانقطاع عن المسرح منذ منتصف الخمسينات تقريبا بسبب بعض الظروف الشخصية التي مرت بها، ولكنها عادت إليه مرة أخرى مع تأسيس «فرق التلفزيون المسرحية» التي شاركت ببعض عروضها، وبالتحديد بعروض فرقة «المسرح الحديث» التي قامت من خلالها بأداء بعض الأدوار الرئيسية بسبع مسرحيات، كما شاركت بعد ذلك أيضا بمسرحية واحدة بكل من فرقتي: «المسرح القومي» و«مسرح الجيب» عام 1969، وكانت هذه هي آخر مسرحية تشارك بها، وإن استمرت تعمل في السينما حتى عام 1988.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعمالها الفنية طبقا لاختلاف القنوات المختلفة (سينما، مسرح، إذاعة، تلفزيون) مع مراعاة التتابع التاريخي كما يلي:
أولا: مشاركاتها المسرحية
ظل المسرح منذ بدايات الفنانة روحية خالد هو المجال المحبب لها ومجال إبداعها الأساسي، وهو الذي قضت في العمل به كممثلة محترفة ما يقرب من نصف قرن، شاركت خلالها ببطولة عدد كبير من العروض ببعض الفرق المسرحية المهمة ومن أهمها: «رمسيس»، «المسرح القومي»، «المسرح الحديث»، حيث شاركت في بطولة ما يزيد عن مائة مسرحية من المسرحيات المهمة، من بينها ما يقرب من خمسين مسرحية بفرقة «رمسيس» (خلال الفترة 1927 - 1935).
وتألقت في تجسيد عدد من الشخصيات الدرامية الخالدة ومن بينها شخصيات: شخصية الابنة الجميلة المدللة بمسرحية «الأمل»، سلمى بمسرحية «مجنون ليلى»، شخصية ولي العهد بمسرحية «لويس الحادي عشر، شخصية نيشت بمسرحية «غادة الكاميليا»، إيزابيل بمسرحية «مرتفعات وذرينج»، أليزا في مسرحية «حواء»، دويتسا ملكة فرنسا بمسرحية «الوطن»، شخصية المرأة المتغطرسة بمسرحية «المصيدة»، الجدة بمسرحية «تانجو».
هذا ويمكن تصنيف مشاركاتها المسرحية طبقا لتنوع واختلاف الفرق المسرحية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
- «رمسيس»: الكوكايين، قلب الأم، صاحب البيت، القبلة القاتلة، ملك الحديد (1927)، قهوة الذوات، الحرية، الفاجر (1928)، نسوان وظاويظ، باجي سقا، في ظلال الحريم (1929)، نار ورماد، النائب المحترم، المرأة الكاذبة (1930)، أولاد الفقراء، بيومي أفندي (1931)، الطمع، بنات اليوم، هوانم أسبور (1932)، قمبيز، الخطر، زواج بلا حب (1933)، اللبخة، النبع الموبوء، هكذا الدنيا (1934).
- «اتحاد الممثلين»: جرانجوار، الفاكهة المحرمة، في سيل الوطن، هرناني، الجنرال ريشيليو (1934).
- «المسرح القومي»: الفاكهة المحرمة، تاجر البندقية، السيد (1936)، الزوجة الثانية، اللهب، المعجزة (1937)، مجنون ليلى (1938)، الأمل، تلميذ الشيطان، أنتيجونا (1939)، عبيد الذهب، لويس الحادي عشر (1940)، التائبة، الثائرة الصغيرة، إلكترا، الوطن (1942)، زوج كامل، غادة الكاميليا (1943)، مرتفعات وذرينج (1944)، تاج المرأة، سكرتيرها الخاص (1945)، الحالة ج، أول بختي (1946)، مدرسة الإشاعات، صلاح الدين ومملكة أورشليم (1947)، العائد من فلسطين (1948)، النسر الصغير (1949)، شجرة الدر (1950)، صفقة مع الشيطان (1954)، حواء (1955)، دائرة الطباشير القوقازية (1968).
- «المسرح الحديث»: شجرة الظلم (1962)، قهوة مصر، المصيدة (1963)، لا حدود، أدهم الشرقاوي (1964)، حبل غسيل (1965)، راجل ولا كل الرجالة (1966).
- «الجيب»: تانجو (1969).
هذا وقد تعاونت من خلال هذه المسرحيات مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون مختلف الأجيال ومن بينهم الأساتذة: عزيز عيد، يوسف وهبي، زكي طليمات، عمر جميعي، فلاندر، فتوح نشاطي، أحمد علام، سراج منير، نبيل الألفي، سعيد أبو بكر، كورت فيت، سعد أردش، صلاح منصور، محمود السباع، كامل يوسف، فوزي درويش.
ثانيا: أهم مشاركاتها السينمائية
رغم عدد الأفلام القليل نسبيا - الذي لا يتجاوز أربعين فيلما - والذي لا يتناسب إطلاقا مع حجم موهبتها، فإنها استطاعت أن تثبت وتؤكد مقولة «الكيف أهم من الكم»، وكانت أولى مشاركاتها السينمائية في فترة مبكرة جدا وبالتحديد في فيلم «قبلة في الصحراء» عام 1927 من إخراج إبراهيم لاما وبطولة بدر لاما، بدرية رأفت، محمود المليجي، أنور وجدي، في حين كانت آخر مشاركتها بالفيلم التلفزيوني «أنا وأنت وساعات السفر» عام 1988 ومن إخراج محمد نبيه، وبطولة نيللي، يحيى الفخراني، نبيل بدر، ليلى فهمي. وتجدر الإشارة إلى أن الفنانة القديرة روحية خالد قد حرصت على تنوع أدوارها طوال مسيرتها السينمائية، ولعل من أوضح الأمثلة على ذلك: تقديمها لشخصية الفتاة البسيطة بفيلم «سلامة في خير» مع نجيب الريحاني وراقية إبراهيم (عام 1937)، وشخصية الزوجة المغلوبة على أمرها بفيلم «بين الأطلال» مع فاتن حمامة وعماد حمدي (عام 1959)، كما تألقت أيضا حتى في أدوارها الثانوية كشخصية العمة فهيمة اللئيمة بفيلم «شنبو في المصيدة» مع فؤاد المهندس وشويكار(عام 1968)، وشخصية الحماة الشريرة زهرة أم علام بفيلم «نحن لا نزرع الشوك» مع شادية ومحمود يس (عام 1970)، وجميعها أدوار متميزة ظلت عالقة بالذاكرة كعلامات ونماذج دالة على جودة وصدق الأداء.
هذا وتضم قائمة أعمالها الأفلام التالية: قبلة في الصحراء (1927)، الغندورة، الدفاع (1935)، سلامة في خير (1937)، أجنحة الصحراء (1939)، حياة الظلام (1940)، امرأة خطرة، إنتصار الشباب (1941)، ابن الصحراء، على مسرح الحياة، أولاد الفقراء (1942)، نداء الدم (1943)، الزلة الكبرى، الفلوس (1945)، سلوى، الأحدب، الخطيئة، هدمت بيتي، شمعة تحترق (1946)، ثمرة الجريمة، شبح نص الليل (1947)، السجينة رقم 17 (1949)، الجريمة والعقاب (1957)، عواطف (1958)، بين الأطلال (1959)، المعجزة (1962)، حكاية نص الليل (1964)، باسم الحب (1965)، شنبو في المصيدة (1968)، نحن لا نزرع الشوك (1970)، ذئاب على الطريق، كباريه الحياة (1972)، ومضى قطار العمر (1975)، سونيا والمجنون (1977)، للحب قصة أخيرة (1986)، وذلك بالإضافة إلى بعض الأفلام التلفزيونية ومن أهمها: التريللا (1985)، حل يرضي جميع الأطراف، أنا وأنت وساعات السفر (1988)، الوسام، وذلك بالإضافة إلى مشاركتها بالفيلم الأمريكي الوصايا العشر إخراج سيسيل دي ميل عام 1956.
ويذكر أنها قد تعاونت من خلال مجموعة الأفلام السابقة من نخبة متميزة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: ماريو فولبي، يوسف وهبي، أحمد بدرخان، نيازي مصطفى، إبراهيم عمارة، حسين فوزي، أحمد سالم، حسن حلمي، عمر جميعي، إبراهيم لاما، حلمي رفلة، عز الدين ذو الفقار، السيد زيادة، حسن الإمام، عاطف سالم، حسام الدين مصطفى، حسين كمال، عيسى كرامة، عبد الفتاح حسن، عبد العليم خطاب، محمود فريد، كمال صلاح الدين، رأفت الميهي، علوية زكي، محمد نبيه، صلاح سري، أحمد مندور.
جدير بالذكر أن الفنانة روحية خالد قد شاركت في ثلاث أفلام بقائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996 وهي: سلامة في خير 1937، بين الأطلال 1959، للحب قصة أخيرة 1985.
ثالثا: أهم الأعمال الإذاعية
تميزت الفنانة القديرة روحية خالد في فن الإلقاء وبمخارج ألفاظها السليمة وصوتها الحساس المتميز، وبمهاراتها البديعة في التلوين الصوتي وقدرتها على التعبير عن مختلف المشاعر والمواقف الإنسانية، وبأدائها البديع وخصوصا في التمثيل باللغة العربية أو إلقاء الشعر، ولذا فقد أسند إليها المخرجون أحيانا مهمة التعليق على الأحداث أو شخصية الرواية في بعض أعمال الدرامية، كما نجح مخرجو الإذاعة في توظيف موهبتها ومهاراتها في عدد كبير من التمثيليات والمسلسلات الإذاعية والمسرحيات العالمية المترجمة (بالبرنامج الثاني الثقافي حاليا)، ولكن للأسف الشديد يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذه الفنانة القديرة، والتي ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن أربعين عاما، وذلك لأننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية. هذا وتضم قائمة أعمالها الإذاعية مجموعة كبيرة من المسلسلات والتمثيليات الإذاعية ومن بينها على سبيل المثال فقط: قصة غامضة، ملحمة الناس للناس، ثقوب في الثوب الأسود، باب زويلة، امرأة من جديد، انتظر لا تقتلني، ثورة شعب، المرأة الأخرى، عطا الله، عنبر سبعة، الليل الطويل، الخريف والحب، في سبيل الحرية، شهيد اسمه موشيه، الفلوس والحب، زيارة بلا موعد، ورود وأشواك، أدهم الشرقاوي، الفاتنة وسائق التاكسي، نور، حضرة المحترم.
رابعا: أهم الأعمال التلفزيونية
نجحت الدراما التلفزيونية في الاستفادة من موهبة وخبرات هذه الفنانة القديرة فمنحتها فرصة المشاركة ببطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية قد يزيد على عشرين مسلسلا وسهرة درامية ومن بينها المسلسلات التالية: أمينة، أدركني يا دكتور، المنتصرون، بنك القلق.
ويجب التنويه إلى أن المسيرة الفنية للفنانة القديرة روحية خالد قد شهدت فترات انقطاع وحضور بسبب حياتها الخاصة التي حرصت على المحافظة على خصوصيتها، وإن كان قد عرف عنها زواجها ثلاث مرات، الأولى من المخرج السينمائي الكبير أحمد بدرخان، الذي قدمت معه فيلم «انتصار الشباب» عام 1941، والثانية من مستشرق بريطاني، والثالثة من مؤلف مشهور. وجدير بالذكر أن زوجها الثاني كان «هيوارث دان»، وهو أهم مستشرق إنجليزي كتب عن جماعة الإخوان (وهو الذي دبر لسيد قطب المنحة إلى الولايات المتحدة عام 1949 للاطلاع على التجربة الأمريكية في تطوير التعليم والحرية والديمقراطية!)، وقد اتبع «هيوارث» طريقة أجهزة الاستخبارات الغربية عندما تريد اختراق أي تيار سياسي، فأعلن إسلامه وسمى نفسه عبد الله وتزوج من الفنانة روحية خالد، وهو الزواج الذي استمر لمدة ثلاثة أشهر فقط.
ويذكر أيضا تعرضها لحادث سير كبير، حيث اعتادت على زيارة ضريح «السيد البدوي» بمدينة «طنطا»، وأثناء عودتها إلى مدينة القاهرة انقلبت سيارتها بعد اصطدامها مع سيرة نقل، فتهشمت السيارة تماما، ودخلت الفنانة في غيبوبة استمرت لساعات طويلة، ولكنها والحمد لله لم تصب بأي تشوهات أو كسور، وظلت بكامل صحتها إلى أن توفيت في 6 مايو 1990، عن عمر ناهز الثمانين عاما.
رحم الله الفنانة القديرة سيدة الإحساس الصادق روحية خالد وغفر لها وأسكنها فسيح جناته جزاء ما أخلصت في عملها واجتهدت طوال حياتها لإسعادنا ومحاولاتها الجادة للمشاركة في صياعة حياة أفضل عن طريق تجسيد كثير من الشخصيات الدرامية التي تمثل مختلف فئات الشعب والتعبير عن مشاعرها سواء من فتيات الطبقات الراقية الأرستقراطية أو لسيدات الطبقات المتوسطة والشعبية.